الدب الداشر
07 Feb 2004, 08:09 PM
أولاً: موقف أهل البيت من الرافضة ومن عقائدهم:
أئمة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كسائر أهل السنة في موقفهم من الرافضة ومن عقائدهم، فهم يعتقدون ضلالهم وانحرافهم عن السنة، وبعدهم عن الحق. وهم من أشد الناس ذماً ومقتاً لهم وذلك لنسبتهم تلك العقائد الفاسدة إليهم، وكثرة كذبهم عليهم، وقد تعددت عبارات أهل البيت وتنوعت في ذم الرافضة وبراءتهم من عقيدتهم.
فمما جاء عنهم في براءتهم من عقائد الرافضة وتأصيلهم عقيدة أهل السنة:
ما ثبت عن علي - رضي الله عنه - وتواتر عنه أنه قال وهو على منبر الكوفة: ( خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر ثم عمر -رضي الله عنهمــا-).(1)
__________________
(1) الإمام أحمد في المسند 1/106، وابن أبي عاصم في السنة ص556، وصححه الألباني في ظلال الجنة، وأخرجه اللالكائي 7/1366-1397، ورواه أبو نعيم في كتاب الإمامة ص283 ، ومحمد بن عبدالواحد المقدسي في النهي عن سب الأصحاب ص73، وأبو حامد المقدسي في رسالة في الرد على الرافضة ص296. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ضمن حديثه عن براءة علي - رضي الله عنه - من الرافضة: «وقد تواتر عنه من الوجوه الكثيرة أنه قال على منبر الكوفة وقد أسمع من حضر: خير هذه الأمة بعد نبيها:أبوبكر، ثم عمر.وبذلك أجاب ابنه محمد بن الحنفية.فيمارواه البخاري في صحيحه » منهاج السنة 1/11-12،وانظر الأثر في البخاري (كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذاً خليلاً). فتح الباري 7/20ح3671.
[ 112 ]
وعنه رضي الله عنه أنه قال: ( لا يفضلني أحد على الشيخين إلا جلدته حد المفــتري ).(1)
وفي الصحيحين أنه قال في حق عمرعند تشييعه: ( ما خلفت أحداً أحب إلىّ من أن ألقى الله بمثل عمله منك وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وذلك أني كنت أسمع كثيراً رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:ذهبت أنا وأبوبكر وعمر، ودخلت أنا وأبوبكر وعمر،وخرجت أنا وأبوبكر وعمر، وإن كنت لأظن أن يجعلك الله معهما).(2)
وهذه الآثار الثابتة عن علي - رضي الله عنه - تناقض عقيدة الرافضة في الشيخين كماتقدم، وتدل على براءة علي- رضي الله عنه - من الرافضة
__________________________
(1) اخرجه عبدالله بن أحمد في السنة 2/562، وابن أبي عاصم في السنة ص561، وأبو حامد المقدسي في رسالة في الرد على الرافضة ص298.
(2) أخرجه البخاري في (كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب) فتح الباري 7/41، ح3685، ومسلم (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر - رضي الله عنه -) 4/1858، ح2389.
[ 113 ]
ومن عقيدتهم، وتوليه للشيخين وسائرأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وحبه لهم، وإقراره للشيخين بالفضل عليه، وعقوبته من فضله عليهما، وتمنيه أن يلقىالله بمثل عمل عمر. فرضي الله عنه وعن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الطيبين المطهرين من كل ماينسبه إليهم أهل البدع من الرافضة والخوارج المارقين.
ثم من بعد علي - رضي الله عنه - جاءت أقوال أبنائه، وأهل بيته، في البراءة من الرافضة ومن عقيدتهم، وانتصارهم لعقيدة أهل السنة. وإليك طرفاً من أقوالهم في ذلك:
قول الحسن بن علي -رضي الله عنهما-:
عن عمرو بن الأصم قال: قلت للحسن: إن الشيعة تزعم أن علياً مبعوث قبل يوم القيامة، قال: (كذبوا والله ما هؤلاء بالشيعة؛ لو علمنا أنه مبعوث، ما زوجنا نساءه ولا اقتسمنا ماله).(1)
وروى أبو نعيم قيل للحسن بن علي -رضي الله عنهما-: إن الناس يقولون: إنك تريد الخلافة، قال: (كانت جماجم العرب في يدي. يحاربون من حاربت، ويسالمون من سالمت، فتركتها ابتغاء وجه الله، وحقن دماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ).(2)
_________________________
(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/148، وفي فضائل الصحابة 2/175، وأورده الذهبي في السير 3/263.
