فهيد لزام
12 Jun 2005, 05:39 AM
أبو سعد عندما صار متـ ـ ـ قاعد
خرج من مقر عمله عندما وصل به العمر ستين عاماً .
أدرك أنه يوم مختلف وخروج لم يسبق له مثيل .
أتعلمون لماذا ؟ :confused:
لأنه يوم العمل الأخير في حياته العملية !
نعم يومه الذي يحتم عليه خروجه بتذكرة لا عودة بعدها وكانت التذكرة متمثلة في ذلك الخطاب البائس الذي تسلمه من مديره المباشر .
كان مؤداه يقرر بأن على الموظف / المخلص المحترم بالتوجه لشؤون المتقاعدين لإنهاء إجراءات تقاعده الذي كان يؤمل نفسه بأنه لن يسري عليه لتفانيه وإخلاصه وإنتاجيته التي طالما اشتهر بها .
ولكن سرى هذا القرار وطُبق بحقه ، وهاهو يجر نفسه جراً ويسحب ذلك الجسم الهزيل ، منسحباً من حياته الوظيفية وقاطعاً بذلك روتين يومي زاوله على مدى 36 سنة ماضية .
التحق بعمله الحالي عندما تخرج من الجامعة وكان يتميز النشاط والحيوية والذهن الصافي ، كان عمره في ذلك الوقت 24 ربيعاً .
يقول لي ::note: لقد استلمت قرار توظيفي بالأمس وهذا أنا استلم قرار تقاعدي اللعين ، وشتان بين ذلك القرار وهذا .
الآن حان الرحيل ولا مكان لي هنا .... قال هذه الجملة والعبرة تخنقه .
لم ينطق بحرف بعدها ، والآن يقول له موظف التقاعد : خذ يا أبو سعد الورقة هذي والله يسهل عليك .
لم يجب ابو سعد المتقاعد الجديد سوى بهزة رأس وبعدها خرجنا من مقر ذلك العمل ، كان جميع الموظفين يعرفون أبو سعد جيداً وعلى دراية تامة بحبه لعمله وإخلاصه ، وكانوا لا يتخيلون أنه سيحال إلى التقاعد بهذه البساطة ، ويعلمون جيداً أنه لا يستطيع العيش بدون عمله الذي كان يؤديه بسرعة قياسية وإتقان مذهل ، والآن يقال له : متـ ـ ـ قاعد !
أبو سعد يعطيك العافية ونشوفك على خير ... هذه هي مواساة مجموعة الشباب الذين كانوا زملائه في المكتب الذي يعمل به أبي سعد .
يسألني أبو سعد : أين أبو ناصر :confused: ( زميله وصديقه بنفس الوقت ) ؟
فاذهب من بين تلك المكاتب الفخمة وإذا بأبي ناصر قد اتخذ من إحدى المكاتب البعيدة التي لا يمر بها أحد .. مختبئاً حتى لا يسمع أحد بكائه:-::-: على رحيل رفيق دربه من هذا المكان إلى غير رجعة .
ويخرج أبو سعد من بوابة مقر عمله الرئيسية وينظر إلى درج الباب فيقول : يعلم الله أن هذا الدرج لم ينفصل بعضه عن بعض محدثاَ تشطباً وتصدعاً إلا من أرجلي التي اعتادت على الصعود عليه والنزول منه .
ماذا حصل بعد ذلك ؟ :confused:
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
( توفي أبو سعد بعد خمس سنوات من تقاعده فهو لم يعتد على الجلوس:zz:zz ولكنه أجبر نفسه وقعد فغزاه المرض بشتى أنواعه حتى قضى :eek: ) .
خرج من مقر عمله عندما وصل به العمر ستين عاماً .
أدرك أنه يوم مختلف وخروج لم يسبق له مثيل .
أتعلمون لماذا ؟ :confused:
لأنه يوم العمل الأخير في حياته العملية !
نعم يومه الذي يحتم عليه خروجه بتذكرة لا عودة بعدها وكانت التذكرة متمثلة في ذلك الخطاب البائس الذي تسلمه من مديره المباشر .
كان مؤداه يقرر بأن على الموظف / المخلص المحترم بالتوجه لشؤون المتقاعدين لإنهاء إجراءات تقاعده الذي كان يؤمل نفسه بأنه لن يسري عليه لتفانيه وإخلاصه وإنتاجيته التي طالما اشتهر بها .
ولكن سرى هذا القرار وطُبق بحقه ، وهاهو يجر نفسه جراً ويسحب ذلك الجسم الهزيل ، منسحباً من حياته الوظيفية وقاطعاً بذلك روتين يومي زاوله على مدى 36 سنة ماضية .
التحق بعمله الحالي عندما تخرج من الجامعة وكان يتميز النشاط والحيوية والذهن الصافي ، كان عمره في ذلك الوقت 24 ربيعاً .
يقول لي ::note: لقد استلمت قرار توظيفي بالأمس وهذا أنا استلم قرار تقاعدي اللعين ، وشتان بين ذلك القرار وهذا .
الآن حان الرحيل ولا مكان لي هنا .... قال هذه الجملة والعبرة تخنقه .
لم ينطق بحرف بعدها ، والآن يقول له موظف التقاعد : خذ يا أبو سعد الورقة هذي والله يسهل عليك .
لم يجب ابو سعد المتقاعد الجديد سوى بهزة رأس وبعدها خرجنا من مقر ذلك العمل ، كان جميع الموظفين يعرفون أبو سعد جيداً وعلى دراية تامة بحبه لعمله وإخلاصه ، وكانوا لا يتخيلون أنه سيحال إلى التقاعد بهذه البساطة ، ويعلمون جيداً أنه لا يستطيع العيش بدون عمله الذي كان يؤديه بسرعة قياسية وإتقان مذهل ، والآن يقال له : متـ ـ ـ قاعد !
أبو سعد يعطيك العافية ونشوفك على خير ... هذه هي مواساة مجموعة الشباب الذين كانوا زملائه في المكتب الذي يعمل به أبي سعد .
يسألني أبو سعد : أين أبو ناصر :confused: ( زميله وصديقه بنفس الوقت ) ؟
فاذهب من بين تلك المكاتب الفخمة وإذا بأبي ناصر قد اتخذ من إحدى المكاتب البعيدة التي لا يمر بها أحد .. مختبئاً حتى لا يسمع أحد بكائه:-::-: على رحيل رفيق دربه من هذا المكان إلى غير رجعة .
ويخرج أبو سعد من بوابة مقر عمله الرئيسية وينظر إلى درج الباب فيقول : يعلم الله أن هذا الدرج لم ينفصل بعضه عن بعض محدثاَ تشطباً وتصدعاً إلا من أرجلي التي اعتادت على الصعود عليه والنزول منه .
ماذا حصل بعد ذلك ؟ :confused:
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
( توفي أبو سعد بعد خمس سنوات من تقاعده فهو لم يعتد على الجلوس:zz:zz ولكنه أجبر نفسه وقعد فغزاه المرض بشتى أنواعه حتى قضى :eek: ) .