المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المستشار السوري في الكويت يعلن انشقاقه ويكشف أسرارا



مراسل الموقع
27 Oct 2011, 02:39 AM
المستشار خالد عبدالله شبيب القاضي المنشق يكشف أخطر أسرار نظام الأسد
24 أكتوبر, 2011 1:41 م

قال القاضي السوري المنشق خالد عبدالله شبيب الواوي رئيس اللجنة الحقوقية الخاصة بشهداء وأسرى حماة، إن أعداد الشهداء في سورية وصلت إلى أكثر من 10 آلاف شخص، وإن المعتقلين تجاوزت أعدادهم الـ 50 ألفا، وإن المفقودين الذين لا يعرف أحد عنهم شيئاً تجاوزوا العشرين ألفا.

وأضاف القاضي الذي أعلن انشقاقه عن النظام السوري من الكويت التي يعمل بها مستشارا بوزارة العدل الكويتية وعبر «الوطن» أن الكويت منذ وصوله إليها مستقيلا وهاربا من الظلم الذي رآه يمارس على كل المستويات في سورية، فتحت له ذراعيها، وتعاطف معه أهلها، ووفروا له فرص العمل كما لو كان كويتيا.

ولفت إلى أن شهداء وأسرى حماة ضاعت حقوقهم وصودرت عقاراتهم، واستبعدوا من الوظائف والتعليم حتى درجة القرابة الرابعة، في حين صدر قانون في سورية لحماية أملاك اليهود ومنازلهم بحيث ترد إليهم فور مطالبتهم بها.
وقال المستشار خالد شبيب الواوي إن الصلاة ممنوعة في الثكنات العسكرية وان أي شخص يلتزم بتعاليم دينه يوصف بأنه من الإخوان المسلمين ويعتقل أو يستبعد تماما وفيما يلي نص الحوار:

< ماذا عن عمل اللجنة الحقوقية الخاصة بالأسرى والمعتقلين في حماة التي تترأسها؟
- القاضي خالد شبيب الواوي: هذه اللجنة أنشئت في اسطنبول بتاريخ 2011/9/11 وهدفنا عرض المآسي والمجازر التي ارتكبت بحماة في المحافل الدولية، وبإذن الله بعد سقوط النظام الحالي فإن قضية شهداء حماة ستكون القضية الأولى التي تنظر فيها محكمة الثورة، لأن هؤلاء الشهداء الذين تجاوز عددهم خسمة وأربعين ألفا ضاعت حقوقهم ويذكرون بصفتهم إرهابيين، فاليهود حميت حقوقهم في سورية، أما المسلمون فلم يُقتلوا فقط في سورية وإنما عوقب ذووهم، فالشهيد الذي قتل في حماة لا يتولى أقرباؤه حتى الدرجة الرابعة أية وظائف أو مناصب وليس من الضروري أن يكون إخوانيا وإنما فقط لأنه ينتمي إلى حماة التي كلها بالضرورة من الإخوان المسلمين، وأحد المسؤولين الكبار قال لي: أنتم كلكم في حماة إخوان مسلمين حتى يثبت العكس، وحتى لو أثبت العكس فأنت في رأي السلطة كحموي مشبوه ومنافق وهو ما يستدعي مراقبتك والتوجس منك.


حتى أبناء وأقارب معتقلي شهداء حماة لا يُقبلون في الجامعات، بل صودرت حتى عقارات هؤلاء، فهناك 120 ألف عقار تخص شهداء حماة صودرت، ويمتلكها ويستثمرها المخابرات العسكرية في سورية، وأعتقد أن البشرية لم تشهد قانونا مثل هذا.

بالمقابل فإنه لدينا في سورية قانون اسمه «حماية أملاك اليهود» يحفظ أموال اليهود وعقاراتهم ويجمدها فلا تمس من قبل أحد، في حين أن المتهمين بأنهم اخوان مسلمون تصادر أموالهم وعقاراتهم ويسكن بها أفراد المخابرات العسكرية أو الجوية أو السياسية.

حكم بالإعدام

< لكن ملف حماة شائك جدا وقد توقف ويحكم عليك بالإعدام إذا ما حاكمك النظام بصفتك منتميا أو مقربا من الإخوان المسلمين؟
- نعم.. هذا حقيقي.. فهناك في سورية من يفتش عن أي أشخاص يتعاطفون أو حتى يفكرون في فكر الإخوان المسلمين ويقدمهم إلى المحاكمة، بل إن الصلاة ممنوعة في الثكنات العسكرية، وقد أطلقت سراح جندي جيء به إليّ لأحقق معه بتهمة «الصلاة في المعسكر»، فقلت لمن جاء به: هل الصلاة تهمة.. ألا تصلي كل الفرق الإسلامية؟ فقال لي: يا أستاذ.. كلكم- يقصد أهل السنة- إخوان مسلمين حتى يثبت العكس، وإثبات العكس يكون بأن تتخلى عن أي مظهر من مظاهر انتمائك للإسلام وليس الإخوان المسلمين، وحتى في هذه الحالة يقولون عن هذا الشخص اللامنتمي: إنه يمارس التقية أكثر منا!.

