المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العاصمة ... ثلاثة أيام بلياليهن



ثاني التومي
17 Mar 2012, 07:51 PM
أول الحديث .. تنبيه /
عزيزي القارئ هذه أحداث رحلتي للرياض , طويلة نسبيا
بإمكامك أن تقرأها كاملة وبإمكانك تقسيطها وبإمكانك عدم قرائتها فكل المعادلات تساوي [ ]
وكل الطرق تؤدي إلى اللاشيء...


قبل الإنطلاق

لازالت تراودني فكرة الذهاب إلى الرياض وتكشف لي عن ساق معرض الكتاب
ولم يكن بإمكاني سوا قول : هيت لك ..
قررت الذهاب وطفقت أبحث عن الأصدقاء والربع والجماعة فعرضت الفكرة على أكثر من واحد لكن للأسف ...
منهم من يرفض فأذكره بقول الشافعي :

تغرب عن الاوطان في طلب العلا *** وسافر ففي الاسفار خمس فوائد
تفريج هم واكتساب معيشة *** وعلم وآداب وصحـــــــبة ماجد
فإن قيل في الاسفار ذل وغربة *** وقطع فيافٍ وارتكاب الـــــشدائد
فمـــوت الفتى خير له من حياته *** بدار هوان بين واش وحاســـــد

فيذكرني بقول الطرطوشي

تخلف عن الاسفار ان كنت طالبا *** نجاة ففي الاسفار سبع عوائق
تنكر اخوان وفقد أحبـــــة *** وتشتيت اموال وخيفة سارق
وكثرة ايحاش ٍ وقلة مـــؤنس *** وأعظمها ياصاح سكنى الفنادق
فان قيل في الاسفار كسب معيشة*** وعلم وآداب وصحبة فائـق
فقل ذاك دهر تقادم عهـــده *** واعقبه دهر كثير العوائــق
وهذا مقالي والسلام مؤبـد *** وجرب ففي التجريب علم الحقائق

ومنهم من يقول : أرد لك , وهذه أبغض كلمة أسمعها لأنها لم تنهي الموضوع بل تعطيه المزيد من الوقت
ولا تعطيك الــ ok لكن تبقيك على قائمة الإنتظار
ثلاثة من الناس قالوا لي : نرد لك , ويبدو أنهما شبه اقتنعوا بالفكرة لكن للأسف من الغد أصيب أحدهم بزايدة -شفاه الله-
والآخر قرر الدكتور أن يختبرهم وبعد ذلك رفض الثالث الذهاب قد يكون خوفا أو ... لا أدري .
المهم أني بقيت وحيدا .



