المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام وحقوق المرأة



الدب الداشر
15 Nov 2004, 12:45 AM
الإسلام وحقوق المرأة



بقلم

أ . د . عبد الصبور مرزوق

الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
القاهرة

عضو المجلس التأسيسى لرابطة العالم الإسلامى
مكة المكرمة


------------------------------------------------------------

تمهيد :



حقوق المرأة فى الإسلام هى جزء من الحقوق العامة للإنسان كما شرعها الإسلام قبل الإعلان العالمى لهذه الحقوق بأكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان . حيث شرعها الإسلام فى القرن السادس الميلادى بينما كان الإعلان العالمى فى عام 1948 ( أى فى القرن العشرين ) .

ولأن حقوق المرأة فى الإسلام ـ كما أشرت جزء من الحقوق العامة للإنسان فقد كفل الإسلام للمرأة من الحقوق ما يأتى :

أولاً : حق الحياة فقبل الإسلام ـ خاصة فى المجتمع الجاهلى فى جزيرة العرب ـ لم يكن للأنثى حق الحياة ، بل كان أهل الجاهلية يعتبرون ميلادها عارًا تخجل منه ويعير به الرجال فكانوا يئدونها ( يدفنونها حية ) وهو ما رفضه الإسلام منذ البداية وحرمه تحريمًا قاطعًا بصريح آيات القرآن التى ينكر قتلها وتتساءل فى إنكار: ] وإذا الموءودة سئلت * بأى ذنب قتلت [ (1) .

كما وصفت آيات القرآن الحال السيئ الذى يكون عليه الرجل حين تولد له أنثى وهو الإحساس بالتعاسة وسوء الحظ فيكون بين أمرين أحدهما مرّ ..

فإما أن يبقيها حية على حال من الإذلال مهدرة الحقوق تعامل بازدراء ، وكأنها حيوان ، بل ربما كان الحيوان عندهم أحسن حالاً لأنهم ينتفعون به .. ذلك لأن عندهم لا فائدة منها .. فهى لا تحمل السلاح دفاعًا عن شرف القبيلة وتشترك فى تحقيق عائد اقتصادى لأنها لا تعمل .

والأمر الثانى كان هو الأغلب إذ يدفنوها حية دون أدنى شفقة أو رحمة . وهو ما أنكره القرآن فى قوله الواضح : ] وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًّا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب ألا ساء ما يحكمون [ (2) .





فلما جاء الإسلام حرّم هذه العادات القبيحة وأعطى للمرأة حق الحياة وأفسح لها فى المجتمع المسلم مكانًا حسدها عليه بعض الرجال .

وكان هذا التكريم من طريقين :

أ ـ طريق التشريع الذى أعلن القرآن فيما قرره من المساواة فى الحقوق والواجبات بينها وبين الرجل على ما جاء بيانه فى قوله سبحانه : ] ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة .. [ (3) .

ب ـ طريق السنة النبوية والاحترام الذى حظيت به الأنثى فى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم .. وهنا تكون لنا وقفة ..

فقبل بعثة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم سبقها ما نقول عنه نحن المسلمين أنه من إرهاصات النبوة ، وهى المقدمات التى تسبق التشريع وكأنها تدل عليه أو تبشر به .

فقبل بعثته صلى الله عليه وسلم كان يعمل مع المرأة ( التى كان فيما بعد زوجًا له وهى السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها ) ..

كان يعمل لها فى تجارتها كوكيل عنها لما لمست فيه من أمانة وحسن خلق وطيب شمائل فكانت له زوجًا فيما بعد .

* * *

وفى بيت النبوة كان للمرأة مكان عظيم

فهى بمجرد زواجها من الرسول تُلقب بأم المؤمنين تكريمًا لها وإجلالاً ثم هى فى بيت النبوة تقوم بدور له أهميته فى أن تنقل إلى المجتمع المسلم خارج بيتها ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم من الأحاديث التى هى جزء من التشريع يكمل ويشرح ما جاء فى ( القرآن الكريم ) .

ومن هذا المدخل تهيأت لها فى المجتمع المسلم مكانة اجتماعية جليلة بحيث كان كثيرون من المسلمين الرجال يلجأون إلى سيدات بيت النبوة سائلين عن بعض أحكام التشريع التى لا يكون لهم بها علم مما ارتقى بنظرة المجتمع إلى الأنثى وأحلها المنزلة



التى لم تظفر بمثلها الأنثى فى أى تشريع لا سماوى ولا وضعى من قبل كما سنعرض له فيما بعد ..

الدب الداشر
15 Nov 2004, 12:46 AM
الحقوق السياسية للمرأة فى الإسلام

وقبل أن يعرف العالم كله ما يسمى بالحقوق السياسية سواء كانت للرجال أم للنساء كانت المرأة المسلمة تتمتع بهذا الحق وفى أعلى مستوياته ـ أعنى حقها فى مبايعة رئيس الدولة كما كان الرجال يبايعون الرسول صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة والالتزام بما يأمر به الشرع من الأحكام وهو ما يعرف باسم " البيعة " .

كان للنساء مثل هذا الحق ـ قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام ـ فكن يذهبن لمبايعة الرسول تمامًا كما يفعل الرجال وهو ما سجله القرآن الكريم فى قوله تعالى : ] يا أيها النبى إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئًا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك فى معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم [ (4) .

وتعرف هذه الواقعة فى كتب السيرة باسم " بيعة النساء " .

* * *

كما كان للمرأة الحق الكامل فى إبداء رأيها فى ما يخص النساء من التشريعات دون اعتراضات من ولاة الأمر من الخلفاء .

وثمة واقعة شهيرة حدثت فى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين كان واقفًا على المنبر فى المسجد الجامع الملىء بالرجال ، وتحدث عمر إليهم يطلب منهم ألا يغالى الآباء فى رفع مهور بناتهم تيسيرًا للزواج فلا تبقى النساء عوانس، ولا يتعرض الرجال للفتنة .

وهنا وقفت امرأة من خلف صفوف الرجال فى المسجد فقالت له :

يا أمير المؤمنين : إن هذا الأمر ـ تعنى أمر المهور التى تقدم للمرأة عند الرغبة فى الزواج بها ـ يجود به الرجال طيبة نفوسهم فما شأنك أنت به ؟! ثم أضافت المرأة : ألم

تقرأ قول الله تبارك وتعالى : ] وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارًا فلا تأخذوا منه شيئًا أتأخذونه بهتانًا وإثمًا مبينًا * وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا [ (5) . فما كان من عمر الخليفة الإسلامى الجليل الذى كانت الشياطين تفر من طريقه إذا التقت به إلا أن قال : كل الناس أفقه من عمر ، ثم عاد إلى المنبر وقال : كنت نهيتكم عن الزيادة فى المهور فمن شاء فليزد نزولا على ما قالته هذه المرأة.