ملف متخم

< أعتقد أن ملف الشهداء والمعتقلين منذ اندلاع الاحتجاجات في سورية أصبح متخما جدا؟
- بالفعل علما أن الأعداد التي تذكرها بعض المنظمات الحقوقية عن أعداد الشهداء والمعتقلين أقل بكثير من الواقع، فأعداد الشهداء وصلت الى نحو 10 آلاف شخص، واعداد المعتقلين وصلت الى 50 الفا او اكثر، وعدد المفقودين الذين لا يعرف عنهم احد شيئا تجاوز العشرين الفا.
< من أين حصلت على هذه الارقام؟
- من قلب الاحداث في سورية ومن متابعة دقيقة لاساليب حصر الشهداء وكيفية الابلاغ عنهم. فمعظم اهالي الشهداء لا يبلغون عن مقتل ابنائهم في الاحتجاجات للجان حقوق الانسان، والا فسيتعرض ابوه وامه واخته واخوه للاعتقال بمجرد اذاعة اسمه كشهيد، ولذا فمعظم اسر الشهداء يدفنون ابناءهم في صمت ودون الاشارة الى كونهم ضحايا لنيران الجيش والشبيحة.
ولذلك اعمل مع اعضاء اللجنة العشرة على توثيق اعداد هؤلاء الشهداء وظروف استشهادهم، وذلك من خلال الحصول على المعلومات الموثقة التي تتمثل في شرائط الفيديو، وتقارير الوفاة التي يصدرها الطبيب الشرعي ومحاضر الشرطة وشهادة الوفاة، وتقارير قاضي التحقيق، وكذلك البينة الشخصية او شاهد العيان الذي رأى واقعة القتل وكيفية حدوثها وفاعلها ان امكن.

مراسل الموقع
27 Oct 2011, 02:40 AM
في سورية

< ماذا عن عملك في سورية قبل حضورك إلى الكويت؟
- كنت محققا ثم محاميا ثم عملت قاضيا عند النظام، وقد وافقوا على عملي انا وغيري مع علمهم بتوجهاتي والتزامي الديني من باب تجميل صورة النظام. لكنني كنت مستقلا في كل قراراتي وأحكامي وهو ما سبب ازعاجاً كبيرا لهم – اصدرت مذكرات ضبط واحضار لشخصيات مهمة وكبيرة للحضور امامي للتحقيق مثل ضابط امن ارتباط القصر اللواء فاروق الموصلى – الذي يعمل الآن مديرا لإدارة المرور في دمشق – وذلك بتهمة اساءة استعمال السلطة وعدم تنفيذ قرار قضائي واخلال بمهامه، وكذلك العميد خليل خالد مدير مكتب رئيس المخابرات السورية اصف شوكت وقد ازعجهم ذلك حتى طلبني مدير ادارة القضاء وراجعني وراح يهول من طلبي لمثل هؤلاء القادة والضباط، فقلت له: هل نحن قضاة ام موظفون! فسكت ولم يرد. والحقيقة ان القاضي لابد ان يشعر بأنه اكبر من اي موظف او سلطة حتى يصدر احكامه العادلة باطمئنان.
وقد اصدرت مذكرة ضبط واحضار لابن النائب العام السوري وعدد من الشبيحة عندما اختطفوا امرأة من حمص واغتصبوها اغتصابا جماعيا في طرطوس، ولم يستطع احد او جهاز في سورية ان ينفذ مذكرتي القانونية .. فمن يستطيع ان يوقف ابن مخلوف او الاسد او غيره. وقد رفضت سحب المذكرة عندما طلب النائب العام مني ذلك وصارت مشاحنة كبيرة تقدمت على اثرها باستقالتي.

قضاء غير مستقل

< النظام يتحدث عن القضاء المستقل في سورية فما رأيك؟
- القضاء في سورية ليس مستقلا، والقضاة موظفون يأتمرون بأوامر من اجهزة المخابرات والامن، والبنية الاساسية للقضاء تؤكد ذلك. فمجلس القضاء الاعلى يرأسه رئيس الجمهورية وينوب عنه وزير العدل وهذا اشكال كبير يعرفه القضاة جيدا، لان السلطة التنفيذية هي التي تتحكم في السلطة القضائية عندئذ، كما انه اخلال كبير باستقلال السلطة القضائية والفصل بين السلطات القائم على استقلالية كل سلطة.

