[align=center]بيني وبينكم هذا المنتدى[/align]
[align=left]كتب الله لي زيارة رفحاء في رمضان الفائت
فلما أتيتها أحسست أن كل شيء تغير فيها
فجائتني خاطرة مازلت أحتفظ بها وكتبتها في
هذا المنتدى ، وبعد مرور سنة لعل الله ييسر
أن أزورها فما زال شوقي لها لا ينقطع ، ولقد
أحسست بشوق عميق قبيل الأفطار ولا أدري لماذا؟[/align]
لا أدري يا إخواني وأخواتي كيف أخذني الشوق إلى هاتيك الديار وتلك الذكريات التي محيت من الوجود ولم تمحى من ذاكرتي
وفي الوقت الذي يجد فيه الصائم روحانية صومه وينتظر ليفطر على تمرات وقهوة تذهب عنه ضمأ اليوم وجوعه ويحتسب الأجر على الله سبحانه وتعالى وحده فالصوم له وهو يجزي به
أما أنا فللأسف كنت أردد قول القائل
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الشوق نار كاويه = قد ذقت منه عذابيه
الكل يشكو حاله = وأنا سأشكو حاليه[/poem]
اسمعوني يا إخواني وأخواتي ولا أملك سوى هذا المنتدى لأصل إليكم وانثر بأشجاني وأحزاني وذكرياتي في ساحتكم ، واعلم أني أثقل عليكم ولكن نعم الأهل أنتم إي والله
ولا أدري كيف هي رفحا ؟
الفراق يجعل من طول اليوم شهر ومن الشهر سنة ومن السنة قرن بأكمله ، وإذا حرمت من النظر إلى رفحاء سنة كاملة فكأني محروم منها قرن كامل ، ولا أدري متى ينهي هذا القرن دورته لعله يجمعني بأحبابي واهلي في رفحا
لا تنكروا علي إي والله لا أدري كيف هي رفحا ؟
ففي رمضان العام وهو آخر عهدتي برفحا أتيتها ولكني أنكرتها وكأني التائه الذي دخل مدينة ولا يدري أهي التي وصفت له أم لا فراح يبحث عن علامات فيها ذكرت له ، فلما وجدها وعرفها عرف أنه في المدينة التي يريد
وذاك هو أنا !
تغير فيها كل شيء حتى الثوب الذي كانت تلبسه و المكياج الذي تتزين به فأنكرتها ولكني أيقنت أنها هي التي أفتش عنها وما زلت أحتفظ بحبي لها ، وهل الحب إلا للحبيب الأول؟
لقد ولد من كان مجهولا ، وكبر من كان صغيراً ، وشاخ من كان شاباً يافعا،
أما الشيخ الكبير الذي كنت استمتع بحكواته فلم أجده ! ووجدت عصاه أكلتها دودة الأرض ، و ( خرزات) السبحة قد انتثرت في ( البرحة ) التي كان يجلس بها .
ياالله
حتى صاحبي الصغير الذي كان يجري وراء سيارة والده يريد ليركب بحوض السيارة ، صار أولاده يركضون وراء سيارته ...........
درت دورات وسحت فيها وفكرت أين مدرستي التي عشت فيها 6 سنوات هي العمر كله بالنسبة لي تعلمت فيها كيف أفرق بين الألف والباء ، وكيف أحسب للعشرة بلا تقديم ولا تأخير
وتعملت الفاتحة التي طالما تمنيت أن أحفظها وأنا اسمعها من الإمام في المسجد وأخي في البيت
وتعلمت كلامات هي العقيدة كلها ( الله الذي أوجدني من عدم ورباني بالنعم ) ( الله الذي خلقني وخلق السموات والأرض)
تلك هي مدرستي ( عمرو بن العاص ) بحثت عنها وتتبعت أثري في الصباح البارد واليوم الماطر فاعترضني جامع كبير في الطريق (جامع الوليد بن طلال بالمحمدية)
فتذكرت تلك الساحة الكبيرة التي كانت يوماً من الأيام فضاء بلا بناء ، وكانت تمتلى بمياه الأمطار وكم كنى نعاني حتى نصل إلى المدرسة
تجاوزت ذلك الجامع وواصلت تتبع الآثر حتى وصلت إلى المدرسة وقد لاح فيها الشيب وأتعبها طول الأيام ومر الأجيال وراء الأجيال وهي باقيه شامخة والأجيال تذهب ولو أبصرت مدامعها وهي تسيل على فراق أبنائها لما تمنيت النجاح وشهادة الأبتدائية .
