إني أحـــــــــــــــــــــــــــب..........
[align=center]إذا كنت نائماً في فراشك في الليلة الشاتية وسمعت صوت المؤذن ينادي لصلاة الفجر فإنه ينازعك منازعان ، احدهما يزين النوم لك ، ويقول لك ( برد نم يارجال) ، ( الصلاة لاحق عليها) والآخر يناديك بنداء النصح والشفقة ويقول لك ( حرام عليك ليه ماتصلي مع المسلمين) ( البرد أهون من العذاب يوم القيامة ، قم صل ) فمن تجيب؟[/align]
[line]
[align=center]إني أحب.........[/align]
في هدوء الليل ، وفي الفراش الدافئ ، والعين نائمة بعد ليل طويل من السهر ، وفجأة ينبعث في هذا الكون من كل جهة منادي ينادي
[align=center]الصلاة خير من النوم[/align]
[align=center]الصلاة خير من النوم[/align]
هنا لن يستجيب إلا المحب
ومن هو المحب يا اخواني ويا أخواتي
المحب هو من تحرك قلبه نابضاً بحب الله سبحانه وتعالى
تهون بعينيه الدنيا بزينتها وزخرفها وحلاوتها بجانب الحب الكبير في قلب المحب لله
يقوم من فراشه ولا يبالي
ويتوضأ ولا يبالي
ويخرج من منزله في شدة البرد ولا يبالي
، لأن ذلك كله يهون بجانب الحب الكبير لله سبحانه وتعالى
يدخل المسجد وكأنه داخل جنة ذات ظلال وارفة ،
يقف لله وينظر إلى موضع سجوده وهو في غاية الشوق لأن يضع جبينه على الأرض من أجل الله ، فإذا هوى في السجود عاش في عالم آخر ، عاش مع من يحب ، عاش مع الله ، ولو نزلت من عينيه الدموع فإنه في غاية السعادة ، لأنه يظن أن الله راض عنه وذاك كيفيه
في صلاته يعيش لحظات ساكنة ، واقف لله ، مسافر إلى عالم الروح ،
هو في المسجد ولكنه بالجسد ، أما الروح فإنها مسافرة ،
تسافر إلى هاتيك القرون المفضلة لتبصر محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقول لبلال ( ارحنا بها يا بلال)
يبصر محمد صلى الله عليه وسلم وقد سالت مدامعه على وجناته الشريفه ، وصوته كأنه أزيز مرجل
يبصر تلك الصفوف المرصوصة وقد بان من بينها صوت أبو بكر الآسيف بالبكاء ، ومدامع عمر التي رسمت خطين آسودين ،
صفوف ثابته مرصوصة لايحركها إلا شيء واحد ، تنتفض من شدة البكاء
تلك الصفوف يا قوم كلها تحب الله وتحب لقاء الله وتخشى لقاءه والمحب يخشى لقاء الحبيب
وتنتقل تلك الروح المسافرة من هاتيك القرون إلى هاتيك الجنان
وهنا أقف وتقف تلك الروح فلا نستطيع نصف روعتها وجمالها ، ولكن الروح تشم ريحاً عبقه رائعة فاحت من تلك الجنان فزادتها شوقاً وحباً لتلك الجنان ، اي وربي الجنة حق ، والمحب يخاف والله عز وجل يقول ( ولمن خاف مقام ربه جنتان )
ويسجد الجسد لله ، فتعود تلك الروح من سفرها وتحس بالقرب من الله فتدعو بصوت خافت لا يسمعه أحد سوى الله
( يارب ، أنت تسمع صوتي وترى مكاني ، وتعلم أني ضعيف بغيرك قوي بك ، يارب أني أحبك وأحب لقائك ولكن لا أملك لذلك سبيلا ، مالم تعني على نفسي الأمارة بالسوء ، يارب لاتكلني لنفسي طرفة عين ولا اقل من ذلك ، لكي لا أغفل عنك ، وانشغل بغيرك ، يارب امنيتني الوحيدة في هذه الدنيا أن ترضى عني وذاك يكفيني )
.