ماوكلي2005
21 May 2005, 02:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد :
يسرني أن أقدم لكم سلسلة من الدروس التي تتضمن حدود الجرائم في الشريعة الإسلامية
والتي كتبتها للفائدة فلا بد أن يكون المسلم على وعي فقهي بدينه ولا بد أن يكون محيطاُ
بعلوم الدين لذا يسرني أن أقدم لكم هذه (الهدية)
مقدمة عن الحدود:
إن الشريعة الإسلامية مبنية على اليسر ورفع الحرج ، وأحكامها قائمة على تحقيق المصالح ودرء المفاسد . ولم تكن العقوبة هي أول الحلول للقضاء على الجرائم والتقليل منها ، وإنما أرشد الشارع إلى أسباب الوقاية من الوقوع في الجرائم ، ومن ذلك :
1) أداء ما شرعه الله من العبادات التي تصل العبد بربه : كالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر ، والزكاة التي تطهر المال من الآفات .
2) المحافظة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن يسعى كل مسلم لتقويم الاعوجاج في نفسه ، وفي غيره من أبناء أمته ، فالمجتمع جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
3) الحذر من الأسباب الموقعة في الجرائم : كالاعتداء على الآخرين والسب والشتم والنظر للأجنبيات ، وتعاطي ما يضر بالأبدان ، ونحو ذلك .
4) إذا لم تنجح هذه الوسائل في ردع المتعدين حدود الله ، إما لتقصيرهم في أداء ما شرعه الله عليهم ، أو لتهاونهم بمقارفة الذنوب والمعاصي التي نهوا عنها فقد شرع الله العليم الحكيم عقوبات مناسبة كل المناسبة للجريمة التي ارتكبها المجرم ، وتكون غالبا على العضو الذي حصلت به الجناية إلا إذا ترتب على ذلك أن تكون العقوبة أكثر من قدر الجناية .
تعريفها :
الحدود : جمع حد وهو في اللغة ( المنع ).
وفي الاصطلاح : عقوبة مقدرة شرعاً على معصية لأجل حق الله تعالى .
* وسميت حدوداً لأن من شأنها أن تحد من ارتكاب الجرائم .
الحكمة من تشريعها :
1) زجر للعاصي عن الرجوع إلى المعصية ، ومنع غيره من الوقوع فيها .
2) أنها كفارة للجريمة ، وتطهير للعاصي ، والله تعالى أكرم من أن يجمع على عبده بين عقاب الدنيا وعذاب الآخرة ، ويدل على ذلك حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : - وحوله جماعة من أصحابه- "بايعوني أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوا في معروف ، فمن وفي منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيء فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله لأن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه"فبايعناه على ذلك .
3) أمن الناس على أرواحهم ، وأعراضهم ، وأموالهم ، كما هو المشاهد في المجتمعات التي تقيم حدود الله ، فإنه يتحقق فيها من الأمن والاستقرار وطيب العيش ما لا ينكره أحد ، بخلاف المجتمعات التي عطلت حدود الله .
4) حصول رضوان الله وثوابه في الآخرة ؛ لأن تطبيق الحدود طاعة وعبادة . قال تعالى :
" إنما كان قول المؤمنين إذا دُعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون"
شروط وجوب الحد :
لا يجوز إقامة الحد على الجاني إلا إذا توفرت الشروط التالية :
1) أن يكون مرتكب الجريمة مكلفا ( بالغا عاقلا ) .
2) أن يكون مختاراً ، فلا حد على مكره .
3) أن يكون عالماً بالتحريم .
من له إقامة الحد ؟
إذا توفرت هذه الشروط في مرتكب الجريمة التي يترتب عليها الحد الشرعي فإن ولي الأمر أو نائبه يقيم الحد عليه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه من بعده كانوا يقيمونها ، وقد وكل النبي صلى الله عليه وسلم من يقيم الحد نيابة عنه حيث قال " واغْدُ يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها " وقيام أحد بتنفيذ الحد دون إذن ولي الأمر تعدٍ وافتيات على حقه .
الشفاعة في الحدود :
لا تجوز الشفاعة لإسقاط الحد بعد بلوغه ولي الأمر ، ويحرم على ولي الأمر قبول الشفاعة لقوله صلى الله عليه وسلم " من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره " وقال صلى الله عليه وسلم " تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب "
أنواع الحدود إجمالاً :
الجنايات التي تجب فيها الحدود خمس هي : الزنا ، والقذف ، وشرب الخمر ، والسرقة ، وقطع الطريق ، وما عدا ذلك يجب فيه التعزير وسيأتي بيان ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى .............................
ملحوظة : نحن والحمد لله ننعم ببلد حكم بالشريعة الإسلامية ولديه والحمد لله قضاة لا يظلم عندهم أحد ما قدرهم الله لذا فلا يمكننا أن نعترض بعلمنا اليسير بالدين - مقارنة بالقضاة- لا يمكننا أن نعترض قراراتهم التي تُبنى على علم الكتاب وفقه السنة لذا .
هذا الموضوع منقول عن الكتب الفقهية ويمكن للأخوان الاستفسار مني عن مصادرها عن طريق الردود في هذه الصفحة وذلك إذا وجد الأخوان شكاً في المعلومات .
وشكراً لكم ...............
