المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرات في التربية والتعليم 1



لوبون
22 Jul 2004, 01:58 AM
يجري تعلم الطفل في بداية تربيته على أن يكون لديه مشاعر ليست على الإطلاق مشاعره (هو)، وتكمن العلة في نوعية التعليم ومدى تأثيره في تغيير العقلية . يبدو أن التعليم لم يكامل في الشخصية ، بل ظل في الكثير من الأحوال قشرة خارجية تنهار عند الأزمات لتعود الشخصية إلى نظرتها الخرافية . إن العلم لا يشكل بانسبة للعقل المتخلف أكثر من قشرة رقيقة يمكن أن تتساقط إذا تعرض هذا العقل للإهتزاز . إن العلم مازال في ممارسة الكثيرين لا يعدو أن يكون قميصا أو معطفا يلبسه حين يقرأ كتابا أو يدخل مختبرا أويلقي محاضرة ، ويخلعه في سائر الأوقات. فهناك نوع من الإزدواجية في شخصية الإنسان المتخلف بين دور التعليم ودور الإنسان الممارس حياتيا .
إن أسباب هذه الظاهرة متعددة من أهمها تعرض الطفل منذ الصغر لتأثير الأم الجاهلة معظم الأحيان ، والتي نظرا لوضعيتها المقهورة تتأثر إلى درجة خطيرة بالتفكير الخرافي،وتتسلط عليها معتقدات لا علمية (الجن والشعوذة والشياطين...) وموطن الخطورة هنا أنها تنقل هذه الأفكار إلى طفلها مما يجعل نظرته إلى العالم منذ البداية خرافية لا علمية . وليست الأم فقط هي التي تغرس هذه العقلية المتخلفة في أعماق الطفل ، بل أيضا الإطار الحياتي العم الذي يعيش فيه قبل سني الدراسة ، والذي تتفشى فيه الأفكار البائدة ، ومن النادر أن يجيب المحيط على تساؤلات هذا الطفل ، بعد الثالثة من العمر حول أسرار الوجود وقوانين ظواهره المختلفة إجابة علمية رصينة إن هناك ما يشبه المؤامرة المستمرة عليه من خلال الكذب والتخويف لكي يغطوا جهلهم ويقيدوا حركته من خلال الأوهام
هذا المعيش الخرافي وما يستتبعه من ممارسات علمية يحمله الطفل معه إلى المدرسة . وتتفاقم المشكلة لأن المدرسة ببرامجها الحالية لا تستطيع أن تقتلع هذه الأفكار والممارسات . هذا إذا لم يقع الطفل على معلم يتابع نهج الأهل وللأسباب نفسها . وفي أحسن الحالات تمتزج المعلومات الملقنة بالأفكار الخرافية ، أو أنها تأتي لنكون قشرة خارجية تسقط عند أول اختبار أمام الأزمات الحياتية ، بينما تظل التجربة الخرافية للوجود متأصلة في الأعماق ، وبالطبع لا يساعد هذا مطلقا على اكتساب العقلية العلمية المنهجية . : التخلف الاجتماعي لمصطفى حجازي
وفي المقالة التالية نناقش جناية التعليم التلقيني وهو الأهم إن شاء الله ...