الدمار الشامل
07 Apr 2005, 02:48 AM
اعتبر المفكر السعودي أن ما يتم الترويج له عن الانهيار الأخلاقي في الغرب ليس إلا وهما معتبرا أن القيم الأخلاقية عندهم ما زالت أقوى مما هي لدى المسلمين في المجتمع الإسلامي، معتبرا أن من يتحدث عن ذلك الانهيار الأخلاقي "يعتبر عادة أن الأخلاق ليست إلا الجنس، وهو هنا كمن يدخل قصرا مبهرا فلا يرى فيه إلا صندوق القمامة" في حين أن الجانب الإنساني لديهم رائع –حسب قوله- كما أن التزامهم المهني ممتاز، ولا يوجد لديهم نفاق، وكلها أخلاق قويمة يدعو إليها الإسلام، ولا يمثل الانحراف الجنسي الذي يعانون منه نسبة كبيرة بالمقارنة مع تلك الأخلاق.
وشكك البليهي في الادعاءات التي يرددها المسلمون حول فضل العرب على الحضارة الغربية، واعتبر أن تلك الحالات كانت حالات فردية لا تعبر عن وجود مناخ عام علمي وثقافي في العالم العربي والإسلامي خلال عصور نهضته، وأكد على أن العلماء الذين نقل عنهم الغرب كانوا في الأصل ناقلين عن الحضارة الغربية مثل ابن رشد الذي شرح فكر أرسطو الغربي ، ثم عاد الغرب فنقل عنه ذلك في زمن انبعاث حضارته، في حين كان المسلمون يحذرون من هؤلاء الذين نقل عنهم الغرب ويتبرأون من أفكارهم، "فلماذا نفتخر بهم الآن ونردد أسماءهم؟".
لم يفكر بالهجرة
ونفى البليهي أن يكون قد فكر في الهجرة إلى دولة غربية بسبب انبهاره الشديد بحضارتهم، وقال "بالعكس، فأنا أرى أننا كمسلمين لا ينقصنا شيء عنهم، ونحن بشر مثل غيرنا، ولدينا إلى جانب ذلك دين عظيم يحض على العمل ويحث الإنسان أن يكون لأمته أكثر من أن يكون لنفسه، لكني أريد أن أسهم في استنهاض الأمة لتستعمل طاقاتها التي لم تستغل حتى الآن إلا في الهد، ولذلك تعتبر ثقافتنا ثقافة هدم لا ثقافة بناء".
وأكد أنه يفرق بين الإسلام وبين المسلمين وتاريخ الإسلام، فالإسلام دين عظيم "موجود بنصوصه وفي ممارسات الرسول (ص) ومن بعده الخلفاء الراشدين الأربعة، ولكن هذا الدين تعرض لانحرافات قوية بدأت بالملك العضود الذي بدأ قبل أن يجف قبر الرسول، وبالفتن التي اندلعت بعد ذلك، وهذا الملك العضود حول مبادئ الإسلام إلى اتجاه آخر ليس ما أراده الله، ولكن ما أراده هو، وأصبح الصراع على السلطة هو محور تاريخنا، وأصبح من يصارع عليها يحاول تطويع مبادئ الإسلام لتدعم موقفه واتجاهه ليحافظ على السلطة أو يستبقيها".
وأضاف أنه "لم يتح للإسلام أن يرسخ تجربته الحضارية العظمي، واستمر الصراع على السلطة يشغل الناس عن مبادئ الإسلام؛ فالدولة الأموية كانت دولة عشيرة، وحصل تطور مع الدولة العباسية التي كانت دولة فكرة حتى جاء المتوكل فبدأ عهد الانغلاق الشديد الذي نعيشه حتى الآن".
وقال "الإسلام لم يطبق إلا في عهد الرسول والخلفاء الأربعة –الذين مات ثلاثة منهم قتلا- وفي استثناءات تاريخية نادرة كفترة عمر بن عبد العزيز التي تحولت إلى نقطة ضوء مبهرة وسط عهود من الظلم سبقتها ولحقتها فأدهشت الناس حتى بالغوا في وصف عدله قائلين إن الذئاب صارت ترعى مع الغنم، وهو ما لا يستقيم عقلا".
مجتمعاتنا مستقرة "كالبركان"
واعتبر البليهي أن مجتمعات المسلمين بحاجة إلى من يدفعها إلى تقبل الخلاف والتخلي عما تعتقد أنه استقرار يقوم على كبت الآراء، "فأي مجتمع لا خلاف فيه هو مستقر على بركان، لأنه لا يمكن أن يكون استقرار حقيقي إلا إذا سمح لكل الآراء أن تظهر على السطح فلا تعمل في الخفاء"، ومضى موضحا أنه "إذا كان معظم الناس مبرمجين على تقبل السائد فإن هناك مجموعة ولا بد لن تكون كذلك وإذا منع هؤلاء من إعلان آرائهم فسيكونون قنابل موقوتة لفرقعة المجتمع".
وأشار في هذا السياق إلى تجارب العالم أثبتت أن حرية الفكر لا تفجر المجتمع ولا تضر به، بل تجعله أقوى "والمجتمعات المنفتحة هي التي ازدهرت لأنه بدلا من أن يصبح الناس نسخا مكررة، اصبح لديهم تنوع هائل، ولكل شخص ميزة عن الآخرين، وهذا يكسب حضارتهم ثراء".
