المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشاريع «البلديات» التنموية تقلب المعادلة.. الهجرة من المدن إلى القرى



فريق الاخبار
08 Sep 2012, 09:51 AM
http://puu.sh/134w8

عودة المهوس. رفحاء
الهجرة من القرى إلى المدن تعد من المشكلات التي يعانيها كثير من دول العالم، وذلك نتيجة لما تعانيه القرى من نقص في الخدمات، ما يجعل كثيرا من سكانها يهجرونها إلى المدن التي تتوافر فيها الخدمات التي ينشدها كل مواطن.

وزارة الشؤون البلدية والقروية في السعودية، نجحت في الحد من هجرة سكان القرى والهجر إلى المدن، من خلال إنشاء بلديات فيها أسهمت في تنميتها واستقرار سكانها وإقامة مشاريع بلدية، وتوفير فرص عمل لشبابها.

وأكد عدد من رؤساء بلديات تلك القرى نجاح الوزارة في الحد من هجرة سكانها إلى المدن من خلال إقامة بلديات فيها، بثت روح الحياة وأسهمت في تنميتها.
http://puu.sh/134xw

منظر من الحدائق التي أنشأتها بلدية شعبة نصاب.
وقال لـ ''الاقتصادية'' المهندس الظمني بن حطاب الرويلي رئيس بلدية طلعة التمياط، إن لإنشاء البلديات في القرى والهجر أثراً كبيرا على تنمية تلك القرى والهجر، فبعد أن كانت تفتقد عديدا من الخدمات التي يحتاج إليها كل مواطن وعديد من المقومات التي تساعد على توفير سبل الراحة للمواطن باتت اليوم مكانا لجذب المواطنين إليها.

وأضاف: ''طلعة التمياط كانت تعاني كغيرها من القرى والهجر هجرة السكان إلى المدن نتيجة نقص الخدمات، وبعد أن أنشأت الوزارة بلدية فيها أسهمت على مدى الأعوام الثلاثة الماضية في تطوير طلعة التمياط، وأدى هذا التطور من سفلتة وأرصفة وإنشاء حدائق ومتنزهات ومجسمات تراثية وأعمدة إنارة، تزيد على 700 عمود داخل شوارع المدينة وخارجها، إضافة إلى عديد من المشروعات مثل إنشاء مسلخ بلدي وأسواق للخضراوات والفاكهة واعتماد مخططات تجارية وصناعية وغيرها من المشروعات، إلى الحد من هجرة المواطنين خارج المدينة والإحساس بالاستقرار.

http://puu.sh/134zz
منظر من قرية طلعة التمياط. "الاقتصادية"
وأشار الظمني إلى أن البلدية عملت على توفير فرص العمل لأبناء القرية؛ فهم الأولى بالحصول على تلك الفرص وخدمة قريتهم والإسهام في تطويرها، مبينا أن معدل إنشاء المنازل زاد خلال السنتين الماضيتين زيادة ملحوظة، بعد أن كان معظم السكان يتركون القرية ويتجهون إلى المدن المجاورة بحثاً عن الخدمات.

فيما أوضح المهندس شمام بن سعيدان الفديد رئيس بلدية شعبة نصاب، أن إنشاء البلديات في القرى والهجر أسهم في استقرار مواطنيها فيها، وذلك من خلال ما قدمته بلديات تلك القرى من مشاريع تنموية وخدمات متنوعة.

وقال إن قرية شعبة نصاب كانت تعاني في السابق هجرة سكانية إلى المدن المجاورة نتيجة لنقص الخدمات فيها، ما جعل كثيرا من السكان يهاجرون إلى المدن بحثا عن الخدمات وسبل الراحة والعيش الأفضل.

ويقول الفديد إنه بعد إنشاء بلدية في القرية قبل عدة سنوات انتعشت القرية بفضل الخدمات التي تقدمها البلدية، والتي أسهمت في إنعاش القرية حيث تحولت القرية إلى مدينة نتيجة الخدمات البلدية التي طورتها.

وأكد أن معدل السكان خلال السنوات الثمان الماضية ارتفع في القرية بنسبة 40 في المائة، وذلك نتيجة توفير الخدمات التي يحتاج إليها المواطن، مشيرا إلى أن البلدية وفرت فرص عمل لشباب القرية والقرى المجاروة لها في الخدمات البلدية.

من جانبه، أكد المهندس محمد الوردة رئيس بلدية قرية ابن شريم، أن إنشاء البلديات في القرى ساعد على توطين السكان والحد من هجرتهم إلى المدن من خلال توفير الخدمات في تلك القرى من سفلتة وإنارة شوارع وإنشاء للحدائق ونظافة.

ويقول إن قرية ابن شريم التي أنشئت فيها البلدية في 1429هـ أسهمت البلدية خلال السنوات الماضية في جعل ابن شريم تنعم بالخدمات البلدية على أكمل وجه.

من جهته، قال المهندس فهد العنزي رئيس بلدية لينة، إن قرية لينة تعاني هجرة مواطنيها نتيجة نقص المشاريع التنموية في القرية. مضيفا: ''منذ إنشاء البلدية ارتفع معدل استخراج رخص البناء بمعدل 50 في المائة، مما نتج عنه توسع في التنمية العمرانية.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى انخفاض معدل الهجرة الداخلية خلال المدة 1992م - 2004، ففي منطقة الرياض، انخفض عدد السعوديين الذين يقيمون في مناطق غير مناطق ميلادهم من واحد من كل خمسة أشخاص إلى واحد من كل سبعة أشخاص، وفي منطقة تبوك انخفض العدد من واحد من كل أربعة أشخاص إلى واحد من كل خمسة أشخاص، وفي منطقة الحدود الشمالية انخفض العدد من واحد من كل خمسة أشخاص إلى واحد من كل ثمانية أشخاص، وفي منطقة الجوف انخفض العدد من واحد من كل سبعة أشخاص إلى واحد من كل 15 شخصًا.

ويعزى انخفاض نسبة الهجرة إلى التقدم في مستوى الخدمات التعليمية والصحية والبنية التحتية، إضافة إلى توافر فرص العمل في تلك المناطق، وهو ما عزز من فرص استقرار السكان في مناطقهم.

وفي دلالة على تحسن مؤشرات التنمية المتوازنة بين المناطق، تشير تقديرات الحركة السكانية لعام 2008 إلى أن نمط الهجرة الداخلية واصل تحسنه، مقارنة بالوضع في عام 2004م.