المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صور من البرنامج عراق اكادمي اول الاصلاح من ابوغريب اصلاح اخر زمن



راعي غنم
05 May 2004, 02:29 PM
اوقف السياسيون الاميركيون الدنيا ولم يقعدوها دعوة الى الاصلاح وبالاخص الديمقراطي في العالم العربي من محيطه الى خليجه، وعندما تبث فضائيات عربية تغطيتها الاعلامية لما يجري في العراق من زوايا مهنية بحتة ومن ضمنها الصور المقززة والبشعة لتعذيب مدنيين عراقيين على ايدي جنود اميركيين وهم يلتقطون الصور التذكارية مع ضحاياهم! تقوم قيامة هؤلاء الساسة ضد هذه الفضائيات! فبالامس جرى اتهام فضائية «العربية» واليوم تتهم «الجزيرة» بالتهييج وفقا لتصريحات ديك تشيني نائب الرئيس ووزير الدفاع رامسفيلد في مباحثاتهما مع وزير الخارجية القطري ومنذ مدة صرّح الناطق باسم الادارة الاميركية بأن بث الفضائيات المصرية والسورية و«المنار» لمسلسلات تلفزيونية عادية هو عداء للسامية في العالم العربي.
غريب هذا المنطق الذي لا يمكن فهمه فهو يدعو الى الاصلاح وتبني الديمقراطية في العالم العربي، وحيث ان من اهم مجالات الاصلاح - وفقا لقواعد واسس الديمقراطية - هي حرية التعبير في اعلام حر، وبخاصة ان غالبية الفضائىات العربية تتيح مدداً كافية لمختلف المسؤولين الاميركيين «وحتى الاسرائيليين للاسف!» لمخاطبة الشارع العربي، رغم كل ما تتضمنه احاديثهم من تزوير ولي عنق للحقائق، واشمئزاز المشاهدين العرب دون امتلاك الامكانيات في الرد المباشر عليهم، عدا ان اصحاب هذا المنطق يتناسون ان من يقدمون هذه البرامج هم مذيعون عرب لهم عواطفهم ووجهات نظرهم في القضايا المطروحة، والتي يغيبونها في معظم الاحيان لاتاحة الفرصة للرأي والرأي الاخر للظهور، والمشاهد هو من يستطيع ان يحكم احتراما لقدسية المهنة، لكن هناك في الادارة الاميركية من يريد اعلاما عربياً يسبّح بحمد خطواتها، ويبرر كل جرائمها في العراق، بما في ذلك صور التعذيب الاخيرة، التي استنكرتها نفسها! تريد اعلاماً عربياً يردد كالببغاء ما يقوله الرئيس بوش عن شارون «بأنه رجل سلام مثلا!».
ومثلما هي تهمة «العداء للسامية» جاهزة لالصاقها بكل من يجرؤ على انتقاد اسرائيل، فها هي تهم: الابتعاد عن الموضوعية والانحياز الى طرف، والتهييجية، جاهزة لالصاقها بكل من لا يتفق مع الموقف الاميركي.
ورغم ذلك تريد الولايات المتحدة اصلاحاً في العالم العربي، ولكن اي اصلاح؟ انه اصلاح آخر زمن.
316 ك