سيارات الاسعاف المتهالكة “توابيت متحركة” لنقل المرضى بالشمالية
http://www.al-madina.com/files/image...0703826700.jpg
سيارة إسعاف واحدة في مستشفى يخدم اكثر من 100 ألف نسمة ، ومراكز صحية تعتمد في اسعاف مرضاها على سيارات اسعاف متهالكة تحتاج الى من يسعفها .. هذا هو واقع الحال في محافظة رفحاء بالحدود الشمالية ، كما وقفت عليه «المدينة» ميدانيا ، وكما صوره عدد من مراجعي المرافق الصحية ، الذين اشاروا الى ان تعاقد وزارة الصحة لجلب 500 سيارة إسعاف كورية تعمل بالديزل بـ 51 مليون ريال ، وتخصيص عدد منها للمنطقة ، لم يسهم في حلحلة مشكلة النقص في سيارات الاسعاف ، لان الاسعافات الكورية تعج بالعيوب الفنية علاوة على ان تجهيزاتها اقل من ان تصنفها في خانة سيارات الاسعاف الحقيقية .
“المدينة” تجولت على بعض المرافق الصحية بمنطقة الحدود الشمالية ووقفت على ما تقدمه سيارات الإسعاف الكورية من خدمة للمرضى والمصابين ، فتبين بأنها ما زالت تعمل في عدد من المراكز الصحية بالمنطقة ولم تقدم ما يشفع لها على أن تصنف كسيارة إسعاف .
خطر على حياة المرضى والمسعفين
وفي هذا الصدد يقول ابراهيم الضبعان سائق سيارة إسعاف بمركز صحي شعبة نصاب : هذه السيارات ما زالت تحت الخدمة في شعبة نصاب رغم انها لا يمكن لها بأن تصنف ضمن سيارات الإسعاف التي تخدم المرضى لمواصفاتها السيئة ، ومنها ضعف هيكلها وصغر إطاراتها وكثرة اهتزازها مع عدم توازنها أثناء القيادة مما يشكل خطرا على حياة المرضى والمسعفين ، ويضيف : أن وقودها ديزل وكابينة المرضى من الفيبر جلاس ولا تتجاوز سرعتها 60 كيلومترا ، مما يشكل لنا شتى أنواع الإحراج مع ذوي المرضى والمصابين ، مُشيرا الى أنه قطع مسافة 50 كم في أكثر من ساعة عندما كان ينقل امرأة خليجية مصابة في حادث مروري مع اثنين من أطفالها إلى مستشفى رفحاء المركزي 150 كم مع استياء زوج تلك المرأة وحثه المستمر لإيصال زوجته وأبنائه إلى المستشفى بسرعة أفضل ، ويستطرد : وكم كان محرجا توقف السيارة الكورية بعد تلك المسافة بسبب عطل فني مما زاد من الأمر سوءاً فتمت الاستعانة بسيارة أحد المواطنين وهي “هايلكس غمارتين” ليتم نقل المرأة وطفليها فيها رغم ما يعانونه من كسور مضاعفة وآلام موجعة .
“المتهالكة” غير آمنة
و اشار عدد من السائقين -فضلوا عدم ذكر أسمائهم- الى أن عددا من المستشفيات والمراكز الصحية في المنطقة تشغل بسيارات إسعاف قديمة تعمل لأكثر من 7 سنوات وقطعت مئات الآلاف من الكيلومترات لافتين الى أن تلك السيارات لا تستغني عن علب الزيت المتكررة لتغذية محركاتها أثناء السفر، وقد استاء بعضهم من عدم وجود صيانة في محافظة رفحاء لتلك السيارات رغم قدمها للوقوف على سلامتها قبل أن تقل المرضى خاصة عند الذهاب لمستشفيات الرياض والدمام بمسافات تتجاوز 1400 كم ذهابا وإيابا .
