رفحاوي
23 Sep 2004, 01:04 AM
للدكتور فايز الشهري - جريدة الرياض - الاحد 5/8/1425 هـ
لا ليس في هذا العنوان خطأ إملائيّ ... بل ربما تكون هذه العبارة أبلغ وصف يمكن أن يطلقه محلّل منصف على المشهد العربي إعلاماً، وسياسةً، وثقافةً. والمؤشر الواضح لمظاهر (التعرّي) الحضاري العربي يبدو أكثر وضوحا في غالب محتوى وسائل الاتصال الحديثة المتمثّلة في مواقع الانترنت العربية، والقنوات الفضائيّة وهذه الأخيرة يكاد يصل عددها إلى 200قناة عاربة، ومستعربة تخصّصت في كل شيء إلا فيما يرتقي بالإنسان العربي ويعزّز من ثقته بذاته، وحضارته. وفي الشأن الفضائي تحديدا تنتابك الحيرة والخوف من كل ما ترى وتسمع، ومبعث الحيرة هو أنك (لا تعلم) ما هي غاية هذا الغزو الفضائي العربي المنظّم لتدمير الذوق، وإيذاء الحواس بكل قبيح، ومصدر الخوف هو انك ربما (تعلم) أو تتوقّع كيف ستكون كارثية نتائج أعمالٍ هذه مقدماتها.
ولا تتعبن في بحث الأسباب فأنت لن تجد تفسيرا مريحا يوضح لك سر شغف بعض العاملين في هذه القنوات بجدولة مواعيد (البث الفضائحي) لتتواءم مع ساعات الاجتماع اليومي للأسرة العربية، ومن ثم تتنافس برامجها في صفع العيون والأذان بمختلف أنواع التردي والبذاءة، والردح. كثيرون يسألون عن المسئول عن كل هذا؟ ولماذا يبدو إعلامنا الفضائي كمن وُكِّل بالقضاء على روح الإنسان العربي، والمساهمة في زيادة هزيمته النفسيّة، وكسر كل معاني اعتزازه بدينه وحضارته؟،. ألم يكتفوا بتلذذهم بعرض مشاهد الموت الممنهج لكل أمل عربي، وتفنّنهم في عرض وقائع مسلسل الدمار اليومي الرهيب في أكثر من مدينة عربية وإسلامية؟
والغريب أن معظم القنوات التي يغلب عليها رأس المال العربي لا تتقدم لعرض تراث وثقافة العرب العاربة، ولا أمجاد العرب المستعربة إلا لنبش فتنة نائمة، أو كشف مثالب طمرها التاريخ . و قد هان حالنا عليهم حتى لم نعد نستغرب أن تُشغل معظم ساعات البث العربي في عرض (فتوحات) راقصة العرب ، (وكفاح) مطرب القرن، بين فواصل خاطفة من العروض الحيّة لأرخص أنواع اللحم الأبيض المكشوف!!. وحين تلوح تباشير تفاؤل في محتوى قناة أو اثنتين يصدمك تقلّب المنهج، وغياب الاستراتيجية ، ..خاصة حين تقارن ما تشاهد بما تسمع .. من ادعاءات يرددها بعض (وكلاء) الفضائيّات العربيّة من طهارة فكريّة، و نزاهة المهنيّة منتقدين معك مشاهد القطعان الفضائية التي تقدم (وصلات) هزّ البطون والأرداف العارية عبر (كباريهات) الأقمار الاصطناعية.
الحقيقة المرة تقول بأن بعض هؤلاء المنتقدين للفضاء العربي الفاحش لم يبتعدوا كثيرا عن حمى ثقافة التعرّي كونهم قد تخصّصوا أيضا في نمط آخر من مقاولات ومشاريع (عرض العورات) الفكرية والثقافية، والسياسية، وذلك بإبرازهم لكل (مرتد) عن حضارته تحت اسم مفكر ، حتى وان كان ممن يقبض بكل العملات ثمن تبديل المواقف ، أو حين يتاجرون بثورية (منتكس) عن ثابت دينه، أو قيم مجتمعه العليا، ويغررون به تحت اسمٍ إصلاحي أو تنويري مضلل.