بل قامت المرأة بالمشورة على الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم :

وكان ذلك فى يوم ثقيل الوطأة النفسية على الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين .

ذلك أن المسلمين ـ بقيادة الرسول كانوا قد خرجوا قاصدين البيت الحرام بمكة المكرمة لأداء " العمرة " ـ ( وهى زيارة للبيت والكعبة والمسجد فى غير أوقات الحج ) .

وعندما كانوا على مسافة 23 كيلو مترًا من مكة بمنطقة تسمى " الحديبية " وعلمت " قريش " بقدومهم فأعلنت أنها ستمنعهم من دخول مكة بقوة السلاح ـ مع أن المسلمين كانوا قد ساقوا معهم " الهدى " وهو مجموعة من الإبل تنحر عند البيت دليلاً على أنهم قدموا مسالمين يريدون زيارة البيت ولا يريدون القتال .

وأوفد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة زوج ابنته " عثمان بن عفان " الذى كان ثالث الخلفاء بعد وفاة الرسول .. لكى يتفاوض مع أهل مكة ويؤكد لهم أن المسلمين ما جاءوا للقتال ولكن " للعمرة " بدليل أنهم ساقوا معهم " الهدّى " ولا يحملون أى سلاح .

وتأخر عثمان فى العودة إلى المسلمين المنتظرين عند " الحديبية " ثم أُشيع أنه قتل.

واشتد الموقف تأزمًا وأخذت الحميّة ببعض الصحابة وقرروا أنهم لا يمكن أن يعودوا من حيث أتوا إلا بعد زيارة البيت الحرام ولو أدى الأمر إلى القتال .

* * *



أما الرسول صلى الله عليه وسلم فكان من رأيه أن يعود المسلمون فى العام القادم الذى حددته لهم قريش وأهل مكة بأن يسمحوا لهم بالزيارة .

وازداد الموقف تأزمًا وصعوبة على نفس الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يرى بعض أصحابه ولأول مرة يخالفون عن أمره ويرون غير ما يرى .

وهنا : كان الموقف الكريم الذى سجله التاريخ للمرأة وللإسلام الذى وضعها فى مكانة رفيعة .. مكانة أن تدلى برأيها فى كيفية إنهاء الأزمة .

وهنا كانت المشورة ـ مشورة " المرأة " زوج النبى صلى الله عليه وسلم ( السيدة أم سلمة ) التى قالت للرسول : إذا أردت أن ينزل المسلمون على رأيك فى الرجوع عن زيارة البيت هذا العام فاخرج فتحلل من إحرامك ( تغيير الزى الخاص بالحج والعمرة ) وحين يرى الصحابة أنك قد فعلت شيئًا سيتابعونك جميعًا ، وخرج الرسول وفعل ما أشارت به المرأة " (السيدة أم سلمة ) وما أن رآه الصحابة يفعل حتى قاموا جميعًا وتحللوا من إحرامهم حيث وقع فى خواطرهم أنه لم يفعل ذلك إلا لأنه قد نزل عليه الوحى وهو أمر لا تجوز مخالفته .

وانتهت واحدة من أصعب الأزمات التى عاشها الرسول والمسلمون معه بمشورة " المرأة " ( السيدة أم سلمة ) رضى الله عنها وبقى هذا الموقف فى ذاكرة التاريخ يسجل للإسلام أنه الدين الذى أَحَلَّ " المرأة " هذه المكانة الرفيعة التى كان مجتمع الجاهلية قبل الإسلام يعتبر مجرد مولدها عارًا يجب التخلص منه بدفنها فى التراب وهى حية .

مع الأخذ فى الاعتبار أن المكانة التى وضع الإسلام المرأة فيها لم يسبقه بل ولم يساويه فيها أى تشريع ـ سماوى أو وضعى آخر ـ على نحو ما سنعرض له فيما بعد.

الدب الداشر
15 Nov 2004, 12:49 AM
حق المرأة فى اختيار زوجها .

ثمة مقولة ظالمة يرددها العلمانيون بأن الإسلام أهدر حق المرأة فى اختيار زوجها وأنه أعادها إلى عصور الجاهلية التى لا اعتبار فيها لشخصية المرأة فلا تكون لرأيها قيمة فى اختيار من يكون لها زوجًا تعاشره مدى الحياة !!! وهكذا تكلم العلمانيون والحاقدون على الإسلام لكن الحقيقة غير ذلك .

وهذا افتراء وظلم كبير للإسلام وللمرأة .

* * *

فمن الثابت تاريخيًا ومن المقرر فى الفقه الإسلامى ضرورة أخذ رأى المرأة فيمن يتقدم لزواجها .

وإذا كانت المرأة قد سبق لها الزواج فهى تبدى رأيها صراحة سواء قبلت أو رفضت فإذا كانت المرأة بكرًا ( أى لم يسبق لها الزواج ) فرعاية لكونها تستحى من التصريح فإنه يُكتفى منها بأن تلتزم الصمت ولا تعلن أنها رافضة لهذا الزواج أو موافقة عليه .

وهذا الأسلوب فى ضرورة التعرف إلى رأى المرأة فيمن يتقدم للزواج بها مبنى على صريح الحديث النبوى الشريف : [ البكر تُستأذن وإذنها صمتها ] (6).

* * *

وقد فطنت المرأة إلى هذا الحق فى اختيار الزوج فذهبت إحداهن إلى النبى صلى الله عليه وسلم تقول له : يا رسول الله [ إن أبى زوجنى من ابن أخيه ] ، ليرفع بى خسيسته ، وأنا له كارهة ] (7) .

فقال صلى الله عليه وسلم بما معناه : لا يصح لأبيك أن يزوجك من تكرهينه لكن الفتاة عقبت على قول الرسول فقالت : ولكنى أجزت ما صنع أبى ( أى وافقت على تزويجه لى من ابن أخيه ) ، فسألها الرسول صلى الله عليه وسلم : وما الذى حملك على ما فعلت ؟ ( يعنى إذا كنت قد وافقت على تزويج أبيك لك من أبن أخيه فلماذا جئت إلىّ شاكية ؟ ) ، فقالت : أردت أن تعلم النساء أنه لا يحق لأحد أن يزوجهن بمن لا يرغبن فيه .
__________________

الدب الداشر
15 Nov 2004, 12:50 AM
حقها أن تكون لها ذمة مالية مستقلة :

وبالمقارنة بما عليه أمر المرأة فى المجتمع الغربى فى هذه المسألة والتى لا تستطيع الأنثى أن تصرف شيكًا من البنك إلا إذا كان توقيع زوجها بجوار توقيعها بما يعنى انتقاص أهليتها وشخصيتها .



