المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثقة السياسية ضرورة ملحة



عبدالحق صادق
26 Dec 2014, 06:50 AM
إن أهم ما يجمع شمل الأمة و يرتقي و ينهض بها هم الرموز على أرض الواقع و ليس في التاريخ
و أكثر من يمزقها و يهوي بها في أودية الذل و الهوان و الخراب و الدمار و الفوضى هم الرموز الجوفاء
لذلك من الأهمية وجود معايير علمية منطقية للتفريق بين الرموز الكفء و الرموز الجوفاء و إعطاء الثقة للرموز الكفء و نزعها من الرموز الجوفاء
و من أخطر ما يهدد الأمة قلب الحقائق في الأمور الاستراتيجية و الهامة مثل نزع الثقة من الرموز الكفء و منحها للرموز الجوفاء لأنه بدون ثقة لا يستطيع أن يعطي القائد لشعبه و أمته و لا يستطيع أن ينصرهم و إذا نصرهم فإن جهوده سيكون أثرها ضعيف
الثقة بالقادة الفعليين هو عنوان خلاص أمتنا مما تعاني و نزع الثقة منهم هو عنوان تمزيق أمتنا و تدميرها
و هذا ما يعمل عليه الأعداء و المغرضون و أصحاب الأهواء و المصالح الحزبية الضيقة مثل الإخوان و أتباع إيران الذين يصنعون الرأي العام العربي و الاسلامي
و نتائج أعمالهم ما نراه على أرض الواقع من مآسي و نكبات متتالية
في عصرنا أصبح الرموز مؤسسات أو دولة
لقد أعطيتم الثقة لقادة كثر قوميين و علمانيين و إسلاميين و النتيجة ما ترونه على أرض الواقع من مآسي
جربوا لمرة واحدة و أعطوا الثقة للسعودية و آل سعود و أعطوهم معشار مدة ما أعطيتم لغيرهم و بعد ذلك احكموا عليهم
فثقوا تماما لا أحد يستطيع إنقاذكم من الحفرة إذا لم تثقوا و تمدوا أيديكم لمن تطلبون منه أن ينقذكم
فلو صدرت تصريحات الأمير سعود الفيصل القوية و الشجاعة حول سوريا و إيران من أردوغان أو مرسي لملئ الإخوان تويتر و فيس بوك طرباً
و سؤالي لأنصار الإخوان لماذا هذا الصمت المريب عن هذه التصريحات و المواقف الشجاعة التي تخص السعودية
أحسب لو أعطى العرب و المسلمون الثقة للأمير سعود الفيصل و سلموه قضاياهم لقاد الأمة إلى بر الأمان و جنبها أغلب هذه النكبات و المآسي
و لأهمية هذا الأمر أمر الشرع بطاعة أولي الأمر و نهى عن الخروج عليه و ربط إعلان الجهاد بولي الأمر
إعلان الحرب هو نوع من أنواع العلاقات السياسية الخارجية أي أن السياسة الخارجية يحددها ولي الأمر
فلا يصح و ليس من المصلحة أن يتكلم في السياسة الخارجية عامة الناس إلا بما ينسجم مع الرؤية العامة لولاة الأمر و إذا تكلم في الشأن العام وخاصة السياسة الخارجية كل من هب و دب فهذا يقود البلاد إلى ما لا تحمد عقباه

عبدالحق صادق