يسرني الاضمام لاسره المنتدى واهديها ثمره جهدي الاول..
[B][color=#[align=right]التابلاين.... هذا الباسِق أَرضاً..
يتمدد ويتمطّى كالمدى بلانهاية..
ويحدودِب كُلما سنحت لهُ انعطافة ..عبر النفود الأحمر..
التابلاين... اكبر مشروع لوجستي خدم الشرق الأوسط..
توالدت منه مدن ... ورضعت منه سواحل
واعشوشبت على أطرافه بساتين حب بين بلدين شقيقين
ونمت من عروقه شجيرات عطاء مزهرة تزين وجه الصحراء القاحل..
فكأنه المعني بقول الشاعر:
شابت على أرضه الليالي
..وضيعت عمرها الجبال
ولم يزل ينشد الديار....
.ويسال الليل والنهار ..
لا أحد من أهالي رفحاء يستطيع أن يفصل التابلاين عن ذاكرته وإن حاول.! هو منقوش في جدران الذاكره
تحدثني صديقة فتقول .. (التابلاين جزء من تاريخ طفولتي . كلما نظرت اليه عاودني الماضي بكل حنينه ..
كنا نتأرجح على ذراعه الاسمر الكبير...
و نتقافز حوله كقطط مرحه اضاعت الدرب..
وان أخذتنا حميه اللعب وضعناه
حداً لبدء سباقاتنا ونهايتها...))
إلى هنا انتهى كلام صديقتي واتامل في قولها فأجده مغرقا في الحنين حد الثمالة..
.. هو مفخرة الماضي ولاشك و مشروع نفعي عظيم في حينه .و الحديث عنه ذو شجون ..
لقد دفعني شغفي الكبير به للبحث عنه أكثر وأكثر ..فخرجت بهذا التقرير .. مرجعي في ذلك عده مواقع عالميه .. وعربيه
ومن خلال بحثي المتواصل قرأت عن الظروف التاريخية المصاحبة لهذا المشروع العملاق وكيف تطلب الأمر جهدا جبار أشبه بالمعجزة من كافه المهندسين والعاملين عليه طوال 3 سنوات هي عمر إنشاء المشروع ..
التابلاين ... النشاة والظروف التاريخيه ..:
تولدت فكره ربط الخليج العربي بالبحر المتوسط عبر هذا المشروع الاقتصادي العظيم في بدايات العام 1948م بامر مباشر من جلاله الملك عبد العزيز ال سعود.. لنقل الثروة النفطيه للاسواق العالميه في اوربا والولايات المتحده الامريكيه.
بفتره تعد عصيبه جدا في تاريخ العالم بشكل عام (بعد نهايه الحرب العالميه الثانيه ) وغليان الاوضاع السياسيه في البلاد العربيه( بعد حرب فلسطين) بشكل خاص .
وتم تحديد بدايه المشروع من مدينه ابقيق السعوديه ونهايته بمدينه حيفا الساحليه ..ولكن تسارع الاحداث انذاك واعلان دولة اسرائيل بفلسطين حول مسار التابلاين لمدينه صيدا بلبنان حتى لا يمر بارض العدو .
تكاليف المشروع واثره الاجتماعي :
وصلت ميزانيه المشروع لنحو250 مليون دولار .وعرق 16,000 عامل من مختلف الجنسيات ..
واشرفت عليه اكبر الشركات العالميه مثل/ Esso,و Texacoو Chevron يساندها في ذلك بعض المقاولون السعوديين أمثال سليمان العليان والقحطاني والخضري والسيف وغيرهم. الذين وفروا ايدي سعوديه عامله عملت بكد لاثبات وجودها في النسيج السكاني الغريب الذي اختلقه التابلاين.
ومن اجمل ما قراته ما قيل عن تبادل الثقافات من خلال الاحتكاك المباشر بين العاملين الاجانب وبين السكان المحليين في السعوديه. مقاله مجهوله النسب جاء فيها.
((بالقدر الذي تأثـّرت أرامكو بمحيطها السكـّاني الذي عايشته منذ تأسيسها؛ فإنها أثـَّرت فيه على أنحاء متعددة. وتـُشكـّل مفردات لغوية إنجليزية متداوَلة على ألسنة السكان حتى اليوم واحداً من مفردات تبادل ثقافي تقاسمه السكان المحليون والعاملون في أرامكو القادمون من الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى تتحدث الإنجليزية.
وعبر موظفي أرامكو وعمّالها السعوديين الذين التحقوا بالعمل في زمن الروَّاد، واستخدموا الإنجليزية كلغة عمل يومية، التقط المجتمع المحلي منهم، بصفة مستمرة، مفردات إنجليزية كثيرة ودمجها بلغته الدارجة؛ إلى الحدّ الذي عُـرّبتْ فيه بفضل الاستخدام الشعبي المتوارث، وربما حلَّت محل المفردة العربية، أو نافستها.