بالمقارنة فى ذلك مع موقف الإسلام من المرأة فى هذا الأمر نرى الإسلام ـ قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا ـ قد صان استقلال شخصيتها واعترف بكامل حقها وأهليتها فى أن تكون لها ذمتها المالية المستقلة التى لا تحتاج فى اكتمالها إلى أن تكون مشارَكة الرجل إلى جوارها فيها .

* * *

كان هذا واضحًا أعظم الوضوح فى بيت النبى نفسه صلى الله عليه وسلم إذ كانت زوجه ( أم المؤمنين السيدة خديجة رضى الله عنها ) ذات مال كثير ـ وكان النبىّ قبل بعثته يعمل لها على تجارتها فاكتشفت أمانته وطيب أخلاقه وكان ذلك مما هيأ للزواج بينهما .

* * *

واحترامًا لهذا الاستقلال للذمة المالية للمرأة فلم يكلفها الرسول صلى الله عليه وسلم بأى نوع من الإنفاق على الدعوة ، لكنها ـ رضى الله عنها ـ كانت بعطاء إيمانها بالرسالة والرسول كانت تقدم ـ طواعية واختيارًا ـ ما ترى الدعوة فى حاجة إليه .

ولم يكن هذا كثيرًا .
__________________

الدب الداشر
15 Nov 2004, 12:51 AM
حماية عرضها وسمعتها من مقولات السوء

واعتزازًا من الإسلام بحرمة المرأة وصونًا منه لشرفها وسمعتها حتى من مجرد الكلمات الطائشة أو المقولات الشائنة ولو كانت صحيحة ..

اعتزازًا وحرصًا من الإسلام على نقاء وطهارة صورة المرأة فى المجتمع فقد نزلت فى القرآن سورة بأكملها تسمى سورة " النور " تضع الأسس والضوابط لتطهير المجتمع من فاحشة الزنا وتخص حماية عرض المرأة وشرفها بنصيب كبير من العناية حتى لا يصبح مضغة فى أفواه الجاهلين ، وحتى يتطهر المجتمع كله من إشاعة الفاحشة ومن كلمات السوء .

وهنا تقرر الآية الثالثة من سورة " النور" عقوبة قاسية لمن يقذفون المحصنات ( النساء المتزوجات الطاهرات ) واشتملت عقوبة ( القذف ) على جلد هذا القاذف ثمانين جلدة كعقوبة بدنية حسية تبعتها عقوبتان إحداهما فى الدنيا وهى عدم قبول شهادة هذا القاذف مدى حياته بما يمكن اعتباره حالة إسقاط الهوية أو إسقاط الجنسية بتعبيراتنا المعاصرة . ثم كانت العقوبة الثالثة أخروية وهى اعتبار قاذف المحصنات عند الله من الفاسقين الذى يلاقون أشد العقاب عند الله وهذا ما تحدثت ببيانه الآية الكريمة :

] والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ، ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا وأولئك هم الفاسقون [ (8) .



* * *



وكمثال لحرص الإسلام على ضرورة احترام وصيانة أعراض النساء عن الاتهامات الباطلة ، والكلمات الشائنة .

فقد حفظ التاريخ أن عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ لمّا كان أميرًا للمؤمنين ـ كان من بعض طبعه أن يمشى فى الليل بين الدروب والطرقات يتفقد أحوال الرعية ويطمئن على سلامة أمنها .

* * *



وفى إحدى هذه الليالى سمع امرأة تقول شعرًا تعرب فيه عن حنينها إلى زوجها الغائب ـ وكان بين الجنود عند حدود المدينة ثم باحت المرأة بأشواقها الجنسية الطاغية وأنها لولا خشيتها من الله لتطلعت إلى رجل يروى ظمأ هذه الأشواق ..وأحس عمر أمير المؤمنين بالخطر وسأل عن الرجل الغائب عن هذا البيت فلما أخبروه أنه من الجنود المرابطين على الحدود سأل بعض نساء بيته : كم تصبر المرأة على غياب زوجها فحدثنه عن شهور هى أكثر من ثلاثة ، فأصدر أوامره إلى قادة الجيش ألا يغرّبوا الجنود ( لا يطيلوا غيابهم عن بيوتهم لأكثر من هذه المدة ) .



* * *





لكن تصرفًا آخر وأهم من هذا القرار( الإدارى ) الحكيم لأمير المؤمنين الذى يريد به أن يصون النساء من التعرض للفتنة إذا غاب عنهن رجالهن ، أنه مضى إلى الإمام علىّ عليه السلام وهو آنذاك أفقه من بالمدينة فسأله عما يصح له أن يفعله إذا سمع فاحشة ترتكب بين امرأة ورجل وقال له : يا أبا الحسن ماذا لوسمعت بأذنى أأقضى به ؟ يعنى أقيم حدّ الزنا فى هذه الحالة ؟

فقال له الإمام علىّ الذى استشعر حرص الإسلام على شرف الأنثى وكرامتها وسمعتها فقال له يا أمير المؤمنين : البينة أو حدّ فى ظهرك … والبينة هى أن يأتى أميرالمؤمنين بأربعة شهود عدول ( العدول هم الشرفاء وأهل الثقة الذين يكونون أهلاً للثقة فيما يخبرون به ) يشهدون بمثل ما شهد به أمير المؤمنين ، وهنا يمكن أن نقيم على مرتكبى الفاحشة حد الزنا .

أما إذا لم تأت بالشهود الأربعة فسأقيم عليك أنت حد القذف ( ثمانون جلدة عقوبة علنية يشهدها المجتمع كله ) .

* * *

هكذا كان حرص الإسلام على صون كرامة وشرف المرأة وحماية سمعتها من الأباطيل وكلمات السوء .

وحتى لا يتوهم بعض من لا يدركون شمولية معالجة الإسلام للمسائل الشائكة فى حياة الناس أو أنه يقتصر فى العلاج على البتر والقسوة ، فقد أمر الإسلام ـ وخاصة فى سورة النور ـ التى يقول عنها بعض الصالحين : إنها سورة تطهير الإنسان ـ ذكرًا أو أنثى ـ من سلطان الشهوات عليه .

أقول : أمر الإسلام فى هذه السورة خاصة الرجال والنساء بغض النظر عن التدقيق فى محاسن المرأة التى لا تحل له وهكذا المرأة .. كما أمر النساء خاصة بأن يقتصدن فى زينتهن حتى لا يكنّ فتنة للرجال ـ والشباب المراهق منهم خاصة . كما أمرهن ألا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولا يحاولن لفت أنظار الرجال إليهن وألا يخضعن بالقول إذا تعاملن مع الرجال حتى لا يطمع فيهن من فى قلبه مرض .

كل هذا لصيانة المرأة وصيانة المجتمع من السقوط فى الفاحشة .

* * *

المؤسف أن نرى فى بعض المجتمعات الإسلامية من يعلن ضيقه وتبرمه بهذه الضوابط الأخلاقية التى قررها الإسلام لضمان طهر وسلامة المجتمع كله من السقوط فى الفاحشة ..