(2) حلية الأولياء 2/37.
[ 114 ]
قول الحسين بن علي -رضي الله عنهما-:
كان يقول في شيعة العراق -الذين كاتبوه ووعدوه بالنصر، ثم تفرقوا عنه وأسلموه إلى أعدائه-: (اللهم إن أهل العراق غرّوني، وخدعوني، وصنعوا بأخي ما صنعوا، اللهم شتت عليهم أمرهم وأحصهم عدداً).(1)
ثم كان نتيجة غدرهم وخذلانهم له استشهاده - رضي الله عنه - هو وعامة من كان معه من أهل بيته، بعد أن تفرق عنه هؤلاء الخونة. فكان مقتله - رضي الله عنه - مصيبة عظيمة، ومأساة جسيمة، يتفطر لها قلب كل مسلم. تولى كبرها هؤلاء الشيعة، الذين يظهرون اليوم تحسرهم وندمهم على مقتل الحسين بإقامة تلك المآتم المبتدعة في يوم عاشوراء من كل سنة، فقبحهم الله ما أكذب دعواهم في ولاية أهل البيت، وأعظم غدرهم وخذلانهم لهم !!
قول علي بن الحسين -رحمه الله-:
ثبت عنه أنه قال: ( يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام، ولا تحبونا حب الأصنام، فما زال بناحبكم حتى صار علينا شيناً).(2)
__________________
(1) أورده الذهبي في السير 3/302.
(2) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1398، وأورده أبو نعيم في الحلية 3/137، والذهبي في السير 4/390.
[ 115 ]
وعنه -رحمه الله-: أنه جاءه نفر من أهل العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم-، فلما فرغوا قال لهم: ( ألا تخبروني أنتم المهاجرون الأولون الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون؟ قالوا: لا! قال: فأنتم الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم، يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ؟ قالوا: لا! قال : أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل : {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفرلنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}(1) اخرجوا فعل الله بكم !!).(2)
قول محمد بن علي ( الباقر):
عن محمد بن علي أنه قال: ( أجمع بنو فاطمة على أن يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن ما يكون من القول).(3)
__________________
(1) سورة الحشر آيه 10.
(2) أورده أبو نعيم في الحليه 3/137.
(3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 15/355 أ، وأورده الذهبي في السير4/406، وأبو حامد المقدسي في الرد على الرافضة ص302.
[ 116 ]
وعنه -رحمه الله- أنه قال لجابر الجعفي : ( إن قوماً بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا، ويتناولون أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-، ويزعمون أني أمرتهم بذلك؛ فأخبرهم: أني أبرأ إلى الله تعالى منهم، والله برئ منهم، والذي نفس محمد بيده لو وليت؛ لتقربت إلى الله بدمائهم. لانالتني شفاعة محمد، إن لم أكن أستغفر لهما، وأترحم عليهما، إن أعداء الله غافلون عنهمــا).(1)
وعن بسام الصيرفي قال: سألت أبا جعفر عن أبي بكر وعمر فقال: (والله إني لأتولاهما، وأستغفر لهما. وما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا هو يتولاهما).(2)
قول زيد بن علي -رحمه الله-:
عن زيد بن علي أنه قال:( كان أبوبكر إمام الشاكرين.ثم تلا { وسيجزي الله الشاكرين}(3) ثم قال:البراءة من أبي بكر هي البراءة
__________________
(1) أخرجه محمد بن عبدالواحد المقدسي في النهى عن سب الأصحاب ص75، وأورده البيهقي في كتاب الاعتقاد ص361، وأبو حامد المقدسي في الرد على الرافضة ص303.
