فهيد لزام
09 Jun 2021, 12:05 PM
وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ – لطائف قرآنية تكتب بماء الذهب
·خاطب الله المؤمنين بقوله تعالى : (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ) في ثمانية وثمانين موضعاً من القرآن ، وهذا النداء للمخاطبين باسم المؤمنين ليذكرهم بأن الإيمان يقتضي من صاحبه أن يتلقى أوامر الله ونواهيه بحسن الطاعة والامتثال.
·تكرر الأمر باستقبال الكعبة ثلاث مرات ، قال القرطبي والحكمة في هذا التكرار أن الأول لمن هو بمكة ، والثاني لن هو ببقية الأمصار ، والثالث لمن خرج في الأسفار.
·عبر بالمس في قوله : (ن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ) وبالإصابة في قوله : (وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ) وذلك للإشارة إلى أن الحسنة تسوء الأعداء حتى ولو كانت بأيسر الأشياء ولو مساً خفيفاً ، وأما السيئة فإذا تمكنت الإصابة بها إلى الحد الذي يرثى له الشامت فإنهم لا يرثون بل يفرحون ويسرون.
·لا تعارض بين قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّه) أي كل من الحسنة والسيئة ، وبين قوله : (وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ) إذ الأولى على الحقيقة أي خلقاً وإيجاداً والثانية تسبباً وكسباً بسبب الذنوب ، (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) ، أو نقول : نسبة الحسنة إلى الله والسيئة إلى العبد هو من باب الأدب مع الله في الكلام وإن كان كل شيء منه سبحانه في الحقيقة كقوله عليه الصلاة والسلام : (الخير كلًه بيدك والشر ليس إليك).
·السر في تقديم في تقديم السارق على السارقة في سورة المائدة وتقديم الزانية على الزاني في قوله تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ) ، وقوله : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ) أن الرجل على السرقة أجرأ ، والزنا من المرأة أشنع وأقبح ، فناسب ذكر كل منهما المقام.
·قال الأصمعي : قرأت يوماً هذه الآية : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ) وإلى جنبي أعرابي فقلت : (واللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سهواً فقال الأعرابي : كلام من هذا ؟ قلت : كلام الله. قال ليس هذا بكلام الله أعد فأعدت وتنبهت فقلت : (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) فقال : نعم هذا كلام الله ، فقلت : أتقرأ القرآن ؟ قال : لا . قلت : فمن أين علمت أني أخطأت ؟ فقال : يا هذا ، عز فحكم فقطع ، ولو غفر ورحم لما قطع.
·في القرآن الكريم خمس سور ابتدأت بـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ) وهي سورة الفاتحة (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) والأنعام (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) وسورة الكهف (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ) وسورة سبأ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) وسورة فاطر (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).
·أمر الله رسوله عليه الصلاة والسلام بالحلف في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم في سورة يونس : (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ) وفي سورة سبأ : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ ۖ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ) وفي سورة التغابن : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ).
·في سورة الإسراء قدًم الله تعالى رزق الأبناء على رزق الآباء (نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) وفي سورة الأنعام قدًم رزق الآباء : (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) والسر في ذلك أن قتل الأولاد في سورة الإسراء خشية الفقر بسببهم فقدًم تعالى رزق الأولاد ، وفي الأنعام كان قتلهم لسبب فقر الآباء فعلاً فقدًم رزق الآباء . فلله در التنزيل ما أروع أسراره.
·قال القرطبي : وصف تعالى : (عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ) بإحدى عشرة خصلة هي أوصافهم الحميدة من التحلي والتخلي وهي : التواضع والحلم والتهجد والخوف وترك الإسراف والإقتار والبعد عن الشرك والنزاهة عن الزنا والقتل ، والتوبة وتجنب الكذب ، وقبول المواعظ والابتهال إلى الله . ثم بيَن جزاءهم الكريم وهو نيل الغرفة أي الدرجة الرفيعة وهي أعلى منازل الجنة وأفضلها كما أن الغرفة أعلى مساكن الدنيا.
·سورة الإخلاص مؤلفة من أربع آيات ، وقد جاءت في غاية الإيجاز والإعجاز ، وأوضحت صفات الجلال والكمال ، ونزهت الله عن صفات العجز والنقص ، فقد أثبتت الآية الأولى الوحدانية ونفت التعدد (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وأثبتت الثانية كماله تعالى ونفت النقص والعجز (اللَّهُ الصَّمَدُ) وأثبتت الثالثة أزليته وبقاءه ونفت الندية والتناسل (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) وأثبتت الرابعة عظمته وجلاله ونفت الأنداد والأضداد (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) فالسورة إثبات لصفات الجلال والكمال ، وتنزيه الرب بأسمى صور التنزيه عن النقائص .
·أخيراً أبيات شعرية عبارة عن محاورة بين العقل والعلم :
علم العليم وعقل العاقل اختلفا **** من ذا الذي قد أحرز الشرفا
فالعلم قال: أنا أحرزت غايته **** والعقل قال: أنا الرحمن بي عرفا
فأفصح العلم إفصاحاً وقال له **** بأينا الله في فرقانه اتصفا
فبان للعقل أن العلم سيده **** فقبَل العقل رأس العلم وانصرفا
---------------------------------------------------
ملاحظة : المقال تم جمعه من مصادر ومراجع متعددة وقمت أنا بإعداده راجياً من الله أن يجد القارئ من خلاله الفائدة والمتعة والله من وراء القصد.
