المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجلٌ أضاع ثروته بسبب الحب



فهيد لزام
29 Apr 2005, 07:29 AM
رجلٌ أضاع ثروته بسبب الحب

كان تاجر من التجار أشتهر بالربح في تجارته ، فهو كل مشروع تجاري يدخله يربح فيه ولا يخسر ، له أسهم كثيرة ولا يعلم عددها ، وهي في تزايد ، وعنده عقارات عدة من أراضٍ ومحلاتٍ تجارية وعماراتٍ سكنية ، أي إنسان تسوّل له نفسه أنْ يسأله : من أين لك هذا ؟ فوراً يجيب مبتسماً : هذا من فضل ربي ، هو دائماً يشكر الله على فضله وكرمه وإحسانه ، ومرت به الأيام فابتاع له بيتاً خارج المملكة ليسكن به أوقات الإجازة عندما كان يعمل موظفاً حكومياً ، ثم أكثر الأوقات عندما تقاعد من عمله فيما بعد ، لم يتذوق طعم الحب مع أم أبنائه قط ، كان يسمع عن الحب في المسلسلات ، ويقرأ عنه في الروايات والمجلات ، وذات مرة وبينما هو في الخارج ، نظرتْ إليه بنت تبلغ من العمر عشرين عاماً فأسقطته صريعاً في حبها، متيماً في غرامها .
قال الشاعر :
أَتَانِـي هَوَاها قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الهَوَى فَصَادَفَ قَلْبًا خالِـيًا فَتَمَكَّنَا

في هذا الوقت فقط عرفَ أن للحب طعماً كمذاق الشهد ، ولذة لا تضاهيها ملذات الدنيا مجتمعة ، وشهوة جارفة نحو الحياة ، هو كان كالذي يسير بداخل محل مليء بالذهب ، آناء الليل بدون ضوء ، كان يمشي ويتخبط يميناً وشمالاً حتى أشرق عليه هذا الحب بنوره القوي ليريه المجوهرات اللامعة .
قال الشاعر :
إذا شِئْتَ أنْ تَلْقَى المحاسِن كُلَّها ففي وَجْهِ مَنْ تَهْوَى جَمِيعُ المَحَاسِنِ

طلبها من نفسها له ، فتمتمتْ بكلماتٍ عرف أنها موافقة ولكن مترددة ، فذهب لأبيها ليطلبها للزواج على سنة الله ورسوله ، وعندما عَلم والد البنت أن المتقدم ثري ومقتدر على الزواج ويحب بنته ، وافق على طلبه وأستشار البنت التي سكتت من الحياء ثم ولّتْ هاربة ، لأنها كانت بكراً فحددوا موعد الزواج وتم بحمد الله .
قال الشاعر :
ما العيش إلا أن تحب وأن يحبك من تحبه

وقد عاش معها أجمل أيام حياته ، وكان كلما تذكر أن عمره تجاوز الستين سنة ، ينظر إلى البنت فيقول : لماذا لم أعرفك سوى هذا الوقت من عمري ؟ أين أنتِ من زمن ؟ لا أجد نفسي سوى عندك ؟ حبيبتي لنْ تصدقينني إنْ قلتُ لكِ أنني أهيم فيكِ لدرجة الهذيان ! فأنا لا أستطيع أن أفارقك ... رائعتي ، كأنما أرى مفاتيح الدنيا بيدي .
قال الشاعر :
إنَّ المُحِبَّ إذا تَطاول هَجْرُهُ دَبَّ السُّلُوُّ لَهُ فَعَزَّ المَطْلَبُ
لا يَعْرفُ الشَّوْقَ إِلاّ مَنْ يُكابِدُهُ ولا الصَّبابَةَ إِلاّ مَنْ يُعانيها