(2) أخرجه ابن سعد في الطبقات 5/321، وابن عساكر في تاريخ دمشــق 15/355ب، وأورده ابن كثير في البداية والنهاية 9/321، والذهبي في السير 4/403، وأبو حامد المقدسي في الرد على الرافضة ص304.
(3) سورة آل عمران من الآية: 144.
[ 117 ]
من علي).(1)
وعنه -رحمه الله- أنه قال: (البراءة من أبي بكر وعمر، البراءة من علي -رضي الله عنهم-. فإن شئت فتقدم، وإن شئت فتأخر).(2)
قول جعفر بن محمد (الصادق):
عن عبدالجبار بن عباس الهمداني: أن جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة.فقال:(إنكم إن شاء الله من صالحي أهل مصركم، فأبلغوهم عني : من زعم أني إمام معصوم مفترض الطاعة؛ فأنا منه برئ، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر؛ فأنا منه برئ ). (3)
وعن سالم بن أبي حفصه قال: سألت أبا جعفر وابنه جعفر عن أبي بكر وعمر فقال: يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما؛ فإنهما كانا إمامي هدى، ثم قال جعفر: يا سالم أيسب رجل جده؟ أبو بكر جدي، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما).(4)
__________________
(1) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1302، وابن عساكر في تاريخ دمشق 6/324ب، وأورده الذهبي في السير 5/390.
(2) أخرجه محمد بن عبدالواحد المقدسي في النهي عن سب الأصحاب ص75.
(3) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/259.
(4) أخرجه عبدالله بن أحمد في كتاب السنة 2/558، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1301، وأورده الذهبي في السير 6/258.
[ 118 ]
وعن جعفر بن محمد أنه كان يقول: (ما أرجوا من شفاعة علي شيئاً، إلا وأنا أرجوا من شفاعة أبي بكر مثله، لقد ولدني مرتين(1)).(2)
وعنه -رحمه الله- أنه سئل عن أبي بكر وعمر فقال: ( إنك تسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة ).
وعنه أنه قال: ( برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر).(3)
قال الذهبي معقباً على هذا الأثر: «قلت هذا القول متواتر عن جعفر الصادق، وأشهد بالله إنه لبار في قوله، غير منافق لأحد، فقبح الله الرافضة».(4)
فهذه هي أقوال أئمة أهل البيت، الطيبين، الطاهرين، الذين تدعي الرافضة إمامتهم وولايتهم، وينسبون إليهم عقيدتهم؛ جاءت موضحة ومبينة موقفهم من الرافضة، ومن دينهم، وبراءتهم منهم ومن
__________________
(1) قال الذهبي في ترجمة جعفر بن محمد: « وأمه هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي، وأمها هي أسماء بنت عبدالرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان يقول: ولدني أبوبكر الصديق مرتين»سير أعلام النبلاء 6/255.
(2) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1301، وأورده الذهبي في السير 6/259.
(3) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/260.
(4) سير أعلام النبلاء 6/260.
[ 119 ]
كل ما يلصقونه بهم من عقائدهم المكفرة ، ومطاعنهم على خيار الصحابة، وأمهات المؤمنين؛ وأن هؤلاء الأئمة من أهل البيت على عقيدة أهل السنة، ظاهراً وباطناً؛ في كل كبير وصغير؛ فهي عقيدتهم التي بها يدينون، وعليها يوالون ويعادون؛ وأن من نسب لهم غير ذلك فهو كاذب عليهم ظالم لهم، فرحمهم الله رحمة واسعة، وقبح الله الرافضة ما أعظم فريتهم عليهم وأشد أذيتهم لهم.