كما ان رئيس الدولة في سورية هو الذي يقوم بالتشريع لانه لا استقلالية لمجلس الشعب. فرئيس الدولة هو الذي يمارس كل السلطات. انه «الديكتاتور الاكبر» الذي يملك جميع السلطات في يده.
وقد استقلت من القضاء في سورية عام 2005، وبعدها بعشرين يوما جئت الى الكويت بكارت زيارة وتقدمت الى وزارة العدل الكويتية وقبل طلبي فورا، وعملت مستشارا بها.

القصد ان بشار الاسد يتحدث عن انتخابات حرة ونزيهة ستجرى في سورية وباشراف قضائي، والحقيقة ان ذلك لا يمكن ان يحدث لان القضاء السوري غير مستقل .. فكيف سيمارس القضاة استقلالية على صناديق الاقتراع، ببساطة اجهزة الاستخبارات والامن ستزور الانتخابات، وسيكون القضاة حينئذ شهود زور بل ان الهوية السياسية للقضاة افقدت العملية كلها نزاهتها. ففي سورية لا يعين الشخص قاضيا الا اذا كان بعثيا .. وبالتالي كيف سيكون محايدا مع المرشحين الذين تتنوع اطيافهم السياسية.

انا اعرف ان وزير العدل السوري الحالي رجل نزيه وشريف، لكن النظام يستخدمه بشكل سيئ جدا، فأجهزة المخابرات تصدر اوامر الاعتقال ويوقع عليها وزير العدل او المحامي العام دون معرفة التهمة او المتهم او القيام بأي تحقيقات بل انهم ادخلوا «عناصر المخابرات» في كل اجهزة التحقيق العدلي.

< كيف تتم التحقيقات مع المتهمين في سورية؟
- درسنا اساليب التحقيق في مدارس عدة كالالمانية والفرنسية وغيرهما، لكن في سورية يؤتي بالشخص وينهال عليه المحقق بأقذع انواع السباب والشتائم ويضرب فورا على قفاه بشكل متواصل وموجع هكذا يبدأ التحقيق بدون جمع معلومات عن الشخص المحقق معه، او كرامته الانسانية. انها نفس اساليب الدولة البوليسية التي تعلمها حافظ الاسد من جمال عبدالناصر. الا ان الله حفظ لمصر استقلالية قضائها في احلك الظروف وأسوأ انواع الاستبداد التي كان يمارسها للمواطن في مصر.

< لماذا اعلنت انت وشقيقاك عمار وحسام الواوي الانشقاق على النظام السوري الآن؟
- نحن ننتمي الى اسرة ريفية من ريف حماة، وبفضل الله فلهذه الاسرة تاريخ نضالي طويل. فالجد شبيب كان ضمن السرايا التي شكلت لقتال الفرنسيين الذين احتلوا سورية. جدى كان يضع يدي على رقبته ويجعلني اتحسس الرصاص او الخرطوش الذي دخل جسده ولم يخرج وكذلك ابي – رحمه الله – كان فيه هذه النخوة الوطنية. وبالتالي فنحن ورثنا حب الوطن والدفاع عنه من اجدادنا وآبائنا. اما لماذا انشققنا الان فلان النظام لم يبق احدا على الحياد.
نحن كنا في النظام ونعمل معه ولكن الان افترق الحق عن الباطل واتضح الامر. ولا يمكن لاحد يحمل ذرة من ضمير أن يقف في صف القتلة ويقتل شعبه. اخي حسام الذي كان يعمل بالامن الجنائي بالداخلية السورية قال انا لا استطيع ان احصل على راتبي ممزوجا بدماء اخواني، وكذلك شقيقي الرقيب اول مصعب والنقيب عمار الثلاثة اتخذوا هذا القرار، وانا كتب قد اتخذت قرار الافتراق عن النظام من قبل ولكن بشكل اقل حدة فقد استقلت من القضاء السوري عام 2005 قبل ان تندلع اي ثورة او انتفاضة.
وكان ذلك بسبب عدم استقلال القضاء والظلم الذي كنت اراه بعيني، لكن لم يستمع الي احد عندما كنت اتحدث عن الفساد المستشري في القضاء، وعن سيطرة الاستخبارات على كل اجهزة القضاء والقضاة.
المهم استقلت وبعدها مباشرة جئت الى الكويت.
< ماذا عن تجربتك في الكويت؟
- الحقيقة انني منذ اللحظة الاولى لوصولي الى الكويت عوملت معاملة طيبة جدا، ووجدت تعاطفاً كبيرا من اهالي الكويت كوني قاضيا سوريا كان من الممكن ان تفتح له نوافذ الذهب في بلده.
استدنت بعد استقالتي من القضاء 300 دينار وحوالي 50 الف ليرة سورية، وجئت بكارت زيارة الى الكويت واشتركت في مسابقة كانت وزارة العدل الكويتية تطلب فيها مستشارين، وحصلت على المركز الاول وعينت فورا بمجرد المقابلة مع وزير العدل في السجلات العقارية وسندات السحب والوكالات العقارية والتوثيق او مكاتب كتاب العدل.

