السجود والسجائر

باتجاه الأبيض



«أبو بر» رجل صلب، مثله مثل كل الرجال الذين يتعاملون مع الصحراء وشؤون الصحراء الجافة. أتذكَّرُ أنه كان في وقت من الأوقات مدخناً شرهاً، وكنت دوماً أتساءل لماذا هو بهذه الشراهة؟!! ولأنني لا أحب التدخل في الأمور الشخصية لأي كائن كان، فلم يسبق لي أن طرحت عليه هذا التساؤل.
في تلك الأيام، اعتدت قبل أن أدخل عليه في ملحق بيته، أن أشم رائحة السجائر من الباب الخارجي. لكنني في ذلك اليوم التاريخي، شممت روائح البخور والعطور العشبية المميزة.

سألته وأنا أدخل عليه:

- ما هذه الروائح الزكية يا أبا بر؟!

أجابني:

- خلاص، ان شاء الله ما تشم غيرها في بيتي؟!

- ماذا تقصد؟!

- ربك استجاب لي وبطّلت المعفّن اللي كنت أدخنه.

جلست الى جانبه والدهشة تعقد لساني.

- أبوبر يقلع عن التدخين؟! هذا حدث تاريخي يجب أن تتسابق عليه وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، لكي تظفر بالطريقة التي استخدمها مدمنٌ مزمنٌ على السجائر مثلك، لكي يقلع عن التدخين.

- والله يا ابن الحلال ما غير رحمة ربك. كنت جالس بالحوش مسيَّان، والهواجيس تاخذني يمين ويسار. كان يوم اربعاء . قلت بخاطري أبصوم بكرة صوم تطوع. يوم الخميس بعد المغرب ، أفطرت و رحت للمسجد . تسنَّنت قبل الصلاة، وفي السجود دعيت ربي يغفر لي أذيتي اللي آذيت فيها عيالي وربعي ومالي ونفسي بسبب هالدخان اللي كنت ألطّه ليل نهار. ترجيت ربي يعصمني منه ويثبّتني على تركه. ومن يومها كل ما يهفّني الشيطان لسيجارة، أتذكر سجودي لرب العالمين ، ثم أخجل من نفسي .
بقلم سعد عبدالله الدوسري ـ الرياض

[align=center]يعطيك العافيه البرنس

ليت كل المدخنين يحذون حذو «أبو بر»[/align]

جزاك الله خير

الله يصلح احوال جميع المدخنيين

الله يعافيكم ومن شرب السجائر ينجينا وينجيكم

اللهم امين ...... لجميع المدخنين .