المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفكر الثوري الاستبدادي ( 4/ 1 )



عبدالحق صادق
07 Jan 2013, 01:00 AM
الفكر الثوري الاستبدادي ( 4/ 1 )

الفكر الثوري الاستبدادي دخيل على ثقافتنا الاسلامية استورده النظام الناصري من الفكر الماركسي الشرقي و هو سبب اغلب ما تعانيه امتنا اليوم من ازمات
هذا الفكر لوث الثقافة الاسلامية بأفكار خطيرة أساءت لها و للدعوة الاسلامية و شوهت صورة الاسلام لدى غير المسلمين
فإذا لم يتغير الفكر الذي نشا في ظل الانظمة الثورية الاستبدادية فلن تسقط تلك الانظمة و لو سقطت
لا يطلب من اصحاب هذا الفكر الالحاد بشكل صريح و لكن التوغل في هذا الفكر شيئا فشيئا يوصل الى الالحاد و العياذ بالله لأن جذوره الحادية
و احيانا تختلط الثقافة الاسلامية مع هذا الفكر فيخرج مزيج خطير يشوه صورة الاسلام الحق اسميته الاسلاميون الثوريون
من صفات أصحاب الفكر الثوري الاستبدادي و سماته الآتي :
نزعة الأنا المتضخمة و الكبر و العزة الجوفاء الآثمة و النظرة الاستعلائية و احتقار الآخرين و الاستخفاف بهم و هذه الصفة تتسبب بخلافات كبيرة بين اصحاب هذا الفكر و تمزق صف الامة و الاوطان
فارغون و لديهم رغبة جامحة في الظهور و من اجل ان يثبتوا ذواتهم و يشبعوا رغبتهم يعمدوا الى هدم بنيان الناجحون فترى أكبر همهم البحث في قمامة الانترنت عن الاشاعات و الفضائح التي تطعن بالشرفاء و الناجحون و نشرها و التحدث بها
ضعف الوازع الديني و الاخلاقي فيستحلون أعراض المسلمين ولا يتورعون عن قذف الشرفاء بأقسى التهم و الاوصاف
تحطيم جميع الرموز سواء دينية او فكرية او غيرها و تعظيم و رفع رمزهم الاوحد لحد الآلوهية
فتراهم لا هم لهم سواء الطعن بالعلماء الربانيين و الكتاب و المفكرين و الاغنياء و الرؤساء و احيانا الرموز التاريخية
المعايير العلمية و المنطقية مغيبة و الاوراق مخلوطة لديهم لذلك يفتقدون الأسلوب المنطقي السليم في التفكير من اجل الوصول الى الحق لذلك يصعب إقناعهم بالحق
الجانب العقلي هزيل و العاطفي متضخم لديهم و هذا يؤدي لعدم وضوح الرؤية و طمس الحقيقة فمن السهل قيادتهم و توجيههم في أي اتجاه من قبل الطغاة و اصحاب المصالح الضيقة
نفوسهم لئيمة فتراهم يطأطئون الرؤوس امام صاحب السلطة الظالم و يتمردون أمام الراقي الذي يحترمهم
لذلك سوف تعاني كثيرا من هذه الصفة السلطات التي ستحكم الشعوب التي خرجت لتوها من ربقة الاستبداد
للموضوع تتمة

