المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمريكا لا تعادي الإسلام و المسلمين بالأدلة



عبدالحق صادق
08 Dec 2014, 12:14 AM
ذكرت في موضوع سابق مستقل - أهمية تغيير نظرة العرب و المسلمين تجاه أمريكا و الغرب - سبب دعوتي لإنصاف أمريكا
يقول المحور الإيراني الأسدي الإخواني القاعدي الداعشي بأن أمريكا العدو الأول للإسلام و المسلمين و أنها خلف جميع مشاكل العرب
و المسلمين و أزماتهم و سبب تخلفهم و للأسف هذا المحور هو الذي يصنع الرأي العام العربي و الإسلامي بشكل منحرف و خطير و مدمر
فهذا التصور استوردته الانظمة الثورية الاستبدادية العسكرية من روسيا أيام الحرب الباردة و على رأسهم النظام الناصري و غرسته في شعوبها لتبرير فشلهم و رميه على أمريكا و لاستعباد الشعوب و سلب حريتهم تحت ذريعة المؤامرة و صدقتها الشعوب و هي تدفع ثمن ذلك غالياً اليوم و المشكلة أن الكثيرون لا يزالون يصرون على هذا التصور الخاطئ.
و السؤال كيف تكون عدو الإسلام و حرية ممارسة الدعوة و الشعائر الإسلامية متاحة في أمريكا أفضل من بلاد المسلمين
كيف تعادي أمريكا الإسلام و فتحت أبواب جيشها الذي أتى لتحرير الكويت للدعوة الإسلامية و أسلم منهم 20 ألف في السعودية و الدليل في الرابط الأول أدناه .
و معروف أن الجيش في جميع دول العالم من الخطوط الحمراء الذي لا تسمح الدول بدخوله لنشر ايديولوجيا مخالفة لنظام البلد فهذا دليل على أن حرية المعتقد في أمريكا مصانة لأبعد الحدود و لا يوجد تعصب ديني .
دولة نصرانية تفتح جيشها للدعوة الإسلامية و يسلم منهم 20 الف و لا تجد غضاضة في ذلك أليس من الظلم اتهامها بالعداء للإسلام و محاربته .
أقامت أمريكا نصب تذكاري في نيويورك لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كأكبر مشرع في تاريخ البشرية منذ أكثر من قرن هل هذا يدل على أن هؤلاء لديهم تعصب ديني و تطرف و إقصاء
سمحت أمريكا لمؤلف أمريكي صاحب كتاب (المائة الأوائل ) وضع سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم على رأس قائمة أفضل مائة شخص في تاريخ البشرية و احترام الشعب الأمريكي و تقبله لهذا التقييم ألا يدل أنهم وصلوا لدرجة عالية من الرقي و الحيادية و الموضوعية فهل من الإنصاف اتهامهم بمعاداة الإسلام و استحلال دمائهم .
أمريكا الدولة الوحيدة في العالم التي في دستورها حظر نشر عقيدة الإلحاد فهل من الإنصاف اتهامها بمحاربة الدين.
أمريكا الدولة الوحيدة في العالم مكتوب على نقودها أنا أعتقد بالله فهل من الانصاف اتهامها بمحاربة الدين .
وقفت أمريكا مع السعودية و دول الخليج الغنية بالثروات أيام الحرب الباردة و لولا الله ثم هذا الموقف لكانت تحت الاحتلال الروسي أو الإيراني و لرأيتم الإلحاد ينتشر جانب الحرمين الشريفين .
وقفت أمريكا مع العراق في حربه ضد النظام الإيراني الخميني الطائفي و لو لا الله ثم هذا الموقف لكانت العراق و بقية الدول الإسلامية تحت الاحتلال الفارسي الصفوي ينشر فيها التشيع منذ زمن بعيد و لكنه تنكر لها و احتل الكويت بدلا من شكرها.
وقفت أمريكا مع الكويت ضد الاحتلال البعثي العراقي لها حتى تم طرده و لم تحتل الكويت و هي في أضعف أحوالها و لولا الله ثم هذا الموقف لرأيتم حزب البعث العلماني الثوري المتطرف يحكم بلاد الحرمين .
وقفت أمريكا مع المجاهدين الأفغان ضد الاحتلال الروسي الإلحادي حتى طردوه و لم تحتل افغانستان يومها و لكنهم للأسف لم يردوا الجميل بشكرها بل تنكروا لها و غدروا بها و ضربوا لها الأبراج فهل هذه من قيم العروبة و الإسلام .
وقفت أمريكا مع المجاهدين ضد صرب البوسنة و كوسوفا النصارى و لم تحتل البوسنة و كسوفا و لولا الله ثم هذا الموقف لتم إبادة شعب البوسنة و تشريدهم في شتى بقاع المعمورة .
وقفت أمريكا مع المجاهدين ضد قوات القذافي حتى اسقطوه و لم تحتل ليبيا و لولا الله ثم هذا الموقف لكانت ليبيا مثل سوريا يرتكب فيها فظائع و لكنهم للأسف بدل أن يردوا الجميل و يشكروها تنكروا لها و غدروا بها وقتلوا القنصل الأمريكي .
وقفت أمريكا مع شعوب الربيع العربي ضد طغاتهم و لم تحتل بلدانهم رغم أنها في أضعف أحوالها و لكنهم للأسف تنكروا و غدروا و رفعوا شعارات العداء
وقفت أمريكا مع الانتفاضة السورية ضد طاغية العصر إعلاميا و سياسيا و دبلوماسيا و مادياً و لم تحتل سوريا رغم استعانة الشعب السوري بها لكنهم تنكروا لذلك و رفعوا شعار الموت و العداء لها و حملوها مسؤولية جرائم الأسد و إيران فقالوا ألم ترتوي يا أمريكا من دمائنا.
وقفت أمريكا مع مهاتير محمد في ماليزيا المحسوب على الإسلاميين حتى نهضت و لم تقف عقبة في وجه تطورها و نهضتها.
وقفت أمريكا مع أردوغان في تركيا المحسوب على الإسلاميين حتى نهض و تقدم و لم تقف عقبة في وجه نهضة تركيا و لكنه للأسف سار مؤخراً في ركب الإخوان و تقارب مع إيران متنكراً لأمريكا و الغرب .
وقفت أمريكا مع السعودية التي تحكم بما أنزل الله و ترعى مقدسات المسلمين و أمدتها بالأسلحة المتطورة حتى أصبحت من أقوى الدول الإسلامية و لم تقف عقبة في وجه تطورها و بناء قوتها إسلاميا .
وقفت أمريكا مع الإمارات حتى نهضت و أصبحت دبي قبلة سياحية و تجارية عالمية و نموذجاً عالمياً فريداً و لم تقف عقبة في وجه نهضتها و طموح أميرها.
وقفت أمريكا مع نهضة قطر الإعلامية حتى وصلت إلى العالمية و لم تقف عقبة في وجه نهضتها الإعلامية
شعب انتخب الرئيس أوباما لدورتين و هو من أصول إسلامية أفريقية ألا يدل ذلك أنه وصل لدرجة عالية من الرقي و التحضر و الحيادية و الموضوعية بعيداً عن العنصرية و النازية و الشوفينية و العرقية فهل من الانصاف اتهامه بالعدائية و العنصرية و التعصب الديني .
يقولون ألم تقرأ قوله تعالى ( و لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى تتبع ملتهم ) و جوابي عدم الرضى عن عقيدة و فكر الآخر المختلف أمر طبيعي و لكن عدم الرضا لا يعني العدواة و الحقد و الدليل قوله تعالى ( لكم دينكم و لي دين ) و أجاز الإسلام الزواج من أهل الكتاب و الزواج من أعلى درجات القرب و المودة و الزوجة هي أم الأولاد و ما يتبع ذلك من علاقات عائلية فكيف تكون عدوة؟؟.
يقولون هي تفعل ذلك نفاقاً و الجواب القوي لا ينافق للضعيف و العكس صحيح لأنه يدل على ضعفها و هذا يتناقض مع قولكم بأن كل ما يجري في العالم بفعلها و مؤامرتها تناقضات فاخرة !!!
يقولون هي تفعل ذلك حسب الظاهر أما في الباطن فخلاف ذلك فلا تكن مغفلا و ساذجاً و سطحي التفكير عجبي هل يوجد دين سماوي أو قانون وضعي يجيز الحكم على الظنون و الغيب
و كيف يصبح في شرع الإخوان الذين يرفعون شعار الاسلام هو الحل الحكم حسب الظاهر المأمورين به شرعاً من السذاجة و السطحية و إصدار الحكم حسب الظنون من بعد النظر و عمق التفكير و نبينا الذي أطلعه الله على بعض المغيبات أمره بأن يحكم على الظاهر و ليس على ما أطلعه الله من الغيب تناقضات فاخرة مقززة

