[align=center]رجال مدرسة الليل[/align]
[line]
من كتاب الرقائق للشيخ المجاهد المجهول في أرض العراق عضو هيئة علماء المسلمين محمد أحمد الراشد
[line]
إن تمام التذكر يكون مع الهدوء والسكون
فمن ثم كانت مدرسة الليل.
و ترغيب الله للمؤمنين أن يجددوا سمت الذين (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون )وإذا ما انتصف الليل ، في القرون الأولى كانت أصوات المؤذنين ترتفع تنادي
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يارجال الليل جدوا = رب صوت لا يرد
مايقوم الليل إلا = من له عزم وجد[/poem]
وإنها حقاً لمدرسة ، فيها وحدها يستطيع رجالها أن يذكوا شعلة حماستهم، وينشروا النور في الأرجاء التي لفتها ظلمات الجاهلية
وإنها تجربة إقبال يوجزها فيقول
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نائحُ والليل ساج سادل= يهجع الناس ودمعي هاطل
تصطلي روحي بحزن وألم= ورد " ياقيوم" أُنسي في الظلم
أنا كالشمع دموعي غسلي= في ظلام الليل أُذكي شعلي
سحفل الناس بنوري يشرق= أنشر النور ونفسي أُحرق[/poem]
وإن دعوة الإسلام اليوم لا تعتلي حتى يذكي دعاتها شعلهم بليل، ولا تشرق أنوارها فتبدد ظلمات جاهلية القرن الحادي والعشرين مالم تلهج بـ (ياقيوم)
مانقول هذا أول مرة ، وإنما هي وصية الإمام البنا حين خاطب الدعاة فقال: (دقائق الليل غالية فلا ترخصها بالغفلة)
أفعيينا أن نعيد السمت الأول ، أم غرنا اجتهاد في التساهل والتسيب والكسل الجديد؟
إن القول لدى الله لا يبدل ، ولكنا أرخصنا الدقائق الغالية بالغفلة ، فثقل المغرم ، ولم يجعل الله لنا من أمرنا يسرنا
إن انتصار الدعوة لا يكمن في كثرة الرق المنشور ، بل يرجعه نصوح إلى العرف الأول ، ومتى ما صفت القلوب بتوبة ووعت هذا الكلام أذن واعية : كانت تحلة الورطة الحالية التي سسببتها الغفلة المتواصلة.
ذلك شرط لا بد منه.
وكأن النصر حُجب عنا لأننا نادينا من وراء الحجرات ، وجهرنا رافعين أصواتنا، نوجب على الله لنا هذا النصر بإدلال ، نبيعه ونثبت لنا حقاً عاجلاً في الثمن من دون أن نقدم بين يدي بيعنا همساً في الأسحار ، ولا الدمع المدرار ، وإنما النصر هبة محضة، يقر الله بها عين من يشاء من رجال مدرسة الليل في الحياة الدنيا ، ولا يلت الآخرين المحصرين من ثمنهم في الآخرة شيئا ، ويوقع أجرهم عليه
وإن من يتخرج من مدرسة الليل يؤثر في الأجيال بعده إلى ما شاء الله ، والمتخلف عنها يابس قاس تقسو قلوب الناظرين إليه ، والدليل عند بشر بن الحارث الحافي منذ القديم ، شاهده وأرشدك إليه فقال:
( بحسبك أن قوماً موتى تحيا القلوب بذكرهم ، وأن قوماً أحياء تقسو القلوب بذكرهم)