عبدالحق صادق
07 Jan 2013, 09:55 PM
الفكر الثوري الاستبدادي ( 4/2 )
يتنكرون للمعروف فلو اغدقت عليهم المليارات يتجاهلون ذلك و يقولون لم نرى خيرا قط و المنصف منهم يقول هذا واجب و اقل من القليل و يمنن عليك بكسرة عيش اعطاها أحد أجداده لأحد أجدادك
كلمة الشكر ممسوحة من قواميسهم فمهما اعطيتهم فلا تكاد تسمع منهم كلمة شكر و يقولون هل من مزيد و ينسون بأنه بالشكر تدوم النعم و تزداد و بكفرانها تزول
يبالغون في الشكر لسيدهم فلو أعطاهم خطاب ناري يطيروا نشوة و طربا و تراهم ينتفخوا كالطبل الاجوف الذي تتحطم عليه مؤامرات الاعداء و المادة ترخص امام ذلك فأي شئ يعطيهم اياه هو تفضل و كرم
لا يجيدون فن الحوار و يملكون لسانا بذيئا يتقنون به فن السب و الشتم و البلطجة و التشبيح
يتعالون على الحق و من الامنيات الحصول على اعتراف بخطأ منهم
الحقد الشديد على الاغنياء وعلى رأسهم دول الخليج و خاصة السعودية ثم دول الغرب و الطعن فيهم في السر و طأطأة الراس امامهم و من التناقض العجيب لديهم يسمون نظام العمل عند تلك الدول نظام عبودية و ذل
و أكبر حلمهم الحصول على تأشيرة عمل لديهم و يدفعون كل ما يملكون من اجل الحصول عليها فهل عاقل يشتري العبودية ؟؟؟
و اذا ظفروا بها فيحرصون عليها اشد الحرص فهل عاقل يحزن على مفارقة نظام العبودية ؟؟؟
الحقد على المختلف فكريا و عقديا و رفضه فلا اريكم الا ما ارى
الحقد على الانظمة الملكية و لصق اشد التهم الباطلة بها
يحقدون حقدا شديدا على أقران إلههم المزعوم من الناجحون
النظرة المادية للحياة و تفسير كل ما يجري بمنظور مادي
يرفعون الشعارات البراقة و يعملون بعكسها و يرفعون من يطلق التصريحات النارية الى اعلى عليين و يستهينون بأصحاب الاعمال الجليلة
الارتقاء في المناصب لديهم يكون عبر تمجيد القائد الفذ و تحطيم الآخرون و التجسس على زملاءهم و التسلق على اكتافهم و سرقة جهودهم
اصحاب هذا الفكر يجيدون فن تتبع العثرات و الزلات و ان لم توجد فيفبركونها و ينشرونها
يتخذون عدو شماعة لتبرير فشلهم و يتحدثون عنه ليل نهار و وجدوا ضالتهم في امريكا و اسرائيل
يستغلون فقر الناس و حاجتهم و مشاكلهم من اجل نشر افكارهم المسمومة و تسخيرها لمصالحهم و مآربهم الخبيثة
فلا يهمهم شان الفقراء و لا المظلومين فبدل مساعدتهم و حل مشاكلهم بأساليب صحيحة يتاجرون بمشاكلهم لمصلحتهم فبئس التجارة تلك
يتسلقون على اكتاف الفقراء و المحرومين و يلعبون على عواطفهم و للأسف تجارتهم الخسيسة رائجة هذه الايام
للموضوع تتمة

عبدالحق صادق
08 Jan 2013, 09:17 PM
الفكر الثوري الاستبدادي ( 4/ 3 )