في الطريق

في يوم الثلاثاء الموافق 20 / 4 / 1433هــ في تمام الساعة الثانية ظهرا امتطيت صهوة سيارتي وركبت الطريق
متجها إلى الرياض وحيدا فريدا ...
وبما أني وحيدا فريدا اضطريت أن آخذ معي بعض الأشرطة التي أبدد فيها الوحدة وأطرد فيها الملل
فاقتنيت ألبوم تاريخ القدس للدكتور طارق السويدان وكان عبارة عن
16 سيدي ,
كان ألبوما رائعا بحق حدثني طارق عن القدس منذ بدايتها وكانت أول مدينة هي حيفا قبل 8000 سنة تقريبا وأول من سكنها
العرب ثم تدرج في تاريخ القدس حتى وصل إلى نور الدين ودوره في استرجاع كثير من أراضي المسلمين وكيف كان له بالغ الأثر
في استرجاع القدس الذي تم بعد موته ومن ثم تطرّق إلى صلاح الدين وكيف انتصر في حطين وعدد جيشه 12000 مقابل 63000 من النصارى
وثم فتح القدس .. في هذه اللحظات بلغ معي الحماس ذروته حتى كدت أغيّر مسار السيارة إلى غزة ..
وأحاديث طويلة جدا تطرق لها الألبوم استمريت في سماعها حتى المجمعة وبعدها اضطريت أن اطفئ المسجل وشعرت أني بحاجة لمزيد من التركيز
خصوصا في ذلك الطريق الممتلئ في الناس المزدحم بالسيارات التي تظنها طائرة من شدة سرعتها
وأظن أن هذا الطريق هو أخطر طريق في العالم ..!! وقد صرفت لوجه الشيطان في هذا الطريق من
الشتائم والسب الكثيييييير حتى وصلت الرياض وكدت أسجد شكرا لله عندما نجاني من هذا الطريق.
دخلت المدينة العملاقة التي تقف مبانيها شامخة كملك ينظر للرعية من فوق شرفة ما أعظم هذه المدينة العالمية التي تتقاطع طرقها
كرسمة طلاسم أتقنها كبير السحرة وكلما تجاوزت منطقة جائتني منطقة أجمل وأروع حتى عرفت معنا كلمة على الهامش,
وأعترف أني ضعت قليلا -رغم وضوح الوصف- لكن الحمدلله وصلت لأحبابي في شقتهم
وعند دخولي الشقة في الساعة العاشرة تقريبا ابتهجت بسبب وجود عبارة كتبها أصحابي ترحيبا بي على سبورة في شقتهم
ارتحت قليلا وشربت القهوة وشربت شايا مميزا
أطلق عليه من أعده اسم " شاي زلم " وربما جاء الاسم توافقا وتأييدا للزلمات في سوريا لا أدري
على العموم هو شاي رائع جدا حتى ظننت أن الشاعر أحمد الصافي كان يقصده في قوله
لئن كان غيري بالمدامة مولعاً *-*-*-* فقد ولعت نفسي بشاي معطر
إذا صبَّ في كأس الزجاج حسبته *-*-*-* مذاب عقيق صُبّ في كأس جوهر
به أحتسي شهداً وراحاً وسكراً *-*-*-* وانشق منه عبق مسك وعنبر
يغيب شعور المرء في أكؤس الطَّلا *-*-*ويصحو بكأس الشاي عقلُ المفكر
يحد سرور المرء من دون نشوة *-*-*-* فأحبب به من منعش غير مسكر
خلا من صداع أو نزيف كأنه *-*-*-* سلافة أهل الخلد أو ماء كوثر
فمنه اصطباحي واغتباقي ولذتي *-*-*-* ومنه شفائي من عناء مكدر
كأني إذا ما أسفر الصبح ميت *-*-*-* وإن أرتشف كأساً من الشاي أحشر
ولو ذاقه الأعشى وحكم في الطَّلا *-*-*-* وفيه لقال: الفضل للمتأخر
فللفم أحلى مشرب من مذاقه *-*-*-* وللعين من مرآه أجمل منظر
عجبت له يكوي اللسان حرارة *-*-*-* ويطفيء نيران الجوى المتسعر
لقد نال من طبع الحياة حرارة *-*-*-* فإن يسر في ميْتٍ من الناس ينشر
إذا فار ما بين السماور ماؤه *-*-*-* سمعت له أنغام نايٍ ومِزهر
فأشربُ مرتاحاً على نغماته *-*-*-* كؤوساً وما نقلي له غير سكر
كأن كؤوس الشاي بضع نواسك *-*-*-* تحيط بمعبود من التبر أصفر
وتفتح فاها بالدعاء فيجودها *-*-*-* بذوب لجين أو بدرٍّ مقطر
وتحكي لنا ما بين بيض صحونها *-*-*-* تماثيل در في معابد مَرمَر
وإبريقه فوق السماور مرتق *-*-*-* كمثل خطيب جالس فوق منبر
يفوه ولكن في عقيق مقطر *-*-*-* وينطق لكن في كلام مصور
سماوره يبدو كشيخ معمم *-*-*-* من الصين يزهو في رداء معصفر
إذا ساق هم الدهر نحوي جيشه *-*-*-* ألا قيه من أقداح شاي بعسكر
ومن ثم تناولنا العشاء وتبادلنا الأحاديث ثم توجهنا إلى الفرش
وفي الفراش استقبلتني بعوضة بشوق كشوق قيس لليلى وقبلتني على شفتي العليا قبلة سحبت فيها
كل دمي مما جعل شفتي تنتفخ حتى صارت كشفتي جنوب أفريقي غاضب واستمر الانتفاخ حتى لاح الصباح ثم راح وانزاح.