ثانيا: أقوال المنسوبين للتشيع(1) من الأئمة المتقدمين:
روى اللالكائي عن ليث بن أبي سليم قال: ( أدركت الشيعة الأولى ما يفضلون على أبي بكر وعمر أحداً).(2)
وعن سلمة بن كهيل أنه قال: ( جالست المسيب بن نجبة الفزاري في هذا المسجد عشرين سنة، وناساً من الشيعة كثيراً ، فما
__________________
أئمة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كسائر أهل السنة في موقفهم من الرافضة ومن عقائدهم، فهم يعتقدون ضلالهم وانحرافهم عن السنة، وبعدهم عن الحق. وهم من أشد الناس ذماً ومقتاً لهم وذلك لنسبتهم تلك العقائد الفاسدة إليهم، وكثرة كذبهم عليهم، وقد تعددت عبارات أهل البيت وتنوعت في ذم الرافضة وبراءتهم من عقيدتهم.
فمما جاء عنهم في براءتهم من عقائد الرافضة وتأصيلهم عقيدة أهل السنة:
ما ثبت عن علي - رضي الله عنه - وتواتر عنه أنه قال وهو على منبر الكوفة: ( خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر ثم عمر -رضي الله عنهمــا-).(1)
__________________
(1) الإمام أحمد في المسند 1/106، وابن أبي عاصم في السنة ص556، وصححه الألباني في ظلال الجنة، وأخرجه اللالكائي 7/1366-1397، ورواه أبو نعيم في كتاب الإمامة ص283 ، ومحمد بن عبدالواحد المقدسي في النهي عن سب الأصحاب ص73، وأبو حامد المقدسي في رسالة في الرد على الرافضة ص296. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ضمن حديثه عن براءة علي - رضي الله عنه - من الرافضة: «وقد تواتر عنه من الوجوه الكثيرة أنه قال على منبر الكوفة وقد أسمع من حضر: خير هذه الأمة بعد نبيها:أبوبكر، ثم عمر.وبذلك أجاب ابنه محمد بن الحنفية.فيمارواه البخاري في صحيحه » منهاج السنة 1/11-12،وانظر الأثر في البخاري (كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذاً خليلاً). فتح الباري 7/20ح3671.
[ 112 ]
وعنه رضي الله عنه أنه قال: ( لا يفضلني أحد على الشيخين إلا جلدته حد المفــتري ).(1)
وفي الصحيحين أنه قال في حق عمرعند تشييعه: ( ما خلفت أحداً أحب إلىّ من أن ألقى الله بمثل عمله منك وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وذلك أني كنت أسمع كثيراً رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:ذهبت أنا وأبوبكر وعمر، ودخلت أنا وأبوبكر وعمر،وخرجت أنا وأبوبكر وعمر، وإن كنت لأظن أن يجعلك الله معهما).(2)
وهذه الآثار الثابتة عن علي - رضي الله عنه - تناقض عقيدة الرافضة في الشيخين كماتقدم، وتدل على براءة علي- رضي الله عنه - من الرافضة
__________________________
(1) اخرجه عبدالله بن أحمد في السنة 2/562، وابن أبي عاصم في السنة ص561، وأبو حامد المقدسي في رسالة في الرد على الرافضة ص298.
(2) أخرجه البخاري في (كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب) فتح الباري 7/41، ح3685، ومسلم (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر - رضي الله عنه -) 4/1858، ح2389.
[ 113 ]
ومن عقيدتهم، وتوليه للشيخين وسائرأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وحبه لهم، وإقراره للشيخين بالفضل عليه، وعقوبته من فضله عليهما، وتمنيه أن يلقىالله بمثل عمل عمر. فرضي الله عنه وعن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الطيبين المطهرين من كل ماينسبه إليهم أهل البدع من الرافضة والخوارج المارقين.
ثم من بعد علي - رضي الله عنه - جاءت أقوال أبنائه، وأهل بيته، في البراءة من الرافضة ومن عقيدتهم، وانتصارهم لعقيدة أهل السنة. وإليك طرفاً من أقوالهم في ذلك:
قول الحسن بن علي -رضي الله عنهما-:
عن عمرو بن الأصم قال: قلت للحسن: إن الشيعة تزعم أن علياً مبعوث قبل يوم القيامة، قال: (كذبوا والله ما هؤلاء بالشيعة؛ لو علمنا أنه مبعوث، ما زوجنا نساءه ولا اقتسمنا ماله).(1)
وروى أبو نعيم قيل للحسن بن علي -رضي الله عنهما-: إن الناس يقولون: إنك تريد الخلافة، قال: (كانت جماجم العرب في يدي. يحاربون من حاربت، ويسالمون من سالمت، فتركتها ابتغاء وجه الله، وحقن دماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ).(2)
_________________________
(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/148، وفي فضائل الصحابة 2/175، وأورده الذهبي في السير 3/263.