نراهم يطالبون باعتماد النموذج الغربى للمرأة فى ما يسمونه حريتها فى التعبير عن مشاعرها وعواطفها ، ولو أدى ذلك إلى أن تقوم بتجربة مباشرة جنسية مع الرجل الذى يتقدم للزواج بها ، فإن أعجبها وافقت وإلا تبحث عن غيره .. فهكذا يفعل بعضهم فى الغرب !!

ولست أجد كلمة تعبر عن اشمئزازى بلا حدود مما يقوله هؤلاء الذين يحولون المرأة إلى حقل تجارب رخيصة ورديئة تسقط بها إلى أقل من مستوى الحيوان .

وكما سبقت الإشارة ستكون لنا وقفة للمقارنة الموضوعية بين ما صنعه الإسلام فى مجال احترام المرأة وبين ما كان فى التشريعات الأخرى ، وأيضًا المقارنة بين سموّ التشريع الإسلامى ورقيّه الحضارى بالمرأة فى مواجهة من شرعوا لها الزنا ، وبالذات ـ زنا المحارم ـ وأسقطوها إلى منزلة دون منزلة الحيوان فى الغابة .

وسنعرض هذه المقارنة فيما بعد ليعلم الغرب كله وليعلم المفتونون بالغرب أن رؤية الإسلام وحده هى التى صانت حقوق الإنسان ـ كل إنسان ـ وصانت حقوق المرأة ، وخاصة باعتبارها هى المحضن الذى يجب أن يبقى مطهرًا ونظيفًا لتكوين بناء أجيال بشرية تنزل إلى الدنيا مطهرة من الشرور والخبائث فتستطيع بناء مجتمعات إنسانية نظيفة ومطهرة لا تعربد فيها نفثات الشياطين .

ولست أجد كلمات أعبر بها عن ازدرائى واحتقارى لهذا الذى يتحدثون به أمثال هؤلاء سوى أن ألعن الإنسان ( رجلاً أو امرأة ) الذى جاء عليه زمن أصبح فيه كالحيوان .



بل إن بعض الحيوانات ـ وخاصة الإناث منهن ـ لاتقبل أن يمسها ذكر من الحيوان غير الذى اختارته ودامت عشرتها معه .

* * *

وهنا من الواجب إدانة ورفض بعض أنماط الحضارة الغربية التى جعلت الإنسان عبدًا للجنس يتخلى من أجله عن كل الأخلاقيات والقيم ـ حتى تبيح بعض دول الغرب أن يتزوج الرجل بالرجل ، وتعيد الشواذ من الرجال للانخراط فى سلك الجندية بعد أن كان قد صدر قانون بحرمانهم من هذه الخدمة العسكرية .

* * *

وبئست الحرية التى يتحدثون عنها فى الغرب إن كانت غايتها الانحطاط بالإنسان إلى الدرك الأسفل من السقوط .

وهذا يجب التنبيه إلى أن غاية الحضارة فى فلسفة الإسلام أن ترتقى بالإنسان من عنصر الطين فى أصل خلقه إلى عالم الروحانيات والمثل العليا التى تقترب من الملائكة.

ويا بعد ما بين الغايتين من مسافة !!!

الدب الداشر
15 Nov 2004, 12:52 AM
المرأة والعمل العام فى الإسلام :

نظرة الإسلام إلى العمل العام نظرة موضوعية وواقعية ومنصفة تعتمد على شرط أساسى واحد هو اكتمال الأهلية والصلاحية لا فرق فيها بين ذكر وأنثى إلا بالمقدار الذى تصنعه الفروق الفردية بينهما بما يخل بالأهلية .

وكمثال فإنه لا يجوز تكليف الأنثى بالعمل فى المناجم وفى حمل الأثقال وخوض الأهوال بينما يسند إلى الرجل أن يشرف على إرضاع الأطفال أو دور الحضانة .

ذلك لأنه مع التساوى فى أصل الخلقة من أم وأب ( من ذكر وأنثى ) فإن ثمة فروقا نفسية وبيولوجية بينهما فى طبيعة تحدد أو تكاد تحدد الدور المنوط بكل منهما أن يقوم به بما يناسب طبيعته وخلقته .

من هنا كانت حكمة التشريع الإسلامى التى يهتدى بها الفقهاء والمشرعون فيما يقولون به من الحظر والإباحة فى مسألة العمل العام للمرأة .

* * *

وبمراجعة الحال فى عصر النبوة والراشدين نجد أنه قد أبيح وقُبل من المرأة أن تروى الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخاصة ما يكون منه فى بيت النبوة الذى لا يطلع على أسراره غيرهن .

لأن الأهلية المطلوب توفرها هنا ليست سوى مجرد الأمانة ودقة النقل عنه صلى الله عليه وسلم ، خاصة إذا كان هذا المنقول من القرآن الكريم الذى ينزل عليه فى بيته .

وثمة أحاديث كثيرة روتها سيدات بيت النبوة عنه صلى الله عليه وسلم وعملت الأمة بمقتضاها أمراً ونهياً باعتبار أن السنة النبوية هى المصدر الثانى للتشريع .

وإقرار الأمة جميعا باعتماد ما روت النساء من هذه الأحاديث يعنى إقرار مبدأ وحق المرأة فى المشاركة فى الأعمال والأمور العامة التى تتوفر أهلية النساء للقيام بها ولا ينفرد بها الرجل .

* * *

ومن ثم لم يكن غريبًا أيضًا أن تشترك النساء مع الرجال فى الاحتفاظ بنسخ من القرآن الكريم فى بيوتهن كما احتفظ الرجال ببعضها .



* * *

ولاية المرأة الحسبة على السوق :

وانطلاقًا من هذا الفهم لم يكن بدعًا أن يسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه ولاية الحسبة على السوق لامرأة تسمى ( الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس القرشية ) 20هـ / 640م كانت ذات ثقافة إسلامية جامعة (9) .

والحسبة على السوق لا تتنافى مع التكوين الطبيعى للمرأة ، بل لعلها أن تكون ـ أكثر من الرجل ـ فى التعرف على الصالح أو الفاسد مما يعرض فى السوق من أصناف البضاعة التى قد لا يدرك الرجل أساليب الغش فيها ، وذلك لما فى طبيعة المرأة من حس مرهف لملاحظة تفصيلات ودقائق الأشياء .

* * *

لكن الأمر لم يكن لمجرد الولاية على السوق ، ولكنه إعلان مبكر من أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه فى ألا تقتصر ممارسة الولايات العامة على الرجال ، وإنما يكون للنساء ( المرأة ) نصيب فيها متى توفرت شروط الأهلية للقيام بهذا العمل .

وأمير المؤمنين فى هذا يتأسى بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم الذى سمح للنساء بالتواجد فى ميادين القتال يسقين الجرحى ويضمدن جراحهم ، بل ويناولن السهام للمقاتلين .

