زيارة "عابر السبيل" لم تغيِّر حال الخدمات الصحية المتردية في الحدود الشمالية!
عرعر، تقرير - صغير العنزي:
اعتاد أبناء منطقة الحدود الشمالية، وفي مثل هذه الأيام، على أخبار زيارة ليست مفاجئة من معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع لأحد مستشفيات المنطقة، ثم ما يصحبها من تغطية إعلامية وانتقادات لسوء حال هذا المستشفى أو ذاك، ولكنها آثارها الإيجابية تغيب مع غياب الحديث عن هذه الزيارات، وآخر زيارتين قام بهما معاليه للمنطقة،أولهما في 1428/10/4ه لمستشفى طريف (أي خلال إجازة عيد الفطر الماضي) والثانية كانت بعيد إجازة عيد الأضحى الماضي وكانت لمستشفى رفحاء في العام الماضي.
وقام د. المانع بزيارة لمستشفى عرعر المركزي ومستشفى الأمير عبدالعزيز بن مساعد في عرعر يصحبه وكيل إمارة منطقة الحدود الشمالية المساعد صالح بن عبدالكريم المحيميد حيث تجول خلالها على أقسام المستشفيين، وانتقد بعض الخدمات المقدمة وكذلك قلة عدد الكوادر الفنية، ووعد بتقديم خدمات ومشاريع أفضل، وذكر أن الوزارة تدرس إقامة مستشفى متخصص للعيون بالمنطقة.
عدد من أهالي منطقة الحدود الشمالية وضفوا الطريقة التي يقوم بها بعض مسؤولي الصحة من زيارات بزيارة "عابر سبيل" وأنها "كالمخدر الذي يهدئ الألم، لكنه قد يزيد من انتشار المرض، بعد أن حرمه العلاج الناجع"، فهذه الزيارات لا تكون إلا في أيام الإجازات، مؤكدين على أن هذه الزيارات لا تؤتي ثمارها على أرض الواقع لأنها لم تكن مدروسة ولم يخطط لها عمليا، وهي وإن لم تكن بالصدفة فهي في نتائجها تشبه نتائج زيارات المصادفة.
يقول المواطن محمد الدهمشي: في كل إجازة نسمع عن زيارة وزير الصحة لمستشفيات المنطقة، ونتوقع أن نجد تقدما ملحوظا وتطورا في الخدمات الصحية المقدمة في المنطقة ولكن في الحقيقة لا يزال الوضع على ما هو عليه، ولا تزال معاناتنا المستمرة مع نقص الخدمات قائمة، ولا تزال الأخطاء الطبية كما هي، بل إننا نفتقد كثيرا إلى التشخيص السليم، فصرنا نهرب إلى المستشفيات الخاصة إذا لم نستطع السفر إلى الدول المجاورة، وباختصار لاشيء يتغير.
ويرى نايف العنزي أن معاناة أبناء منطقة الحدود الشمالية مع الخدمات الصحية مستمرة وأن المأساة تتضاعف كل عام، ويضيف: أتمنى أن تكون هناك إحصائية دقيقة لمن يذهبون إلى مستشفيات الأردن وسوريا، وستكون النتائج مذهلة، والأموال التي تتدفق على مستشفيات تلك الدول كبيرة جدا، مما يعني أن هناك خللا كبيرا في الخدمات الصحية التي تقدمها مستشفيات منطقة الحدود الشمالية لأبنائها، وإلا فمن غير المعقول أن يذهب هؤلاء المواطنون الذين دخلهم لا يكفي أسرهم ثم يدفعون مبالغ كبيرة هناك، بل يستدين كثير منهم هذه المبالغ لأنه لم يضطرهم للمر إلا الأمر، ويتساءل: ماذا أضافت لنا زيارة بعض المسؤولين في إجازات الأعياد، مجرد أخبار وتصريحات عبر الوسائل الإعلامية ثم لاشيء تستفيده صحة المواطن!!.
"الرياض" وجهت في 1429/7/16ه أسئلة إلى مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الحدود الشمالية حول "جدوى زيارات الوزير للمنطقة"، وهل أعقبتها مشاريع مهمة؟ وهل غطت نقص بعض التخصصات والخدمات الطبية؟ وما أثرها في تعديل سوء حال بنيان مستشفى عرعر المركزي المشاهد للجميع، وما أهم ما أنتجته تلك الزيارات؟ وما دورها في علاج ظاهرة سفر عدد كبير من أبناء المنطقة للعلاج إلى الدول المجاورة؟ وهل هناك تقدم فيما يخص الأخطاء الطبية المتكررة بعد هذه الزيارات؟
مدير صحة الشمالية لاذ بالصمت أمام هذه الأسئلة التي يتلهف المواطن في الحدود الشمالية لمعرفة شيء من بشايرها، ولم تصلنا إجابة عنها حتى هذه الساعة، مع أننا كررنا توجيه الأسئلة مراراً ولكن لا مجيب!!.
