السلام عليكم ورحمة الله
أخواني وأخواتي في منتديات رفحاء
اشتقنا لكم ، أدام الله لنا لحظات التواصل والفائدة
هذا الموضوع عندي في غاية الأهمية فلعله أيضاً يجد عندك الإهتمام والمناقشة الجادة
كما عودنا الأعضاء الكرام بما عندهم من فكر نير وتفكير منير .
امتدح رجل لزوجته سمكة أكلها عند صديقه ، فاتصلت الزوجة بزوجة صديق زوجها
وطلبت منها الطريقة فكتبتها ومن ضمن ما كتبت " قطع الرأس والذيل " فقال الرجل
لزوجته : ولكن لماذا قطع الرأس والذيل ! فقالت لا أدري واتصلت بصديقتها ، وقالت
صديقتها اتصل بأمي لأني أخذت منها الطريقة ، وقالت الأم سأتصل بجدتك لأني أخذت
منها الطريقة ! فقالت الجدة ، يا ابنتي لم يكن عندنا وقتها سوى صحن صغير لا يكفي
للسمكة فأقطع رأسها وذيلها حتى يكفيها الصحن .
هذه القصة أستدل بها على كثرة " الموروث " وليس كل موروث سيء ، بل هنالك ما
ورثناه من أهلنا ومجتمعنا ومدرستنا فيه من المحامد الشيء الكثير ، ولكن أعني ما
ورثاناه من غير تفكير وتشربناه من غير تصفية . حتى في قرائتنا للقرآن الكريم أو
سماعنا للأحاديث النبوية فإنا نقرأ ونحفظ بدون أن نفكر ونحلل ونفسر أو بدون أن
نبحث عن الإجابة .
يوم أمس كنت استمع لمجموعة أشرطة " تأملات قرآنية " للشيخ الدكتور عواد
المغامسي وكان يتحدث عن سورة الذاريات ، فكان مما سمعت حديثه عن الذبيح هل
هو اسماعيل أم اسحاق ؟فكان هنالك رأيين معتبرين فمن العلماء من يقول هو اسحاق
ومنهم من يقول بل هو اسماعيل ولكل رأي علماء أجلاء ، أما المغامسي فلم يستطع
الترجيح وتوقف .في الحقيقة كان في ذهني من قبل هذا أن من يقول الذبيح هو
اسحاق إنما هم اليهود فقط ، ولو أني سمعت أحداً من عامة الناس يقول الذبيح هو
اسحاق ! لقلت إنما أنت متأثر بالإسرائيليات . الخطأ الذي ارتكبته أني لم أبحث وأسأل
بنفسي حتى أتبين الحقيقة مع أني متأكد أني سمعت هذا القول إما من معلم ، أو خطيب
أو داعية أو واعظ وهؤلاء تلقهوه سماعا من غيرهم بدون تفكير ، وعلى الرغم من
أن هذه المسألة لا يترتب عليها عبادة ولكن أتيت بها مجرد مثال لكمية
المعلومات والسلوكيات التي ورثناها بدون أن نتأمل ونفكر .
الإنسان عدو ما يجهل ، هنالك أمور كثيرة جداً نعاديها لأننا نجلها ولذلك صار العلم
بحراً لا ساحل له ، والعلم بظني ليس فقط أن تقرأ وتحفظ بل العلم هو أن تفكر ، أن
تتأمل ، أن تبحث عن المعلومة .
يا أخواني ويا أخواتي نصيحة لي أولاً ولكم ثانياً
حينما تسمعون آية أو حديث أو أي معلومة ، عليكم أن تتوقفوا عندها وتفكروا في كل
كلمة ، فمثلا حينما تسمعون من يقول " ناقصات عقل ودين " فكروا كيف يكون
نقصان الدين ! وكيف يكون نقصان العقل ! وابحثوا ستجدون أن لهذه الجملة ما قبلها
وما بعدها ، ستجدون أن النبي صلى الله عليه وسلم بين ما هو نقصان العقل وما هو
نقصان الدين ، وربما سيفهم بعضنا أن هذا ثناء على المرأة وليس ذم لها وذلك في
قوله صلى الله عليه وسلم " أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن "
فما دام أنها تستطيع أن تذهب اللب الحازم فهذا قوة ذكاء منها . وكذلك بعض الأمثال
التي نستشهد بها مع إن الاستشهاد بها يؤدي إلى السلبية ، فمثلاً " مد رجولك على قد
لحافك " فلماذا لا نبحث عن ما نزيد به اللحاف حتى يكفينا !
وحينما نهتم في سلوكنا وتصرفاتنا وتفكيرنا خير لنا من أن نترك أنفسنا ونذهب إلى
غيرنا .