(2) حلية الأولياء 2/37.
[ 114 ]
قول الحسين بن علي -رضي الله عنهما-:
كان يقول في شيعة العراق -الذين كاتبوه ووعدوه بالنصر، ثم تفرقوا عنه وأسلموه إلى أعدائه-: (اللهم إن أهل العراق غرّوني، وخدعوني، وصنعوا بأخي ما صنعوا، اللهم شتت عليهم أمرهم وأحصهم عدداً).(1)
ثم كان نتيجة غدرهم وخذلانهم له استشهاده - رضي الله عنه - هو وعامة من كان معه من أهل بيته، بعد أن تفرق عنه هؤلاء الخونة. فكان مقتله - رضي الله عنه - مصيبة عظيمة، ومأساة جسيمة، يتفطر لها قلب كل مسلم. تولى كبرها هؤلاء الشيعة، الذين يظهرون اليوم تحسرهم وندمهم على مقتل الحسين بإقامة تلك المآتم المبتدعة في يوم عاشوراء من كل سنة، فقبحهم الله ما أكذب دعواهم في ولاية أهل البيت، وأعظم غدرهم وخذلانهم لهم !!
قول علي بن الحسين -رحمه الله-:
ثبت عنه أنه قال: ( يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام، ولا تحبونا حب الأصنام، فما زال بناحبكم حتى صار علينا شيناً).(2)
__________________
(1) أورده الذهبي في السير 3/302.
(2) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1398، وأورده أبو نعيم في الحلية 3/137، والذهبي في السير 4/390.
[ 115 ]
وعنه -رحمه الله-: أنه جاءه نفر من أهل العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم-، فلما فرغوا قال لهم: ( ألا تخبروني أنتم المهاجرون الأولون الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون؟ قالوا: لا! قال: فأنتم الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم، يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ؟ قالوا: لا! قال : أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل : {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفرلنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}(1) اخرجوا فعل الله بكم !!).(2)
قول محمد بن علي ( الباقر):
عن محمد بن علي أنه قال: ( أجمع بنو فاطمة على أن يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن ما يكون من القول).(3)
__________________
(1) سورة الحشر آيه 10.
(2) أورده أبو نعيم في الحليه 3/137.
(3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 15/355 أ، وأورده الذهبي في السير4/406، وأبو حامد المقدسي في الرد على الرافضة ص302.
[ 116 ]
وعنه -رحمه الله- أنه قال لجابر الجعفي : ( إن قوماً بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا، ويتناولون أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-، ويزعمون أني أمرتهم بذلك؛ فأخبرهم: أني أبرأ إلى الله تعالى منهم، والله برئ منهم، والذي نفس محمد بيده لو وليت؛ لتقربت إلى الله بدمائهم. لانالتني شفاعة محمد، إن لم أكن أستغفر لهما، وأترحم عليهما، إن أعداء الله غافلون عنهمــا).(1)
وعن بسام الصيرفي قال: سألت أبا جعفر عن أبي بكر وعمر فقال: (والله إني لأتولاهما، وأستغفر لهما. وما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا هو يتولاهما).(2)
قول زيد بن علي -رحمه الله-:
عن زيد بن علي أنه قال:( كان أبوبكر إمام الشاكرين.ثم تلا { وسيجزي الله الشاكرين}(3) ثم قال:البراءة من أبي بكر هي البراءة
__________________
(1) أخرجه محمد بن عبدالواحد المقدسي في النهى عن سب الأصحاب ص75، وأورده البيهقي في كتاب الاعتقاد ص361، وأبو حامد المقدسي في الرد على الرافضة ص303.