من جهته طالب المواطن فياض الشمري المسؤولين بالوقوف على سلامة سيارات الإسعاف وصيانتها باستمرار حتى تخدم المريض بصورة لائقة ، و ذكر أن إحدى سيارات إسعاف مستشفى رفحاء في وقت سابق لم تستطع إيصال ابنه المصاب مسافة 7 كم حيث تنتظره طائرة الإخلاء الطبي في مطار رفحاء وذلك بسبب عطل فني في محركها أقعدها في منتصف الطريق مما اضطرهم الى الاستعانة بسيارة أخرى لنقل ابنه .
فيما رأى المواطن محمد سمير الشمري أن توفر سيارة إسعاف واحدة للحالات الحرجة في مستشفى رفحاء غير كاف لمحافظة تضم أكثر من 100 ألف نسمة ، مُشيرا الى أنه حدث ان تعرض شقيقه لحادث مروري يحتاج معه الى نقله بالاسعاف إلى مستشفى عرعر المركزي على بعد 300 كم ، الا انه ولوجود سيارة إسعاف واحدة بالمستشفى وكانت مشغولة بنقل مريض اخر حالته أخطر مما استدعى تأجيل ترحيل شقيقه لحين عودة السيارة حتى أقلته في اليوم التالي .
فيما استغرب المواطن راضي الشمري قلة سيارات الإسعاف المجهزة والمتكاملة بكافة الأجهزة الطبية للحالات الحرجة والطارئة ، متسائلا : هل هو عجز في ميزانية الشؤون الصحية رغم الميزانيات الضخمة التي ترصد لوزارة الصحة من قبل الدولة ؟
إسعاف واحد
“الكورية” للمراكز الصحية وليس المستشفيات
مدير مستشفى رفحاء المركزي عياد المعيلي ذكر أن سيارات الإسعاف الكورية لم تصرف للمستشفى وإنما صرفت للمراكز الصحية ، مُشيرا الى ان المستشفى يمتلك سيارة إسعاف واحدة عالية التجهيز مُبينا بأنها ليست كافية لخدمة المرضى والمصابين نظرا لوقوع المحافظة على طريق دولي تكثر فيه الحوادث . وبين أنه تمت المطالبة بتأمين سيارات إسعاف إضافيّة عالية التجهيز لمستشفى رفحاء ولكن الاعتذار كان من قبل الجهة المعنية لعدم توفرها . وحول إمكانية ايجاد مركز لصيانة سيارات الإسعاف في رفحاء ، قال المعيلي : طالبنا بذلك ولكنه تعذر لعدم وجود وكيل معتمد في رفحاء إضافة لعدم توفر قطع الغيار اللازمة .
فيما اكد مدير مستشفى شعبة نصاب العام عطالله الدوخي أن سيارات الإسعاف القديمة الموجودة في عدد من مستشفيات ومستوصفات المنطقة تعتبر عالة على تلك المستشفيات لكثرة أعطالها وعدم تجهيزها بصورة تخدم المريض ، مُشيرا إلى أن تلك السيارات القديمة والتي يرجع عمرها لأكثر من 10 سنوات لا يمكن أن تعمل بالصورة المطلوبة داعيا الى عدم استخدامها وإيقافها واستبدالها بسيارات إسعاف حديثة قادرة على أن تقدم الخدمة الإسعافية المناسبة .
وقال فهد مدلول الرخيص مدير الرعاية الصحية الأولية سابقا بمركز صحي رفحاء الغربي إن المركز يفتقر لسيارة إسعاف من شأنها خدمة المرضى ، ولم تثمر المطالبات العديدة بتأمين سيارة ، لافتا الى انه كثيرا ما لجأ إلى الاستعانة بطلب إسعاف الهلال الأحمر عند الحاجة إلى نقل مريض ، واكد أن انعدام سيارات الإسعاف بالمراكز الصحية داخل المحافظة يسبب حرجا كبيرا للكادر الإداري والطبي في المركز ، ملمحا الى امكانية استغلال سيارات الإسعاف الكورية في المراكز الصحية الداخلية لحل بعض الإشكالات التي تواجهها تلك المراكز واستخدامها في نقل المرضى لمسافات قصيرة .
http://www.al-madina.com/sites/all/t...adina/logo.pngجزاع النماصي - رفحاء
