انتاج النفط في خليج المكسيك متوقف بنسبة 99%
الاعصار ريتا يبلغ شواطئ الولايات المتحدة ويشعل الحرائق في غالفستون
افاد المركز الوطني الاميركي للاعاصير السبت 24-9-2005م ان عين الاعصار ريتا وصلت عند اطرافها الى شواطئ جنوب الولايات المتحدة وضربت السواحل بين تكساس ولوزيانا التي بدأت منذ ساعات تتعرض لأمطار غزيرة تصاحبها هبات من رياح شديدة شكلت مقدمات هذا الإعصار الذي يبلغ الدرجة الثالثة على مقياس شدة الأعاصير.
وكان المركز الوطني لرصد الاعاصير حذر في وقت سابق ان عين الاعصار ريتا كانت حوالى الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي, على بعد نحو 65 كلم عن السواحل الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة ويفترض ان تبلغها في الساعات المقبلة، لكن عددا من الاشخاص الذين رفضوا اخلاء بيوتهم على الحدود بين تكساس ولويزيانا بدأوا يشعرون بآثاره. وقال المركز ان الاعصار سيضرب هذه المنطقة التي تضم عددا كبيرا من مصافي النفط. كما اطلق انذار من الاعصار في سارجنت (تكساس) ومورغان سيتي (لويزيانا) اللتين تبعدان حوالى 600 كيلومتر.
واوضح المركز الوطني ان الاعصار يتقدم بسرعة 20 كلم بالساعة باتجاه شمال غرب مع قوة رياح تصل الى 205 كلم في الساعة الامر الذي يجعله اعصارا من الدرجة الثالثة على سلم سافير-سيمسون الذي يعد خمس درجات. وسيصل ريتا الى الشاطىء بقوته الحالية, حسب علماء الارصاد الجوية.
ورغم أن قوة الإعصار سجلت تراجعا، حيث بدأ بإعصار من الدرجة الخامسة قبل أن يتراجع تدريجيا إلى الدرجة الثالثة إلا أن خبراء الارصاد الجوية لا يزالون يعتبرونه اعصارا خطيرا وكبيرا حين يضرب الساحل الاميركي.
وفي مدينة بومون (تكساس) النفطية التي تبعد حوالى خمسين كيلومترا عن الساحل ويعيش فيها حوالى 114 الف نسمة واخليت من سكانها عمليا, قطع التيار الكهربائي بينما بدأت مولدات الكهرباء تنفجر متأثرة بالصواعق.
وقال مركز رصد الاعاصير ان ريتا سيضرب هذه المدينة بعد ان يمر في بورت آرثر جنوبا, التي يخشى المسؤولون فيها ان تغرق فضيانات المدينة التي تعد مركزا مهما لتكرير النفط. واكد احد رجال الاطفاء في بورت آرثر "نتوقع كارثة".
حريق في غالفستون
وعلى بعد حوالى مئتي كيلومتر غرب بورت آرثر اندلع حريق كبير ليل الجمعة السبت في غالفستون التي تهطل فيها امطار غزيرة وتضربها رياح عاتية تبلغ سرعتها 110 كيلومترات في الساعة. ولم يعرف سبب الحريق الذي امتد الى عدد من المباني في مدينة غالفستون (57 الف نسمة) التي تبعد ثمانين كيلومترا جنوب هيوستن. وتظهر في لقطات تعرضها محطات التلفزيون سحب من الدخان الكثيف والسنة اللهب.
ودفعت الرياح التي بلغت سرعتها ما بين 96 و113 كيلومترا في الساعة ألسنة اللهب عبر اسطح مبان اخرى قريبة وجعلت الشرر يتساقط على رجال الاطفاء مما اجبرهم على الابتعاد، وأتت النار على ما يبدو على احد المباني حتى سوته بالارض تقريبا لكن تم الحيلولة دون وصول الحريق الى مبان تاريخية وعدة منازل مجاورة من الطراز الفيكتوري. وقالت متحدثة باسم المدينة ان احد عمال الاسعاف اصيب بحروق ونقل الى مستشفى قريب.
