الباحث عن الحق
11 Oct 2004, 10:25 AM
من كان يظن أنه سيأتي اليوم الذي تصبح فيه الثقافة كلام جامد مكرر منزوع الحياء والدين والمروءة ، يسيل علينا صباح مساء في الجرائد اليومية؟؟!!
بعد أن كان المثقّف : هو من له باع في الدين والأدب والتاريخ والعلوم الأخرى ، فمثلا تجده في الدين والأدب قد جرد كتب هؤلاء الرجال :ابن القيم - ابن الجوزي - الرافعي - السمرقندي - ابن تيمية- الأصمعي - الجاحظ - وغيرها من كتب العلماء والأدباء والمبدعين ، وتجده في التاريخ قد اطلع على كتب التاريخ لابن كثير وابن الأثير وغيرهم، ومن جهة تجده ملم بالمواضيع الحديثة وذلك بأخذها من بطون الكتب والبحوث لا من الجرائد والصحف والخزعبلات ، فمثلا مسألة الحوار ومسألة المذاهب المعاصرة ومسألة التطرّف ومسألة الإنحراف الفكري والمسائل السياسية والأمراض النفسية والعصبية تجد المثقّف الحقيقي يبحث عنها فيما استجدّ من البحوث والموسوعات الحديثة ويسردها سردا حتى يلم بها قراءة وفهما وحفظا ، بينما تجد مدعي الثقافة يأخذونها من الجرائد والصحف وزبالة الأذهان وكناسة العقول .
أصبح أحدنا إذا كان متابع يومي للجرائد يلقّب بالمثقّف والمفكّر ، وماعلم المسكين أنه تمر عليه السنين وهو هو ثقافة جرائد تنتج ضحالة الأفكار.
ومن جهة أخرى تجد فئاما من الناس يظنون أن العلم هو بكثر الكتب ، فكلما كثرت وكبرت مكتبتك كلما زاد علمك وفهمك ( على الأقل ظاهرا )تجد الواحد يشتري مكتبة كاملة بآلاف الريالات ، بل تجده يصوّر المذكرات وينسخ المذكرات ويجمع الممنوع والنادر من الكتب والاسفار والمخطوطات ، وهو يظن بهذا أنه طالب علم أو قارئ نهم ، وماعلم المسكين انه يخادع نفسه ، بل تجد البعض يتحسر بشدّة لأنه لم يشتري كتاب ( في ظلال القرآن ) قبل أن ينتهي من الأسواق وفي مكتبته تفسير ابن كثير وتفسير البغوي وتفسير الطبري وتفسير فتح القدير للشوكاني وهو لم يقرأها ولم يعلم مافيها ، بل إن البعض يتحسر على كتب فقدت لأحد العلماء وكتب ذلك العالم التي لم تفقد موجودة في مكتبته ولم يفكر حتى في فتحها. إلى أولئك أقول أن العلم ليس بكثرة الكتب وإنما العلم هو مدى الإستفادة منها فهما وحفظا وقراءة ، وقد ذكر أحد المشايخ أن من علماء المملكة من لم يستفد إلا من خمس إلى ست كتب ( من أمهات الكتب ) ومع ذلك طرح الله في علمه البركة لأنه فهمها وقرأها واستحضرها .
وليس علما ماحواه الدفتر *** مالعلم إلا ماحواه الصّدر
يقول أهل العلم : العلم هو الحفظ .
ويقول بعضهم : كل علم لايدخل مع صاحبه الحمام فلا تعدّه .
يقول صاحب كتاب ( هكذا حدّثنا الزمان ) : عجبت من بعضهم يجمع الكتب وينسخ ويصوّر ، ويتلهّف على كل كتاب ليس عنده ، وهو لم يضبط شيئا من العلم وقراءته قليلة ، وإدراكه ضعيف ،لكنه مغرم بالجمع فقط .,
فافتح ماعندك من الكتب ، وافتح مافيها تجد الخير الكثير .
والله أعلم.
وصلى الله على الحبيب وسلم..
بعد أن كان المثقّف : هو من له باع في الدين والأدب والتاريخ والعلوم الأخرى ، فمثلا تجده في الدين والأدب قد جرد كتب هؤلاء الرجال :ابن القيم - ابن الجوزي - الرافعي - السمرقندي - ابن تيمية- الأصمعي - الجاحظ - وغيرها من كتب العلماء والأدباء والمبدعين ، وتجده في التاريخ قد اطلع على كتب التاريخ لابن كثير وابن الأثير وغيرهم، ومن جهة تجده ملم بالمواضيع الحديثة وذلك بأخذها من بطون الكتب والبحوث لا من الجرائد والصحف والخزعبلات ، فمثلا مسألة الحوار ومسألة المذاهب المعاصرة ومسألة التطرّف ومسألة الإنحراف الفكري والمسائل السياسية والأمراض النفسية والعصبية تجد المثقّف الحقيقي يبحث عنها فيما استجدّ من البحوث والموسوعات الحديثة ويسردها سردا حتى يلم بها قراءة وفهما وحفظا ، بينما تجد مدعي الثقافة يأخذونها من الجرائد والصحف وزبالة الأذهان وكناسة العقول .
أصبح أحدنا إذا كان متابع يومي للجرائد يلقّب بالمثقّف والمفكّر ، وماعلم المسكين أنه تمر عليه السنين وهو هو ثقافة جرائد تنتج ضحالة الأفكار.
ومن جهة أخرى تجد فئاما من الناس يظنون أن العلم هو بكثر الكتب ، فكلما كثرت وكبرت مكتبتك كلما زاد علمك وفهمك ( على الأقل ظاهرا )تجد الواحد يشتري مكتبة كاملة بآلاف الريالات ، بل تجده يصوّر المذكرات وينسخ المذكرات ويجمع الممنوع والنادر من الكتب والاسفار والمخطوطات ، وهو يظن بهذا أنه طالب علم أو قارئ نهم ، وماعلم المسكين انه يخادع نفسه ، بل تجد البعض يتحسر بشدّة لأنه لم يشتري كتاب ( في ظلال القرآن ) قبل أن ينتهي من الأسواق وفي مكتبته تفسير ابن كثير وتفسير البغوي وتفسير الطبري وتفسير فتح القدير للشوكاني وهو لم يقرأها ولم يعلم مافيها ، بل إن البعض يتحسر على كتب فقدت لأحد العلماء وكتب ذلك العالم التي لم تفقد موجودة في مكتبته ولم يفكر حتى في فتحها. إلى أولئك أقول أن العلم ليس بكثرة الكتب وإنما العلم هو مدى الإستفادة منها فهما وحفظا وقراءة ، وقد ذكر أحد المشايخ أن من علماء المملكة من لم يستفد إلا من خمس إلى ست كتب ( من أمهات الكتب ) ومع ذلك طرح الله في علمه البركة لأنه فهمها وقرأها واستحضرها .
وليس علما ماحواه الدفتر *** مالعلم إلا ماحواه الصّدر
يقول أهل العلم : العلم هو الحفظ .
ويقول بعضهم : كل علم لايدخل مع صاحبه الحمام فلا تعدّه .
يقول صاحب كتاب ( هكذا حدّثنا الزمان ) : عجبت من بعضهم يجمع الكتب وينسخ ويصوّر ، ويتلهّف على كل كتاب ليس عنده ، وهو لم يضبط شيئا من العلم وقراءته قليلة ، وإدراكه ضعيف ،لكنه مغرم بالجمع فقط .,
فافتح ماعندك من الكتب ، وافتح مافيها تجد الخير الكثير .
والله أعلم.
وصلى الله على الحبيب وسلم..