تقبلوا تحياتي / فهيد لزام ،،،،
·خاطب الله المؤمنين بقوله تعالى : (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ) في ثمانية وثمانين موضعاً من القرآن ، وهذا النداء للمخاطبين باسم المؤمنين ليذكرهم بأن الإيمان يقتضي من صاحبه أن يتلقى أوامر الله ونواهيه بحسن الطاعة والامتثال.
·تكرر الأمر باستقبال الكعبة ثلاث مرات ، قال القرطبي والحكمة في هذا التكرار أن الأول لمن هو بمكة ، والثاني لن هو ببقية الأمصار ، والثالث لمن خرج في الأسفار.
·عبر بالمس في قوله : (ن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ) وبالإصابة في قوله : (وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ) وذلك للإشارة إلى أن الحسنة تسوء الأعداء حتى ولو كانت بأيسر الأشياء ولو مساً خفيفاً ، وأما السيئة فإذا تمكنت الإصابة بها إلى الحد الذي يرثى له الشامت فإنهم لا يرثون بل يفرحون ويسرون.
·لا تعارض بين قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّه) أي كل من الحسنة والسيئة ، وبين قوله : (وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ) إذ الأولى على الحقيقة أي خلقاً وإيجاداً والثانية تسبباً وكسباً بسبب الذنوب ، (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) ، أو نقول : نسبة الحسنة إلى الله والسيئة إلى العبد هو من باب الأدب مع الله في الكلام وإن كان كل شيء منه سبحانه في الحقيقة كقوله عليه الصلاة والسلام : (الخير كلًه بيدك والشر ليس إليك).
·السر في تقديم في تقديم السارق على السارقة في سورة المائدة وتقديم الزانية على الزاني في قوله تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ) ، وقوله : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ) أن الرجل على السرقة أجرأ ، والزنا من المرأة أشنع وأقبح ، فناسب ذكر كل منهما المقام.
·قال الأصمعي : قرأت يوماً هذه الآية : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ) وإلى جنبي أعرابي فقلت : (واللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سهواً فقال الأعرابي : كلام من هذا ؟ قلت : كلام الله. قال ليس هذا بكلام الله أعد فأعدت وتنبهت فقلت : (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) فقال : نعم هذا كلام الله ، فقلت : أتقرأ القرآن ؟ قال : لا . قلت : فمن أين علمت أني أخطأت ؟ فقال : يا هذا ، عز فحكم فقطع ، ولو غفر ورحم لما قطع.
·في القرآن الكريم خمس سور ابتدأت بـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ) وهي سورة الفاتحة (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) والأنعام (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) وسورة الكهف (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ) وسورة سبأ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) وسورة فاطر (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).
·أمر الله رسوله عليه الصلاة والسلام بالحلف في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم في سورة يونس : (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ) وفي سورة سبأ : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ ۖ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ) وفي سورة التغابن : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ).
·في سورة الإسراء قدًم الله تعالى رزق الأبناء على رزق الآباء (نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) وفي سورة الأنعام قدًم رزق الآباء : (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) والسر في ذلك أن قتل الأولاد في سورة الإسراء خشية الفقر بسببهم فقدًم تعالى رزق الأولاد ، وفي الأنعام كان قتلهم لسبب فقر الآباء فعلاً فقدًم رزق الآباء . فلله در التنزيل ما أروع أسراره.
·قال القرطبي : وصف تعالى : (عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ) بإحدى عشرة خصلة هي أوصافهم الحميدة من التحلي والتخلي وهي : التواضع والحلم والتهجد والخوف وترك الإسراف والإقتار والبعد عن الشرك والنزاهة عن الزنا والقتل ، والتوبة وتجنب الكذب ، وقبول المواعظ والابتهال إلى الله . ثم بيَن جزاءهم الكريم وهو نيل الغرفة أي الدرجة الرفيعة وهي أعلى منازل الجنة وأفضلها كما أن الغرفة أعلى مساكن الدنيا.
·سورة الإخلاص مؤلفة من أربع آيات ، وقد جاءت في غاية الإيجاز والإعجاز ، وأوضحت صفات الجلال والكمال ، ونزهت الله عن صفات العجز والنقص ، فقد أثبتت الآية الأولى الوحدانية ونفت التعدد (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وأثبتت الثانية كماله تعالى ونفت النقص والعجز (اللَّهُ الصَّمَدُ) وأثبتت الثالثة أزليته وبقاءه ونفت الندية والتناسل (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) وأثبتت الرابعة عظمته وجلاله ونفت الأنداد والأضداد (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) فالسورة إثبات لصفات الجلال والكمال ، وتنزيه الرب بأسمى صور التنزيه عن النقائص .
·أخيراً أبيات شعرية عبارة عن محاورة بين العقل والعلم :
علم العليم وعقل العاقل اختلفا **** من ذا الذي قد أحرز الشرفا
فالعلم قال: أنا أحرزت غايته **** والعقل قال: أنا الرحمن بي عرفا
فأفصح العلم إفصاحاً وقال له **** بأينا الله في فرقانه اتصفا
فبان للعقل أن العلم سيده **** فقبَل العقل رأس العلم وانصرفا
---------------------------------------------------
ملاحظة : المقال تم جمعه من مصادر ومراجع متعددة وقمت أنا بإعداده راجياً من الله أن يجد القارئ من خلاله الفائدة والمتعة والله من وراء القصد.
تقبلوا تحياتي / فهيد لزام ،،،،