جلوريا أوريو نموذج يستحيل تطبيقه في الشرق الأوسط الكبير !!!
[align=center]ذات مساء
كنت أتجاذب أطراف الحديث
مع أحد المسئولين التنفيذيين ومن أصحاب الجواز الدبلوماسي
في وزارة الخارجيه السعوديه
وقادنا الحديث عن السفارات السعوديه في الخارج
فقال لي بالحرف الواحد سفاراتنا في الخارج من أضعف السفارات في العالم
في إهتمامها بشئون رعاياها على الرغم
من توجيهات القياده الكريمه لعموم السفراء بالوقوف بجانب السعوديين
وتذليل الصعوبات التي تواجهم وخصوصاً فيما يتعلق باستيقافهم
على ذمة قضايا جنائيه أو سلوكيه في دول أخرى
تذكرت هذا الكلام عندما نقلت لنا وسائل الإعلام المختلفه
عن قيام السلطات الألمانيه بطرد أحد الموظفين الألمان من عمله
في مطار برلين على خلفية إعتدائه بالسب والشتم على إمرأه سعوديه
محجبه
المفارقه العجيبه أن السفاره السعوديه وعلى غير العاده
وقفت بكل قواها وإمكاناتها الماديه والقانونيه وعلى غير المعتاد
من سفاراتنا المصونه في الخارج مع هذه المرأه وقضيتها العادله حتى تحقق المراد
ولأن الشعره البيضاء في الرأس الأسود تبين
والشامة السوداء تزيد الشابة الحسناء جمالاً وبهاء
فإن هذا الجهد المشكور من سفارة المملكه العربيه السعوديه تجاه أحد رعاياها
يحتم علينا جميعا شكر من أحسن الصنيع تنفيذا لسياسات فاضله من قياده واعيه
للأسف الشديد لم تنفذ في أحلك الظروف
في مقابل ذلك حدثني أحد رجال قبيلتي عن معاناته مع سفارة
المملكه في أحد الدول العربيه حيث بقي في التوقيف أكثر
من عشرة أيام وذلك لقطعه إشاره ضوئيه
وكان عند دخوله التوقيف وجد أحد الأشخاص من جنسيه
خليجيه موقوف لنفس السبب فقام هذا الخليجي بالإتصال بسفارة دولته
لترسل على الفور مندوباً لها لتقصي الأمر ولم يأتي المساء حتى خرج هذا
الخليجي بكفالة سفارة بلاده
فما كان من قريبي السعودي الا أن اتصل بالسفاره السعوديه
كما فعل صاحبه الخليجي وبعد أن كلم أحد المختصين في السفاره
شارحاً له الوضع صعق حيث قال له مسئول السفاره
تستاهل من قال لك تقطع الإشاره
رغم عدم رضانا عن كثير من تصرفات السعوديين وخصوصا الشباب في الخارج
الا إنه ليس سرا القول بأنه وللأسف الشديد هناك الكثير من السعوديين إنقطعوا في الخارج
يسكنون حدائق المنامه وأزقة بومباي وعمارات دبي تحت الإنشاء ولايملكون مايبلغهم بلادهم
ولم يقدم لهم شيئاً مذكورا من قبل سفاراتنا الموقره
على الرغم من أن هولاء من أبناء السبيل الذين عدهم الله من أهل الزكاة الثمانيه
يجب أن يتعامل مندوبينا في الخارج مع أبناء جلدتهم تعامل الموجه المشفق الذي
يمنع الظلم والغبن عمن أوكل ولي الأمر رعايته اليه وإن استطاع يمنعه من ظلم نفسه
وتدنيس شرفه كذلك إحقاقا للمبدأ النبوي (( انصر أخاك ظالماً أو مظلوما ))
دعونا نضرب المثل في بلدنا ومن خلال ماتراكم في أذهاننا من خبرات مختلفه
وأسألوا أهل الاختصاص إن شئتم
لن نضرب المثل برعايا أمريكا ولا أوروبا ولا استراليا ولا كندا ولا غيرهم
بل بالفلبين فلو تعرضت خادمة فلبينيه لمظلمة حقيقيه أو مزيفه وأشتكت لسفارتها
فإن السفاره وبكل ما أوتيت من صلاحيات تقف الى جانبها حتى تحصل على
حقها بل أحيانا تحصل على أكثر من ذلك
والفرق هي نظرة التقدير من اولئك القوم لأنفسهم وأبناء جلدتهم
وأعتزازهم بذلك
هل تتذكرون في زمن مضى كيف إن أسرائيل تستبدل رفات جنودها
المقتولين ولو قبل سنين بأسرى من العرب أحياء بل تستبدل الجثه الباليه
لجندي يهودي بعشرات الأسراء العرب
وهذه قمة الإهانه وهي ناشئه من نظرة كلٍ لنفسه
ألم يقل الشاعر
قتل إمرءٍ في غابة ****** جريمة لاتغتفر
وقتل شعبٍ كاملٍ ****** مسألةٌ فيها نظر
وللأسف نحن المسألة التي فيها نظر
قبل سنتين أو أكثر لا أدري بالتحديد عندما هددت المقاومه العراقيه
بقتل أحد المواطنيين الفلبينيين مالم تنسحب الفلبين من العراق
قامت رئيسة الفلبين جلوريا اريو وعلى الملأ بإعلان الإنسحاب مضحيةً بمصالح
بلادها مع أمريكا في سبيل حقن دم شخص فلبيني واحد
هذا السبب وهذه النظره هي التي جعلت نفس الرئيسه تحضر للمملكه العربيه السعوديه
وتعود ومعها أكثر من أربعمائه من المجرمين الفلبينيين
إستطاعت أن تفك أسرهم وتحصل على العفو الملكي لهم
إن جلوريا أريو نموذج مستحيل تطبيقه في الشرق الأوسط الكبير
ليس لأن المرأه في الإسلام لاتتولى الولاية العامه
ولكن لأن الكثير من الشعوب المسلمه لايوجد فيها
من يستحق المعامله الإنسانيه الا شخص واحد
هو سيادة الرئيس[/align]