-
سؤال عن عذاب القبر
السلام عليكم ومرحبا فيك ياشيخ وبارك الله فيك وفي علمك
سؤالي ياشيخ ...هل عذاب القبر حقيقي أم غير حقيقي؟
ماجعلني اسأل هذا السؤال هو أنني قد جلست البارحة مع بعض الأخوة الذين على سيماهم الصلاح ومنهم من كان ملتزم سابقاً فتفاجات بسماعهم يجمعون على انه لايوجد هناك شيء اسمه عذاب القبر وساقوا الكثير من الأدلة ومن ضمنها قوله تعالى على لسان الكفر(قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا) فلو كان هناك عذاب قبر ماقالوا هذا الكلام والشيء الآخر انه لم يرد في القران الكريم بالذات عن عذاب القبر وان الادلة في عذاب القبر التي وردت في السنة هي احاديث ظنية وليست ثبوتية قطعية..فهل هذا صحيح؟؟
-
حياك اخي الكلام اللي تقول خطير
ينكرون عذاب القبر
لكن للاسف المنتدى محظور الان ويمكن الشيخ لايقدر الدخول
لكن اتمنى من كل قلبي ان يرد عليك وتتابع الموضوع
وتخبرهم بما قال الشيخ وماهو ردهم
صراحه مستغربه ان يصدر هذا الكلام من مسلم
نسأل الله الثبات لنا ولكم
-
يرفع
أتمنى تخبرون الشيخ عن الرابط الجديد
والاخ السائل ياليت يقول شو صار عليهم خوياه للحين منكرين والعياذ بالله
-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
اعلم وفقك الله لطاعته أن عذاب القبر ونعيمه من الأمور المجمع عليها عند أهل السنة والجماعة ، ولم يخالف في ذلك إلا أهل البدع كالمعتزلة وغيرهم ،
والمصيبة أن الذين تجالسهم (من أهل الصلاح) يزعمون أنه لايوجد عذاب قبر أو نعيمه! فمن أين يأتيهم الصلاح إذن وهم ينكرون ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأجمع عليه أهل السنة والجماعة ؟ إلا إذا كانوا من غير أهل السنة والجماعة والعياذ بالله ، ولذا تجد أن علماء السنة ينصون على عذاب القبر ونعيمه في كتبهم ويعدونه من المسائل المجمع عليها كما فعل أبوجعفر الطحاوي في الطحاوية وشيخ الإسلام ابن تيمية في الواسطية وغيرها من كتبه ،
ويكفي في إثبات عذاب القبر قوله تعالى { فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }غافر 45 - 46
فاسأل هؤلاء المنكرين للحق ما معنى (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ) ، ومتى يكون هذا العرض؟ واسألهم عن قوله تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا ) فحصل الغرق وتبعه الحرق ، فمتى يكون الحرق ؟
وما جاء في الصحيحين والمسند وغيرها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر كل صلاة اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ،
وما جاء في صحيح مسلم وغيره من طريق ابن علية و سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة قال كذا كان يقول الجريري فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر فقال رجل أنا قال فمتى مات هؤلاء قال ماتوا في الإشراك فقال إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ثم أقبل علينا بوجهه فقال تعوذوا بالله من عذاب النار قالوا نعوذ بالله من عذاب النار فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال تعوذوا بالله من فتنة الدجال قالوا نعوذ بالله من فتنة الدجال ،
فإني من هذا المنبر المبارك أدعو هؤلاء إلى التوبة إلى الله تعالى من إنكار عذاب القبر وأن يتقوا الله تعالى ولا يجترؤوا على القول على الله بلا علم فإنهم على خطر عظيم ، وألا يضلوا أنفسهم ولا يضلوا غيرهم ،
وأما استدلالهم بقوله تعالى {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ }يس51 - 52 ،
قال العلامة الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان ج6 ص176 :
) ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون ( قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة ( يونس ) في الكلام على قوله تعالى ) ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار ( وفي غير ذلك ) وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله إلى يوم البعث فهاذا يوم البعث ولاكنكم كنتم لا تعلمون ( ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الكفار إذا بعثوا يوم القيامة وأقسموا أنهم ما لبثوا غير ساعة يقول لهم الذين أوتوا العلم والإيمان ويدخل فيهم الملائكة والرسل والأنبياء والصالحون والله لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون
وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء موضحا في سورة ( يس ) على أصح التفسيرين وذلك في قوله تعالى ) قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا والتحقيق أن هذا قول الكفار عن البعث والآية تدل دلالة لا لبس فيها على أنهم ينامون نومة قبل البعث كما قاله غير واحد وعند بعثهم أحياء من تلك النومة التي هي نومة موت يقول لهم الذين أوتوا العلم والإيمان ) هذا ما وعد الرحمان وصدق المرسلون ( أي هذا البعث بعد الموت الذي وعدكم الرحمان على ألسنة رسله وصدق المرسلون في ذلك كما شاهدتموه عيانا فقوله في ( يس ) ) هذا ما وعد الرحمان ( قول الذين أوتوا العلم والإيمان على التحقيق وقد اختاره ابن جرير وهو مطابق لمعنى قوله ( وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله إلى يوم البعث) ، انتهى كلامه رحمه الله ،
وإني أخشى على الذين ذكرتهم أن ينطبق عليهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري ومسلم عن ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ،
والله أعلم.