إلى الرئاسة

استيقظت في الساعة الحادية عشر والنصف تقريبا وكان جدولي يلزمني بالذهاب للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء
أخذت وصف الطريق من صاحبي الذي بسبب شغله بالجامعة لم يستطع الذهاب معي
حفظت الوصف عن ظهر قلب خشية الضياع كطالب علم موريتاني يحفظ الألفية انطلقت على بركة الله وخضعت المعركة
من مخرج إلى مخرج ومن طريق إلى طريق حتى استويت بجوار بيت المملكة "أيقونة بدوي في نفود " في هذه الأثناء
صارت الطريق مزدحمة لم أرى مثلها في حياتي زحام كزحام أناس اجتمعوا على أسهم عند باب بنك
أو كزحام المظاهرة المليونية في مصر والناس يسرعون فجأة ويتوقفون فجأة شعرت أن رئيس المرور جالس فوق برج الفيصلية
ثم يقول للناس : ماء , فيسرع الناس ثم فجأة يقول : جماد , فيقفون , تماما كما في ألعاب الأطفال
لكن مع كل هذا استطعت أن أسير بشكل جيد نوعا ما
وأعترف للمرة الثانية أني كنت أحد أسباب تواجد الزحمة وذلك لهدوئي الناتج عن خوفي .
لما أحسست أني ضللت الطريق وقفت عند مسجد على زاوية ذو منارة غريبة وأحببت أن أسأل أقرب رجل عن مكان الرئاسة
في الحقيقة لم أشأ أن أتصل على صاحبي لأني أريد أن أظهر له أني أفهم من أول وصف
أبصرت رجلا أسمرا ذو لحية خفيفة يبدو لي أنه من الحجاز فسلمت عليه فرد السلام بوجه كأنه مشكك ومتذمر
ويبدو أن هذا التذمر ظهر لأنه اعتقد أني أتيت لأشحد منه المال
خصوصا وأني أرتدي ثوبا أسودا في ظل هذه الأجواء الحارة التي لم أعلم عنها شيئا
شعرت أنه يقول في نفسه : صرنا لانعرف المحتاج حقا من الكاذب بسبب كثرة الشحادين ..
قطعت تفكيره بقولي : سيدي أين الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء..!؟
نظر إلي نظرة فيها استغراب ويبدو أنه قال في نفسه : هذا ليس شحادا هذا رجل يستعبط ..
ثم ابتسم وقال لي : هذه وأشار بيده للمبنى المجاور وأكمل : الباب من هنا من اليمين ..
لحظات كثيرة أشعر فيها بغبائي لكن هذه المرة يبدو أني تأكدت احمّر وجهي واخضر وازرق وشكل كل ألوان الطيف
ثم شكرته ومشيت وأنا في قمة الخجل من موقفي السابق .
دخلت المبنى لأنهي عملي كان مبنى لا أقول رائعا ولا أقول سيئا مبنى عادي عندما أقارنه بمباني الرياض الأخرى
لكن تعامل الموظفين فيه واحترامهم يجعله عظيما أعجبني جدا تعاملهم
فقد قدموا لي كل ما أريده بكل يسر وسهوله وبأقل من نصف ساعة أنهوا قضيتي
وأعطوني أربعة كراتين مليئة بالكتب أبرزها فتاوى اللجنة الدائمة ونور على الدرب
وعند الخروج منهم جائني شخص فسلم علي فرددت عليه السلام
قال : أنا أعرفك
شعرت لحظتها أني شخص مشهور وأنه سيقول لي أرجوك وقع لي .
أكمل حديثه : هل تعرفني .
نظرت إليه بتأمل واستنجدت بذاكرتي الرديئة لكن لاجدوى
أنا : للأسف لا ..
هو : أنا فلان الفلاني لقد لعبت معك كرة في القصيم.
أنا : ونعم , لكن للأسف لا أعرفك لأني ألعب كثيرا ومع ناس كثير.
ودار بيني وبينه كلاما وحوارا قصيرا لا فائدة من ذكره اختتمناه بالمجاملة الشهيرة : تفضل معي ..لاشكرا .
ثم عدت إلى الشقة بنفس المشقة التي أتيت بها وبنفس الزحام .


