التقيتهم 00000 الحلقة الأولى
الحلقة الأولى:
يقدر الله للإنسان اللقاء ببعض الكبار ويحصل أمامه مواقف له أو لغيره فيبقى أصل هذه المواقف في الذاكرة ويذهب أكثره وأنا أحاول جهدي أن أستحضر بعض المواقف من حياة رجال التقيتهم مما حصل أمامي وأجعلها على حلقات متتابعة بعنوان ( التقيتهم ) أسأل الله تعالى أن ينفع بها من كتبها وقرأها
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
كل من سمع كلام الشيخ وحديث الناس عنه تمنى لو تشرف بلقائه ولو مرة واحدة هذا الرجل الذي أحبته القلوب وأجلته النفوس فقد كان لي شرف اللقاء بهذا الرجل مرات منها
أنني زرته في مكتبه في الإفتاء بالرياض ليس إلا للجلوس معه ولسماع حديثه
استأذنت بالدخول عليه في مكتبه وجدت عنده قريبا من خمسة أشخاص وكاتبه بجواره
قام إليه شاب عليه سيما الصالحين يريد من الشيخ أن يشفع له في الدراسة في كلية الشريعة
قال الشيخ لكاتبه أكتب له إلى مدير الجامعة
وقام إليه رجل كبير السن جاء من منطقة بعيدة يدعي أنه مظلوم ويريد من الشيخ أن يكتب له إلى خادم الحرمين بمظلمته
قال له الشيخ نكتب لك إلى أمير منطقتكم
قال الرجل لا يا شيخ أريد الملك
قال نكتب للأمير عبد الله ( ولي العهد آنذاك )
فقبل الرجل ذلك
قال الشيخ لكاتبه أكتب له كتابا لولي العهد وأرسله عن طريقنا لضمان وصوله له
وقام أخر يذكر منكرا في مدينته ويستشير الشيخ في الإنكار فوجهه الشيخ بما يناسب المقام
ثم أداروا البخور في مجلس الشيخ، وقبل صلاة الظهر نهض من مجلسه ودعى الجميع لتناول
طعام الغداء معه في منزله بعد الدوام.
فقمت منصرفا من مجلسه وقد زاد قدر هذا الرجل في نفسي فرحمه الله وغفر له واسكنه فسيح
جناته.
والتقيته رحمه الله في الحج في منى تحديدا،
أتاه اثنان من الحجاج المصريين أتوا إلى الشيخ فكان احدهم يستفتي
فسأل الشيخ المستفتي يستوضحه في مسألته فرد صاحبه الذي بجواره
فقال الشيخ : أنت السائل ؟
قال: لا أنا صاحبه.
قال الشيخ : دعه هو يتكلم هو اعلم منك بمسألته
وجاء آخر يريد أن يرمي عن امرأة معه في الحج
فقال الشيخ : ليس كل النساء يرمى عنهن فالمرأة القادرة عليها أن ترمي بنفسها
ثم قال : بعض النساء أقوى من بعض الرجال فضحك الناس
ثم جاء رجل قد ضاقت عليه نفسه وقد اندفع إلى الشيخ بقوه وهو يرفع صوته معتقدا
انه لا حج له
فقال ياشيخ: من زحام السيارات لم نصل مزدلفة إلا ضحى يوم العيد ففاتنا المبيت بمزدلفة
فهل لنا حج؟
فقال له الشيخ: المبيت بمزدلفة من واجبات الحج،ويسقط بالعجز عنه .
قال:وهل علينا شيء ياشيخ ؟
قال الشيخ : ليس عليكم شيء مادام إن هذا خارج عن إرادتكم.
قال الرجل : وهل علينا دم ؟
قال الشيخ : ليس عليكم شئ .
فقام الرجل وقد انبسطت أساريره وهو يلهج بالدعاء للشيخ بأعلى صوته.
رحمك الله ياشيخ عبد العزيز رحمة واسعة وجعلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
انتظرونا الحلقة الثانية مع
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله