عبدالحق صادق
16 Apr 2012, 10:07 PM
هؤلاء الذين خذلوا الانتفاضة السورية !!!
من خلال متابعة وسائل الاعلام المختلفة سمعت و قرات اصوات تتعالى و تتحدث بمرارة عن خذلان المجتمع الدولي و خاصة حكومات الدول العربية و الإسلامية و بالأخص دول الخليج العربي و تحديدا السعودية للانتفاضة السورية التي تتعرض لأبشع انواع الانتقام و الاضطهاد و يقارنون بينها و بين الانتفاضات الأخرى و خاصة الليبية
فمن وجهة نظري إن الامر ليس تخاذل و لكن الظروف المحيطة بالشان السوري تختلف عن الشان الليبي و بقية الانتفاضات فهناك غموض و تعقيدات و عوامل متشابكة في الشان السوري
ففي ليبيا منذ الأيام الاولى للانتفاضة حصلت انشقاقات سياسية و عسكرية عالية المستوى و تم تشكيل قيادة للانتفاضة الليبية معروفة و مقبولة من المجتمع الدولي و موجودة و فاعلة على ارض الواقع
بينما في سوريا جاء المجلس الوطني متأخرا و الخلافات بين أعضاءه جعلته ضعيفا و غير فعال فلم يؤدي الدور المنوط به عن طريق التواصل مع الداخل و دعمهم و تنظيمهم و قيادة الانتفاضة على ارض الواقع
و هذا حال دون منحه الثقة و الاعتراف به كممثل شرعي للشعب السوري من المجتمع الدولي و بالتالي دعم الانتفاضة السورية ماديا و عسكريا فالدول لا تدعم أفراد و لكنها تدعم هيئات و منظمات لها فاعلية على ارض الواقع و ليس هيئات شكلية مشلولة
فإزاحة النظام الحالي بدون وجود بديل مقبول يستطيع ضبط الوضع و السيطرة عليه يعني اشاعة الفوضى و هذا يضر بالشعب السوري اولا و الدول العربية و دول الجوار ثانيا و المجتمع الدولي ثالثا فوجود الحاكم الظالم افضل من الفوضى و هذا ما يسعى اليه النظام السوري فهو يضع العالم بين خيارين احلاهما مر اما الفوضى و اما هو
و الدول العربية و المجتمع الدولي يراهنون على عامل الوقت و يشجعون الشعب السوري و يدعمونه معنويا و سياسيا و إعلاميا حتى يحسم أمره و يهب هبة قادرة على إزاحة هذا النظام و يفرز قيادة واعية مقبولة منظمة و فاعلة على ارض الواقع قادرة على ضبط الوضع من الفوضى و لديها مصداقية و ثقة من اجل تلقي الدعم الدولي المادي و العسكري
فإنني لا اعلم ثورة أو انتفاضة حصلت على مثل هذا الدعم و الإجماع الدولي الحكومي و الشعبي و هذه منحة من الله لهؤلاء المنتفضون الذين ضربوا أمثلة في الشجاعة و الصبر و الثبات و الإصرار ضد اكبر طاغية في العصر الحديث و هذا أمر كبير يستحق الشكر فبالشكر تدوم النعم و تزداد و بكفرانها تزول و من لا يشكر الناس لا يشكر الله فمن الخطأ الاستهانة به و التقليل من شانه
فان ما يقدمه الإعلام الخليجي الحر يفوق ما تفعله الجيوش الجرارة
و هذا التأييد الدولي و العربي الكبير للانتفاضة السورية خلفه جهود سياسية و دبلوماسية و إعلامية كبيرة بذلتها حكومات دول الخليج العربي و على رأسها السعودية و قطر و معهم تركيا
هذا من جهة و من جهة اخرى النظام السوري مرتبط بتحالف استراتيجي مع إيران و مدعوم من روسيا فأي تدخل عسكري خارجي دولي أو عربي قد يؤدي إلى حرب عالمية أو إقليمية أو طائفية و هي اخطر تلك الحروب