(2) أخرجه ابن سعد في الطبقات 5/321، وابن عساكر في تاريخ دمشــق 15/355ب، وأورده ابن كثير في البداية والنهاية 9/321، والذهبي في السير 4/403، وأبو حامد المقدسي في الرد على الرافضة ص304.
(3) سورة آل عمران من الآية: 144.
[ 117 ]
من علي).(1)
وعنه -رحمه الله- أنه قال: (البراءة من أبي بكر وعمر، البراءة من علي -رضي الله عنهم-. فإن شئت فتقدم، وإن شئت فتأخر).(2)
قول جعفر بن محمد (الصادق):
عن عبدالجبار بن عباس الهمداني: أن جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة.فقال:(إنكم إن شاء الله من صالحي أهل مصركم، فأبلغوهم عني : من زعم أني إمام معصوم مفترض الطاعة؛ فأنا منه برئ، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر؛ فأنا منه برئ ). (3)
وعن سالم بن أبي حفصه قال: سألت أبا جعفر وابنه جعفر عن أبي بكر وعمر فقال: يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما؛ فإنهما كانا إمامي هدى، ثم قال جعفر: يا سالم أيسب رجل جده؟ أبو بكر جدي، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما).(4)
__________________
(1) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1302، وابن عساكر في تاريخ دمشق 6/324ب، وأورده الذهبي في السير 5/390.
(2) أخرجه محمد بن عبدالواحد المقدسي في النهي عن سب الأصحاب ص75.
(3) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/259.
(4) أخرجه عبدالله بن أحمد في كتاب السنة 2/558، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1301، وأورده الذهبي في السير 6/258.
[ 118 ]
وعن جعفر بن محمد أنه كان يقول: (ما أرجوا من شفاعة علي شيئاً، إلا وأنا أرجوا من شفاعة أبي بكر مثله، لقد ولدني مرتين(1)).(2)
وعنه -رحمه الله- أنه سئل عن أبي بكر وعمر فقال: ( إنك تسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة ).
وعنه أنه قال: ( برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر).(3)
قال الذهبي معقباً على هذا الأثر: «قلت هذا القول متواتر عن جعفر الصادق، وأشهد بالله إنه لبار في قوله، غير منافق لأحد، فقبح الله الرافضة».(4)
فهذه هي أقوال أئمة أهل البيت، الطيبين، الطاهرين، الذين تدعي الرافضة إمامتهم وولايتهم، وينسبون إليهم عقيدتهم؛ جاءت موضحة ومبينة موقفهم من الرافضة، ومن دينهم، وبراءتهم منهم ومن
__________________
(1) قال الذهبي في ترجمة جعفر بن محمد: « وأمه هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي، وأمها هي أسماء بنت عبدالرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان يقول: ولدني أبوبكر الصديق مرتين»سير أعلام النبلاء 6/255.
(2) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1301، وأورده الذهبي في السير 6/259.
(3) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/260.
(4) سير أعلام النبلاء 6/260.
[ 119 ]
كل ما يلصقونه بهم من عقائدهم المكفرة ، ومطاعنهم على خيار الصحابة، وأمهات المؤمنين؛ وأن هؤلاء الأئمة من أهل البيت على عقيدة أهل السنة، ظاهراً وباطناً؛ في كل كبير وصغير؛ فهي عقيدتهم التي بها يدينون، وعليها يوالون ويعادون؛ وأن من نسب لهم غير ذلك فهو كاذب عليهم ظالم لهم، فرحمهم الله رحمة واسعة، وقبح الله الرافضة ما أعظم فريتهم عليهم وأشد أذيتهم لهم.
ثانيا: أقوال المنسوبين للتشيع(1) من الأئمة المتقدمين:
روى اللالكائي عن ليث بن أبي سليم قال: ( أدركت الشيعة الأولى ما يفضلون على أبي بكر وعمر أحداً).(2)
وعن سلمة بن كهيل أنه قال: ( جالست المسيب بن نجبة الفزاري في هذا المسجد عشرين سنة، وناساً من الشيعة كثيراً ، فما
__________________