[align=center]فـظـاعـة الإشـاعـة ؟؟؟؟
أيها السادة الكرام
في منتدانا الطيب
بعد السلام
وفائق الاحترام
تذكرت بالإشاعة التي انتشرت في رفحاء الأسبوع الماضي حادثة الإفك تلك التي بنيت على إشاعة
فظيعة من رأس الحاقدين والمنافقين عبدالله بن أبي بن سلول وعانى منها سيد الخلق عليه الصلاة
والسلام والمجتمع المدني المسلم شهرا كاملا .
لقد كانت تلك الإشاعة والحادثة سببا في نزول أول الآيات من سورة النور حيث برأت ساحة
الصديقة العفيفة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها وبينت المنهج الشرعي في التعامل مع
الإشاعات حتى لا تؤثر في المجتمعات المسلمة وتكون سببا في التفرقة وظلم الآخرين وحتى يبقى
المجتمع المسلم متآلفا متماسكا يقظا .
وكانت تلك التوجيهات في طريقة التعامل مع الإشاعات تدور حول أربعة نقاط :
أولها : أن يقدم المسلم حسن الظن بأخيه المسلم وقد ورد هذا في قوله تعالى : ( لولا إذ سمعتموه
ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا ... )
وثانيها : أن يطلب المسلم الدليل والبرهان على صدق الإشاعات فلا يكفي مجرد السماع ويؤخذ هذا
من قوله تعالى : ( لولا جاؤا عليه بأربعة شهداء .... )
وثالثها : عدم نشر الإشاعة وترويجها بعد سماعها ويؤخذ هذا من قوله : ( إذ تلقونه بألسنتكم
وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم .... ) فقوله تلقونه بألسنتكم يعني أنكم تنشرونه بعد سماعكم له
مباشرة دون أن تعرضوه على عقولكم فكأن التلقي باللسان مع أنه ليس مصدرا للتلقي وإنما للنشر .
ورابعها : لم يرد في سورة النور وإنما ورد في سورة النساء في قوله تعالى : ( وإذا جاءهم أمر من
الخوف أو الجوع أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه
منهم ...... ) حيث بين الله أن في رد الأخبار الى ولاة الأمر والعلماء وذوي الشأن أمانا وكفاية
لأنهم القادرون على كشفها وبيان حقيقتها .
نعود إلى قضيتنا في رفحاء والتي سرت بين الناس سريان النار في الهشيم فلم تترك بيت مدر ولا
حجر إلا دخلته بلسان كذاب أو رسالة جوال فنسأل هذا السؤال :
هل طبقنا المنهج الشرعي في التعامل مع الإشاعات مع هذا الإشاعة التي كانت حديث الناس
الأسبوع الماضي ؟؟؟؟
لا شك أن الجواب : ( لا )
وزاد الطين بلة والداء علة ما نشر في بعض الصحف بقصد أو بغير قصد مما يحتم على أهل
الإعلام من أحبتنا أبناء رفحاء أن يراعوا هذا الأمر ويحسنوا صياغة الخبر وسياقه بطريقة لا توقع
اللبس عند المتابعين ولا يكن هم احدهم الإثارة فقط !!!!!!!!!
ودعوني يا أيها السادة أذكر لكم شيئا مهما اكتشفته في هذا الحادثة :
وهو أن أكثر الناس عند انتشار إشاعة ( ما ) يصابون بفيروس خطير تتعطل معه ( آلات التفكير )
وتنقطع بسببه ( أنسجة العقل ) فيعيش الكثير ويتعاطون الإشاعة بلا عقل وبلا تفكير .
ودعوني أعود بكم إلى الإشاعة المذكورة لأبين لكم هذا من خلال سرد بعض فصولها :
ــ هذه القصة صيغت فصولها وأحداثها في أسبوع واحد ( من الاعتداء والقبض وإصدار الحكم
وتنفيذه ) .
وأنا أتساءل يا أيها السادة الكرم : ألسنا نعيش في هذا البلد من ولادتنا ؟؟ وقد عرفنا أنظمته
وإجراءات المعاملات فيه ؟؟
متى كانت قضايا القتل والقصاص تتم بهذه السرعة وعلى هذا النحو ؟؟؟ هل سمعنا أن مجرما مهما
كان نوع جريمته قبض عليه وحكم عليه ونفذ الحكم في أسبوع ؟؟؟ أليست مثل هذه القضايا تحتاج
إلى شهور بل وإلى سنين ؟؟؟
أين العقول ؟؟؟؟؟؟
ثم يا سادتي الكرام : أليس المحل الذي دارت حوله الإشاعة موجودا بيننا وعماله معروفين ؟؟؟
أليس زيارة المحل وعدم إغلاقه ووجود كل عماله كافيا في إبطال هذه الإشاعة ودليلا على كذبها بل
وسخفها ؟؟؟
نعم إنها إشاعة بنيت على قصة سخيفة لم يحسن صاحبها صياغة فصولها ، وما كان لها أن تنتشر
وتكون سببا في تجمع أولئك الحمقى والمغفلين لولا أنها سرت بين أناس فارغين ومخترقين يعيشون
بلا عقل ولا تفكير فإنا لله وإنا إليه راجعون !!!!!!!!!
وتقبلوا تحيات نفح الطيب
.
[/align]