يقولون بأن أمريكا تفعل ذلك من أجل مصالحها !!!
هل يوجد عاقل يعمل ضد مصلحته و كيف يصبح التعامل على أساس المصالح أمر معيب وجلب المصالح مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية و السفيه يحجر عليه شرعاً لأنه يعمل ضد مصلحته
و الغريب و المقزز يعتبرون أمريكا عدو و يتوقعون منها أن تكون ملاكاً بأن تتحلى بأعلى درجات الإيمان و هي مرتبة الإحسان بأن يكون عملها خالصاً لله و ليس فيه أي مصلحة لها عجبي من التناقضات الفاخرة المقززة لدى أصحاب الفكر الإخواني
كل ما سبق ذكره ألا يدل أن المحور الإيراني الإخواني يضلل الشعوب العربية و الإسلامية و أن فكرهم الثوري الاستبدادي الدموي الإقصائي الروسي هو سبب مصائب و أزمات العرب و المسلمين ؟؟؟!!!.
فإذا أرادت الشعوب العربية و الإسلامية النهوض فعليها القيام بانتفاضة فكرية كبرى تطيح بالفكر الثوري الإيراني الأسدي الإخواني الروسي الذي يقوم على العدائية و إشاعة الكراهية و الأحقاد بين الأمم و الشعوب .
فما أكتبه ليس ترفاً فكرياً و لكنه من الامور الاستراتيجة التي تخدم مصلحة الأمة و من أهم أسباب التعايش و مكافحة الإرهاب و التطرف و نبذ الكراهية بين الحضارات و الأمم .

عبدالحق صادق
المصدر : http://abdulhaksadek.blogspot.com/2014/09/blog-post_59.html

الشواهد
إسلام أكثر من 20 ألف جندي أمريكي و 1200 صيني في السعودية
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2014/06/20.html
أهمية تغيير نظرة العرب و المسلمين تجاه أمريكا و الغرب
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2014/08/blog-post_24.html
ميزان و معايير العلاقات الدولية
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2013/02/blog-post_19.html
دول الخليج العربي هي النموذج
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2013/02/blog-post_21.html
الموقف المتوازن من الغرب و أمريكا (2)
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2013/12/2.html
النموذج الاسلامي الرئيس علي عزت بيجوفيتش
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2013/10/blog-post_21.html