فالنظام السوري نظام مافيا بلطجي ليس عنده رادع اخلاقي او شعور بالمسؤولية فلو تم تدمير سوريا و البلدان العربية فلا يبالي بذلك
فالشأن السوري بالغ التعقيد و الغموض فأي خطوة عملية يجب دراستها بعناية
و إن ما يحدث في سوريا من قسوة مفرطة مقززة يحرك مشاعر اي إنسان يملك أحاسيس و معظم دول العالم حكومات و شعوب ما عدا ايران ومن سار في ركابها يتعاطفون مع الشعب السوري و بشكل خاص دول الخليج العربي
فلو تعاطف الشعب السوري مع انتفاضته مثل تعاطف الشعب السعودي معها لسقط هذا النظام منذ أشهر
فإذا كان هناك خذلان للانتفاضة السورية و دم الشهداء فهم بالدرجة الاولى المسئولون السوريون السياسيون و العسكريون الذين امات النظام ضمائرهم فلم ينشقوا عن النظام و لم يقدموا استقالاتهم
و بالدرجة الثانية أغلبية الشعب السوري الصامتة و على رأسهم المشايخ و التجار و خاصة في مركز ثقل سوريا الاقتصادي حلب و مركز ثقلها السياسي دمشق
الذين خدعتهم نظرية المؤامرة التي يسوق لها النظام فالتبس الأمر عليهم رغم ثورة الفضائيات و النت التي عممت المعلومة و نشرت الوعي في هذا العصر
و الذين فضلوا مصالحهم الشخصية المادية الضيقة على حريتهم و كرامتهم و مصلحة وطنهم العليا و مستقبله المشرق الزاهر
والذين تاقلموا على عيشة الذل و المهانة فخارت عزائمهم و ضعفت ارادتهم و جبنت قلوبهم
فالطغاة يتسلقون على اكتاف الشعوب الخانعة و همهم و اهتمامهم صناعة شعب خانع
و بالدرجة الثالثة قيادات المعارضة السورية الذين انشغلوا بالنزاع على المناصب و الأمور الجانبية و الهامشية عن الأمور الأساسية و الضرورية مثل دعم المنتفضين في الداخل و التواصل معهم و رص الصفوف و تنظيمها و تهيئتها لتلقي الدعم الدولي و حشد و استقطاب جميع الطاقات في مواجهة اعتى طغاة العصر
و الانتفاضة السورية بحاجة إلى وا شعباه و ليست بحاجة الى وا معتصماه لأن وا معتصماه تقال عندما يكون العدو خارجي
و التدخلات الخارجية تزيد الامر تعقيدا و الامثلة كثيرة و معروفة
فالذي يحسم الامر هو الشعب السوري لأن ارادة الشعب اذا توحدت لا تستطيع قوة الوقوف بوجهها
و التشخيص الخاطئ لأي مشكلة سوف يؤدي إلى وضع حلول خاطئة لها و بالتالي إطالة زمن الأزمة و العكس صحيح و من وجهة نظري من التشخيص الخاطئ و التخذيل تركيز النقد على الدول التي تقف مع الانتفاضة السورية سياسيا و معنويا و إعلاميا و ترك الدول و المنظمات التي تدعم النظام السوري الظالم بأي شكل من الأشكال
و كذلك محاولة إيجاد المبررات لهؤلاء الذين خذلوا الانتفاضة من الشعب السوري المذكورين في الأعلى
و طلب المساعدات و الدعم الدولي يتم عبر القنوات الرسمية و من قبل أصحاب الشأن في الانتفاضة السورية مثل المجلس الوطني وفق رؤية واضحة و ممكنة التطبيق في ظل الظروف الدولية المحيطة بالشأن السوري
و ليس بأسلوب استعلائي أو عن طريق توزيع الاتهامات عبر وسائل الإعلام و عندما يتخلى أصحاب الشأن عن القيام بواجبهم مثل المجلس الوطني يفتح الباب للتصرفات الخاطئة التي تسئ للانتفاضة السورية
