المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات ..... ولم ينته الحديث بعد !!!



ماجد الخالدي
18 Mar 2004, 03:13 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله
هذهـ وقفات .. كتبتها .. (( قبل اكثر من شهرين )) .... __ ماعدا الفاصلة الأخيرة __
وحالت بعض الظروف دون نشرها آنذاك .... والحمد لله على كل حال ...
اختصرت فيها قدر الإمكان ..... فقد قيل خير الكلام ما قل ودل ....

وللعلم فإن التصرف الفردي ايا كان .. خطأ ام صواب..
فهو يبقى في إطار محدود ، ولا يمكن الحديث عنه ... إلا ضمن نطاقٍ ضيق ....
لكن متى ماكان التصرف (( ظاهرة )) ... منتشرة ....
هنا لزم طرحها والحديث عنها بحجم انتشارها ... سلبا وإيجابا ...
نسأل الله السداد والرشاد ....


الوقفة الأولى ....
فلنعمل سويا فيما اتفقنا فيه .. وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ..
قاعدة -- (( إخونجية )) -- فضفاضة -- غير منضبطة ...
ظاهرها خير .... وباطنها شر .....
يستخدمها كثيرون .. غالبهم .. يعمل تحت الجزء (( الشيطاني )) منها ..
فعلى الرغم من مظهر هذه القاعدة (( البرّاق )) إلا أنها تخفي خلفها ... مساوئ لا تحصى
فما طبيعة العمل الذي نتفق فيه ... ؟؟
وما طبيعة اختلافنا ... ؟؟
هل اختلافنا .. مما يسوغ فيه الخلاف .. ؟؟
أم عقدي .. لا يسوغ فيه الخلاف .. ؟؟
هل ممكن أن يدخل المبتدعة واصحاب الفرق الضالة تحت هذه القاعدة ..؟؟
فالجميع .... ولابد ... أن يكون بينهم قواسم مشتركة.. قد تكثر وقد تقل ..!!
وهذا امر بديهي ... وتمحوه رابطة العقيدة والدين ....
ولكن ماذا عن الاختلاف ... ؟؟
وكيف نقدم توحيد الكلمة على كلمة التوحيد .... !!!
ايها الأحبة ......
اذا اختلفت العقائد .. فكل ماسواها ... باطل .. ولا عبرة به ..
لذا ... كانت هذه القاعدة ... كالغشاوة ... تخفى خلفها ... من القبح مالله به عليم ..
وخير مايرد به هذه القاعدة ( الهشة ) هو قول الله عز وجل في تقرير اصل من أصول الشرع (( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ))

الوقفة الثانية ....
الجواب ما تسمع لا ما ترى .. !!!!
ينقل التاريخ عن أحد خلفاء المسلمين ( لعله هارون الرشيد ) أنه بعث برسالة إلى أحد ( كلاب الروم ) ردا على رسالته التهديدية فقال له فيها من ضمن ماقال (( الجواب ما ترى لا ما تسمع ))
وكان فعلا كما قال الخليفة المؤمن .. فقد رأى (( ابن الكافرة )) .. مايسوؤه .. وفرح المؤمنون يومئذ بنصر الله ..
لكن الآن .. وفي ظروف دون تلك الظروف التي عاشها ذاك الخليفة ....
نرى البعض يقول .. عكس ما قاله الخليفة المؤمن ..
فيقول (( الجواب ما تسمع لا ما ترى )) !!!
ولو جئناها من زاوية أخرى لقلنا .. (( تسمع جعجعة ولا ترى طحنا )) ...
تجدهم قد خالفت أقولُهم أفعالَهم .... !!!!!
بل فضحت أفعالُه أقوالَهم ... !!!
فكانوا (( يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا .. ))
فذمهم الناس على مافعلوا ...... والحمد لله ...

الوقفة الثالثة ....
هل الببغاء أذكى من بعض البشر .. ؟؟
سؤال قد يبدو عجيب للوهلة الأولى ..
لكن حقيقة .. فإن الببغاء قد فاق ذكاؤه ( ذكاء ) بعض البشر ..
وذلك لأسباب :
اولها .. أن الببغاء جعل هؤلاء ( البعض ) يقلدونه في صِفة من صِفاته ... فهم يرددون ما يسمعون ..
فأُطلق الناس عليهم لقب (( ببغاوات )) .. تيمنا به ... وهذه تحسب له ..