* * *

وأم عمارة (نسيبة بنت كعب الأنصارية) من أبرز النماذج فى ذلك ( 13هـ /643م) فقد كانت رضى الله عنها مع المسلمين يوم هزيمتهم فى " أحد " ، وحين تفرق الرجال وانكشف موقع الرسول صلى الله عليه وسلم للمشركين أقبلت رضى الله عنها إلى موقعه تدعو المقاتلين للدفاع عنه ، بل وتناولهم السهام وهو صلى الله عليه وسلم مشفق على ضعفها الأنثوى ، لكنه لم يمنعها من الاستمرار فى مناولة السهام للمقاتلين وكان يقول لها داعيًا الله أن يحميها ويقويها فيقول لها :

" ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ؟ ! " .

_______________

(1) التكوير 8،9 .

(2) النحل : 58 .

(3) البقرة : 228 .

(4) الممتحنة : 12 .

(5) النساء : 20 ، 21 .

(6، 7 ) أخرجه النسائى 6/87 ( كتاب النكاح ـ باب البكر يزوجها أبوها وهى كارهة ) وأحمد 6/136 .

(8) النور : 4 .

(9)النماذج الإسلامية لتربية وتحرير الإسلام للمرأة :

شبهات وإجابات حول موقف الإسلام من المرأة فى الميراث ـ فى الشهادة ـ فى ولاية القضاء ـ ناقصات عقل ودين . د . محمد عمارة ـ نشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – 1423هـ / 2002م .

الدب الداشر
15 Nov 2004, 12:53 AM
مكانة المرأة بين اليهودية والمسيحية والإسلام

( دراسة مقارنة )



إن ما سبق ذكره فى هذه الدراسة عن حقوق المرأة والمكانة التى رفعها إليها الإسلام لا يعدو أن يكون بمثابة تقديم أو تعريف مجمل بما حققه الإسلام للمرأة بعدما كانت عليه من الهوان وغمط الحق حتى كانت تدفن فى التراب وهى حية فرارًا من عار كونها أنثى لا يجوز حسب عرفهم وتقاليدهم أن يكون لها أى مكان فى الحياة .

* * *

ولبيان ما صنعه الإسلام للمرأة أصبح من الضرورى عرض هذه الدراسة المقارنة بين مكانتها فى الديانتين السماويتين السابقتين على الإسلام حتى يقف القارئ على طبيعة التكريم الذى أحاط الإسلام به المرأة ولم يسبقه فيه أى تشريع آخر لا سماوى ولا وضعى .
__________________

الدب الداشر
15 Nov 2004, 12:55 AM
مدخل إلى الموضوع



فكرة الخطيئة الأولى :

تسيطر على الفكر الكنسى فكرة تحميل الأنثى ( حوّاء ) مسئولية إغواء أبى البشر (آدم) حتى عصى ربّه وأكل من الشجرة وكان ذلك سببًا فى طرده من الجنة وتعريض البشرية جميعها لما فى الحياة الدنيا من ابتلاء .

هكذا فى الفكر المسيحى الكنسى وهو من المنظور الإسلامى خاطئ ومرفوض وظلم لحوّاء ( المرأة ) فى تحميلها وزر معصية لم تكن هى الجانية فيها . وهنا تجب مراجعة موقف الإسلام من هذه المسألة : مسألة الخطيئة الأولى .

* * *

والنص القرآنى حول مسألة الخطيئة يقرر أمور ثلاثة :



أولها : أن آدم ( الرجل ) هو الذى خوطب من الله تعالى أن يأكل هو وزوجه من جميع ثمار شجر الجنة إلا شجرة بعينها كما تقول الآية : ) وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ( (1) .

ثانيها : أن صريح النص القرآنى يحدد أن الذى زين الخطيئة لآدم لم تكن حواء (المرأة) وإنما كان هو إبليس ( الشيطان ) الذى لم يوسوس لحواء ( المرأة ) وحدها ، وإنما وسوس لهما معًا .. وعليه فلا تكون حواء هى التى حرّضت آدم على الخطيئة ، وإنما هى كآدم كانا ضحيتين لوسوسة الشيطان ( إبليس ) الذى زيّن لهما الخطيئة وأوقعهما فيها . وفى هذا يقرر النّص القرآنى الصريح :

) فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما وورى عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما إنى لكما لمن الناصحين .. ( (2) .

ثالثها : التعبير القرآنى صريح فى توجيه المسئولية إلى آدم ( الرجل ) ولم يوجهها إلى حواء حيث قال :

) .. وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربّه فتاب عليه وهدى ( (3) .

رابعًا : وهو أمر بالغ الأهمية فى القضية وهو : أن الخطايا والذنوب وكل ما يرتكبه الإنسان من أوزار هو فى الإسلام مسئولية شخصية لمن ارتكب الذنب ، وهو وحده الذى يتحمل جزاءه ، ولا يصح أبدًا أن يتحمله عنه إنسان آخر .

ومن هنا فالخطيئة فى الإسلام لا تورث أبدًا . وبهذا يختلف الإسلام تمامًا عن المسيحية فى مسألة تحميل المسيح عليه السلام خطايا أتباعه ، ذوأنه هو المخَلّص لهم مما يقعون فيه من أوزار .

كما يختلف الإسلام ويرفض مسألة تحميل حوّاء ( المرأة ) أوزار الخطيئة الأولى وعليه فلا يجوز ـ إسلاميًا ـ أن تتحمل المرأة المعاصرة ولا المرأة فى أى زمان أو مكان مسئولية ذنب لم ترتكبه ولا يصح محاسبتها عليه .



ويلاحظ أن تحميل حوّاء مسئولية الخطيئة الأولى اتجه بالفكر الكنسى إلى تحميل كل حواء ( المرأة ) هذه المسئولية نفسها ومن ثم انحرف الفكر الكنسى فى موقفه من المرأة إلى نوع من الشطط الفكرى غير المبرر ولا المقبول على نحو ما نعرض لبعض نماذجه :

1 ـ النظر إلى الجنس على أنه شر مطلق يحول بين الإنسان وبين الإيمان وأن التخلص منه والبعد عنه فضيلة وطريق إلى الإيمان .

وهذا موقف خاطئ لأنه يناقض الفطرة البشرية ، ويناقض حكمة الله فى خلق الإنسان لإعمار الكون والاستخلاف فى الأرض .

2 ـ انسحب هذا الفكر وأدى إلى كراهية المرأة باعتبارها العنصر المحرك للجنس والمثير لشهواته .

3 ـ أدت هذه النظرة إلى السقوط فى أفكار ورؤى غريبة حول المرأة بلغت لدى بعضهم إلى القول :

أ ـ المرأة ليست إنسانًا .

ب ـ التساؤل الغريب : هل المرأة لها روح ؟ .

ج ـ النظرة الدونية للمرأة .