مراسل الموقع
27 Oct 2011, 02:40 AM
اصلاحات

< لنعد الى سورية مؤقتا: بصفتك قاضياً مارأيك في الاصلاحات التشريعية والقانونية التي يتحدث عنها النظام في سورية للخروج من الازمة الحالية؟
- تصوري ان الاصلاح في سورية غير ممكن، فنحن في حالة ثورة وتغيير جذري الاصلاحات مستحيلة لانه على مدى 40 سنة افسد الرئيس الراحل حافظ الاسد كل شيء: افسد الداخلية والقضاء والامن والتعليم، هل تتصور ان رئيس الدولة يطلب من المحافظ كتابة تقرير عن المخابرات، ويطلب من المخابرات كتابة تقرير في المحافظ، ويأمر مدراء الفروع بالاستخبارات ان يكتبوا تقارير بالوزراء.. وهكذا على كل المستويات في الدولة.

حول الشعب السوري كله الى «مخبرين» على بعضهم البعض هناك قوانين في سورية جيدة، كقانون الادارة المحلية على سبيل المثال، لكنها معطلة تماما ومفرغة من مضمونها فالنظام عمليا هو المشكلة وهو غير قابل للاصلاح. بشار تسلم الحكم منذ 11 سنة وكنا نتوقع منه الاصلاح لكنه طوال هذه السنوات صار على درب ابيه واكمل مسيرة افساد سورية بل تفوق على ابيه عندما زواج بين السياسة والمال ولذلك اقول ان المشكلة ليس في القوانين ولكن في النظام الفاسد الذي سيطبقها. فمثلا تم إلغاء قانون الطوارئ رسميا لكن مازال مطبقا عمليا في الاجراءات الاستثنائية التي تعيشها سورية في كل لحظة ، وفي هؤلاء الضحايا السوريين الذين يقتلون في الشوراع ماهو الأساس القانوني لقتل السوريين الان في الشوارع.

عصابات مسلحة

< هناك تبرير رسمي من النظام بانه يقاوم «العصابات المسلحة»؟
- هذا غير صحيح فحافظ الاسد فرغ سورية تماما من اي سلاح والذي يحمل السلاح الآن هو العصابات التي شلكها النظام الذي شكل مايسمى بـ «اللجان الشعبية». ويشكل «الزبالون» الذين يكنسون الشوارع العصب الرئيس لهذه اللجان الشعبية التي تقتل الشعب السوري، وكذلك بعض العاطلين عن العمل، و «المسجلون خطر الذين اطلقوا سراحهم من السجون وتجار المخدرات يعملون ايضا «شبيحة» وعصابات يقتلون الناس فكيف يمكن الحديث عن اصلاحات يقوم بها نظام يقتل شعبه بهذه القسوة وبهذا الشكل الممنهج! أوكد لاتوجد اي عصابت مسلحة في سورية الا التي شكلها النظام بمعرفته هو وهي التي تقتل السوريين كما نرى الآن وهي التي تستحق الاعدام لانها شكلت عصابة حسب القانون السوري واقولها صريحة وواضحة لو سحب النظام السوري دباباته وعساكره وشبيحته من شوارع سورية لسقط خلال 24 ساعة، حيث سيخرج السوريون بالملايين ويسقطون النظام هم يعلمون ذلك لذا يرفضون اي دعوى في هذا الاطار السوريون كانوا يطالبون بالاصلاح في بداية الثورة ولم يطلبوا اسقاط او اعدام الرئيس لكن النظام قتلهم بوحشية واستباح اعراضهم وبيوتهم وارواحهم فطالبوا عندئذ باسقاطه كل القتلة الذين ذبحوا الشعب السوري مازالوا مكرمين وعلى رأس عملهم ووظائفهم.

< وماذا عما يسمى بـ «جيش سورية الحر» المنشق من الجيش؟
- بعد 7 اشهر من الثورة وما قوبلت به من قمع وقتل، بدأت الانشقاقات في الجيش والداخلية والاجهزة المأمورة بقتل الناس لقد رفض هؤلاء الاوامر باطلاق النار على المتظاهرين سلميا الدستور يبيح التظاهر سلميا والذي يتظاهر – حتى بدون اذن – تعتبر جريمته مجرد مخالفة قرار اداري لا ان يذبح وتشرد اسرته ويهدم بيته. لذلك كان انشقاق هؤلاء الجنود انتصارا للقانون والدستور وشريعة الله.

