المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إشاعة.......فاحذروهاااااا



فااااارس
18 May 2005, 08:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد النبي الخاتم الهادي البشير وارضى اللهم عن آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أخواتي وإخوتي في الله سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته.


أولا معنى الإشاعة.
جاء فى المعجم المحيط: أشاع-إشاعةوالإشاعة مصدر معناه إظهار الإمر ونشره:وهو خبر غير موثوق به ينتشر بين الناس لإثارة البلبلة.

ثانيا كيف تنشأ الإشاعة؟
من العجيب المدهش أن تعلم أن أول من يبدأ بالإشاعة هو الشيطان الرجيم العدو الأول
للبشرية.
وإنما هو اخبار من المعصوم صلى الله عليه وسلم حيث قال"إن الشيطان ليتمثل فى صورة الرجل
،فيأتى القوم ،فيحدثهم بالحديث من الكذب،فيتفرقون فيقول الرجل منهم سمعت رجلا أعرف وجهه ،ولا أدرى ما اسمه يحدث... >صحيح مسلم>
تخيل إن الشيطان هو الذى يبدأ بوضع البذرة وبعض ضعاف الإيمان وأصحاب المصالح ،وشلة المنتفعين هم الذين يروون هذه البذرة ويتعهدونها حتى تكبر وتترعرع فيصيرون بذلك من أعوان الشيطان وأنصاره .نسأل الله العافية.

ثالثا تاريخ نشأة الإشاعة.
بعض الناس يظنون أن الإشاعات والإفتراءات مقصورة على زماننا هذا.
ولكن على العكس تماما فالإشاعات قديمة بقدم وجود البشر على هذه الأرض، وهى موجودة فى كل عصر ومصر ،وفى كل زمان ومكان.
وقد ذكر فى كتاب الله عز وجل نماذج من ذلك كان لها الأثر فى جعل بعض المعوقات فى طريق دعوة الأنبياء والرسل عليهم السلام.
فهذا نوح عليه السلام اتهم بإشاعة من قومه بأنه "يريد أن يتفضل عليكم"أى يتزعم ويتأمر، ثم يشاع عنه أنه ضال"إنا لنراك فى ضلال مبين"، وثالثة يشاع عنه الجنون "وقالوا مجنون وازدجر".
وهذا نبى الله هود عليه السلام يشاع عنه الطيش والخفة "إنا لنراك فى سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين"
ثم هذا موسى عليه السلام ،يحمل دعوة ربه الى فرعون ،فيملأ فرعون سماء مصر ويسمم الأجواء من حوله بما يطلق من شائعات فيقول:"إن هذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره"

إذا أيها الأخوة يتبين لنا أن الإشاعة موجودة مع وجود هذا الإنسان ،وستبقى مع بقائه.لأن من طبيعة النفس البشرية أن تصاب بالأمراض ،كالحسد والبغض والكره، وغيرها،والإشاعة أحد الوسائل التى يعبر بها الإنسان، بل يفرغ بها عما بنفسه تجاه الأخرين.

رابعا:خطر الإشاعات وسلبياتها على الفرد والمجتمع.
إن لترويج الإشاعات ، واختلاق الأكاذيب والافتراءات، ونشرها بين الناس خطر عظيم لذلك حذرنا الله عز وجل من فعل بعض المنافقين لهذه الأمور فقال" وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولوردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يسنبطونه منهم"
وهذه الأية تشير إلى حركة منحرفة من حركات المنافقين ، وضعفاء الإيمان، وأصحاب المنافع ، وأرباب العصبيات الجاهلية الذين لا يخلو منهم زمان ولا مكان.

فيكذبون معه ألف كذبة، ويشيعونها بين الناس بتخطيط الشيطان لهم " وزين لهم الشيطان أعمالهم"
لتحقيق أهدافهم الدنيئة ، وليسيئوا إلى معنويات المسلمين.
ولقد ابتليت المجتمعات البشرية ، وعانت الكثير من المصائب والنكبات الرهيبة بسبب بروز ظاهرة اختلاق الإشاعات ونشرها بين الناس مما يؤثر سلبا على معنويات الفرد والجماعة، وتضعف فيهم الروح الإجتماعيةوروح التفاهم ، والتعاون بين أفرد المجتمع الواحد مما يؤدى إلى استنزاف طاقات
الناس وأفكارهم ، وأوقاتهم ، وإلى اثارة القلق والاضطرابات ، وكثيرا ما تؤدى إلى زعزعة الثقة بين أفراد المجتمع ، وتؤدى إلى خلق حالة من اللامبالاة ، والتردد فى حمل المسؤليات وآد ائها فإذا
اتجهت الإشاعة إلى الأفراد الكفوئين من الفكرين والخبراء والعملين فى المرافق الهامة للمجتمع ، فإنها ستؤدى إلى حالة من البرودة فى نشاطات هؤلاء ، وقد تصادر مكانتهم الإجتماعية ولا حول ولا قوة الا بالله.

خامسا: منهج المسلم فى التعامل مع الإشاعات
إن المسلم إنسان صلب قوى يجب أن لا تؤثر فيه هذه الإشاعات مهما كانت قوتها وضخامتها
ولكن كيف ذلك؟
لابد أن يكون للمسلم منهج سليم فى مواجهة الإشاعات مستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومستمدا أيضا من أفظع إشاعة فى التاريخ البشرى ، وهى حادثة الإفك التى رسمت منهجا
للامة فى طريقة تعاملها مع أية إشاعة إلى قيام الساعة.
النقطة الأولى: أن يقدم المسلم حسن الظن بأخيه المسلم ، قال تعالى "لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا"

النقطة الثانية : أن يطلب المسلم الدليل البرهانى على أية إشاعة يسمعها قال تعالى "لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء "
النقطة الثالثة : أن لا يتحدث بما سمعه ولا ولا ينشره ،فإن المسلمين لو لم يتكلموا بأى إشاعة ،لماتت الإشاعة فى مهدها قال تعالى "ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا" .


النقطة الرابعة : أن يرد المسلم الأمر إلى أولى الأمر ، ولا يشيعه بين الناس أبدا ، وهذه قاعدة عامة فى كل الأخبار المهمة، والتى لها أثرها الواقعى على
قال تعالى : "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه الى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا"
أيها الإخوة اذا حوصرت الإشاعات بهذا المنهج الإلهى السديد يمكن أن نتفادى آثارها السلبية.
وأخيرا أيها الأحبة إلى لقاء آخر مع رسالة أخرى .
وصلى ألله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

http://wasit.net/alrowad/images/j0010.jpg