تحت الخط

شد انتباهي هو حسن قيادة أهل الرياض للسيارة وانتظامهم
رغم الزحام فقيادتهم أجمل من قيادة أهل رفحاء بكثير
فأهل رفحاء فيهم المتهورين هؤلاء الناس الذين يدخلون عليك والطريق لك بكل
بجاحة ودون احترام ومن ثم يشير لك بيده غضبانا من قيادتك ..!
وهناك أناس لامبالين بأي شخص وأي سيارة فعند الإشارة يقف في المسار الأيمن
وتجده رغم أن رفحاء من أكثر المدن في مواقف السيارات
إلا أنه مع كل هذا يقف بالطريق وينزل للمحل ويجلس عشر دقائق وأكثر بشكل طبيعي جدا
ناهيك عن عدم استخدام الإشارة عندما ينعطف هذه الإشارة لم يصنعها المصنع عبثا فقد اجتمعوا وفكرروا وقرروا وعملوا وصنعوا
وبعد هذا كله يتركها الناس !!
ولاننسى كبار السن أولئك الذين على نظام : ماشي ماشي مهما كان ..
ولا أنكر أنه يوجد أناس مميزين في القيادة غيري " ابتسامة" وهم كثير جدا والحمدلله لكن نطمح للأجمل
وصحيح أني استطردت في الموضوع ولكن هذه المسألة تؤرقني جدا جدا فأحببت أن أشير إليها .


يتبع


في اليتبع القادمة بإذن الله سأحدثكم عن محاضرة العجيري ومعرض الكتاب وماذا اقتنيت منه وقصة ضياعي في الرياض وأشياء أخرى .

متعب الاسلمي
18 Mar 2012, 12:26 AM
الحمد لله على السلامه

وماذا عن معرض الكتاب
اعلاميآ يذكر بأن الأمور طبيعه جدآ[/COLOR‏[‏
[COLOR="Black"]الا انه هناك من يذكر بأنه حصل شيئآ من الاحداث داخل المعرض مثل اعتراضات ونحو ذالك
‏[COLOR="Red"]وهل فعلآ هناك كتب غيرمناسبه او متعارضه
مع مجتمعنا فكريآ وافر احترامي

إبداع قلم
18 Mar 2012, 12:36 AM
الحمد لله على السلامة ياصديقي

وبعدين ليش ما تعلمنا من اول انك تبي تمر الرئاسة يانصاب

وآسف اني ما خاويتك ولا يهون طارق السويدان ما قصر

بإنتظارك

عبدالله الجبل
18 Mar 2012, 01:15 AM
رائع ما شاء الله ...
بإنتظار يتبعك القادمة ابني ثاني ...
شكراً جزيلاً لك ...

الصرح
18 Mar 2012, 04:27 PM
الحمد لله على السلامة...
أسلوب ممتع ومشوق..
ننتظر بشوق لليتبع..
أما معرض الكتاب فهو بالنسبة الى لا يستحق العناء والسفر من أجله...

ابومحمدالزوبعي
18 Mar 2012, 05:44 PM
ماشاء الله اسلوب رائع يشد القارئ ذكرني بالرحالة محمد العبودي
بنتظارك

عروووبة
19 Mar 2012, 11:41 PM
اسلوب شيق . . . . ننتظر اليقة

عقارب
20 Mar 2012, 01:00 AM
اسلوب جميل الله يعطيك العافيه بانتضار البقيه

ريانه
20 Mar 2012, 02:16 AM
بالأانتظار وعلى جمر الشوق ..موضوعك ماتع جدا ً

ثاني التومي
23 Mar 2012, 03:37 PM
متعب الأسلمي
الله يسلمك
بالنسبة للإعتراضات أنا لم أرى شيئا وهذا لايعني أنها غير موجودة
وبالنسبة للكتب التي تعارض مجتمعنا فهي موجودة وبكثرة
شكرا لك

إبداع قلم
في منزلكم المبارك تناقشنا كثيرا عن هذا الموضوع لذلك ألإضل الصمت
شكرا لك سيدي

عبدالله الجبل
أهلا وسهلا بك سيدي
تشرفنا

الصرح
أهلا سيدي
تشرفت بك
وبالنسبة للمعرض فقد يقول هذا الكلام -أنه لايستحق الزيارة - شخص يوجد في بلده مكتبة
أما نحن فلا ندخل مكاتب إلا مرة أو مرتين في السنة لذلك نضطر للذهاب
كما أنه يوجد كتب لاتجدها في المكتبات
شكرا لك

أبومحمد الزوبعي
أهلا وسهلا بك مصورنا
وجوك فخر
بس فاتتنا نأخذ تصور لنا الرحلة ..