واغرق رجال الاطفاء المباني بالمياه اثناء صراعهم مع الرياح والامطار ومن المتوقع ان تزداد الاوضاع الصعبة سوءا. وقال ضابط شرطة بجالفستون لمراسل رويترز في الموقع "نتوقع رياحا تبلغ سرعتها 100 ميل في الساعة خلال ما بين 20 و25 دقيقة. انصحكم بالتوجه الى الملجأ".
وقطعت الكهرباء عن معظم انحاء الجزيرة التي سحقت تقريبا في اعصار وقع عام 1900 وقتل ثمانية الاف شخص. واعلنت السلطات الاميركية انها اجلت اكثر من تسعين بالمئة من سكان المدينة التي بنيت في القرن التاسع عشر.
مقتل 24 في حريق بحافلة قرب دالاس
ويوم أمس شهدت منطقة هيوستون حريقا آخر شب خارج دالاس في حافلة تقل عددا من المسنين أثناء اجلائهم خوفا من الإعصار ريتا مما ادى الى مقتل 24 شخصا على الاقل حوصروا بداخلها.
وانفجرت اسطوانات الاكسجين التي كان يستخدمها كثير من الركاب المسنين لمساعدتهم على التنفس مع انتشار النيران. وسمع دوي عدة انفجارات قبل ان تاتي النار على الحافلة لتضئ السماء في الساعات الاولى من الصباح قرب ضاحية بجنوب دالاس.
وحاول رجال الشرطة وسائق الحافلة وحتى بعض المسنين من الركاب انقاذ ركاب اخرين قبل بدء الانفجارات. وقال السارجنت دون بيرتز من مكتب قائد الشرطة في مقاطعة دالاس "كان بعضهم يعاني من استنشاق الدخان الا انهم كانوا يشعرون بالقلق بشأن رفاقهم من ركاب الحافلة".
وكانت الحافلة تقل 38 شخصا من المسنين المقيمين في دار برايتون جاردنز في بل اير. وقالت سيندي سيجيل رئيسة بلدية بل اير "انها ماساة مروعة ان يحدث هذا في الوقت الذي تحاول فيه برايتون جاردنز ان تفعل الشيء الصحيح لنزلائها".
وادت النيران الى اغلاق الطريق السريع رقم 45 الممتد بين الولايات وهو شريان رئيسي للهروب امام من يجري اجلاؤهم بسبب الاعصار ريتا من منطقة هيوستون الى دالاس وما بعدها. وتوقفت حركة المرور لمسافة 32 كيلومترا على الاقل وقام المسؤولون بتوجيه السائقين الى طريق سريع اخر.
وغطي الهيكل المتفحم للحافلة باشرطة زرقاء ولا تزال الجثث بداخلها حتى يتسنى قطرها، وبدأت الهيئة الوطنية لسلامة النقل تحقيقا فوريا. وذكر الشهود ان النار اندلعت في الحافلة بعد قليل من توقفها من اجل تغيير اطار.. وتقع دالاس على بعد 360 كيلومترا شمالي هيوستون.
بوش يلغي رحلته الى تكساس ويتوجه الى كولورادو
وقال البيت الابيض أمس ان الرئيس الامريكي جورج بوش الغى رحلته المقررة الى تكساس لتفادي اي تداخل مع تحركات فرق للبحث والانقاذ قريبة من المنطقة التي يتوقع ان يضربها الاعصار ريتا.. وبدلا من التوجه الى سان انطونيو سيسافر بوش الى كولورادو سبرينجز في ولاية كولورادو حيث سيزور القيادة الشمالية للقوات المسلحة.
وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض ان الوكالة الاتحادية لادارة الطواريء قررت تغيير موقع انتشار فرق البحث والانقاذ من سان انطونيو الى مناطق اقرب من الاعصار، وأضاف "لم نشأ ان نتسبب في ابطاء تنفيذ هذا القرار باي صورة لذا قررنا التوجه مباشرة الى كولورادو".
انتاج النفط في خليج المكسيك متوقف بنسبة 99%
وتبدو التبعات الاقتصادية فادحة حتى الآن للأعاصير التي ضربت أمريكا في الشهر الأخير، حيث اعلنت وكالة ادارة المناجم الفدرالية في موقعها على شبكة الانترنت ان انتاج النفط في خليج المكسيك متوقف اليوم الجمعة بنسبة 99% وانتاج الغاز الطبيعي بنسبة 72% بسبب اخلاء المنشآت الصناعية التي يهددها الاعصار ريتا.
وقالت الوكالة انه تم اخلاء حوالى 77% من 819 منصة مأهولة و67% من 134 بئرا للتنقيب تنشط حاليا في خليج المكسيك، ويمثل ذلك ربحا فائتا بقيمة 1.49 مليون برميل من النفط الخام في حين ان الانتاج العادي في خليج المكسيك يصل الى 1.5 مليون برميل في اليوم.
ومنذ بدء عمليات الاخلاء المرتبطة بالاعصار كاترينا, بلغ الربح الفائت في انتاج النفط 30.28 مليون برميل, اي 5.53% من الانتاج السنوي من النفط الخام في خليج المكسيك. والربح الفائت المتراكم من الغاز الطبيعي بلغ 3.92 مليارات متر مكعب منذ 26 اغسطس/ اب, اي 3.49% من الانتاج السنوي في خليج المكسيك.
خليج المكسيك قد يحقق رقما قياسيا في عدد الاعاصير
وقال خبير في الامم المتحدة ان عدد العواصف الاستوائية والاعاصير التي ضربت خليج المكسيك هذه السنة يمكن ان يشكل رقما قياسيا جديدا بعد رقم سابق سجل عام 1933, في وقت يتجه فيه الاعصار ريتا الى سواحل تكساس.
ووفق المنظمة العالمية للارصاد الجوية, فان 17 عاصفة استوائية شديدة واعصارا هبت هذه السنة من مياه المحيط الاطلسي, في حين ان الرقم القياسي لعام 1933 يبلغ 21، اما الرقم القياسي الاكثر حداثة فسجل عام 1995 مع 19 عاصفة واعصارا.
واوضحت نانيت لوماردا المسؤولة عن برنامج مراقبة الاعاصير الاستوائية في المنظمة ان موسم الاعاصير في المحيط الاطلسي يستمر من منتصف يونيو/ حزيران حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني او بداية ديسمبر/ كانون الاول، وقالت لوكالة الأنباء الفرنسية "لا نزال في ايلول/سبتمبر وامامنا شهران بعد, من هنا امكان تحطيم الرقم القياسي".
ومعلوم ان العواصف الشديدة تغذيها درجات حرارة قارية مرتفعة. لكن لوماردا قالت ان لا شيء يؤكد حتى الان وجود صلة بين هذه الموجة من العواصف وارتفاع حرارة الارض, لافتة الى ان الدراسات في هذا الصدد مستمرة. واضافت "من السابق لاوانه الاعتقاد ان صلة بين قوة العواصف والتبدل المناخي الاستوائي موجودة فعلا او تحمل دلالة".
وتابعت "نتوقع مزيدا من الاعاصير في العقود الاولى للقرن الحادي والعشرين قياسا بالسبعينات والثمانينات, ولكن السبب هو الدورات المناخية التي لا ترتبط البتة بالاحتباس الحراري العالمي". واوضحت انه "استنادا الى تقاريرنا فاننا نشهد دورة طبيعية" مع ازدياد وتيرة العواصف بين الثلاثينات والستينات ثم تراجعها في العقدين التاليين وظهورها مجددا خلال الاعوام الاخيرة
م ن
