الدرس الأخير من سلسلة : مايهم الأنام ..من.. أحكام الصيام
الدرس الأخير من سلسلة : ما يهم الأنام في أحكام الصيام
17ـ سنن الصيام :
1.تعجيل الفطر لقوله عليه الصلاة والسلام [ لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ] ويقول الله تعالى في الحديث القدسي [ أحب عبادي إليّ أعجلهم فطراً ] والمعتبر في ذلك غروب الشمس لا التقويم أو الأذان فلو غربت الشمس ولم يؤذن المؤذن فإنه يفطر وغروب الشمس المراد به غياب قرص الشمس من أعلاه حتى لو كان هناك ضياء أو نور على الأرض .
2.السحور قال صلى الله عليه وسلم [ تسحروا فإن في السحور بركة ] والبركة هنا تشمل المعنوية من صلاة الله وملائكته على المتسحرين كما في الحديث والنزول الإلهي للسماء الدنيا كل ليلة وتشمل الحسية لما يكون في السحور من تقوية البدن على تحمل ما يحصل في الصوم من جوع وعطش ونحوه . ويتحقق السحور بقليل الطعام وكثيره ، ومن السنة تأخير السحور لحديث [ لا يزال الناس بخير ما أخروا السحور ] وحديث زيد بن ثابت قال : تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قيل :كم كان بينهما قال : قدر خمسين آية ] وحديث [ إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم قيل : كم كان بينهما قال : فقط إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا ] .
3.الفطر على رطب أو تمر أو حسوات من ماء لحديث أنس [ كان رسول الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن فعلى تمرات فإن لم يكن حسا حسوات من ماء ] وكون الفطر على التمر أولاً لما فيه من البركة غير خاصية الحلاوة الموجودة فيه فلو لم يجد التمر وعنده عنب أو عسل فإنه يقدم الماء ويفطر عليه دون العنب أو العسل .
4.الدعاء سواء عند الفطر أو أثناء الصيام ومما ورد عند الفطر قول : ذهب الضمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله . أو اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت . أما حديث [ إن للصائم دعوة عند فطره لا ترد ] فهو ضعيف لكن يعوض عنه بحديث [ ثلاثة لا ترد دعوتهم.. وذكر منهم الصائم ] .
5.يسن لمن شاتمه أو قاتله قول : إني امرؤٌ صائم . لحديث [ فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤٌ صائم ] يقول ذلك جهراً سواء في صوم الفرض أو النفل وذلك لفائدتين :
1. بيان أن المشتوم لم يترك المقابلة بالشتم إلا لكونه أنه صائم وليس لعجزه لأنه لو تركه لعجزه لا استهان به الآخر .
2. يذكّر الشاتم بأن لا يشتم أحداً آخر فلربما يكون المشتوم صائماً .
6. الاعتكاف وهو سنة مؤكدة .
7. الزيادة من أعمال البر والخير كقراءة القرآن والصدقة والصلاة والتراويح وجميع ما يقرب إلى الله .
18ـ مكروهات الصيام :
1.المبالغة في المضمضة والاستنشاق لحديث [ وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ] .
2.الوصال بين اليومين مكروه وجائز إلى السحر لنهيه صلى الله عليه السلام حيث قال [ لا تواصلوا فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر ] .
19ـ الاعتكاف :
أ . تعريفه : لزوم مسجد بنيّة مخصوصة لطاعة الله .
ب . حكمه : سنة مؤكدة ويجب بالنذر .
ج . شروطه : 1. النية فهي شرط لصحة الأعمال .
2. أن يكون في مسجد تقام فيه جماعة أما حديث [ لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ] فهو ضعيف وعلى فرض صحته فالمراد به لا اعتكاف كامل أو تام .
وبالنسبة للصيام فالصحيح أنه لا يشترط لصحة الاعتكاف فلو اعتكف رجل في غير رمضان جاز فعله ولا ينكر عليه لأن عمر رضي الله عنه استفتى النبي صلى الله عليه وسلم بأنه نذر أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام فقال :أوف بنذرك . والليل ليس محلاً للصيام ، لكن الاعتكاف في رمضان مسنون لفعله عليه الصلاة والسلام .
د . موانعـه : 1. الجماع .
2. الخروج من المسجد وله أحوال :
1.الخروج لأمر لابد منه طبعاً كقضاء الحاجة أو شرعاً كالوضوء فهذا جائز إن لم يمكن فعله في المسجد .
2.الخروج لأمر ينافي الاعتكاف كالخروج للبيع والشراء فهذا لا يجوز له أن يفعله لا بشرط ولا بغيره .
3.الخروج لأمر طاعة لا يجب عليه كعيادة المريض أو شهود الجنازة فلا يفعله إلا إذا اشترط من بداية الاعتكاف .
هـ . من نذر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان فيدخل المعتكف من قبل غروب شمس ليلة واحد وعشرين ويخرج بغروب شمس ليلة العيد .
و . المقصود من الاعتكاف هو التفرغ لعبادة الله وقراءة القرآن واجتماع النفس عند عتبة العبودية والانقطاع عن كل ما يشغل واستغلال الوقت بما هو نافع ومفيد .
20ـ زكاة الفطر :
أ . حكمها : فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الفطر من رمضان .
ب . على من تجب : تجب على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين ويستحب إخراجها عن الجنين لفعل عثمان رضي الله عنه .
ج . الحكمة منها : طهرة للصائم من اللغو والرفث ، وشكر لله على إتمام الشهر ، وطعمة للمساكين ومشاركتهم إخوانهم الأغنياء فرحة العيد .
د . مقدارها : صاع من طعام مما يقتاته الآدميون عن كل شخص ، ولا يجزئ في إخراجها الدراهم أو الفرش أو اللباس ومقدار الصاع بالكيلو : كيلوين وأربعين غراماً .
هـ . وقت إخراجها : يجب إخراجها قبل صلاة العيد والأفضل يوم العيد قبل الصلاة وتجزئ قبله بيوم أو يومين ولا تجزئ بعد صلاة العيد وتكون صدقة إلا من عذر .