عروبة
شكرا لك على تواجدك

عقارب
الله يعافيك ويوفقك
شكرا

ريانة
أهلا وسهلا بك

ثاني التومي
23 Mar 2012, 03:42 PM
معرض الكتاب

بعدما صليت العصر في أحد جوامع الرياض المميزة وبعدما غيرت ثوبي الأسود ولبست الأبيض بإيعاز من الحر ومن صديقي
الذي يبدو أنه خجل من منظري بالثوب الشتوي اتجهنا إلى معرض الكتاب بقيادة صاحبي
وما أجمل الرياض عندما لاتقود السيارة تلتفت يمينا فتـُسر بمنظر خلاب وتنظر شمالا فتبصر مبنى ساحر
وأنى اتجهت في نظرك وقع على مايعجبه أو مايسليه ولا أخفيكم أني كنت خائف من قيادة زميلي لأنه يسرع
أو أنا أظنه يسرع وذلك لأنه اعتاد على الرياض لكن ولله الحمد لم أظهر له ذلك ..
وصلنا المعرض والناس طوابير كطوابير الخيرية يخضعون لتفتيش دقيق عبر ذلك الجهاز الذي يصيح إن شعر بالحديد
أو اكتشف في حوزتك شيء من حديد أو نحاس
وبالمناسبة سمعت أن هذه الأجهزة لاتكتشف ماتحت الكعب ولا أعلم شيئا يقينا عن هذه المعلومة
المهم أننا دخلنا المعرض واتفقت أنا وصاحبي أن نلتقي على صلاة المغرب ثم اتجه كل منا في طريق
سلكت أنا الطريق الأيمن فكان أول دار رأيتها من الدور التي أريدها دار مدارك
كانت دار ممتلئة عن بكرة أبيها والناس طوابير عليها وقد قسّموا إلى
قسمين رجال ونساء ووضع بينهم حاجز وكل هؤلاء يطلبون كتاب وصايا فلا تسمع إلا
أعطني وصايا أريد وصايا فدخلت المعمعة معهم وبحكم صغر جسمي استطعت بيسر وسهولة الوصول للطاولة
فصحت مع الصائحين أعطني كتاب وصايا ..
وُضعت يد على كتفي فالتفت مذعورا إليها فإذا به سكورتي يستنجد بي لأسحبه من هذه الزحمة
ليصل إلى الأمام فجذبته نحوي فقدّر لي هذه الخدمة فطلب من البائع المشغول عني أن يمنحني كتاب وصايا فأعطاني البائع الكتاب
تقديرا للسكورتي فالتفت لي السكورتي وقال : يا أخي كلكم تريدون وصايا حملوه من النت .. ابتسمت ومشيت ..
أنا أعلم أن أغلب الكتب موجودة في الإنترنت لكن لم أتمكن من القراءة في الكمبيوتر ولم أستطع الإنسجام أبدا ...

قضيت الوقت المتبقي في المعرض أنتقل من دار إلى أخرى حتى جاء المغرب فاتصلت برفيقي وخرجنا إلى ديوان المسلم
لحضور محاضرة العجيري ..
في الطريق توقف صاحبي عند محل " جافا تايم " وهو محل يبيع مشروبات
كــ"مزاج وعالم القهوة" في رفحاء - مع فارق التشبيه- وطلب لي مشروبا
راق لي كثيرا اسمه " لاتيه " - يارب الاسم كذا - ثم أكملنا الطريق .