لا هم لهم سوى اثارة الفتنة و شق الصف و التحريض تحت شعارات براقة مثل الاصلاح و الجهاد و نصرة المظلومين
فوجود بعض الفقراء و الفوارق في المجتمعات سنة كونية و محاولة تغيير سنن الله سوف تفشل و تؤدي الى مشاكل و ازمات جسيمة
و محاولة افقار كل الناس و ازالة الفوارق و اثارة الفقراء على الاغنياء فكر اشتراكي ماركسي ثبت فشله وتخلى عنه اصحابه
ليس لديهم شعور بالمسؤولية يقدمون مصالحهم الضيقة على المصلحة العامة و العليا للأوطان فيتخذون مواقف و يقومون بسلوكيات تتسبب بفتنة و جرائم كبرى تمزق الصف و تذهب بالأوطان للمجهول
يقدسون القوة و المادة و السلطة فيهدرون كرامتهم و عزتهم امامهم فالمعاني و المبادئ لا قيمة لها سوى بالكلام
ارخص شئ عندهم الدماء و الانسان و الكرامة و رغم ذلك فلا يخجلون من قول قطرة دم تعادل اموال دول الخليج فكلهم تناقض في تناقض
نتيجة المبالغة في تقديس القوة و السلطة و ضعف الايمان يصلون لحد تأليهها فيتصورون ان امريكا و الدول الغنية إلها من دون الله و العياذ بالله
فكل ما يجري في الكون بأمرها فترفع من تشاء و تخفض من تشاء و تغني من تشاء و تفقر من تشاء و تضع من تشاء و تخلع من تشاء
شديدوا التقبل للإشاعات لذلك مجرد همسة من سيدهم يتخذونها كأمر يقيني فيصبحون يستخفون بعقل كل من يخالفهم الرأي و قد يقولون هل يحجب ضوء الشمس غربال رغم ان معظم افكارهم الهشة و احكامهم المتطرفة مبنية على الظنون و النوايا و مصادر سرية مسربة
لذلك الشعوب التي عاشت في ظل الانظمة القمعية مسيسة فيكفي همسة من المخابرات لتتبناها الأغلبية و تسير وفقها
مذهبهم التآمر على الآخرين و نصب المكائد و التجسس و تتبع العثرات و قلة المروءة فتجدهم يغدرون بأقرب المقربين منهم
نظرية المؤامرة تجري في عروقهم فلو جرح احدهم كتب دمه مؤامرة خارجية فتجدهم يتحدثون ليل نهار عنها و يرمون بفشلهم عليها
يتحدثون بالمثاليات و لو اطلعت على حياتهم الخاصة و سلوكهم تجد العجب العجاب و التناقض الرهيب فهي عكس اقوالهم و شعاراتهم
هم من اكثر الناس متاجرة بقضايا الامة فهي سوق كبير لتجارتهم الخسيسة لأن من يستعبد الناس غالبا هدفه غير نبيل فتراهم يزجون بفلسطين بكل شاردة و واردة
يستخدمون امريكا و اسرائيل سلاحا من أجل الابتزاز و الارهاب الفكري فعندما تحشرهم في زواية يشهروه في وجه محاورهم و الضعفاء ثقافيا يخضعون لهم
بسبب سياسة التجهيل و التفكير المغلق و تغييب اساليب التفكير و التحليل السليمة في التعليم لدى الانظمة القمعية
للموضوع تتمة

عبدالحق صادق
14 Jan 2013, 09:26 PM
الفكر الثوري الاستبدادي ( 4/ 4 )

تجد معظم افراد الشعب و على مختلف طبقاتهم العامي و المثقف يتحدثون بنفس الاسلوب و نفس الكلام و خاصة في السياسة
الشك و سوء الظن يعكر صفو حياتهم و يكاد يقتلهم فيشكون في كل أحد فإن لم يجدوا أحد يشكون بأنفسهم و لا يثقون بأحد و همهم و اهتمامهم نزع الثقة من الشرفاء و الناجحون و الرموز
التناقض و التقلب في المواقف و ازدواجية المعايير سمة بارزة من سماتهم و مع ذلك لا يخجلون و يجدون من يؤيدهم و يصفق لهم
اقسى الاحكام تجدها عندهم فليس اسهل من لصق تهمة العمالة و الخيانة و التصهين و الانبطاح و التآمر و الكفر و النفاق
اصحاب هذا الفكر لديهم غرور و عناد كبير يقف عقبة كبرى في طريق تقبلهم للنصح فلديهم تنك مطلي بالذهب و يحسبونه ذهبا خالصا
انني كتبت ذلك ليس من أجل الاساءة لأحد او الانتقاص منه لأنهم ضحية واقع موبوء و انظمة و تنظيمات استبدادية ضالة مضلة فهم احق بالشفقة
و لكن من اجل التنبيه لهذا الخلل الفكري الخطير و التعريف بصفاته وخطورته لأنه من أخطر ما يهدد البلدان والتخلص منه بداية الطريق الصحيح باتجاه الوحدة و العزة و الكرامة و بناء الدول الراقية المتحضرة
و أول طريق الشفاء شعور المريض بمرضه الذي سيدفعه الى البحث عن علاج و يتولد هذا الشعور من خلال التعرف على اعراض المرض و صفاته
و مرض الفكر الثوري الاستبدادي الالحادي من اخطر الامراض الفكرية في العصر الحديث و لذلك اركز عليه و هو معدي
و للأسف هذه الظاهرة بدأت تظهر في الدول العربية الملكية بشكل ملفت فينبغي التنبه لها و الحذر منها و معالجتها قبل فوات الأوان
و معالجته تتم عبر معالجة جذور و اسباب هذا الفكر و عن طريق الاشارة الى ما آلت اليه الدول التي تبنت هذا الفكر
فجذور الفكر الارهابي و الإقصائي هذا الفكر الخبيث و جذوره منافية للعقيدة و الدعوة الاسلامية الصافية
وصدق من قال رياح الالحاد تهب على بلاد الحرمين
الكاتب :عبدالحق صادق

