نحن الجنات ياغصون

نحن الجناة يا غصون

د. سعد عطية الغامدي
عاشت غصون عشر سنوات في عذاب مستمر على يد أبيها وزوجه، وسعى عمها في رفع هذا العذاب بالنصح والتحذير، فآل الأمر الى تعهد على العم في الشرطة بعدم التدخل.. شكت غصون مراراً الى صاحب العمارة رجاء إنقاذها.. فأعلن عجزه.. الى أن قتلها تعذيب أبيها وزوجة أبيها لها..
وقبل غصون اخريات
وبعد غصون اخريات
فماذا نحن فاعلون !!!

نحن الجناة .. يا غصون ..
كلنا..
ونحن يا غصون مجرمون
في صمتنا جريمةٌ
وفي كلامنا
وفي بكائنا
وكيف ما نكون
نحن الجناة كلنا..
****
كم من غصونٍ .. يا غصونُ..
قبلُ..
قد تجرّعت بالقسوة المنَونْ
كم من غصونٍ..
تصرخ الآن ونحن صامتون ..
كم من غصونٍ غضّةٍ
يسومها البلاء .. والدٌ حنون !!
وزوجة الى جواره مصون !!
وامّها هناك في سكون ..
تقاوم الظنون بالظنون ..
****
نحن الذين في الحياة ميّتون
ونحن من جريمة الى جريمة
مسافرون ..
****
عشر سنين ..
يا غصون ..
في الأتون ..
وانت نطفة
وانت طفلة
وانت جثة
ونحن نتقي اللهيب في بلاهةٍ ونغمض الجفون
****
عشر سنين
يا غصون !!!
يا ويحنا .. كم نحن سيئون !!
تستصرخين يا غصون كل يوم
ونحن معرضون
صرخت في وجوهنا..
ونحن جامدون..
صرخت في قلوبنا
ونحن باردون
صرخت في عيوننا
ونحن غافلون
تباً لهذه الوجوه .. والقلوب
والعيون
يا غصون
تباً لنا كم نحن مجرمون ..
كم نحن كاذبون ..
نحن جميعنا ابوك
هذا المجرم الخؤون ..
ونحن زوجة
و سرّها المكنون ..
ان افلتا من القصاص
تحت رحمة القانون ..
او نعما بالعيش
برهة في فسحة السجون
وفي غد ستوقفيننا
جميعنا ..
ونحن ناكسو الرؤوس ..
كي نسدّد الديون