محاضرة العجيري

على صلاة العشاء توقفنا عند ديوان المسلم دخلنا وحجزنا المكان المناسب في الصف الثالث ولا أعلم لماذا لم نحجز مكانا في الصف
الأول رغم أنه لايوجد أحد لكن أظنه الأدب والاحترام فرض علينا ذلك أقول حجزنا مكانا ثم ذهبنا إلى المسجد القريب
توضأنا وصلينا العشاء..
لفت نظري جمال المساجد في الرياض فدورة المياه -أعزكم الله- نظيفه ومرتبه والمسجد من داخل كبير والفرش نظيف وجديد
والمكرفونات واضحة المسجد بشكل عام يبعث للطمأنينة والسكينة مسجد يجعلك تتحمس للقراءة فيه والمكث فيه مدة أطول
فياليت مساجدنا في رفحاء تكون نصف ذلك ..!!

لما انقضت الصلاة رجعنا إلى الديوان وبدأت المحاضرة التي أعتبرها من أروع المحاضرات التي حضرتها ومن أمتعها
كان عنوانها " الإلحاد في طوره الجديد "
ومما ميّز المحاضرة أن الشيخ مهتم بموضوع الإلحاد منذ ست سنوات..
المحاضرة اشتملت على محورين
الأول : أهم التطورات في الخطاب الإلحادي
وقال الشيخ : أن الدعوة للإلحاد بدأت من بعد أحداث 11 سبتمبر أما قبله كان هناك إلحاد لكن لايدعون له أتباعه
وبعد 11 سبتمبر أحسوا بأن الدين يسبب لهم خطرا فبدؤوا بالدعوة للإلحاد بشتى الوسائل وقد انتشرت عندهم برامج كوميدية
فكرتها كفكرة برنامج إيش اللي وبرنامج على الطائر وتلك البرامج الكوميدية تدعو للإلحاد..
الثاني : التطورات التي ينبغي أن تستحدث للخطاب الشرعي لمجابهة الإلحاد
وذكر عدة طرق لصد الإلحاد كما ذكر أن من أبرز الأسئلة التي حيّرت الملحدين كيف يكون العالم بلا دين ..!؟
فمالذي يجعل الإنسان حسن الخلق ولا يسرق ولا يؤذي الآخرين ..!؟
المحاضرة استغرقت حوالي خمسين دقيقة وذكرت في الأعلى جزء يسير منها ومما دار فيها لأن تلخيصها يحتاج لموضوع مستقل ..

بعدما انتهت المحاضرة وأشبعنا عقولنا قرقرت بطوننا فكان لزاما علينا أن نشبعها هي الأخرى فاحترنا إلى أي مطعم نتجه
فكلانا ليس لديه أي مشكلة في أي مطعم - ولله الحمد- لكن المشكلة تكمن في أن جميع الخيارات متساوية
فكما تعلمون أنه إذا تساوت الإختيارات صعب الاختيار ولكن أخيرا اتجهنا إلى مطاعم داجن ...
اتجه صاحبي نحو الرسبشن ليعطيه طلباتنا وفي هذه الأثناء ومن دون مناسبة تذكرت المحبوب ..
لاتصدقوا الأفلام والمسلسلات التي لايتذكر العاشق محبوبه إلا في مكان رومنسي كشاطئ البحر عند الغروب أو
في حديقة الورود ..لا لا هذا كلام لاصحة له فالمحبوب تأتي ذكراه في أي مكان بل ذكراه يحول العفن إلى جمال
ويحول دخان السيارات إلى أرقى أنواع العطور ومنظر الزحام إلى حديقة غنّاء ممتلئة بالزهر
سيرة الحب كفيلة بأن تنسي الإنسان نفسه وعقله وشعوره فهاهو عنتر عن يمينه
أموات قضوا نحبهم وجثث استقرت الرماح في بطونها وعن شماله جرحى تنزف دمائهم وثكلى تلطم موتاها
فالمنظر العام حوله أقبح منظر يمر على البشرية
وأسوأ رائحة عرفها التاريخ إنها رائحة الدم والموت ومع كل هذا يقول لما تذكر المحبوبة :
فوددتُ تقبيل السيوفِ لأنها *** لمعت كبارق ثغركِ المتبسِّم

الحب وما أدراك مالحب الحب سكر أشد من سكر الخمر
فشارب الخمر يصحو بعد سكرته
وآخر
كم صريع لم يرشف الكأس يوما *** صرعته كأس الهوى السفاح

الحب موت والحب حياة .. يعذبنا ولانستطيع أن نعيش بدونه
فكما قال الشاعر عن الحب :
فشفى منا سقاما *** ورمانا بسقام