وان تتبّعت أسلوب عمل هؤلاء الفضائيين الطاهرين! ربما تكشّف لك الملفات الخفيّة أسرار تنافسهم الخفي والمعلن (للفوز) بالعرض (الحصري) للمشاهد المصورة في الغرف المعتمة لمنحرفين ظللت الغواية عقولهم فتاهوا عن سبيل الرشاد ، واختصروا عظمة الإسلام في مشهد محزن وهم أمام الكاميرات يمتشقون (الخناجر)، و يتلون الآيات التي لا تتجاوز (الحناجر)، لينحروا ضحية مستكينة، أو يفجروا الأمن في مدينة تعيش في سكينة، ومن ثم تتصدّى بعض فضائيات العرب لبث المشاهد والبيانات العنترية لمجموعات قررتء أن تكون يائسة حتى من رحمة الله.
وبإعادة تركيب أجزاء المشهد الإعلامي العربي لا تكاد تظهر أمام العين العربية إلا صورتان كئيبتان ، إحداها مشحونة بمشاهد العري الرخيص لحرائر العرب وإماء العجم، و تطفح الأخرى بمشاهد الموت والانكسار والهوان العربي تدير آلتها جوقة عربية السمات لا تطرب إلا على أصوات أبواق الشقاق والنفاق بين بني عرب.
و هكذا تجد أن هناك ما يشبه دستور العمل المقدس عن بعض دهاقنة الإعلام الفضائي العربي عنوانه لكل (ساقطة) في الأرض العربية (لاقطة) فضائية، وهذا الدستور الغامض لن تجده في المكتبات ولكن مما قيل عنه أن في مسودته الشفهية ما ينص على أن أول شرط في الطهارة هو التعري ولكن من قال لأساطين الفضاء العربي بأن ذلك التعري لا يعقبه استتار؟ ومن سمح لهم بأن يمارسوا علينا وبنا فنون التعري أمام الدنيا كلها. أرجوكم أسألوهم؟
*** مسارات***
قال ومضى: لا تطلب المشورة (الصادقة) ممن تسميهم الأصدقاء، وأنت قد اخترتهم بمواصفات (الأتباع). ك التعري لا يعقبه استتار؟ ومن سمح لهم بأن يمارسوا علينا وبنا فنون التعري أمام الدنيا كلها
لا ليس في هذا العنوان خطأ إملائيّ ... بل ربما تكون هذه العبارة أبلغ وصف يمكن أن يطلقه محلّل منصف على المشهد العربي إعلاماً، وسياسةً، وثقافةً. والمؤشر الواضح لمظاهر (التعرّي) الحضاري العربي يبدو أكثر وضوحا في غالب محتوى وسائل الاتصال الحديثة المتمثّلة في مواقع الانترنت العربية، والقنوات الفضائيّة وهذه الأخيرة يكاد يصل عددها إلى 200قناة عاربة، ومستعربة تخصّصت في كل شيء إلا فيما يرتقي بالإنسان العربي ويعزّز من ثقته بذاته، وحضارته. وفي الشأن الفضائي تحديدا تنتابك الحيرة والخوف من كل ما ترى وتسمع، ومبعث الحيرة هو أنك (لا تعلم) ما هي غاية هذا الغزو الفضائي العربي المنظّم لتدمير الذوق، وإيذاء الحواس بكل قبيح، ومصدر الخوف هو انك ربما (تعلم) أو تتوقّع كيف ستكون كارثية نتائج أعمالٍ هذه مقدماتها.
