المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإغراق



almgtahd
20 Jun 2005, 11:22 PM
الإغراق



من خيوط التربية خيط (الإغراق)..
الإغراق، هو: أن ترمي من تحتك من المتربين في بحر من الأفكار التي تريدها، أن تحيطهم بسيل من المواضيع ذات العلاقة، أن تروح عليهم وتغدو بحديث ينفعهم.
نعم افسح لهم وقتاً لحديث الدنيا، ثم ارجع عليهم بغيث متتابع من الحديث النافع في مختلف المجالات، اجعل كلامك الذي تتشرَّبه وتنضح به فيما ينفع؛ اجعل الإسلام مركز الدائرة التي تدور عليه أحاديث القوم.
ولا شك لا بد من التنويع،الناس أجناس، والطباع أنواع، لكن هناك هموم مشتركة، هناك أحاديث المجالس، هناك الخبر والقصة والترجمة والسالفة والتعليق، وفي كل ذلك أغرقهم بهموم الإسلام..
مثال:
أول الأمثلة في الإسلام، الإسلام يملأ قلوب أبنائه، يملأ الوقت والعقل..
صلاة فجر، ظهر، عصر، مغرب، عشاء، أذكار صباح ومساء، أذكار دخول وخروج، أذكار عارضة، بر والدين، صلة رحم، حق جار وحق طريق وحق صاحب...
دوامة من التشريعات والأفكار والأحكام.


الإغراق، هو: أن ترمي من تحتك من المتربين في بحر من الأفكار التي تريدها، أن تحيطهم بسيل من المواضيع ذات العلاقة، أن تروح عليهم وتغدو بحديث ينفعهم.
نعم افسح لهم وقتاً لحديث الدنيا، ثم ارجع عليهم بغيث متتابع من الحديث النافع في مختلف المجالات، اجعل كلامك الذي تتشرَّبه وتنضح به فيما ينفع؛ اجعل الإسلام مركز الدائرة التي تدور عليه أحاديث القوم.
في مجتمعك التربوي، أغرقهم بالهمم الكبار،اجعل من نفسك ومن ممن يتعاون معك محطة بث وضخ للأفكار المفيدة..
لاحظ أنه في بعض المجالس قد يتحدثون عن الحر والبرد، عن سرعة الوقت، عن النخل...، هذا إن لم يتحدثوا عن ملعب ومطعم وأخبار السيارات وموضات الشماغ والجوالات.
بل وفي مجتمعات بعض الصالحين تدور أفكار صغيرة؛ عراك بين اثنين رآه، زحمةُ طريقٍ ركبه، موقف عادي قابله، بل وربما موقف سخيف..
لم لا نشيع الحديث عن أحوال المسلمين، بل وواقع العالم عن أحكام فقهية، عن سنن قلما تفعل، عن تفسير آية وخبر أحاديث، عن سيرة عطرة من النبوة، من الصحابة، من العلماء، من العباد، من المجاهدين، بل ومواقف عطرة من عامة الناس..
عن محاضرة تقام، وشريط ينزل، وكتاب ينشر، عن مقال رائع في صحيفة، في إنترنت، عن حكمة أخذتها من الحياة، وخذ طوابير من الأفكار..

أسلوب:
قد يكون الإغراق: هو في المجالس العامة التي يجتمع فيها المربي بالمتربين، وقد يكون هو في الأحاديث الخاصة التي تدور بينك وبينه، وكلاهما مهم..



أما المجالس العامة فإنها أوفر وقتاً، وأبلغ في بيان أن مجالسنا العامة لا بد لها من هذا – فهذا امتداد أفقي -، وأما الأحاديث الخاصة فإنها أكثر تأثيراً وعمقاً وأنسب لخصوصية المتربي – فهذا امتداد عمودي-
في المجالس العامة: اسألهم بل وحضّر أسئلة، واكتبها في دفترك؛ لأن السؤال يحرك الأذهان، بل يفتحها فتحاً..
أو تحدث مع واحد وارفع صوتك تدريجياً حتى يتسع النطاق، أو تحدث مع شخص بينك وبينه رجلين أو ثلاثة حتى تشملهم!
أو إذا كانوا في موضوع فادخل معهم ثم ابحث عن "مخرج" إلى الحديث النافع..
ووجه حديثك إلى الشخصيات المؤثرة في المجلس، وعلى كل فإدارة المجالس تحتاج إلى حديث أطول من هذا، كما أنها تحتاج إلى صبر وجرأة وثبات ولباقة وبديهة..
أما في الأحاديث الخاصة فإذا انفردت بالمتربي فخاطبه بلطف عن أحواله وأحلامه، عن آماله وآلامه، عن أهله، عن مجتمعه، عن أي خيط يتعلق به؛ ثم اجمع خبراتك العلمية والتربوية والنفسية وخبراتك معه هو، ثم اسكبها في توجيه لطيف رفيع، اجعله يعرف عنك ومنك الهموم الجادة، الأفكار العالية، المواضيع الملتزمة..


إنه نافع فجربه!
تنبيه وفائدتان:
الإنسان ابن بيئته، فإذا أشعت الحديثَ عن شيء كانت بيئتهم؛ فتأثروا به _كل بحسبه_ ..
لا يلزم أن تكون في درس مخصص؛ بل اجعل نفسك درساً متنقلاً في المدرسة والمسجد والسيارة والمجلس وفي فراغات البرنامج، وقل خيراً فهو خير من أن تصمت، وخير من حديث باهت لا طعم له.
وحين تغرقهم بهذا الحديث يتشرّبونه؛ فينضحون به في أنفسهم ولغيرهم؛ خاصة لزملائهم في المجتمع التربوي، وهنا يبدأ النماء والأثر المضاعف؛ لأنهم سينقلونها لغيرهم الآن وفيما بعد؛ إنها تربية مزدوجة!
ومن أقل فوائده أن يعرفوك بهذا؛ فإذا كانوا يحبونك وجدوا في الحديث النافع سبيلاً إليك فحادثوك به؛ فأراحوك أولاً من حديث الدنيا، وأصبحوا بأنفسهم يبحثون عن الأخبار والأسئلة التي تنفعهم..


شاطئ:


رجـال إذا الدين ناداهـمُ


أجابوا بـ"لبيك" قبل الصدى!


جرى حبُّ نصرته في العروقِ


فأضحى بهـا المنهض المقعـدا


إذا ابتدأوا هـمة في العـلا


ففـي ظلـه خـبر المبتــدا




منقول من موقع المســـــــــــــــــــــــلم (http://www.almoslim.net/tarbawi/show_article_main.cfm?id=185)

سيف الاسلام
20 Jun 2005, 11:38 PM
مشكور اخوي على الموضوع المتميز

ليث
21 Jun 2005, 12:48 AM
يعطيك العااافيه........