أقتربت منها وشممت رائحة ( فلافل أبو عاصم) ، وكم كنا نترقب رنة الجرس لننطلق إلى الفسحة كأنا قوم جوعى ما أكلوا منذ ثلاثة أيام ، وكم كانت عقولنا صغيرة ونحن نزدحم على باعة الفلافل بل ويستضعف بعضنا بعض ليأخذ مكانه ، ولو أنتظر لشترى وأكل وشبع ولعب ( هريبه) ولكنها العقول الصغيرة ، وأين أبو عاصم اليوم ؟
كانت الأبواب مغفلة للأسف وكان الوقت ليلاً ولو أردت أن اتسلق لبت ليلتي في أحد السجون ولو ذكرت لهم أنها استرجاع عشر سنوات مضت لذهبوا بي إلى مستشفى المجانين !!
ولكني أخترقت تلك المدرسة بمنظرها وجمالها فارتميت في أحضانها وهي اللي كانت توحي إلى بالماضي الذي لن يعود
تجولت في تلك الفصول وشاهدت أساتدتي الذين علموني وزملائي الذين كانوا يجلسون معي في اليوم أكثر من 6 ساعات ونظرت إلى لوحة الشرف ورأيت صورتي من بين تلك الصور
ولكنه وآسفا كان خيال ولم يكن حقيقة فأساتذتي لا أدري في أي أرض هم وزملائي فرقتنا الأيام فلا أذكر منهم إلا القليل وصورتي أخذ مكانها طالب آخر .
نزلت إلى الدور الأول وشاهدت تلك الساحة التي كنا نصف فيها في الصباح الباكر لنسمع الإذاعة الصباحية ولقد رأيتني وأنا أمسك بكتاب القراءة والأناشيد وأنتظر دوري لألقي على المسامع أنشودة ( نسيت عنوانها وكلاماتها) حيث أمضيت اليوم السابق في تكرارها على أهلي حتى ملو مني وستعاذوا من تلك الساعة التي اشترك فيها بالإذاعة!
لم أستطع أن أطيل في مدرستي فكلما عشت مع ذكرى انتبهت بعدها فإذا هي خيال بل ماضي جاء لتوه أمامي ثم مضى وقال لي أتيت لأذكرك
خرجت منها وذهبت غير بعيد ، ذهبت لأتجول في ( البسطة) وابحث عن شماغ كنت أشتريه وأنا صغير عليه سيفين ونخلة مذهبتين ، ولكن وآ آسفاه لم أجد تلك البسطة
ولا أدري أنسفتها المدنية ، أم واكبت التقدم فنمت وتطورت وصارت على ماصارت عليه اليوم ،
لم أجد ( البسطة) ببساطتها وبساطة مبيعاتها ولم أجد صاحب المكسرات الذي كنت أحلم وأتمنى أن يكون ذلك المحل لي وكم كنت أتمنى أن تتقدم الأيام وتتسارع حتى افتح محل بجانبه!!!!!!!!!!!!!
أماتت البسطة وولد سوق العلاوي !!!
وهل سيموت سوق العلاوي ويولد غيره !!!!
وإذا تغيرت البسطة بأي حال من الأحوال فما بال الناس !!!!!!!!!
لماذا تغيروا ؟
تغيروا في أشكالهم ولباسهم وصاروا يغدون ويرجعون وأيديهم لا تنزل عن أذانهم !!!!
ولقد كنت أبصر وأنا صغير رواد البسطة من الشيبان والعجائز فمالذي حدث لهم
أين هم؟؟
أصغروا وصاروا شباباً وشابات ، أم ذهبوا كما ذهبت البسطة!!
واليوم ابصر رواد الأسواق من الشباب والشابات فهل سيذهبون مع العلاوي إذا ذهب!!!!
لم أجد البسطة
ولم أجد الشماغ
فلماذا البقاء إذاً
أكملت طريقي ودجيت في المدينة ، وحدثت نفسي أن أجد ( شبه) في خيمة أو بيت شعر تنسيني الهم والذكريات الغابرة
تلمست طريقاً ، بل سلكت طرقاً لعل واحداً منها ينتهي بي بها ولكني لم أجد !!!
أين ذهبت( الشبات)!!
أين رحلوا !!
وفي أي دار حلو!!
أهي رفحا أهي هي !!
نعم هي ولكن الناس ليسوا هم؟
أين تعيش يا أبا معاذ ؟
إذا كانت الشمس بضخامتها تجري أتريد الناس على صغرهم مكانك راوح ؟
وما (الشبات) إلا من أحاديث الماضي وما أظنها تعود ،
أنك لا تفهم العولمة أيها المسكين ، ولم يفهمها الناس ولو علموها لما عاشوا معها جنباً إلى جنب
يا أبا معاذ كل شيء يتغير ، حتى نفسك التي بين جنبك تتغير
ولو فتشت في نفسك لكان أسلم من أن تفتش سني مضت في رفحا
يالله ! إني أحس كأني جننت حقاً