ولا تتعبن في بحث الأسباب فأنت لن تجد تفسيرا مريحا يوضح لك سر شغف بعض العاملين في هذه القنوات بجدولة مواعيد (البث الفضائحي) لتتواءم مع ساعات الاجتماع اليومي للأسرة العربية، ومن ثم تتنافس برامجها في صفع العيون والأذان بمختلف أنواع التردي والبذاءة، والردح. كثيرون يسألون عن المسئول عن كل هذا؟ ولماذا يبدو إعلامنا الفضائي كمن وُكِّل بالقضاء على روح الإنسان العربي، والمساهمة في زيادة هزيمته النفسيّة، وكسر كل معاني اعتزازه بدينه وحضارته؟،. ألم يكتفوا بتلذذهم بعرض مشاهد الموت الممنهج لكل أمل عربي، وتفنّنهم في عرض وقائع مسلسل الدمار اليومي الرهيب في أكثر من مدينة عربية وإسلامية؟
والغريب أن معظم القنوات التي يغلب عليها رأس المال العربي لا تتقدم لعرض تراث وثقافة العرب العاربة، ولا أمجاد العرب المستعربة إلا لنبش فتنة نائمة، أو كشف مثالب طمرها التاريخ . و قد هان حالنا عليهم حتى لم نعد نستغرب أن تُشغل معظم ساعات البث العربي في عرض (فتوحات) راقصة العرب ، (وكفاح) مطرب القرن، بين فواصل خاطفة من العروض الحيّة لأرخص أنواع اللحم الأبيض المكشوف!!. وحين تلوح تباشير تفاؤل في محتوى قناة أو اثنتين يصدمك تقلّب المنهج، وغياب الاستراتيجية ، ..خاصة حين تقارن ما تشاهد بما تسمع .. من ادعاءات يرددها بعض (وكلاء) الفضائيّات العربيّة من طهارة فكريّة، و نزاهة المهنيّة منتقدين معك مشاهد القطعان الفضائية التي تقدم (وصلات) هزّ البطون والأرداف العارية عبر (كباريهات) الأقمار الاصطناعية.
الحقيقة المرة تقول بأن بعض هؤلاء المنتقدين للفضاء العربي الفاحش لم يبتعدوا كثيرا عن حمى ثقافة التعرّي كونهم قد تخصّصوا أيضا في نمط آخر من مقاولات ومشاريع (عرض العورات) الفكرية والثقافية، والسياسية، وذلك بإبرازهم لكل (مرتد) عن حضارته تحت اسم مفكر ، حتى وان كان ممن يقبض بكل العملات ثمن تبديل المواقف ، أو حين يتاجرون بثورية (منتكس) عن ثابت دينه، أو قيم مجتمعه العليا، ويغررون به تحت اسمٍ إصلاحي أو تنويري مضلل.
وان تتبّعت أسلوب عمل هؤلاء الفضائيين الطاهرين! ربما تكشّف لك الملفات الخفيّة أسرار تنافسهم الخفي والمعلن (للفوز) بالعرض (الحصري) للمشاهد المصورة في الغرف المعتمة لمنحرفين ظللت الغواية عقولهم فتاهوا عن سبيل الرشاد ، واختصروا عظمة الإسلام في مشهد محزن وهم أمام الكاميرات يمتشقون (الخناجر)، و يتلون الآيات التي لا تتجاوز (الحناجر)، لينحروا ضحية مستكينة، أو يفجروا الأمن في مدينة تعيش في سكينة، ومن ثم تتصدّى بعض فضائيات العرب لبث المشاهد والبيانات العنترية لمجموعات قررتء أن تكون يائسة حتى من رحمة الله.
وبإعادة تركيب أجزاء المشهد الإعلامي العربي لا تكاد تظهر أمام العين العربية إلا صورتان كئيبتان ، إحداها مشحونة بمشاهد العري الرخيص لحرائر العرب وإماء العجم، و تطفح الأخرى بمشاهد الموت والانكسار والهوان العربي تدير آلتها جوقة عربية السمات لا تطرب إلا على أصوات أبواق الشقاق والنفاق بين بني عرب.
و هكذا تجد أن هناك ما يشبه دستور العمل المقدس عن بعض دهاقنة الإعلام الفضائي العربي عنوانه لكل (ساقطة) في الأرض العربية (لاقطة) فضائية، وهذا الدستور الغامض لن تجده في المكتبات ولكن مما قيل عنه أن في مسودته الشفهية ما ينص على أن أول شرط في الطهارة هو التعري ولكن من قال لأساطين الفضاء العربي بأن ذلك التعري لا يعقبه استتار؟ ومن سمح لهم بأن يمارسوا علينا وبنا فنون التعري أمام الدنيا كلها. أرجوكم أسألوهم؟
*** مسارات***
قال ومضى: لا تطلب المشورة (الصادقة) ممن تسميهم الأصدقاء، وأنت قد اخترتهم بمواصفات (الأتباع). ك التعري لا يعقبه استتار؟ ومن سمح لهم بأن يمارسوا علينا وبنا فنون التعري أمام الدنيا كلها