مرت الأيام سريعة - وهذا ديدن الأيام السعيدة فهي تمر بسرعة البرق - وأصبحت هذه المرأة عند الرجل شغله الشاغل وعمله المستمر فأهمل تجارته وأبناءه وأم أبناءه ، أما تجارته فقد كان يديرها بين كل فترة وأخرى ، عبر سفره إلى بلده المملكة ليوقع على الأوراق المهمة ، ويحل المشاكل القائمة ، ويأخذ المال ليعود به من حيث أتى ، ثم تردى به الحال فأخذ يتابع أعماله بالهاتف من بعيد ويخبرهم بأن ليس له علاقة بمشاكل العمل ، ويجب عليهم أن يتصرفوا و نحو تلك الكلمات التي يتهرب بها عن طائلة المسئولية والالتزام ، فقد أنصرف لامرأته التي لا يصبر عنها ، ومرت الأيام وهو يزداد إقبالاً عليها ويزداد إعراضاً عن تجارته ، ترك البيع والشراء ليقابل أغلى بضاعة في الوجود ، وأمتع ما هو موجود ، فقد هز عشقها فؤاده ، كانت هي ترى أن تجارته تذوب مع مرور الأيام وكلما نصحته بأن يصلح حاله ، يقول لها : مالي ولتجارة ؟ " طيلة عمري وأنا أتاجر ولم أجد المتعة في التجارة .. أنتِ مالي أنتِ تجارتي ، وأضحى هذا الرجل ذات يوم وإذا بماله تبخر وتجارته خسرت ، سوى أن قيمة أجار بعض العمائر يُرسله له أبنه الأكبر ، ولم يندم على شيء من ذلك .
قال الشاعر :
إِنَّ الـمُـحِبَّ إِذَا أَحَبَّ حَبِـيبَهُ تَلْقاهُ يَبْذُلُ فِـيه ما لا يُبْذَلُ

وهكذا فقد بدّل هذا الرجل المال والأسرة والبلد بالحب ، لأنه حُرم منه كل سنوات عمره الماضية ..

كتب القصة / فهيد لزام
في الجمعة 29 /4 /2005 م

جرواني
29 Apr 2005, 11:20 AM
يعطيك العافيه00000قصه حلوه

ليث
29 Apr 2005, 01:33 PM
يعطيـــــــــــــــــــــك الف عاافيه ابو لزام

فهيد لزام
29 Apr 2005, 02:06 PM
جرواني

ليث

الله يعافيكم

مقدر وشاكر لكما قراءتكما للقصة

وعسى أن تنال إستحسان الجميع .

سيف الاسلام
29 Apr 2005, 02:40 PM
مشكور اخوي على القصة

دار السناعيس
29 Apr 2005, 03:03 PM
شكرا أخ فهيد قصه رائعه ومعبره


أهلاً هلا للي ضرب طول مشوار **** حظه على دار السناعيس جابه
ابشر بعزك وإن عليك الدهر جار **** نروي ضمى من لاح كبده سرابه

سهرانه
29 Apr 2005, 07:50 PM
سلمت يداك فهيد

علم الشيبان الي كل يوم طالع واحد قيس وعلى سوريا والعراق
هو عمره فوق الخمسين وهي بالعشرين مو حرااااااااام عليهم

فهيد لزام
30 Apr 2005, 12:50 AM
الزاحف

دار السناعيس

عفواً ،،،


سهرانه :

أنا أقول لك : ليس بحرام لأن هذا الرجل لم يجد الحب من امرأته السابقة

والحب أعمى وقد تعلّق قلبه بالفتاة الصغيرة ووجد أن سعادته بالقرب منها

صحيح أنه ضحى بأسرة وبلد وأولاد ..... ولكن ما نفع كل ذلك في ظل انعدام الحب ؟

أليس الأجدر بشبيهات تلك الزوجة السابقة بالإهتمام بزوجها حتى لايصل إلى هذه المرحلة ؟

القصة لم تأتِ من فراغ والأحداث كانت شبيه بالواقع إلى حد بعيد

لربما فهم أحدهم أن حالة هذا الطاعن بالسن " مراهقة متأخرة "

ولكن كيف مراهقة وهو لم يجد ما يؤانسه سوى تلك العشرينينة ؟

أسئلة كثيرة تطرح نفسها بعد الإطلاع على هذه القصة الحزينة