قطع هذه السكرة صوت العامل الذي أنهى الطعام فاستلمنا الطعام وسرينا نحو الشقة
عند سيارتنا أبصرت شخص صاحب سيارة جمس توقف في موقف خاص للمعاقين
ونزل كأنه لم يفعل ذنبا ولا خطأ..
أستغرب تصرفات بعضنا تجده ينادي بحقوق المعاقين وأول من ينتهكها هو
ويطالب بقطع الواسطة وأول من يستخدمها هو ..
وليس لديه أي استعداد ليكون هو أول من يبدأ بالعلاج ..!!

المهم أننا ركبنا السيارة فأكملنا طريقنا حتى وصلنا شقتنا ...



يوم الخميس

يوم الخميس قضيت الصباح والعصر كله في معرض الكتاب فحدثت أحداث في المعرض وفي طريق الرجعة من المعرض
فلنبدأ القصة من أول ..

في البداية قال لي صاحبي : أنت شخص ممتاز في حفظ الوصف , فقط أقول لك الطريق وتسلكه تماما دون إزعاج أو ضياع
انتفخ رأسي من هذا المدح حتى سمعت صوت خيوط الطاقية وهي تتقطع فأردت أن أبرهن له أني أكبر مما يتصور
فخرجت وامتطيت صهوة السيارة واتجهت للمعرض لوحدي .. ومن طريق إلى طريق ومن مخرج إلى مخرج حتى وصلت
المعرض دون أي مشاكل تذكر ..
دخلت المعرض بعد التفتيش المعتاد والغريب في الأمر أنك ترى أشكالا ليس لهم علاقة في القراءة لامن بعيد ولامن قريب
بل تقسم أنه يعتبر القراءة نوع من أنواع التعذيب ومع ذلك يصطف ويزاحم الناس منهم من يطرده العسكر ومنهم من يدخل...

في أحد دور النشر أخذت كان البائع لايبيع الكتاب إلا بفاتورة
مما جعل الناس تصطف طوابير عنده كان بائعا من الجنسية السودانية وكلما جاء رجل وأخذ كتابا وأعطاه الثمن
صاح البائع : اصبر حتى تأخذ فاتورة .. فيرد الرجل : ليس ضروري فكل الدور لايعطون فاتورة
فيصيح البائع : كيف ليس ضروريا هذه أموال ناس.. ثم يسرد علينا محاضرة نصف ساعة في هذا الموضوع
وبعد جهد جهيد قدرنا نقنعه أن يعود إلى العمل وكتابة الفواتير وكلما بدأ عمله جاء رجل فأعطاه مالا فصاح بنا وأعاد المحاضرة
السابقة .. .. بقينا على هذه الطريقة وقت طويل جدا بسبب ذلك البائع ..
أنهيت الموضوع وأعطيته المال ثم أخذت جوله في المعرض الذي رغم أنه أقل من السنوات السابقة من حيث الكتب والدور
إلا أنه أكثر زحمة من الماضي ..!!
وبعد جوله في المعرض استمرت حتى صلاة المغرب وبعدما أنهيت كل شيء وشبعت من المعرض خرجت منه
ولكن المشكلة أني لا أعرف طريق العودة أو أعرفه لكن ليس جيدا فقررت أن أخوض مغامرة كمغامرة سامبا
فكان أسوأ قرار اتخذته في حياتي
انطلقت أقطّع أنياط الطرق حتى ضعت والمصيبة الأكبر أني لا أعرف أين أنا
فكلما هممت بالاتصال على أصحابي يوقفني سؤال واحد : أين أنا ..؟ فكما تعرفون حتى يدلني صديقي على الطريق
يجب أن يعرف أين أنا ..
الجو بدأ يزداد غبارا وأنا أذهب شرقا ثم شمالا ثم جنوابا ثم غربا وكلما سلكت طريقا قلت : لا هذه ليست طريقي
فأرجع إلى طريق أخرى حتى ضاقت بي السبل والطرق : يالله نجني من هذه الورطة
بقيت على هذه الحال أكثر من نصف ساعة بعدها ولا أعلم كيف حصل ذلك وجدت لوحة مكتوب عليها الدمام يمين
فابتهجت سرورا فهذا اللوحة هي العلامة التي تدلني على الطريق خرجت مع ذلك المخرج وفعلا اتضح لي أن هذا هو
طريق أصحابي فكنت كمن فقد الأمل في النجاح ووجد نتيجته في الشهادة أنه نجح بتقدير ممتاز
وصلت الشقة -والحمدلله- فاستقبلني صاحبي : ماشاءالله ذهبت لوحدك وأتيت لوحدك ...!؟ والله إنك جيد
قلت : المشكلة إنك ماتدري ..!