د ـ بل بلغ الشطط ببعض أصحاب هذا الفكر الكنسى العجيب إلى القول بأنه على المرأة إذا أرادت الدخول فى مملكة الله أن تتحول إلى ذكر !!

وإليكم بعض النصوص الكنسية الظالمة للمرأة :

الدب الداشر
15 Nov 2004, 12:56 AM
المرأة أقذار :

فى الفكر الكنسى قديمًا كان ينظر إلى جسد المرأة باشمئزاز . ولأن يسوع ( المسيح عليه السلام ) قد ولد من امرأة فقد كان هذا مصدر إرباك لآباء الكنيسة .

وجاء فى الأدبيات الكنسية رفض وازدراء المرأة باعتبارها تحمل فى أحشائها أقذار الطمث ( دم العادة الشهرية عند النساء ) .

ونشعر بكثير من الاشمئزاز حين نقرأ ما كتبه أودو الكلمنى فى القرن الثانى عشر عن معانقة رجل لامرأة فيقول :

" إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من القمامة " .

ولهذا كان آباء الكنيسة يحرصون على التأكيد بأن يسوع ( الذى ولدته امرأة ) لم يصبه إلا أقل القليل من هذا الذى يكرهونه فى المرأة .

وبتأثير المعتقد الخاطئ عن المرأة فى أنها التى ارتكبت الخطيئة الأولى وأغوت آدم بالأكل من الشجرة سرت موجة التخويف من المرأة وإثارة الرعب من جنس النساء كله .

بهذا التأثير اُتهمت المرأة بأنها لا تشبع من الجنس أبدًا . بل وبأن كل النساء مومسات لا تجوز الثقة بإحداهن ، ولذا فيجب قهر المرأة ( كل امرأة ) واستهلاكهن نفسيًا تحت وطأة إشعارهن بالخزى والعار من طبيعتهن وتكوينهن العضوى .

* * *

فكتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر يقول : إن كل النساء بلا استثناء مومسات وهن مثل حوّاء سبب كل الشرور على الأرض فى العالم .

وقال الراهب البنديكنى برنار دى موريكس بصراحة فجة فى بعض أسفاره :

" لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض " .

* * *

أما الراهب الإنجليزى ( اسكندر نكهام ) فقد كتب يقول :

" إنه نظرًا لأن المرأة لا تشبع جنسيًا فإنها غالبًا ما تصطاد بائسًا حقيرًا لينام معها فى فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شهوتها . ثم أضاف :

" ونتيجة لذلك كان على الأزواج أن يربّوا أطفالاً ليسوا من أصلابهم " .

* * *

وحتى السيدة " مريم " أم المسيح عليهما السلام لم تسلم من هذا الامتهان .

والمؤسف أن يأتى ذلك فى بعض الأناجيل ؛ بل وعلى لسان السيد المسيح حسب زعمهم .

ففى إنجيل يوحنّا : ( 2ـ1ـ4 ) " كان عرس فى قانا الجبل وكانت أم يسوع هناك ودعى أيضًا يسوع وتلاميذه إلى العرس . ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له : ليس لهم خمر .

فقال لها يسوع ( قال لأمه مريم ) عليهما السلام : مالى ولك يا امرأة ؟! "

وهى كلمة تعنى أن المسيح استنكر من أمه مجرد أن تتجرأ على الحديث إليه !! فهل معقول أن يتحدث المسيح عليه السلام ـ إلى أمه بمثل هذه الجفوة ؟!

نحن ـ كمسلمين ـ لا نصدق ذلك بل نرفضه بشدة إجلالاً للسيدة العذراء وللسيد المسيح عليهما السلام .

ودليلنا على عدم تصديق هذا القول :

أن كل إسرائيلى يعلم أن أول وصيّة على رأس الوصايا العشر كما جاء فى سفر الخروج : ( 20: 12 ) تقول :

" أكرم أباك وأمك لكى تطول أيامك على الأرض " . فكيف يكون هذا موقف يسوع من أمه ؟!

نحن ـ إكرامًا ليسوع (عليه السلام) ـ لا نصدق . لكن هكذا جاء فى "إنجيل يوحنا ".

ولإظهار إجلال القرآن لمريم عليها السلام نكتفى بذكر الآية الكريمة التى تقول : ) وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين((4).

* * *

وعلى نقيض ما جاء فى إنجيل يوحنا جاء فى إنجيل متّى ( 15 : 3ـ9 ) :

قال يسوع ( المسيح ) للكتبة والفريسيين بسبب اختراعهم لتقاليد أبطلوا بها وصايا الرب طمعًا فى مكاسب مادية فقال لهم :

لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقاليدكم ؟ فإن الله أوصى قائلاً :

" أكرم أباك وأمك ؛ ومن يشتم أبًا أو أمًا فليمت موتًا " .

وأما أنتم فتقولون :

من قال لأبيه أو أمه قربان هو الذى تنتفع به من لا يكرم أباه أو أمه فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم يا مراءون .

حسنًا تنبّأ عنكم النبى أشعياء قائلاً :

" باطلاً يعبدوننى وهم يعلمون أن تعاليمى هى وصايا الناس " ( متى : 15/3ـ9) .

الدب الداشر
15 Nov 2004, 12:59 AM
من هى أمى ؟!

وبمثل ما جاء فى متّى من قبل عن إهانة المسيح ـ عليه السلام وحاشا له ـ لأمه :

جاء فى إنجيل متّى مرة ثانية : ( متى : 12/46ـ49) : بينما هو ( المسيح ) يكلم



الجموع إذا أمه وإخوته (!!) واقفين خارجًا طالبين أن يكلموه فقال له واحد :

أمك وإخوتك واقفون خارجًا طالبين أن يكلموك " .

فأجاب يسوع ( المسيح عليه السلام ) وقال لمن أخبره عن وجودهم خارجًا : من هى أمى ؟! ومن هم إخوة ( متّى : 12/46ـ49 )

ومرة أخرى نرفض نحن المسلمين الذين قال كتابنا ( القرآن ) عن يسوع : ) إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس فى المهد وكهلا ومن الصالحين( (5) . نرفض أن يكون عليه السلام قد تنكر لأمه إلى هذا الحد البغيض الذى تزعمه كتبهم .

لكن هكذا تقول أناجيلهم .


المرأة فى مسيحية بولس :

اعتنق بولس فكرة مسئولية المرأة ( حوّاء ) عن الخطيئة البشرية الأولى وبناء على المفهوم الكنسى بأن الخطايا تورث فكل امرأة هى ( حوّاء التى أغوت آدم ) .

وبناء على معتقده هذا فهو يرى حرمانها من أن تعلم ومن أن يكون لها أى سلطان على الرجل فيقول : " لست آذن للمرأة أن تتعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون فى سكوت " .

