[align=center]ايها السادة الكرام
في منتدانا الطيب
بعد السلام
وفائق الاحترام
مساء الخير
ثم اما بعد :
قوة أمريكا في الميزان !!!
لم أكن قبل أحداث ( الحادي عشر من سبتمبر ) من أولئك الذين جعلوا من أمريكا عيناً مطلعة على كل شيء حتى
لتكاد تدخل مع الناس في منازلهم وأماكن نومهم ، وقوةً ضاربة لايستطيع أحد الوقوف أمامها ، وكذلك لم أكن
من أولئك الذين كانوا يستهينون بقوة أمريكا وقدرتهاالتجسسية والاستخباراتية لدرجة الزعم بأن كل مانسمعه عن
ذلك مجرد أوهام وهالات المقصود بها ترهيب التاس وتخويفهم ، آخذاً في ذلك بمبدأ الوسط بحيث لا أكذب ما تراه
عيني ويستوعبه عقلي ، ولا أصدق مايراه عقلي أقرب إلى المستحيل ، وأما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ـ
وما تلاها من حرب على أفغانستان وما قيل عن الأسلحة التي استخدمت فيها ووقوف أمريكا حائرة عاجزة عن
معرفة مكان أسامة بن لادن فضلاً عن القبض عليه ، وحرب على العراق وتورط أمريكا في ذلك المستنقع الذي
غرقت فيه وأعيتها الحيل في التغلب عليه أو الخروج منه ، والاعصار الذي داهمها فكبدها مليارات الدولارات من
الخسائر ومئات الأشخاص من الموتى ـ فقد تغيرت النظرة ومع كل تصريح جديد وتقرير طريف صادر عن القيادات
الأمريكية صرت أميل إلى رأي المستهينين أكثر فأكثر .
أما قوة أمريكا العسكرية والحربية فلا جدال فيها لكن أن توصف بأنها لاتقهر ويضخم هذا الأمر فهذا ما أثبتت
الأحداث خلافه ؟ ماهو السلا ح والتقنية العسكرية التي تملكها أمريكا ولم تستخدمها في تلك الحروب ، حتى
الأسلحة المحرمة دولياً لم تجد أمريكا حرجاً في استخدامها حتى لوقيل لك قبل هذه الحروب بأن مثل هذه الأسلحة
ستستخدم في مكان ما من العالم لما خالجك شك بموت من على ظهر تلك الأرض من الأحياء هذا والخصم ضعيف
قليل الحيلة ومع هذا إذا قيست الخسائر بما كان متوقعاً تجد أن الأمر سهل ويسير على فظاعة ما حدث .
وأما قوة أمريكا التجسسية والاستخباراتية فإنك إذا نظرت إلى التقارير التي صاحبت أحداث الحادي عشر من
سبتمبر ، بداية من هوية المنفذين للتفجيرات ، وانتهاء بكثرة التوقعات بحدوث أعمال إرهابية وشيكة ومن ثم إطلاق
التحذيرات تدرك أن بإمكان أي دولة في العالم كبيرة كانت أم صغيرة أن تفعل مثل ما فعلت أمريكا بعد الحادث
بل وبإمكانها أن تكون أكثر حكمة وتعقلاً ، وأدق عملاً وتصرفاً ، وأنت إذا نظرت للتقارير والإجراءات التي اتخذت
من قبل أمريكا لاتجد إلا تخرصاً وظناً وإطلاقاً للتهم بدون دليل ، حتى إنه لم يثبت إلى اليوم بما لايدع مجالاً للشك
أن الأسماء التي أعلن أنها وراء الهجوم على أمريكا هي الفاعلة حقيقة ، أو أن أسامة بن لادن وتنظيمه هو
المخطط لما حدث ، أو أن هؤلاء المحتجزين في جزيرة جوانتنامو كانوا على علم بما سيحدث أو أن لهم يداً به ، أو
أن هؤلاء الذين يعلن بين الفينة والأخرى عن القبض عليهم لهم صلة حقيقية بتنظيم القاعدة أو أنهم متورطون بأعمال
إرهابية أو يخططون لها ، نعم لا تزال هناك علامات استفهام كبيرة وكثيرة تحوم حول ما ذكر ومصداقيته ومدى
بعده عن الظلم .
ثم هذه التحذيرات من وجود أفراد من تنظيم القاعدة في هذه البلد أو تلك حتى إنه ليخيل إليك أنه لايوجد بلد بحسب
التقارير الأمريكية إلا وللقاعدة فيه وجود ، هل يستعصي هذا الاكتشاف الخطير على أي بلد ولو كانت قدرته
التجسسية في أدنى المستويات بل إنني أجزم أن البلد الذي يحترم نفسه لايمكن أن يطلق مثل هذا الاتهام بله أن
يعتبره إنجازاً كبيراً وفتحاً مبيناً ، وهذه التحذيرات من احتمال شن هجوم وشيك على أمريكا يستهدف السفن
والبوارج والكباري والأماكن العامة وأماكن اجتماع الناس والإدارات الحكومية ومحطات القطارات و..و..و.. وأنه
ربما شُن هذا الهجوم عن طريق القطارات أو سيارت الإسعاف أو الطائرات أو.. أو.. أو.. حتى إنه لايمكن لمن أراد
أن يشن هجوماً على أمريكا إلا أن يستهدف ما ذكر لأنه لايوجد في أمريكا شيء غيره ، وإلا أن يكون هجومه
عن طريق ما ذكر لأنه لايمكن أن يشن الهجوم إلا عن طريقه .
هل العجز وقلة الحيلة أمام مايحدث ومحاولة حفظ ماء الوجه وإثبات الذات وإعادة الهيبة وإقناع الناس بأن ما
كان يحكى عن قوة أمريكا الضاربة وقدرتها التجسسية لايزال حقيقة هو الدافع وراء هذه التقارير الغبية
والتصريحات الساذجة والمعلومات التي لايعجز عن توفيرها أدنى تنظيم ؟؟ ربما .
على كل حال ليس المقصود هنا هو إثبات ضعف أمريكا والاستهانة بقوتها كلا فإن قوة أمريكا وشدة بأسها
ونفوذها لاينكرها عاقل ولا يستهين بها مطلع ، وإنما المقصود هو أن نعطي الأمور حجمها الطبيعي وقدرها
الحقيقي فإن البشر مهما بلغوا من العلم وأوتوا من القوة لايخرجون عن كونهم بشراً عاجزين ضعيفين لم يؤتوا من
العلم والقوة إلا قليلاً .
وتقبلوا تحياتي [/align]