ثانيها ... ليس للبغاء عقل ليفكر فيما يقول .. ( وهكذا خلقه الله جل وعلا ) ....
ولكن عطل بعض الناس عقولهم التي فضلهم الله بها على كثير من خلقه ...

ثالثها .. تبقى استقلالية الببغاء بنفسه .. وانعدامها عند بعض البشر ..
فالببغاء لا يتكلم الا إذا شاء هو ... بعكس (( البعض )) فهم يتكلمون حينما يشاء غيرهم .. وهذه الخصلة الثالثة التي تفوق بها الببغاء عليهم ...
(( فهنيئا لهم )) تفوق الببغاء عليهم ....

الوقفة الرابعة ....
كيف تزن الناس ... ؟؟؟
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة )) ...
فهذا هو ميزان الرسول ... وأنعم به من ميزان ..
وأيضا في الآخرة يوم الحساب ..
(( أول مايحاسب به العبد يوم القيامة صلاته ، فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله .. ))
فبها نُقاس .. وبها نوزن . ..
فأين البعض عن هذا .. ؟؟
ذهب الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى إلى أن من نام عن صلاة الفجر عامدا (( دون وضع منبه )) ( أو وضع المنبه على وقت الدوام دون الصلاة ) ذهب الشيخ إلى أنه يكفر ..ونسب القول إلى جماعة من أهل العلم .
ما ينفع الرجل أخلاقه وهو مفرط في حضور الصلوات المكتوبات .. وخاصة الفجر ..؟؟
ما ينفع الرجل سمته وحسن حديثه وهو مفرط في حضور الصلوات المكتوبات .. وخاصة الفجر ..؟؟
ما ينفع الرجل دعوته ونشاطه وهمته وهو مفرط في حضور الصلوات المكتوبات .. وخاصة الفجر ..؟؟
ما ينفع الرجل منصبه ومكانته وهو مفرط في حضور الصلوات المكتوبات .. وخاصة الفجر ..؟؟
ولكنهم قوم يجهلون .... !!!

الوقفة الخامسة ....
رجل ........ أم ذكر ؟؟؟
هناك فارق كبير بين الكلمتين ؟؟
فالذكور كثير جدا ... والرجال قليل ..!!!!
أخي الكريم ....
هب أنك رايت شخصا (( يسوس )) شخص آخر ....
يسيره حيث شاء .....
يأمره وينهاهـ ... !!!
افعل كذا ... ولاتفعل كذا .. !!!
قل هذا ... واعرض عن ذاك ...!!!
طبعا هذه الانقياد في أمور الدنيا ...
لو رأيت هذا ....... فماذا ستقول ... ؟؟؟
وبأي وصف ستصف هذا الحال .... ؟؟
وأي صفة تراها تنطبق على هذا (( الإمعة )) .... ؟؟
حتما .... سيحير فكرك ... ويعجز لسانك عن وصف هذا المشهد ..... !!!
كيف بك اخي اذا .. وقد رأيت من قلد ... دينه لغيره من الناس ..
يسوسه حيث شاء ....
اذا كنا تعجبنا وسخرنا ممن سلم دنياه لغيره .....
فماذا سنقول عمن سلم دينه لغيره ... ؟؟
قال الله عز وجل في وصف فرعون وقومه ذاما لهم (( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ))
قال ابن الجوزي .... في كتابه العجيب ... تلبيس ابليس ..
(( واعلم .... أن عموم أصحاب المذاهب (( يعظم )) في قلوبهم الشخص ... فيتبعون قوله من غير تدبر بما قال ، وهذا عين الضلال )) أهـ.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه (( لا يقلدن أحدكم دينه رجلا ...... إن آمن آمن وإن كفر كفر فإنه لا أسوة في الشر ))اهـ ,

الوقفة السادسة ....
الطيور على أشكالها تقع ...