لأن آدم جُبل أولا ، ثم حوّاء . وآدم لم يغْو لكن المرأة أغويت فحصلت ( وقعت فى التعدّى ( تيموثاوس 2 : 12ـ14 ) .




المرأة دون الرجل :

" أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح ، وأما رأس المرأة فهو الرجل : ورأس المسيح هو الله .

الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل .

الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة خلقت من أجل الرجل " ( كورنتوس 11/3ـ9) .

ووفق عقيدة بولس فى أن المرأة دون الرجل يقول :

" لتصمت نساؤكم فى الكنائس لأنه ليس مأذونًا لهن أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول لنا موسى أيضًا .

ولكن : إن كن يردن أن يتعلمن شيئًا فليسألن رجالهن فى البيت لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم فى كنيسة " ( كورنتوس 14: 34ـ35 ) .

ثم يقول بولس :

" أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضًا رأس الكنيسة .

وكما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن فى كل شىء " (أخس : 5 : 23 ـ24) .




وتساؤل أحمق : هل المرأة إنسان ؟!

ويزداد عجبنا وتزداد دهشتنا من هذا الفكر الكنسى حول المرأة الذى يسقط فى مثل هذا التساؤل الأحمق عن طبيعتها إذا كانت إنسانًا أم لا ؟!

فقد اشترك البروتستانت فى كراهية النساء الذى ورّثه الآباء للكنيسة الكاثوليكية . وعندما ناقش " اللوثريون " أتباع مارتن لوثر ـ فى تنبرج مسألة ما إذا كانت النساء حقيقة من بنى الإنسان لم يكونوا يناقشون جديدًا .

فقد كان اللاهوتيون متحيرين تمامًا ودائمًا حول مكانة النساء فى خطة الله ( لخلاص البشر ) .

وكان توما الاكوينى مثلما كان أوغسطين متحيرين دائمًا فى مسألة ما إذا كان هناك داع لأن يخلق الله المرأة ؟؟! لأن طبيعتها هى النزوة والهوى .

وكتب الاكوينى يقول : فيما يخص طبيعة الفرد فإن المرأة مخلوق معيب وجدير بالازدراء . ذلك أن القوة الفعالة فى منّى الذكر تنزع إلى إنتاج مماثلة كاملة فى الجنس الذكرى ، بينما تتولد المرأة من عيب فى تلك القوة الفعالة أو حدوث توعك جسدى أو حتى مؤثر خارجى .

وهذه المقولة الظالمة بأن النساء جنس معيب هى فكرة ملتقطة من أرسطو عن المرأة فالذكر عنده هو الأنموذج أو المعيار وكل امرأة هى رجل معيب .

الدب الداشر
15 Nov 2004, 01:02 AM
هل للنساء أرواح ؟!

ويزداد عجبنا وتزداد دهشتنا من هذا الغُلوّ الكنسى فى الحط من مكانة المرأة حتى نقرأ من مجمع " ماسون " فى القرن السادس أنه كان على الأساقفة أن يصوتوا على مسألة : ما إذا كان للنساء أرواح أم لا ؟!

ولقد فاز اقتراح الموافقة على أن للنساء أرواحًا بأغلبية صوت واحد بما يشير إلى أن رفض الاعتراف بأن للنساء أرواحًا كان ذا غالبية قوية ، فتمثل اتجاهًا خطيرًا فى الرأى العام الكنسى الذى يكره المرأة .



عبادة " مريم " ( المرأة ) لم تغير الدعوة إلى كراهية حوّاء :

ومع أنه فى زمن الحروب الصليبية ، وفى المناخ الدينى الذى اقتصر على دور الرجال وأخذت فكرة عبادة مريم العذراء ( أم المسيح ) مكانًا كبيرًا فى كل أنحاء أوروبا تكريمًا لها . وحلت محل القديس ميخائيل كمركز للعبادة والأساطير لدى عامة الناس ..

فأقيمت باسمها الكاتدرائيات تكريمًا لها بأنها التى تقف فى صف الفقراء والمنبوذين ، وأنها تستطيع أن تُدخِل إلى ملكوت السماوات أناسًا سبق أن عينهم الله لجهنم .

* * *

مع هذه المكانة الدينية الكبيرة التى احتلتها السيدة مريم ( المرأة ) فى المجتمع آنذاك ، لكنها فى الواقع ـ وخاصة عند رجال الفكر الكنسى ـ لم تؤد أى تغيير فى النظرة الدونية إلى المرأة .

* * *

فالقديس برنارد الذى فعل الكثير لنشر عبادة العذراء مريم فى الكنيسة ، لم يخف عداوته المريرة للنساء بدليل أنه عندما جاءته أخته لزيارته فى " الدير " الذى كان يقيم فيه وعندما رآها انفجر غاضبًا عليها لأنها كانت ترتدى ثوبًا جديدًا . فوصفها بأنها مومس قذرة وكتلة من الرّوث ( ما يخرجه الحيوان من فضلات طعامه ) .



هل الزواج عقوبة للنساء ؟!
وتطالعنا أعاجيب الفكر الكنسى فى قضية المرأة حتى لنرى " لوثر " يعتبر زواج المرأة عقوبة لها وكتب يقول :

" إن هذا العقاب ينبع أيضًا من الخطيئة الأولى ( خطيئة حوّاء ) ، تحمله المرأة مكرهة كما تتحمل تلك الآلام والمتاعب التى وضعت على جسدها " .

ثم يفسر لوثر معنى العقوبة فى الزواج فيقول :

إن السلطة تبقى دائمًا فى يد الرجل وتُجبر المرأة على طاعته حسب وصية الله ، فالرجل هو الذى يحكم البيت والدولة ويشن الحرب ويدافع عن ممتلكاته ويفلح الأرض ويبنى ويزرع .. إلخ ..

أما المرأة فهى على العكس من ذلك ، فهى مسمار فى حائط ، إنها تجلس فى المنزل ويجب أن تبقى المرأة فى المنزل ترعى الحاجات المنزلية كإنسان حرم القدرة على إدارة تلك الشئون التى تختص بالدولة .. وبهذه الطريقة تعاقب حوّاء .




هكذا قالوا عنها .. فماذا يقول الإسلام ؟
وهنا نشعر ـ نحن المسلمين ـ بالفارق الحضارى الكبير من عطاء شريعتنا فيما يختص بحقوق المرأة وبين هذا الانحدار الذى عليه الفكر الكنسى فى أمر المرأة .

نشعر بالاعتزاز بإنصاف شريعتنا للأنثى التى ساوت بين الرجل والمرأة فى أصل الخلقة : ) يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساءً ( (6) .



فمع التسوية التامة بين الرجل والأنثى ( المرأة ) فى أصل النشأة ، فالإسلام يقرر أن الزواج بالمرأة ليس عقابًا لها ولكنه السّكن والمودة والطمأنينة والحب المتبادل بين طرفين أعطى الإسلام لكل منهما حقه وألزم كل طرف منهما بواجباته فى إطار دستور إسلامى حضارى تقرره الآية الكريمة : ) ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف ( (7) .