< لماذا يصر النظام على وصف المتظاهرين السلميين بالعناصر أو العصابات المسلحة؟
- لأن هناك قراراً صدر عام 1964 من وزير الدفاع يقول: كل رجال الأمن والجيش معفوون من جريمة القتل إذا حصلت اشتباكات مع عناصر مسلحة، لذلك هم يصرون على هذا الوصف ظنا منهم أنه قانوني وسيعفيهم من المساءلة عن قتلهم المدنيين، فالجيش السوري الحر المنشق الذي شكل الكتائب العسكرية هو الذي يقاتل جيش النظام الآن دفاعا عن الشعب المظلوم الذي يقتل الآن، فالجندي الذي انشق عن جيش النظام بسلاحه يعلم يقينا أنه محكوم عليه بالإعدام، لكن لأنه حلف يمينا بحماية الشعب، فقد انشق برا بقسمه، والجيش السوري الحر الذي يدافع عن الشعب هو الجيش السوري الشرعي النظامي الحقيقي، وقريبا سيصدر من الجيش السوري الحر قرار بحل الجيش العربي السوري التابع للنظام، وعلى كل أفراد هذا الجيش الالتحاق بالجيش السوري الحر.

مبادرة عربية

< الجامعة العربية أطلقت مبادرة لحوار النظام مع المعارضة فكيف تراها؟
- الجامعة العربية مشكورة أطلقت هذه المبادرة وطلبت من «العصابة الحاكمة» وقف إطلاق النار وسحب الجيش مع العناصر الأمنية والشبيحة من الشوارع فهل فعل النظام ذلك! هذه العصابة التي تمارس القتل والإذلال والاغتصاب في سورية رفضت فورا دعوة الجامعة العربية للحوار وشتمت الجامعة ووزير خارجية قطر، واعتبرت أن ذلك يمثل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية السورية ثم قبلت بمجرد استقبال لجنة الجامعة العربية، إذن كيف نتحاور مع مجرمين لم ولن يقوموا بأي إصلاحات طوال أكثر من 40 سنة، وقتلوا شعبهم وشردوه، المجرمون يجب أن يقدموا للمحاكمة على جرائمهم ولا يجوز التحاور معهم شرعا أو قانونا لأنهم غير شرعيين، وقد اغتصبوا السلطة وقتلوا الشعب ودمروا الوطن والحوار معهم يعني اضفاء صفة الشرعية عليهم، ولذلك فليس عليهم إلا تسليم السلطة فورا إلى المجلس الوطني الذي ارتضاه الشعب، لا توجد دولة في سورية وإنما عصابات: عصابة المخابرات الجوية، عصابة أمن الدولة، عصابة الأمن العسكري.. وهكذا، ويرأس كل هذه العصابات رئيس الدولة الذي يعتمد بالأساس على طائفته وعلى عناصر الفرقة الرابعة المدرعة التي يترأسها شقيقه ماهر الأسد، وعلى المرتزقة الذين اشتراهم بالأموال، وسلحهم بالأسلحة كي يقتلوا الشعب.

لم تتراجع

< كيف تصف عملية تراجع وتيرة التظاهرات في الآونة الأخيرة؟
- لم تتراجع وتيرة التظاهرات ولكن كما علمت من لجان التنسيق أن المناطق تتبادل عملية تخفيف عبء القمع من بعضها فعندما تثور درعا تتجه آلة قمع النظام الرهيب إليها، عندئذ تثور حماة فتستدير الدبابات إلى حماة فيخف الضغط قليلا عن درعا.
وهكذا في بقية المناطق تنتقل شعلة الثورة من محافظة أو منطقة إلى أخرى استنزافا كذلك لقوة النظام، لكن الثورة انطلقت ولن تهدأ إلا بسقوط عصابة النظام ومحاربة كل أركانه، وأتصور أن هذه العصابة سقطت شرعيتها من اللحظة الأولى التي استخدمت فيها القتل والقمع ضد المتظاهرين والشعب السوري.
ولعلمك فإن عصابة السلطة في سورية ستقتل د.البوطي والمفتي حسون والزعتري وهم من علماء السلطة حتى يتهموا بها الاخرين ويشوهوا صورتهم، وهم من قتلوا ابن المفتي حسون وهؤلاء الدعاة والعلماء إذا لم يقتلوا فسيحاكموا لأنهم أعانوا القتلة والظلمة على الشعب الأعزل.
ولا تستغرب عندما يقتلوا بعض القيادات الكبيرة حتى يبرروا قمعهم للشعب السوري وكي يتماسكوا طائفيا، وهذا نذير سقوط قريب جدا للنظام، وستنهار عصابة النظام في سورية بشكل لا يتوقعه أحد.

