تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حبيبتي لكِ علي عهد الحب



جيل المستقبل
23 Sep 2004, 01:09 AM
حبيبتي وجهها أشد بياضاً من الحرير الأبيض، يملأ نفسي عاطفة لا شهوة ، وإكباراً لا ميلاً، وتقديساً لا رغبة .

عينا حبيبتي إذا رفعتهما في عيني مشى بي منهما مثل الكهرباء إذا لمست سلكها ، فأنسى إن رأيتهما أن ورائي دنيا… إنها تصغر دنياي حتى تنحصر فيهما، فلا آمل إن رأيتهما في شيء بعدهما ، عين فيها فتنة ، وعين فيها خشوع .

وصوتها فيه الرقة وفيه فتنة وفيه رفاهية ...

لما فارقت حبيبتي رأيت كل شيء قد تبدل، فقد تعلقت بالحياة وكنت بها زاهداً، ورأيت ضوء الشمس أشد نوراً وأحسست بالوجود من حولي وقد كنت أنظر إليه غافلاً ،
وكان لي أصحاب لم أكن أعدل بمجلسهم وصحبتهم شيئا ففارقتهم تلك الليلة وهربت منهم، وذهبت إلى غرفتي لم أطق فيها جلوساً، ولا اشتهيت طعاماً ولا شراباً .

بعد فراقك حبيبتي
انطويت على نفسي أفكر فيك وأتصور أدق حركة منك. وكلما ذكرتك يهز شيء قلبي فيخفق كجناح طائر علقت رجله بالفخ ، ثم يندفع الشيء إلى عيني فيفيضان بالدمع.

الوداع الأول :عندما ودعتها نظرت إلي نظرة شكت كبدي وزلزلتني زلزالاً، وكدت من سروري بها أطير فوق رؤوس الناس خفة وفرحاً، فقد علمت أن لي عندها مثل الذي لها عندي ، وما كانت إلا نظرة واحدة ولكنها قالت فأبلغت، وحدثت فأفهمت.

أني تدلهت بحبها، وهمت بها، وجعلتها هي كل شيء إن كنت معها لم أذكر غيرها، وإن فارقتها ذكرتها وفكرت فيها. فهي ماضي وحاضري ومستقبلي، وهي ذكرياتي كلها وآمالي، أراها طالعة علي من كل طريق أسير فيه، وأرى صورتها في صفحة البدر إن طلع علي البدر، وأراها في سطور الكتاب إن عمدت إلى القراءة في كتاب ، وأراها في صور الصحيفة إن طالعتها .

الوداع الأخير :
ذهبت أودعها، فأخذتْ يدها بيدي فقالت لي :
- إنك غداً، تحب غيري ، وتنساني .
- قلت: لكِ علي عهد الحب، لا نظرت بعدك إلى امرأة .