الكاتب : عبدالحق صادق
من خلال متابعة وسائل الاعلام المختلفة سمعت و قرات اصوات تتعالى و تتحدث بمرارة عن خذلان المجتمع الدولي و خاصة حكومات الدول العربية و الإسلامية و بالأخص دول الخليج العربي و تحديدا السعودية للانتفاضة السورية التي تتعرض لأبشع انواع الانتقام و الاضطهاد و يقارنون بينها و بين الانتفاضات الأخرى و خاصة الليبية
فمن وجهة نظري إن الامر ليس تخاذل و لكن الظروف المحيطة بالشان السوري تختلف عن الشان الليبي و بقية الانتفاضات فهناك غموض و تعقيدات و عوامل متشابكة في الشان السوري
ففي ليبيا منذ الأيام الاولى للانتفاضة حصلت انشقاقات سياسية و عسكرية عالية المستوى و تم تشكيل قيادة للانتفاضة الليبية معروفة و مقبولة من المجتمع الدولي و موجودة و فاعلة على ارض الواقع
بينما في سوريا جاء المجلس الوطني متأخرا و الخلافات بين أعضاءه جعلته ضعيفا و غير فعال فلم يؤدي الدور المنوط به عن طريق التواصل مع الداخل و دعمهم و تنظيمهم و قيادة الانتفاضة على ارض الواقع
و هذا حال دون منحه الثقة و الاعتراف به كممثل شرعي للشعب السوري من المجتمع الدولي و بالتالي دعم الانتفاضة السورية ماديا و عسكريا فالدول لا تدعم أفراد و لكنها تدعم هيئات و منظمات لها فاعلية على ارض الواقع و ليس هيئات شكلية مشلولة
فإزاحة النظام الحالي بدون وجود بديل مقبول يستطيع ضبط الوضع و السيطرة عليه يعني اشاعة الفوضى و هذا يضر بالشعب السوري اولا و الدول العربية و دول الجوار ثانيا و المجتمع الدولي ثالثا فوجود الحاكم الظالم افضل من الفوضى و هذا ما يسعى اليه النظام السوري فهو يضع العالم بين خيارين احلاهما مر اما الفوضى و اما هو
و الدول العربية و المجتمع الدولي يراهنون على عامل الوقت و يشجعون الشعب السوري و يدعمونه معنويا و سياسيا و إعلاميا حتى يحسم أمره و يهب هبة قادرة على إزاحة هذا النظام و يفرز قيادة واعية مقبولة منظمة و فاعلة على ارض الواقع قادرة على ضبط الوضع من الفوضى و لديها مصداقية و ثقة من اجل تلقي الدعم الدولي المادي و العسكري
فإنني لا اعلم ثورة أو انتفاضة حصلت على مثل هذا الدعم و الإجماع الدولي الحكومي و الشعبي و هذه منحة من الله لهؤلاء المنتفضون الذين ضربوا أمثلة في الشجاعة و الصبر و الثبات و الإصرار ضد اكبر طاغية في العصر الحديث و هذا أمر كبير يستحق الشكر فبالشكر تدوم النعم و تزداد و بكفرانها تزول و من لا يشكر الناس لا يشكر الله فمن الخطأ الاستهانة به و التقليل من شانه
فان ما يقدمه الإعلام الخليجي الحر يفوق ما تفعله الجيوش الجرارة
و هذا التأييد الدولي و العربي الكبير للانتفاضة السورية خلفه جهود سياسية و دبلوماسية و إعلامية كبيرة بذلتها حكومات دول الخليج العربي و على رأسها السعودية و قطر و معهم تركيا
هذا من جهة و من جهة اخرى النظام السوري مرتبط بتحالف استراتيجي مع إيران و مدعوم من روسيا فأي تدخل عسكري خارجي دولي أو عربي قد يؤدي إلى حرب عالمية أو إقليمية أو طائفية و هي اخطر تلك الحروب
