يا أهل محافظتنا الغالية رفحاء تعالوا إلى كلمة سواء !!!!!
رفحاء منا ونحن منها، لا ننسى أفضال هذه المدينة الغالية برجالها ومؤسساتها على أهلها وعلى القرى المجاورة لها، ولقد استفدنا منهم الكثير والكثير، ولا زلنا نحبهم ونقدرهم ونسأل الله أن يحشرنا وإياهم في ظل عرشه ومستقر رحمته .
ورفحاء بتقدمها ونهضتها الفكرية والعلمية سبقت عمرها بكثير في الحقيقة، وهذا بفضل الله ثم بفضل هؤلاء الرجال الذين بنوا وأسسوا وساهموا ، وقد ننسى بعضهم عندما نذكرهم بأسمائهم ولكن رب العباد لن ينساهم.
وحيث أني أرى في الفترة الماضية حراكاً ثقافياً واضحاً في محافظتنا الغالية، ومراجعة لبعض الأمور التي كانت سائدة ، وتعبيراً عن بعض الآراء المتعارضة سواء من خلال المجالس أو من خلال منتديات الانترنت، وهذا وإن كان في أصله يعبر عن حالة صحية جيدة نحن بأمس الحاجة إليها إن كنا نريد المحافظة على المكتسبات، والتقدم والرقي نحو الأفضل والأجمل، إلا أني لاحظت ملاحظات - تراكمت لدي مع كثرة المتابعة وتتابع الإطلاع -انقبض قلبي بسببها وتكدر خاطري من أجلها، وأنا أتذكر أن كل ذي نعمة محسود ، وأن الحضارات لا يزيلها – في أكثر الأحيان – إلا رجالها وحماتها، والإبداعات لا يقتلها في مهدها إلا المقربون منها والمشفقون عليها، وإن مما لاحظت من ملاحظات المحب التي قد تغيب عن بال الأريب اللبيب حين يخوض غمار المناقشات والاستدلالات :
1- حدية في الطرح لدى البعض، وإقصائية في التفكير، فإذا نقدنا خوّنا المقابل وجرمناه، ولو كان من أفضل الناس أو أنجح المؤسسات ، وإذا أحببنا غلونا في الحبيب وقدّسناه، ولو كان أتعس الناس، فلا وسطية ولا توسط ، ناسين ( أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما ) ، وأصدق من هذا وأكمل، قول الحق جل جلاله ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)
2- أرى تصديقاً لكل شائعة، ونشراً لكل باقعة، بلا تثبت ولا تأكد من قصص واتهامات يضحك منها المكلوم ويتعجب بسببها المجنون ، والحقيقة أن هذا ينبئ عن رعونة في التفكير، وخلل في الإدراك ، يا الله أين سيذهب هؤلاء عن مصير ذلك الرجل الذي يشرشر فاه يوم أن كان امعة يردد ما يردد الآخرون وينشر الكذبات عبر الآفاق ؟!!!
3- تصفية للحسابات تحت مظلات شرعية فتارة باسم الحرص على المال العام ، وتارة باسم الحرص على الدعوة، وثالثة باسم ..... وكل يدعي وصلاً بليلاه ، ولكن هل ليلى تقرّ لهم بهذا الوصل ؟!!! .
يا أحبابي :
كل يسعى من أجل هذه المحافظة الغالية ، التي أنى توجهنا إلى جهة إلا وهي مصدر فخرِ لنا، وما قابلنا شخصية إلا وهو يعرف رفحاء ويدرك فضل رجالها، ولكن تذكروا أن الحضارات تبنى بالعمل الدؤؤب واجتماع الكلمة، والتئام التوجه والتفكير، بالإضافة إلى الإخلاص وسلامة القلوب.
فأربعوا على ناجحيكم رحمكم الله ، وسددوهم وقفوا معهم، وأعطوهم ثقة بأنفسهم هم أحوج الناس إليها، وتمسكوا بـ ( فقه النصيحة ) ، مستخدمين من العبارات أحلاها، ومن الكلمات أجملها، وإياكم أن تطالبوا بالكمال فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها، وخذوا العبرة من مناطق أخرى سبقتنا وتقدمت علينا يوم أن دعمت ناجحيها وساندتهم، فلا تكونوا أشداء بينكم رحماء على غيركم ، رحمني الله واياكم، وغفر لنا زلات اللسان وسقطات القلم .
للكاتب شلاش الضبعان