وقال البليهي إنه يعتقد أن المجتمع السعودي مهيؤ مثل أي مجتمع آخر لتقبل الليبرالية، معتبرا أن من الخطأ اعتبار هذه الليبرالية عقيدة كما يصورها البعض، فهي في الحقيقة مناخ وآلية لعرض الأفكار والمعتقدات، وليس فكرا أو معتقدا بحد ذاته مؤكدا في هذا السياق أنه يعتبر نفسه "مسلما أولا ثم ليبرالي"، وأوضح "أعني أني مسلم المبادئ ولكني ليبرالي الآليات، فأنا أرى أن الإسلام لن يكون له نجاح إلا إذا استخدم الآليات التي توصل إليها البشر في العصر الحديث لتطبيق العدل، وهي آليات ثبت نجاحها دون أدنى شك".
وشكك البليهي في الادعاءات التي يرددها المسلمون حول فضل العرب على الحضارة الغربية، واعتبر أن تلك الحالات كانت حالات فردية لا تعبر عن وجود مناخ عام علمي وثقافي في العالم العربي والإسلامي خلال عصور نهضته، وأكد على أن العلماء الذين نقل عنهم الغرب كانوا في الأصل ناقلين عن الحضارة الغربية مثل ابن رشد الذي شرح فكر أرسطو الغربي ، ثم عاد الغرب فنقل عنه ذلك في زمن انبعاث حضارته، في حين كان المسلمون يحذرون من هؤلاء الذين نقل عنهم الغرب ويتبرأون من أفكارهم، "فلماذا نفتخر بهم الآن ونردد أسماءهم؟".
لم يفكر بالهجرة
ونفى البليهي أن يكون قد فكر في الهجرة إلى دولة غربية بسبب انبهاره الشديد بحضارتهم، وقال "بالعكس، فأنا أرى أننا كمسلمين لا ينقصنا شيء عنهم، ونحن بشر مثل غيرنا، ولدينا إلى جانب ذلك دين عظيم يحض على العمل ويحث الإنسان أن يكون لأمته أكثر من أن يكون لنفسه، لكني أريد أن أسهم في استنهاض الأمة لتستعمل طاقاتها التي لم تستغل حتى الآن إلا في الهد، ولذلك تعتبر ثقافتنا ثقافة هدم لا ثقافة بناء".
وأكد أنه يفرق بين الإسلام وبين المسلمين وتاريخ الإسلام، فالإسلام دين عظيم "موجود بنصوصه وفي ممارسات الرسول (ص) ومن بعده الخلفاء الراشدين الأربعة، ولكن هذا الدين تعرض لانحرافات قوية بدأت بالملك العضود الذي بدأ قبل أن يجف قبر الرسول، وبالفتن التي اندلعت بعد ذلك، وهذا الملك العضود حول مبادئ الإسلام إلى اتجاه آخر ليس ما أراده الله، ولكن ما أراده هو، وأصبح الصراع على السلطة هو محور تاريخنا، وأصبح من يصارع عليها يحاول تطويع مبادئ الإسلام لتدعم موقفه واتجاهه ليحافظ على السلطة أو يستبقيها".
وأضاف أنه "لم يتح للإسلام أن يرسخ تجربته الحضارية العظمي، واستمر الصراع على السلطة يشغل الناس عن مبادئ الإسلام؛ فالدولة الأموية كانت دولة عشيرة، وحصل تطور مع الدولة العباسية التي كانت دولة فكرة حتى جاء المتوكل فبدأ عهد الانغلاق الشديد الذي نعيشه حتى الآن".
وقال "الإسلام لم يطبق إلا في عهد الرسول والخلفاء الأربعة –الذين مات ثلاثة منهم قتلا- وفي استثناءات تاريخية نادرة كفترة عمر بن عبد العزيز التي تحولت إلى نقطة ضوء مبهرة وسط عهود من الظلم سبقتها ولحقتها فأدهشت الناس حتى بالغوا في وصف عدله قائلين إن الذئاب صارت ترعى مع الغنم، وهو ما لا يستقيم عقلا".
مجتمعاتنا مستقرة "كالبركان"
واعتبر البليهي أن مجتمعات المسلمين بحاجة إلى من يدفعها إلى تقبل الخلاف والتخلي عما تعتقد أنه استقرار يقوم على كبت الآراء، "فأي مجتمع لا خلاف فيه هو مستقر على بركان، لأنه لا يمكن أن يكون استقرار حقيقي إلا إذا سمح لكل الآراء أن تظهر على السطح فلا تعمل في الخفاء"، ومضى موضحا أنه "إذا كان معظم الناس مبرمجين على تقبل السائد فإن هناك مجموعة ولا بد لن تكون كذلك وإذا منع هؤلاء من إعلان آرائهم فسيكونون قنابل موقوتة لفرقعة المجتمع".
وأشار في هذا السياق إلى تجارب العالم أثبتت أن حرية الفكر لا تفجر المجتمع ولا تضر به، بل تجعله أقوى "والمجتمعات المنفتحة هي التي ازدهرت لأنه بدلا من أن يصبح الناس نسخا مكررة، اصبح لديهم تنوع هائل، ولكل شخص ميزة عن الآخرين، وهذا يكسب حضارتهم ثراء".
وقال البليهي إنه يعتقد أن المجتمع السعودي مهيؤ مثل أي مجتمع آخر لتقبل الليبرالية، معتبرا أن من الخطأ اعتبار هذه الليبرالية عقيدة كما يصورها البعض، فهي في الحقيقة مناخ وآلية لعرض الأفكار والمعتقدات، وليس فكرا أو معتقدا بحد ذاته مؤكدا في هذا السياق أنه يعتبر نفسه "مسلما أولا ثم ليبرالي"، وأوضح "أعني أني مسلم المبادئ ولكني ليبرالي الآليات، فأنا أرى أن الإسلام لن يكون له نجاح إلا إذا استخدم الآليات التي توصل إليها البشر في العصر الحديث لتطبيق العدل، وهي آليات ثبت نجاحها دون أدنى شك".