فالنظام السوري نظام مافيا بلطجي ليس عنده رادع اخلاقي او شعور بالمسؤولية فلو تم تدمير سوريا و البلدان العربية فلا يبالي بذلك
فالشأن السوري بالغ التعقيد و الغموض فأي خطوة عملية يجب دراستها بعناية
و إن ما يحدث في سوريا من قسوة مفرطة مقززة يحرك مشاعر اي إنسان يملك أحاسيس و معظم دول العالم حكومات و شعوب ما عدا ايران ومن سار في ركابها يتعاطفون مع الشعب السوري و بشكل خاص دول الخليج العربي
فلو تعاطف الشعب السوري مع انتفاضته مثل تعاطف الشعب السعودي معها لسقط هذا النظام منذ أشهر
فإذا كان هناك خذلان للانتفاضة السورية و دم الشهداء فهم بالدرجة الاولى المسئولون السوريون السياسيون و العسكريون الذين امات النظام ضمائرهم فلم ينشقوا عن النظام و لم يقدموا استقالاتهم
و بالدرجة الثانية أغلبية الشعب السوري الصامتة و على رأسهم المشايخ و التجار و خاصة في مركز ثقل سوريا الاقتصادي حلب و مركز ثقلها السياسي دمشق
الذين خدعتهم نظرية المؤامرة التي يسوق لها النظام فالتبس الأمر عليهم رغم ثورة الفضائيات و النت التي عممت المعلومة و نشرت الوعي في هذا العصر
و الذين فضلوا مصالحهم الشخصية المادية الضيقة على حريتهم و كرامتهم و مصلحة وطنهم العليا و مستقبله المشرق الزاهر
والذين تاقلموا على عيشة الذل و المهانة فخارت عزائمهم و ضعفت ارادتهم و جبنت قلوبهم
فالطغاة يتسلقون على اكتاف الشعوب الخانعة و همهم و اهتمامهم صناعة شعب خانع
و بالدرجة الثالثة قيادات المعارضة السورية الذين انشغلوا بالنزاع على المناصب و الأمور الجانبية و الهامشية عن الأمور الأساسية و الضرورية مثل دعم المنتفضين في الداخل و التواصل معهم و رص الصفوف و تنظيمها و تهيئتها لتلقي الدعم الدولي و حشد و استقطاب جميع الطاقات في مواجهة اعتى طغاة العصر
و الانتفاضة السورية بحاجة إلى وا شعباه و ليست بحاجة الى وا معتصماه لأن وا معتصماه تقال عندما يكون العدو خارجي
و التدخلات الخارجية تزيد الامر تعقيدا و الامثلة كثيرة و معروفة
فالذي يحسم الامر هو الشعب السوري لأن ارادة الشعب اذا توحدت لا تستطيع قوة الوقوف بوجهها
و التشخيص الخاطئ لأي مشكلة سوف يؤدي إلى وضع حلول خاطئة لها و بالتالي إطالة زمن الأزمة و العكس صحيح و من وجهة نظري من التشخيص الخاطئ و التخذيل تركيز النقد على الدول التي تقف مع الانتفاضة السورية سياسيا و معنويا و إعلاميا و ترك الدول و المنظمات التي تدعم النظام السوري الظالم بأي شكل من الأشكال
و كذلك محاولة إيجاد المبررات لهؤلاء الذين خذلوا الانتفاضة من الشعب السوري المذكورين في الأعلى
و طلب المساعدات و الدعم الدولي يتم عبر القنوات الرسمية و من قبل أصحاب الشأن في الانتفاضة السورية مثل المجلس الوطني وفق رؤية واضحة و ممكنة التطبيق في ظل الظروف الدولية المحيطة بالشأن السوري
و ليس بأسلوب استعلائي أو عن طريق توزيع الاتهامات عبر وسائل الإعلام و عندما يتخلى أصحاب الشأن عن القيام بواجبهم مثل المجلس الوطني يفتح الباب للتصرفات الخاطئة التي تسئ للانتفاضة السورية
الكاتب : عبدالحق صادق