السوريون في الكويت

< هل تتواصل مع السوريين في الكويت؟
- السوريون في الكويت يصل عددهم إلى نحو 120 ألفا، وأتصور أن 110 آلاف منهم يعملون مع الثورة في سورية على كل الجبهات، بداية من تويتر، وفيسبوك، والصحافة والإعلام والفضائيات، وحتى التعاون مع المجلس الوطني والتنسيقيات في الداخل، هذه العصابة جعلت كل السوريين في خندق واحد، ونحن الآن في الكويت وخارج الكويت نتقابل ونجتمع ونتحدث بعد أن كنانخاف مجرد أن نتحدث أمام بعضنا البعض، كما أنني عضو في اللجنة القانونية لنصرة الشعب السوري بالكويت مع الدكتور وليد الطبطبائي، ود.شافي العجمي، ود.عادل الدمخي.

< هل تعتقد أن هناك نشاطا استخباراتيا سورياً في الكويت؟
- حقيقة لم أتعرض شخصيا لمثل هذا الأمر، وأعتقد أن أعضاء السفارة السورية يخطبون ود السوريين في الكويت كي يستميلوهم إلى تأييد النظام، هي سياسة معروفة بالاستقطاب أو الارضاء، والحقيقة أنهم يعلمون بأنشطتنا وعلى الرغم من هذا لم يسألني أحد عن رأيي أو هذه الأنشطة لأنهم لا يريدون احداث مشكلة مع الكويت التي يؤيد شعبها وبرلمانها وحكومتها نضال الشعب السوري ضد العصابة الحاكمة.
والسفير السوري في الكويت اللواء بسام عبدالمجيد كان وزيرا للداخلية في سورية، وأنا أعرفه جيدا، وقد التقيته في السفارة ونصحته بالانضمام إلى الثورة فكان رده «نحن مع الحوار وهناك اخطاء ارتكبتها الدولة وتقوم الآن بتصحيحها ويجب أن يُعطى النظام فرصته من أجل الإصلاح».
وعموما سأنشر نص المقابلة معه في وقت لاحق لكنني أعلم أن السفير السوري ينتمي إلى القومية الشركسية القليلة العدد، وأظن أنه يخشى أن انضم إلى الثورة أن ينكل بأهله وأعضاء قوميته.
وقد أنشئت رابطة الخليج لمناصرة الشعب السوري وانبثقت عنها اللجان السياسية والبرلمانية والحقوقية والاغاثية ولذلك أشكر اعضاء هذه اللجان، وأعضاء مجلس الأمة، الذين ناصروا شعبنا في سورية وأوجه التحية إلى دولة الكويت كلها التي احتضنت السوريين وناصرت الشعب السوري بكل الوسائل. وحقيقة أننا نخجل من علماء الكويت وبرلمانييها ورجالاتها لأنهم قدموا للشعب السوري اكثر مما قدمناه نحن السوريون وقبلنا، حيث حملوا راية الثورة السورية، وان شاء الله يتطور الموقف الخليجي اكثر لصالح قضيتنا.

< هناك تخوف شديد من أن يؤدي سقوط النظام إلى تفشي الطائفية في سورية؟
- الطائفية لم تكن موجودة في سورية من قبل لكنها وجدت مع وصول حافظ الأسد الى السلطة كانت كل الطوائف السورية تتعايش مع بعضها ولا تفرقة بين سني او نصيري او مسيحي او درزي او أي مكون آخر من المكونات السورية. ومع ان السنة هم الغالبية فانهم لم يمارسوا طوال التاريخ أي نوع من الطائفية على اخوانهم من الطوائف الاخرى وعاشوا معهم في محبة وسلام . فالسوريون كلهم احبوا سلطان باشا الاطرش (الدرزي) وفارس الخوري (المسيحي) وصالح العلي العلوي الذي يعد أحد ابطال سورية. لكن عندما وصل حافظ الاسد الى السلطة جند الطائفة التي ينتمي اليها لخدمة مصالحه. وجعل الغالبية منهم «عيونا» على بقية السوريين الوطنيين في سورية ورفع هذه الطائفة (العلوية) فوق رؤوس الناس.
فالشاب السوري عندما يذهب الى الحربية مثلا يواجه بفرز طائفي. فالاولوية تكون لابناء اللاذقية التي تضم الطائفة العلوية، ثم طرطوس، وفي اخر القائمة تجيء حلب وحماة وادلب. فعصابة السلطة هم من زرعوا الطائفية وخلقها ومارسوها في كل مفاصل الدولة السورية. اما نحن (السنة) فيرمى لنا فتات الوظائف. وانا سمعت الشرفاء من العلويين يقولون بأن حافظ الأسد هو الذي خلق الطائفية بينهم وبين السنة، وانه بذلك سيؤدي الى مشاكل كبيرة بينهم وبين اخوانهم السنة.
وقد سعى حافظ الاسد الى استقطاب الاقليات الأخرى الى نظامه كي يشكل اغلبية في مواجهة الاغلبية السنية، لكنه لم ينجح، وحتى لو نجح فانهم جميعا لا يشكلون اكثر من %15 من مكونات الشعب السوري.
والآن يعزف بشار الاسد على نفس النغمة الطائفية وارجو الا ينجح في ذلك. واني بكل الحب والمودة والاخوة انصح اخواننا العلويين والدروز والمسيحيين والاسماعيلية وغيرهم بالمسارعة الى الانضام للشعب السوري حتى لا يفوتهم قطار الثورة الذي اوشك على الوصول الى محطته الاخيرة وهي محطة الحرية والديموقراطية، ونحن في كل الاحوال سنحمي اخوتنا من بقية مكونات الشعب السوري. واطمئن اخوتنا المسيحيين بشكل خاص لكني اسألهم لماذا لا اجد سوى هيثم سارة وميشيل كيلو وبعض المسيحيين يشاركون في الثورة. اين بقية الوطنيين المسيحيين وكذلك العلويين والدروز والشركس.