والغريب في الأمر أن عمليات «التعريب» التي خضعت لها المفردات فرضت تغييرات صوتية لافتة على كثير منها، فلم تعد بعض المفردات إنجليزية في نطقها باللهجة السعودية، وفي الوقت نفسه فإنها ليست عربية. وعلى سبيل المثل فإن Orange Juice التي تعني عصير البرتقال قد تعرَّضت لتغيير يمكن اعتباره تشويهاً؛ حيث كانت تُنطق لدى السكان «عــرَنـْجـَوْز». ومثلها كلمة Lamb التي أنّثت في النطق فصارت «لـَمْبـَهْ»، وكلمة Check التي تعني «يتفقد» حيث مُنحت تصريفاً ظريفاً على الطريقة العربية «شيّك، يشيّك، تشييك»، وغيرها من المفردات التي بلغ اندماجها في اللهجة المحلية حداً مُتصرّفاً فيه.
إلا أن مئات المفردات الإنجليزية احتفظت بسلامتها الصوتية كما هي في الاستخدام المحلي، ولعل أشهرها لفظة OK التي باتت مألوفة على ألسنة عامة الناس وتعني حسناً أو لا بأس، ويمكن اعتبار Light وBus وStation وgas وPencil وWire وSeam وHose وTanker من المفردات المستخدمة في بيئة عمل أرامكو اليومية التي أخذت مكانها في القاموس المحلي بالسمات الصوتية نفسها تقريباً، ولم تتعرض إلى تغيير يمكن ملاحظته لغوياً. إلا أن الأكثر غرابة؛ هو نشوء مفردات ليست ذات صلة بمعناها اللغوي في الأساس، ومع ذلك درجت وصارت مفردات عملية ولم يوجد لها أحدٌ بديلاً. وعلى سبيل المثال؛ فإن كلمة «وَيْت» تعني «صهريج» في الاستخدام الشعبي. وقد تم إطلاقها على السيارة التي تنقل الماء للموظفين والعمال في رأس تنورة في الستينيات. وصادف أن كانت السيارة المخصصة لذلك بيضاء اللون؛ فصار يُطلق على كل صهريج اسم «وَيت» التي تعني، في الأصل اللغوي الإنجليزي اللون الأبيض White فقط.
ومثل ذلك اسم سيارة النقل الصغيرة التي يُطلق عليها في السعودية عموماً اسم «وَنَيْتْ» أو «وَانَيْت». فأصل هذا الاسم يعود إلى مصادفة لا علاقة لها بالأسماء ولا الصفات. وتعود القصة إلى استخدام أرامكو في رحلات التنقيب الأولى في المناطق النائية شاحنات نقل صغيرة لنقل المؤن إلى العاملين بشكل دوري. وكان لتلك الشاحنات أرقام تسلسلية تبدأ بالرقم (18). وفي البداية كان الموظفون يطلقون على هذه الشاحنات مسمى «ون أيت» الذي يعني الرقم 1 والرقم 8 باللغة الإنجليزية، ويُنطقان تباعاً بلا فاصل لتمييزها عن غيرها، تأثراً بما يعنيه لهم وصول المؤن في قلب الصحراء، إلا أن الاستخدام المتكرر للكلمة ذاتها وبالشكل الصوتي نفسه حوَّل تجاور رقمين إلى اسم خاص بالشاحنات الصغيرة.)..
بدايه العمل به
بدأ تدفق النفط بعد ربط اخر انبوبين يصلان بين السعوديه ولبنان . في العام 1950م..واستمر التابلاين يضخ خيراته للعالم العربي والقارة الاوربية الى ان حدثت حرب الايام السته في عام 1967م وما نتج عنها من احتلال اسرائيل لهضبه الجولان السوريه حيث ممر الانابيب الموصل الى صيدا .. الامر الذي ادى في نهايه المطاف الى ايقاف العمل به نهائيا .
وبهذا اغتالت اسرائيل الطموح العربي الكبير في ريعان شبابه وتركته جثه ممده على الاراضي العربيه مخلفا وراءه فراغا لوجستيا لا يمكن لاي مشروع اخر ملئه..
اهم المضخات:
1- النعيريه :
2- القيصومه
3- رفحاء
4- عرعر وكانت تسمى بدنه او محافظه خط الانابيب..وهي المركز الاداري للتابلاين ..وتم تغيير مسماها لمنطقه الحدود الشماليه بعد تعيين عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد اميرا عليها عام1956م.
5- طريف وهي اخرمضخه للتابلاين على الجانب السعودي .
مآل التابلاين
اكثر ما احزنني في بحثي هذا ما قرأته عن عزم المجلس البلدي بمحافظه رفحاء تفكيك خط الأنابيب المار بأراضيها ... وللمجلس البلدي عذره في هذا
فهو عائق أمام تمدد رفحاء المطرد وحجر عثرة أمام المشاريع التنمويه التي تربط بين أطراف المحافظة وقد بدات بلديه رفحاء بمخاطبه المسئولين بشركه ارامكو..بهذا الخصوص واعده اياها بتعويض مناسب..
المجلس البلدي لا يعني كثيرا بالارث التاريخي بقدر ما تهمه استراتيجه التوزيع والتنسيق وهذه مشكله اخرى يطول شرحها
قد تفعلها ارامكو وتزيله .....ويستيقظ اهالي رفحا ذات يوم وقد فقدوا أنبوبهم العظيم مثلما فقدوا مستشفى التابلاين من قبل.
فلله الامر من قبل ومن بعد .
كتبته /فايزه سليمان البلوي[/[/align]color][/B]