يقول الله عز وجل (( الأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ ))
ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير , فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه , وإما أن تجد منه ريحا طيبة , ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك , وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ))
ويقول ايضا صلى الله عليه وسلم ......
(( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ))
ويقال في المثل .... قل لي من تصاحب اقل لك من أنت ...
ويقول ناظم الشعر .....
عن المرء لاتسأل وأبصر قرينه ...... فإن القرين بالمقارن يقتدي...
وينقل من نظم علي ابن أبى طالب رضي الله عنه قوله
إذا أنت لم تسقم وصاحبت مسقما وكنت له خدنا فأنت سقيم ...
وغير هذا الكثير الكثير ..... من الآثار التي تقرر حقيقة ان المرء بقرينه ... شاء أم أبى !!
ليس هذا فقط ... بل يتعدى الأمر الى أن تظهر آثار صفات وتصرفات القرين على قرينه ...
ولا أظن أن مثل هذا يحتاج إلى قرين أو لإلى اثبات ..


وقفة أخيره .......... للتدبر ... (( وربما )) تكون محور حديث قادم إن يسر الله ...!!!
التغير والتبدل ... (( بكل أنواعه )) ....
في الموقف ... في الرأي ... في الفكر ... في المظهر ....في المنهج ... في الطريقة ....
في كل شيء ..
وبكل (( طبقاته )) الفردي .... والجماعي ... هل هو ......
هل هو ضرورة شرعية..... ؟؟
أم هو سنة كونية.... ؟؟
أم هو نتيجة التبعية (( الهوجاء )) والانقياد (( الأعمى )) .... ؟؟
أم هو أمر حتمي يفرضه الواقع والظروف المحيطة ... ؟؟
أم هو لضعف في الشخصية وانعدام الثقة بالنفس ... ؟؟
أم هو تبعا للهوى ورغبات النفس .... ؟؟
أم هو من تزيين الشيطان وخداعه .. ؟؟
أم غير ذلك ...... ؟؟؟؟


فاصلة : ........
حقا ... كم هو عجيب زماننا هذا ....!!!!
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ... (( لايأتي على الناس زمان الا والذي بعده شر منه ))

قرأت لقاءً إلكترونيا مطولاً مع أحد افراد حركة الإخوان بل هو من منظري الإخونجية ورموزهم في هذا العصر وقد نشر اللقاء عبر أحد مواقعهم ...

وحقيقة لم أكد أكمل قراءة اللقاء حتى تبادر إلى ذهني قول أبو العلاء المعري:

إذا عيّر الطائي بالبخل مادر 000000 وعير قسا بالفهاهة باقل
وقال السها يا شمس أنت كسيفة 000000 وقال الدجى يا صبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة 000000 وفاخرت الشهب الحصا والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة 000000 ويا نفس جدي إن دهرك هازل

والله المستعان .....

والله أعلم وأحكم .....

الباحث عن الحق
21 Mar 2004, 02:32 PM
جزاك الله خير أخي ماجد الخالدي على هذا المقال الرائع وهذه الوقفات المميّزة.....
في الوقفة الأولى : يقول فضيلة الشيخ علي الخضير عن هذه الكلمة :((نسمع بعض الدعوات والكلمات غير المناسبة مثل:
لنتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ، وهذه فيها تفصيل إن كان الخلاف سائغا وفيما هو في محل الاجتهاد الشرعي وماكان فيه خطأ وصواب والدائر بين الأجر والأجرين فنعم ، أما الاختلاف الذي فيه سنة وبدعة فلا وأشد منه الخلاف الذي فيه كفر وإسلام فلا ثم لا...

لكن في مسألة ما الخلاف فيه يكون سنة وبدعة لا يُنفَى مطلق التعاون ، ولا يُعطون التعاون المطلق فيجوز إقامة الشعائر الظاهرة معهم إن كانت السلطة لهم فمذهب السلف إقامة الشعائر مع كل بر وفاجر
(ليس فجور كفر) ، مع نصحهم واعتقاد أنهم مبتدعة ،ولا يُوالون موالاة الموحدين أهل السنة وإنما وسطية في هذا الباب ، أما فجور الكفر فمع الإكراه وأن يغلبهم بعصاه فنعم مع إعادة العبادة مرة أخرى كما صلى السلف خلف الجهمية إن غلبوهم ويعيدون......))اهـ . كتاب الجمع والتجريد في شرح كتاب التوحيد - القسم التاسع.
جزاك الله خير