الباحث عن الحق
02 Jun 2004, 12:07 AM
إملاء الله للظالمين وتسليط بعضهم على بعض ، عادةٌ أجراها الله - سبحانه وتعالى - في التاريخ ، وسنّة كتبها الله - عزّ وجل - في الحياة، وذلك بأنّه إذا أراد - سبحانه - أن يمكّن لحزب المؤمنين فإنّه يُـضعف قوى المعسكر المناوئ لهم ، بأن يسلّط بعضهم على بعض حتى تخور أكثر قواهم وتدول أكثردولهم ، ثمّ تبقى قوّة أخيرة تترنّح تحت ضربات المؤمنين الصادقين . من الأمثلة على ذلك :
أولا : في العصر النبوي الشريف :
حينما نشبت الحرب بين الفرس والروم فانتصر الفرس في البداية ، ثم انتصر الروم بعدها بأقل من عشر سنين ، عندها حدث الضعف والتكسّر لكلا الدولتين فكان هذا الضعف ضمن أسباب انتصار المسلمين وإسقاط كلا الإمبروطوريتان معًـا : ( الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) .
ثانيا: في العصر الحديث :
* الحرب الباردة التي قامت بين أمريكا والإتحاد السوفييتي ، والتي أضعفت الجانب الشيوعي من جهة ، الذي قام بغزو غاشم على أفغانستان ، لكنها كانت القاضية لهم على أيدي المؤمنين بتأييد من جميع الأنظمة وعلى رأسها أمريكا - قاتلها الله - .
* ومن الأمثلة المعاصرة - أيضا - التي نرى من خلالها بوضوح قضية وسنة تسليط الظالمين بعضهم على بعض :
أن أكبر عميل للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط فترة الستينات والثمانينات هو شاه إيران ، الملقّب بـ(الطاووس) يسلط الله عليه من ينتف ريشه ويشوّه منظره ، وهو الخميني وجماعته من الآيات ، فلما ظهر الشر من هؤلاء - الخميني وجنده - ، وقال قائلهم : إن الطريق إلى القدس يمرّ عبر مكة والمدينة ، مهددين بتصدير الثورة الرافضيّة إلى دول الجوار ، سلط الله عليهم طاغية البعث في ذلك الوقت صدام حسين ليوقف أطماعهم ويقزّم ثورتهم بدعم من الأمريكيين ، فلما انتصر ، ظنّ صدام أن الجوّ قد خلا له ليرفع راية البعث الفاسدة في عواصم الجوار باسم القوميّة العربية عن طريق الغزو المسلح بدءا من الكويت ، فيسلط الله عليه من هو أجبر منه وأفجر وأطغى وأبغى ، وهم الأمريكان الذين يبدون الآن وكأنهم العصى الغليظة التي تكسر هنا وهناك .
هاهي أمريكا قد أتت بنفسها إلى هذا المكان ( في أدنى الأرض ) وهو المكان ذاته الذي سقطت فيه دول وكسرت فيه الأكاسرة ، وذل فيه الطغاة على مرّ التاريخ ، نعم...قد جاءت بنفسها لتمضي سنة الله في التاريخ بلا توقف ولابطئ ( ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين ).
اللهم انصر عبادك الصالحين وأوليائك المخلصين ياذا الجلال والإكرام.آمين
وصلى الله على الحبيب وسلّم .
_______________________________
لمزيد من الفائدة اطلع على مجلّة البيان الرائدة في هذا الشهر ، العدد:200 ربيع الثاني / 1425 هـ
أولا : في العصر النبوي الشريف :
حينما نشبت الحرب بين الفرس والروم فانتصر الفرس في البداية ، ثم انتصر الروم بعدها بأقل من عشر سنين ، عندها حدث الضعف والتكسّر لكلا الدولتين فكان هذا الضعف ضمن أسباب انتصار المسلمين وإسقاط كلا الإمبروطوريتان معًـا : ( الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) .
ثانيا: في العصر الحديث :
* الحرب الباردة التي قامت بين أمريكا والإتحاد السوفييتي ، والتي أضعفت الجانب الشيوعي من جهة ، الذي قام بغزو غاشم على أفغانستان ، لكنها كانت القاضية لهم على أيدي المؤمنين بتأييد من جميع الأنظمة وعلى رأسها أمريكا - قاتلها الله - .
* ومن الأمثلة المعاصرة - أيضا - التي نرى من خلالها بوضوح قضية وسنة تسليط الظالمين بعضهم على بعض :
أن أكبر عميل للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط فترة الستينات والثمانينات هو شاه إيران ، الملقّب بـ(الطاووس) يسلط الله عليه من ينتف ريشه ويشوّه منظره ، وهو الخميني وجماعته من الآيات ، فلما ظهر الشر من هؤلاء - الخميني وجنده - ، وقال قائلهم : إن الطريق إلى القدس يمرّ عبر مكة والمدينة ، مهددين بتصدير الثورة الرافضيّة إلى دول الجوار ، سلط الله عليهم طاغية البعث في ذلك الوقت صدام حسين ليوقف أطماعهم ويقزّم ثورتهم بدعم من الأمريكيين ، فلما انتصر ، ظنّ صدام أن الجوّ قد خلا له ليرفع راية البعث الفاسدة في عواصم الجوار باسم القوميّة العربية عن طريق الغزو المسلح بدءا من الكويت ، فيسلط الله عليه من هو أجبر منه وأفجر وأطغى وأبغى ، وهم الأمريكان الذين يبدون الآن وكأنهم العصى الغليظة التي تكسر هنا وهناك .
هاهي أمريكا قد أتت بنفسها إلى هذا المكان ( في أدنى الأرض ) وهو المكان ذاته الذي سقطت فيه دول وكسرت فيه الأكاسرة ، وذل فيه الطغاة على مرّ التاريخ ، نعم...قد جاءت بنفسها لتمضي سنة الله في التاريخ بلا توقف ولابطئ ( ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين ).
اللهم انصر عبادك الصالحين وأوليائك المخلصين ياذا الجلال والإكرام.آمين
وصلى الله على الحبيب وسلّم .
_______________________________
لمزيد من الفائدة اطلع على مجلّة البيان الرائدة في هذا الشهر ، العدد:200 ربيع الثاني / 1425 هـ