عبدالحق صادق
15 Jan 2013, 09:59 PM
اخطر صفة في الفكر الثوري المتطرف


الفكر الذي نشأ في ظل الانظمة الاستبدادية العلمانية الثورية المتطرفة هو أحد الأسباب الرئيسية في وضعنا الراهن المأساوي من وجهة نظري و لذلك أركز عليه في مقالاتي و هنا أود أن أركز على اخطر صفة في هذا الفكر و هي غرس العزة و العظمة الجوفاء الآثمة في نفوس أصحابه
فترى أصحاب هذا الفكر لديهم عزة جوفاء وغرور كبير تجعلهم ينظرون باستعلاء و دونية إلى الآخرين
و عندما تقترب من هؤلاء و تتعرف عليهم عن قرب و تحاورهم تكتشف أمرهم فتجدهم فقراء في الفكر و المعرفة و الثقافة و ضيقي الأفق و يظنوا نفسهم اكبر علماء و مثقفي عصرهم فيحاوروا الأطباء في طبهم و المهندسين في هندستهم و علماء الشريعة في شريعتهم و الساسة في سياستهم و الاقتصاديون في اقتصادهم ويقيم جميع فئات المجتمع على اختلاف طبقاتهم و كل هذا بكلام عام و كلمة من هنا و كلمة من هناك وبتناقض و بلا أدلة و بلا براهيين
و لكنهم يجيدوا فن كيل التهم و التكفير و القذف و السب و الشتم فارخص شئ عندهم هو الكلام و حياة الإنسان و كرامته
ولذلك لا يجيدون فن الحوار فإذا حاورتهم و سقت لهم الأدلة و الحجج الواقعية المحسوسة العلمية و المنطقية فيبهتوا ويصعقوا بها
فتراهم يفروا إلى جحر كيل التهم و السب و الشتم خوفاً على أفكارهم الهشة من أن تدكها قوة الحجة فتذرها قاعاً صفصفا و يلتجئوا إلى شماعتهم المعروفة فلسطين إسرائيل أمريكا و يحتموا بشعاراتهم الرنانة
و لذلك أي تقارب بين بعضهم أو بين الآخرين لا يدوم طويلا فاغلب محاولات الوحدة و التقارب السابقة بين هذه الدول فشلت بسبب هذه الصفة فالكل رأس و كل طرف يحاول أن يهيمن و يسيطر على الطرف الآخر
فإذاً النفخة و العزة الجوفاء الآثمة و التي يعبر عنها بنزعة (أنا) اخطر صفة في الفكر الثوري المتطرف لأنها تشكل حاجز سميك و سد منيع و عقبة كبرى في وجه أي تقارب و أي مشروع وحدوي بين الدول العربية
و لأن هذه الصفة تقف عقبة كبرى في وجه أي تغيير ايجابي لأن صاحبها لا يشعر بالحاجة إلى الازدياد من العلم و الثقافة وإذا طلبه فيطلبه من اجل الجدال وإذا قرأ فيقرأ قراءة الناقد لا قراءة المستفيد فتراه لا يجيد فن الحوار و لكنه يجيد فن تتبع العثرات و الزلات

الكاتب : عبدالحق صادق