كما يؤكده الحديث النبوى الذى يعلن أن .. [ النساء شقائق الرجال ] (8) بالمفهوم اللغوى لكلمة شقائق بمعنى أشقاء متساوين فى كل شىء .

وآخر ما نعرض له من أعاجيب وشطحات الفكر الكنسى بالنسبة للمرأة هو قولهم :

إنه لخلاص المرأة مما تعانيه فعليها أن تكون رجلاً !!

وفى البداية أقول : هل أصحاب هذه المقولات الشاذة كانوا يتمتعون بقوى عقلية سليمة ؟ أم أصابهم مسّ من الخَرف والشذوذ ؟

لأن ما يتحدثون به من مثل هذه المقولات لا يمكن أن يصدر عن عقل سوىّ أى عقل متزن وفكر طبيعى .

إنه الشذوذ عن سواء الفطرة .

والعجز التام عن إدراك حكمة الله سبحانه فى التكوين والخلق .

حكمة الخالق شاءت أن تقوم الحياة على التكامل الطبيعى بين الذكر والأنثى ( الرجل والمرأة ) ..

تكامل ينهض فيه كل منهما بما أهلته له فطرته التى فطره الله عليها بحيث كانت القوة فى الرجل لتأهيله للمصاعب والمهام التى تتطلب القوة والبأس والسير فى الأرض وإدارة التدافع الحضارى بين الحق والباطل وبين الشر والخير .

وحين تكون الحاجة إلى الرفق واللطف وإلى المودة والحب والحنان والعاطفة وغيرها مما يتطلبه تلطيف الحياة وإرواؤها بالعواطف الجميلة والأمومة الحانية تكون فطرة الأنثى ( المرأة ) هنا هى القادرة على أداء هذا الدور والتصدى له .

هكذا فى تكامل وتناغم كتكامل اللحن الموسيقى الجميل بين مختلف أصوات الآلات التى تكونه وتهز به الأسماع والقلوب .





وما جبلت عليه البشرية من ذكر وأنثى هو نفسه ما بنى عليه الكون فى تنوع المخلوقات وتكامل أدوارها بين النار والنور وبين الربيع والخريف وبين الحرارة والبرودة وبين السهول الخضر والجبال .. وغير ذلك .

هكذا كانت حكمة الخالق فى التمايز بين الذكر والأنثى حسب التكوين الطبيعى الذى تأصلت به طبيعة كل منهما ، والذى جاءت شريعة الله لتوظفه التوظيف المناسب ، والذى تُستثمر فيه كل الطاقات فى مواضعها المتناسقة بعيدة عن التصادم وقائمة على التكامل .

* * *

أما هذا الذى نراه فى الفكر الكنسى من شذوذ الأفكار والمعتقدات ، فهذا ما سنفرغ له من بعد فى الحديث عن الموقف العادل والمنصف والحضارى للإسلام فى شئون المرأة .




رد فعل الفكر الكنسى الظالم للمرأة وللمجتمع :

* إعلان كراهية المرأة والتخويف الشديد منها باعتبارها هى الشر .

* عدم تشجيع الزواج إلى حدّ تحريمه .

* ازدراء الجسد واعتباره شرًا .

* استمرار تحميل المرأة المسئولية عن الخطيئة الأولى .

* * *

كل هذه الممارسات التى شُحن بها وجدان المجتمع خلال القرنين الثانى عشر والثالث عشر كان لها مردود سيئ على مكانة المرأة التى قال عنها الإنجيل إن رجلها يتسيد عليها .

وكأنها خلقت لتكون عبدة لهذا الرجل .

وكثير غير ذلك مما حفلت به أدبيات الفكر الكنسى ، كان لابد أن تؤدى حتمًا إلى مجموعة من ردود الأفعال السيئة على المرأة وعلى المجتمع .

* * *

فالتنفير من الجنس إلى حد تحريمه كان فى الواقع حالة من العمى عن إدراك حكمة الله فى أثر هذا الجنس فى تكوين الإنسان رجلاً أو امرأة باعتباره السبيل الطبيعى الآمن ( بين زوج وزوجة ) إلى حفظ النوع واستمرار الوجود المتنامى للجنس البشرى يعمر الأرض ويؤدى دور خلافة الإنسان عن الله فيها ليمكّن فيها لقيم الحق والعدل والجمال والخير .

كما أن ازدراء الجنس واعتباره نقيصه هو بحكم التكوين الخلقى للإنسان مشترك بين الرجل والمرأة ، فلماذا تحمل المرأة وحدها أوزاره وسلبياته التى ظهرت بكثرة فى أدبيات الفكر الكنسى عن اعتبار " المرأة ـ جنس المرأة " ما هى إلا مومس ، وأنها لا تشبع أبدًا من الجنس ومن ثم تصطاد أى بائس حقير ليطفئ لحظة الشبق عندها كما أشرنا من قبل ؟!

ولماذا لا نطلق هذه الصفات السلبية على الرجل كذلك ؟
* * *

على أن ردّ الفعل الأكثر ظهورًا هو ما أطلق عليه فى أدبيات الفكر الكنسى ظاهرة " النساء المتشيطنات " أو " عبدة الشيطان " .

وقد أصابت هذه الظاهرة " الرجل " المسيحى بما يشبه الجنون ، فأقام الرجال " مذبحة " راح فيها الألوف من النساء المتهمات بالتعامل مع الشيطان .

* * *

ولم تقتصر هذه الظاهرة على بلد بعينه بل شملت تقريبًا كل دول الغرب المسيحى فى أوروبا خاصة ، وأبيد فيها ـ دون تحقيق ـ كل من يشار إليهن أنهن من المتشيطنات .

الأمر الذى اعتبره بعض المراقبين فضيحة للرجل الذى شعر بالعجز عن تحقيق الإشباع الجنسى للمرأة فاتهمها بأنها تشبع شبقها مع الشيطان ، فمضى يذبحها فى كل مكان !

أيصح هذا فى منطق العقلاء ؟!




ولماذا لم تتشيطن المرأة فى العالم الإسلامى ؟

ببساطة ، لأن الرجل فى العالم الإسلامى يتعامل مع " المرأة " كمخلوق سَوِىّ مناظر له يشترك معه فى أصل الخلقة والنشأة ويعلمه دينُه أن للنساء مثل ما للرجال من حقوق ، فى طلبها حقها فى الإشباع الجنسى . ويعطى للقاضى الحق فى التفريق بينهما (بالطلاق) إذا اشتكت المرأة من أنها تتضرر من هجر الزوج لها فى فراشها .

الدب الداشر
15 Nov 2004, 01:06 AM
ملطوووووووووووووووش

إلخ الموضووع