صلينا العشاء ثم تبادلنا أطراف الحديث وأوساطها حتى نمنا ..


طريق العودة

غالبا طريق العودة من أسوأ الطرق ومن أكثرها مللا لكن بفضل الله هذه المرة لم يكن كذلك
فهناك في الرياض وجدت اثنين من أصحابي يريدان الرجوع لرفحاء والحمدلله رجعا معي
فصرنا ركبا ...
لم أشعر بطول المسافة ولا بنكد الطريق لم أشعر إلا أنا على أطراف رفحاء
وكل الذي شعرت به أننا كلما اقتربنا إلى الرياض ازدانت المدن وكلما اقتربنا إلى الشمال ......المدن ؟

أكمل الفراغ السابق


الكتب التي اقتنيت

لم يبقى سوا أن أحدثكم عن الكتب التي اقتنيتها
ولن أحدثكم عنها كلها بل سأعطيكم بعضا منها

1-أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين
2- أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين
والكتابين للمؤلف سليمان علي الدبيخي
3- فقه المعاملات المالية المعاصرة
المؤلف / سعد الخثلان
4- في الكتاب وأحواله
أحمد العلاونة
5- سيادة الشريعة " المعلوم من الدين بالضرورة"
مجموعة من المشايخ
6- منهج البناء الفكري
محمد السعيدي
7- الطريق إلى القرآن
ابراهيم السكران
8- قصة حياة
9- خيوط العنكبوت
ابراهيم المازني
10- أنفاس من الملح
لبابة أبو صالح
11- الطريق إلى تدمر
سليمان أبو الخير
12- المخدوعون
أحمد المديني
13- الحقيقة المفقودة
إياد الجلاد
14- الوزير المرافق
15- حياة في الإدارة
غازي القصيبي
16- تحولات الإسلاميين
وليد الهويريني


شهادة شكر وتقدير

شكرا ثم شكرا لكل أصحابي الذين استضافوني وكانت ضيافتهم
كجمال تاج الملك
أسأل الله لهم التوفيق في الدارين
وشكرا لك أخي القاريء الذي استطعت أن تحتمل وتقرأ هذه السطور

بريشة
ثاني التومي

الصرح
28 Mar 2012, 12:28 AM
شكرا لك ابن الغابة ....أسلوب ممتع دائما...

وبالنسبة للمعرض فقد يقول هذا الكلام -أنه لايستحق الزيارة - شخص يوجد في بلده مكتبة
أما نحن فلا ندخل مكاتب إلا مرة أو مرتين في السنة لذلك نضطر للذهاب
كما أنه يوجد كتب لاتجدها في المكتبات
لم أقصد وجود مكتبة أو كتب أو عدمها..
زحمة وكانها زحمة السوق ليلة العيد + نساء وبكثرة وكأنه معرض الكتاب والمرأة + أطفال + أشخاص لم يصلوا الفريضة(الظهر+العصر) ولا يوجد احترام للأذان والصلاة = هذه الأجواء هي سببلا يستحق بالنسبة لي ..
كانت في ذلك الخميس///تواجدي كان من صلاة الظهر الى قبل المغرب بقليل..

ريانه
30 Mar 2012, 12:24 AM
ليتك في الرياض هذه الاسبوع لترى الاجواء الخياليه الغائمة والماطرة ..

وصفك رائع ..عشنا معك الثنيات والهمسات ..

تمنياتي لك بسباحة ماتعه في الكتب التي أقتنيت ..

دمت بصفاء

عقارب
30 Mar 2012, 01:59 AM
امتعتنا يا ثاني


بارك الله بك والله يعطيك