< متى زرت سورية آخر مرة؟
- منذ ثلاث سنوات فبصفتي قاضيا احتاج الى موافقة رسمية للسفر لكنني عندما طلبت الاذن قبل سفري بثلاثة ايام فوجئت باحد الاصدقاء العاملين في الامن يطالبني بالسفر من سورية في نفس اليوم، لان الضباط المسؤولين عن اذن السفر طائفيون ولن يوافقوا على سفرك ابدا فخرجت من سورية فورا ولم اعد اليها منذ ذلك الحين اي منذ 3 سنوات ولا استطيع العودة، اولا لانني خرجت من سورية بدون اذن امني وثانيا لمشاركتي في الثورة السورية المباركة التي انحزنا اليها انا واسرتي جميعا.

أنا وأولادي

مراسل الموقع
27 Oct 2011, 02:43 AM
أنا وأولادي

< أولادك معك في الكويت؟
- نعم عندي 4 أولاد اكبرهم بنت في الصف السابع وولد في الصف الرابع وابنة في الاول وابنة عمرها سنتان.
< هل تخشى على نفسك وأسرتك؟
- انا لا اخشى الا الله. ثم انني في الكويت بين اهلي أنعم بالامان. المشكلة الحقيقية هم لاخواننا واخواتنا في سورية فالعصابة الحاكمة عندما لا تجد الشخص الذي تبحث عنه تقبض على ابيه وامه واخته واخيه ويعذبون ويقتلون. لذلك فإن هذا النظام الفاسد ليس مدانا فقط سياسيا، ولكنه مدان جنائيا وطبقا للقوانين السورية التي يدعون تطبيقها. واقول للشعب السوري البطل ان ثورتكم مباركة وتدعو الى الحق وتطبقون فيها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول: «تحكمون من حكام يقولون ما لا يفعلون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس بعد ذلك من الايمان شيء» او كما قال، فقمة الايمان جهاد هذه السلطة الباغية القاتلة التي قتلت الشجر والحجر، وقتلت الحمير ايضا. لماذا يقتل بشار الحمير! لا أدري!

السلك القضائي

< هل هناك اتصالات بينك وبين زملائك في السلك القضائي في سورية؟
- ليس هناك اتصالات بيني وبينهم، لكنني اطالب كل من يحمل ذرة واحدة منهم من عقل او ضمير او ايمان ان يترك هذه السلطة القاتلة فورا، وان ينحاز الى الشعب.
ورسالتي للعصابة الحاكمة في سورية بان تسلم السلطة للمجلس الوطني فورا، وان تجرى انتخابات حرة ونزيهة باشراف دولي وليس باشراف القضاء في سورية لانه غير مستقل ومنحاز، والا فالفوضى تنتظر الجميع.

التدخل الأجنبي

< انتم متهمون بالدعوة الى التدخل الاجنبي في سورية فما رأيك؟
- نحن نرفض اي تدخل اجنبي في الشأن السوري، لكننا نريد حماية الشعب من القتل، ووقف حمام الدماء بكل الطرق بما في ذلك الحماية الدولية والغطاء الجوي والمنطقة العازلة، وامداد الجيش السوري الحر السلاح لان السلطة لا يمكن ان تسقط الا بالسلاح، واي معارضة لا تتبنى هذا النهج فهي ساقطة لان الشعب هو الذي يأكل العصي وهي تعد فقط وتتفرج.