ترقبوا المواضيع القادمة ولا تواخذونا لطول الموضوع
يسرني أن أقدم لكم سلسلة من الدروس التي تتضمن حدود الجرائم في الشريعة الإسلامية
والتي كتبتها للفائدة فلا بد أن يكون المسلم على وعي فقهي بدينه ولا بد أن يكون محيطاُ
بعلوم الدين لذا يسرني أن أقدم لكم هذه (الهدية)
مقدمة عن الحدود:
إن الشريعة الإسلامية مبنية على اليسر ورفع الحرج ، وأحكامها قائمة على تحقيق المصالح ودرء المفاسد . ولم تكن العقوبة هي أول الحلول للقضاء على الجرائم والتقليل منها ، وإنما أرشد الشارع إلى أسباب الوقاية من الوقوع في الجرائم ، ومن ذلك :
1) أداء ما شرعه الله من العبادات التي تصل العبد بربه : كالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر ، والزكاة التي تطهر المال من الآفات .
2) المحافظة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن يسعى كل مسلم لتقويم الاعوجاج في نفسه ، وفي غيره من أبناء أمته ، فالمجتمع جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
3) الحذر من الأسباب الموقعة في الجرائم : كالاعتداء على الآخرين والسب والشتم والنظر للأجنبيات ، وتعاطي ما يضر بالأبدان ، ونحو ذلك .
4) إذا لم تنجح هذه الوسائل في ردع المتعدين حدود الله ، إما لتقصيرهم في أداء ما شرعه الله عليهم ، أو لتهاونهم بمقارفة الذنوب والمعاصي التي نهوا عنها فقد شرع الله العليم الحكيم عقوبات مناسبة كل المناسبة للجريمة التي ارتكبها المجرم ، وتكون غالبا على العضو الذي حصلت به الجناية إلا إذا ترتب على ذلك أن تكون العقوبة أكثر من قدر الجناية .
تعريفها :
الحدود : جمع حد وهو في اللغة ( المنع ).
وفي الاصطلاح : عقوبة مقدرة شرعاً على معصية لأجل حق الله تعالى .
* وسميت حدوداً لأن من شأنها أن تحد من ارتكاب الجرائم .
الحكمة من تشريعها :
1) زجر للعاصي عن الرجوع إلى المعصية ، ومنع غيره من الوقوع فيها .
2) أنها كفارة للجريمة ، وتطهير للعاصي ، والله تعالى أكرم من أن يجمع على عبده بين عقاب الدنيا وعذاب الآخرة ، ويدل على ذلك حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : - وحوله جماعة من أصحابه- "بايعوني أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوا في معروف ، فمن وفي منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيء فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله لأن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه"فبايعناه على ذلك .
3) أمن الناس على أرواحهم ، وأعراضهم ، وأموالهم ، كما هو المشاهد في المجتمعات التي تقيم حدود الله ، فإنه يتحقق فيها من الأمن والاستقرار وطيب العيش ما لا ينكره أحد ، بخلاف المجتمعات التي عطلت حدود الله .
4) حصول رضوان الله وثوابه في الآخرة ؛ لأن تطبيق الحدود طاعة وعبادة . قال تعالى :
" إنما كان قول المؤمنين إذا دُعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون"
شروط وجوب الحد :
لا يجوز إقامة الحد على الجاني إلا إذا توفرت الشروط التالية :
1) أن يكون مرتكب الجريمة مكلفا ( بالغا عاقلا ) .
2) أن يكون مختاراً ، فلا حد على مكره .
3) أن يكون عالماً بالتحريم .
من له إقامة الحد ؟
إذا توفرت هذه الشروط في مرتكب الجريمة التي يترتب عليها الحد الشرعي فإن ولي الأمر أو نائبه يقيم الحد عليه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه من بعده كانوا يقيمونها ، وقد وكل النبي صلى الله عليه وسلم من يقيم الحد نيابة عنه حيث قال " واغْدُ يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها " وقيام أحد بتنفيذ الحد دون إذن ولي الأمر تعدٍ وافتيات على حقه .
الشفاعة في الحدود :
لا تجوز الشفاعة لإسقاط الحد بعد بلوغه ولي الأمر ، ويحرم على ولي الأمر قبول الشفاعة لقوله صلى الله عليه وسلم " من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره " وقال صلى الله عليه وسلم " تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب "
أنواع الحدود إجمالاً :
الجنايات التي تجب فيها الحدود خمس هي : الزنا ، والقذف ، وشرب الخمر ، والسرقة ، وقطع الطريق ، وما عدا ذلك يجب فيه التعزير وسيأتي بيان ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى .............................
ملحوظة : نحن والحمد لله ننعم ببلد حكم بالشريعة الإسلامية ولديه والحمد لله قضاة لا يظلم عندهم أحد ما قدرهم الله لذا فلا يمكننا أن نعترض بعلمنا اليسير بالدين - مقارنة بالقضاة- لا يمكننا أن نعترض قراراتهم التي تُبنى على علم الكتاب وفقه السنة لذا .
هذا الموضوع منقول عن الكتب الفقهية ويمكن للأخوان الاستفسار مني عن مصادرها عن طريق الردود في هذه الصفحة وذلك إذا وجد الأخوان شكاً في المعلومات .
وشكراً لكم ...............
ترقبوا المواضيع القادمة ولا تواخذونا لطول الموضوع