الزعيم
03 Oct 2004, 06:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله
بعض مديري المدارس تمردوا على أنظمة وزارة التربية والتعليم. فهناك نماذج من مديري المدارس شاعت في مدارسهم المحسوبيات والمجاملات وخرق النظام التعليمي بشكل لافت للنظر وبارز للعيان حيث أدى إلى تلك المهازل وجود مصالح نفعية تبادلية مشتركة بين المدير وبعض المعلمين نشأت وترعرعت في ظل غياب العدل وانعدام الأمانة وإلا فكيف نفسر معاملة مدير المدرسة لبعض المعلمين معاملة خاصة مميزة تكون على حساب غيرهم من المعلمين؟ بل إن الاستهتار وصل ببعض المديرين إلى أن يفرغ معلماً من التدريس بحجة أنه يقوم بأعمال الإرشاد الطلابي ليعينه على الهروب من المهنة؟ ومن المديرين من يخفف نصاب التدريس عن معلم بحجة قيامه بالإشراف على النشاط الطلابي ناهيك عن المعلمين المرفهين الذين يحضرون إلى المدرسة متأخرين ويغادرونها مبكرين وكل هذه المزايا لا يظفر بها إلا أهل المدير وخاصته وللأسف الشديد ما من تسيب يحدث في مدرسة إلا وللمدير فيه نصيب الأسد, فكيف ننشد بعد ذلك أن يستقيم الظل والعود أعوج؟ للأسف هناك مديرو مدارس ما زالوا يحيدون عن جادة الصواب ولا يلتزمون بأنظمة التعليم وأبرز هؤلاء المدير "النرجسي المتسلط" صاحب مبدأ إن لم تكن معي أيها المعلم فأنت ضدي, ويتميز هذا النوع بسن قرارات مدرسية داخلية من تلقاء نفسه ويجبر المعلمين على تنفيذها بحذافيرها وعدم تجاوزها قيد أنملة وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور لمن يخالفها أو حتى يبدي اعتراضه عليها لأن المراقبة المجهرية اللصيقة ستكون من نصيبه تعد عليه تحركاته وتحصي عليه سكناته حتى ينتهي به المطاف إلى الانتقال إلى مدرسة أخرى. وهناك فصيلة "المدير المتسلق" وهو نوع يحب السطو على جهود المعلمين والصعود على أكتافهم فإن أبدى معلم تذمره ولم يذعن لطلباته وتحقيق رغباته واحتفظ بجهوده لنفسه فإن مثل هذا المعلم ذي الحظ العاثر والجهد الداثر سيكون أمام خيارين، إما أن يرضخ للأمر الواقع ويتنازل عن جهوده على مضض لصالح مديره المتسلق وإما أن جهوده ستؤول إلى الفشل الذريع والضياع المريع بسبب العراقيل الإدارية المقصودة التي ستحد من تحركاته وتحقيقه لطموحاته لأنها لم تحظ بمباركة المدير ورضاه أما ثالثة الأثافي فهي المدير "المظهري" وهو الأكثر كلفة بين أقرانه فهو مهووس بحب الظهور وخطف الأضواء وهذا النوع غالبا ما تكون العملية التربوية والتعليمية في مدرسته في واد والطلاب في واد آخر لأن المدرسة ستكون منشغلة في معظم أيامها الدراسية بالنشاط الطلابي المدرسي فلكي تحقق رغبة "المدير المظهري" وطموحه لا بد من بذل النفس والنفيس وحث الطلاب على الاجتهاد في النشاط حتى تتحول المدرسة في النهاية إلى معرض تشكيلي يكتظ بعشرات اللوحات والرسومات حتى إذا استنفذت المدرسة ميزانيتها جاء دور جيوب المعلمين والطلاب لتستنزف هي الأخرى المهم ألا تنقضي السنة الدراسية إلا وهي مصحوبة بهالة ضخمة من المدح وزخم هائل من الثناء على ما بذلته المدرسة من نشاط ملحوظ ولن تحصل الفائدة المرجوة حتى يسلط الضوء على المدير المظهري, والغريب أن المدارس الأكثر توهجاً في النشاط هي الأقل حظاً في التحصيل العلمي لأن النشاط استهلك معظم حصص الشرح وجاء على حساب فهم الطلاب لدروسهم ولكن يبقى السؤال الحائر: لماذا لا تردع إدارات التعليم مثل هؤلاء المديرين "النشاز" وتقتلعهم من جذورهم؟ هل لأنهم أصبحوا ذوي حصانة إدارية دائمة باتت فوق النقد والشبهة، أم لأن إدارات التعليم تخشى إن هي أزالتهم أن تصبح الوظائف الإدارية المدرسية شاغرة؟ وأياً كان السبب فلا بد من التعجيل في حل هذه المعضلة لأننا إذا نجحنا في إقصاء كل مدير يحيد عن المسار المحدد له فإن العملية التعليمية والتربوية عامة ستزدهر ثم تتألق ثم تتقدم ثم تنتج أجيالاً من الطلاب هم الأفضل تعليمياً وتربوياً لأننا أرحنا المعلم الذي يعتبر محور العملية التربوية والتعليمية ومحركها الأول..
ـــــــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ــــــــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
كتب ماجد المحمادي في العدد 1087 من "الوطن"
واضافة ابولمى ( تربوي )
ــــــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــــــــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ــ ـ
عبر الايميل
بعض مديري المدارس تمردوا على أنظمة وزارة التربية والتعليم. فهناك نماذج من مديري المدارس شاعت في مدارسهم المحسوبيات والمجاملات وخرق النظام التعليمي بشكل لافت للنظر وبارز للعيان حيث أدى إلى تلك المهازل وجود مصالح نفعية تبادلية مشتركة بين المدير وبعض المعلمين نشأت وترعرعت في ظل غياب العدل وانعدام الأمانة وإلا فكيف نفسر معاملة مدير المدرسة لبعض المعلمين معاملة خاصة مميزة تكون على حساب غيرهم من المعلمين؟ بل إن الاستهتار وصل ببعض المديرين إلى أن يفرغ معلماً من التدريس بحجة أنه يقوم بأعمال الإرشاد الطلابي ليعينه على الهروب من المهنة؟ ومن المديرين من يخفف نصاب التدريس عن معلم بحجة قيامه بالإشراف على النشاط الطلابي ناهيك عن المعلمين المرفهين الذين يحضرون إلى المدرسة متأخرين ويغادرونها مبكرين وكل هذه المزايا لا يظفر بها إلا أهل المدير وخاصته وللأسف الشديد ما من تسيب يحدث في مدرسة إلا وللمدير فيه نصيب الأسد, فكيف ننشد بعد ذلك أن يستقيم الظل والعود أعوج؟ للأسف هناك مديرو مدارس ما زالوا يحيدون عن جادة الصواب ولا يلتزمون بأنظمة التعليم وأبرز هؤلاء المدير "النرجسي المتسلط" صاحب مبدأ إن لم تكن معي أيها المعلم فأنت ضدي, ويتميز هذا النوع بسن قرارات مدرسية داخلية من تلقاء نفسه ويجبر المعلمين على تنفيذها بحذافيرها وعدم تجاوزها قيد أنملة وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور لمن يخالفها أو حتى يبدي اعتراضه عليها لأن المراقبة المجهرية اللصيقة ستكون من نصيبه تعد عليه تحركاته وتحصي عليه سكناته حتى ينتهي به المطاف إلى الانتقال إلى مدرسة أخرى. وهناك فصيلة "المدير المتسلق" وهو نوع يحب السطو على جهود المعلمين والصعود على أكتافهم فإن أبدى معلم تذمره ولم يذعن لطلباته وتحقيق رغباته واحتفظ بجهوده لنفسه فإن مثل هذا المعلم ذي الحظ العاثر والجهد الداثر سيكون أمام خيارين، إما أن يرضخ للأمر الواقع ويتنازل عن جهوده على مضض لصالح مديره المتسلق وإما أن جهوده ستؤول إلى الفشل الذريع والضياع المريع بسبب العراقيل الإدارية المقصودة التي ستحد من تحركاته وتحقيقه لطموحاته لأنها لم تحظ بمباركة المدير ورضاه أما ثالثة الأثافي فهي المدير "المظهري" وهو الأكثر كلفة بين أقرانه فهو مهووس بحب الظهور وخطف الأضواء وهذا النوع غالبا ما تكون العملية التربوية والتعليمية في مدرسته في واد والطلاب في واد آخر لأن المدرسة ستكون منشغلة في معظم أيامها الدراسية بالنشاط الطلابي المدرسي فلكي تحقق رغبة "المدير المظهري" وطموحه لا بد من بذل النفس والنفيس وحث الطلاب على الاجتهاد في النشاط حتى تتحول المدرسة في النهاية إلى معرض تشكيلي يكتظ بعشرات اللوحات والرسومات حتى إذا استنفذت المدرسة ميزانيتها جاء دور جيوب المعلمين والطلاب لتستنزف هي الأخرى المهم ألا تنقضي السنة الدراسية إلا وهي مصحوبة بهالة ضخمة من المدح وزخم هائل من الثناء على ما بذلته المدرسة من نشاط ملحوظ ولن تحصل الفائدة المرجوة حتى يسلط الضوء على المدير المظهري, والغريب أن المدارس الأكثر توهجاً في النشاط هي الأقل حظاً في التحصيل العلمي لأن النشاط استهلك معظم حصص الشرح وجاء على حساب فهم الطلاب لدروسهم ولكن يبقى السؤال الحائر: لماذا لا تردع إدارات التعليم مثل هؤلاء المديرين "النشاز" وتقتلعهم من جذورهم؟ هل لأنهم أصبحوا ذوي حصانة إدارية دائمة باتت فوق النقد والشبهة، أم لأن إدارات التعليم تخشى إن هي أزالتهم أن تصبح الوظائف الإدارية المدرسية شاغرة؟ وأياً كان السبب فلا بد من التعجيل في حل هذه المعضلة لأننا إذا نجحنا في إقصاء كل مدير يحيد عن المسار المحدد له فإن العملية التعليمية والتربوية عامة ستزدهر ثم تتألق ثم تتقدم ثم تنتج أجيالاً من الطلاب هم الأفضل تعليمياً وتربوياً لأننا أرحنا المعلم الذي يعتبر محور العملية التربوية والتعليمية ومحركها الأول..
ـــــــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ــــــــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
كتب ماجد المحمادي في العدد 1087 من "الوطن"
واضافة ابولمى ( تربوي )
ــــــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــــــــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ــ ـ
عبر الايميل