حزب العمال

الرئيس التركي عبدالله جول قال تعليقا على هجمات حزب العمال الكردستاني بانه كلما اتخذت تركيا موقفا جيدا اصابها ما اصابها فهل ترى ارتباطاً بين الموقف التركي المعارض للنظام السوري والهجمات الأخيرة؟
- نعم هناك ارتباطاً بين هجمات حزب العمال الكردستاني على الارض وبين المواقف التي انخذتها انقرة ضد النظام السوري وساكشف لك بعض الاسرار المهمة.
فقد اعترف الشبيح الاعلامي شريف شحادة على القنوات الفضائية بان هناك احزابا داخل تركيا «سورية شغاله عليها» وسنقوم بعملها في الوقت المناسب.
وانا اعلم شخصيا ان حزب العمال الكردستاني كانت سورية تحتضنه وكان عناصره يتلقون التدريب في حقل «طيبة» العسكري في مدينة بعلبك تحت اشراف المخابرات السورية وحزب الله.
وقد كنت مرة في زيارة لاحد الضباط برتبة لواء في الاركان السورية فحضر شخص يرتدي اللباس المدني وسلم اللواء ورقة مطوية قرأها تم اتصل برئيس الاركان وقتها علي اصلان وقال له سيدي: عمليات حزب العمال تمت باحكام ودقة داخل تركيا، وسافصح عن اسم اللواء لاحقا.
وقد وصلتني معلومة من قبل وزير سوري سابق لتحذير الحكومة التركية من عمليات ستقوم بها عصابة السلطة في سورية عن طريق حزب العمال الكردستاني في تركيا، وحملت هذه المعلومة احد الدعاة الكويتيين الذين كانوا يزورون تركيا لتوصيلها الى المسؤولين، هناك، وبعد ذلك بخمسة ايام استهدف موكب اردوغان بالقنابل لكنه لم يكن موجودا في مكان الهجمات.

العراق

< هل هناك اسرار اخرى تريد كشفها؟
- فيما يتعلق بالعراق فالنظام في سورية ومنذ عام 2003 يرسل بمعرفة ضباط المخابرات اشخاصاً في سورية للقيام بعملية تفجيرات واغتيالات في قلب العراق، بهدف زعزعة الامن والاستقرار وزع الفتنة بين العراقيين واعرف شخصيا احد الضباط في ادارة المخابرات العامة (امن الدولة) يشرف على تلك العمليات وهو المقدم رضا عمر.
وبشكل عام فانني أضع نفسي وخبرتي القانونية رهن اشارة اي محفل قانوني دولي او اقليمي لكشف جرائم عصابة السلطة في سورية ومن اجل ثورتنا المباركة.

اعدام ولكن

< ما تتحدث عنه من «أسرار عسكرية» اعتقد بأنها تعرضك للاعدام في سورية؟
- انا أؤيد مبدئيا المجلس الوطني السوري الذي أيده الشعب السوري وان ولائي الاول والاخير لهذا المجلس الذي اعتبره الممثل الشرعي الوحيد لكل السوريين.
كذلك فانني ارى ان «الجيش السوري الحر» هو الجيش الشرعي في البلاد الذي يدافع عن الشعب والوطن.
وهذه المعلومات التي ادليت بها بالفعل تعرضني لعقوبات النظام وانا اعرف ذلك، لكنني انحاز الى الشعب المقهور المذبوح واقف في وجه هذه العصابة التي دمرت البلاد.
وفي هذا المجال اطلب حق اللجوء السياسي اولا من دولة قطر وتانيا من تركيا وثالثا من السعودية، ورابعا من المجلس الوطني في ليبيا. واي دولة تقبل بمنحي اللجوء السياسي سوف التجئ اليها لأكمل مسيرتي مع الثورة ولنصرة الشعب.
< كنت اتوقع ان تطلب اللجوء السياسي الى الكويت التي تقيم فيها؟
- الحقيقة انني احب الكويت واحترمها واعترف ان الايام والسنين التي قضيتها في الكويت افضل من ايامي التي قضيتها في سورية وانا اشعر في الكويت بانني اعيش وسط اهلي، وقد حباني الكويتيون بحبهم وحضنهم وقدموا الي كل انواع الدعم، ووظفوني وكأني كويتي ولمحبتي الكبيرة للكويت لا اريد ان اشكل عبئا او حرجا لاحبائي في الكويت والذي احبه واتمناه ان اطلب اللجوء الى الكويت وان ابقى فيها لكن رفعا للحرج عن الكويت لم اطلب واتمنى ان تقبلني الكويت لاجئا اذا لم يشكل ذلك حرجا عليها.

عن ” صحيفة الوطن “

شمـــاليه
27 Oct 2011, 02:55 AM
يعطيك العافيه مراسلنا