تفاصيل مثيرة عن وراء كواليس المفاوضات:خاطفو الجندي الاسرائيلي يحتجزونه تحت الأرض ومعز

قالت صحيفة إسرائيلية إن الجندي الإسرائيلي المخطوف جلعاد شليط محتجز في مكان تحت الأرض ويحرسه 7 مسلحين فلسطينيين معزولين عن العالم الخارجي.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأربعاء 5-7-2006 أن وزير المخابرات المصري عمر سليمان الذي كان يفترض أن يصل في نهاية الأسبوع الماضي إلى غزة لإبرام صفقة للإفراج عن الجندي الإسرائيلي، اضطر للبقاء في القاهرة بعد أن اتضح له بأنه لن ينجح في إبرام صفقة كهذه.

وأضافت الصحيفة أن الرئيس المصري حسني مبارك وسليمان وضابط المخابرات المصرية حسن نعماني يجرون اتصالات مكثفة ومتواصلة في قضية الجندي الإسرائيلي المخطوف. لكن الصحيفة الإسرائيلية نقلت عن "مصادر عربية" قولها إن المبعوثين المصريين يضطرون إلى الاكتفاء بتمرير رسائل إلى قادة الخاطفين.

وبحسب الـ"مصادر العربية" المذكورة فإن محتجزي الجندي الإسرائيلي شليط وجميعهم في نهاية العقد الثالث من أعمارهم، يختبئون معه في مكان تحت الأرض، وكانوا قد تزودوا بكميات كبيرة من الطعام وزجاجات الماء والأدوية كما أغلقوا جميع الهواتف الخلوية وانعزلوا العالم وأيضا عن محيطهم القريب.

وأفادت المصادر أنه لم يعط أحد تقارير حول تحركات مشبوهة في موقع المخبأ ولم ير أحد سيارات تخرج مسرعة من مكان ما في قطاع غزة، كما لم يتعرف أحد على زيارة طبيب فلسطيني لشليط كما جاء في وسائل الإعلام.

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر في المخابرات المصرية تقديرهم أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل "الذي خطط للهجوم وخطف الجندي" لم يشرك رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية بالتخطيط للعملية ولذلك فإنه ليس لدى هنية أي معلومة حول مكان المخبأ المحتجز فيه شليط مثلما لا يعرف المبعوثون المصريون مكان المخبأ.

وقالت الصحيفة إن الاقتراح الذي مررته مصر لقيادة المنظمات الثلاث التي شاركت في خطف الجندي، وهي كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ولجان المقاومة الشعبية و"جيش الإسلام" تضمن تحذيرا.

وجاء في التحذير أنه "في حال وافقتم على الاقتراح سيكون هناك محادثات (لمصر) مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وفي المقابل إذا رفضتم الاقتراح، فإن مصر ستتراجع ولن تكون هناك طريقة لإنهاء القضية بطرق سلمية". وأضاف التحذير المصري الموجه إلى الخاطفين "لا تغضبوا مبارك".

وبحسب الصحيفة فإن "مبارك بنفسه يدير الجهود لإنهاء القضية وهو بحاجة لتعاون من جانب الخاطفين لإقناع أولمرت، الذي يتحدث معه في أوقات متقاربة في الأيام الأخيرة، لينفذ بدوره قسطه في الصفقة من دون أن يشعر بأنه تم إخضاعه".

ونقلت الصحيفة عن مصدر مصري رفيع قوله إنه رغم انتهاء المهلة التي وضعها الخاطفون صباح أمس الثلاثاء فإن الخاطفين لن يمسوا شليط "الذي ما يزال على قيد الحياة".

وأوضح المصدر المصري أنه طالما الجندي الإسرائيلي المخطوف على قيد الحياة فإن خاطفيه يعتبرونه "ذخراً كبيراً".

وأضاف المصدر المصري "نحن نعلم أن خالد مشعل بنفسه مرر أوامر الحفاظ على حياته ويعلم الخاطفون ومرسلوهم بأنه إذا حدث (للجندي المخطوف) أي مكروه، فإن كارثة ستقع". رغم ذلك فإن يديعوت أحرونوت نقلت عن "شخصية عربية رفيعة" قولها إن "على إسرائيل قصف مواقع في دمشق".

واعتبرت هذه الشخصية أنه "من دون زيارة تقوم بها طائرتان حربيتان من طراز إف-16 فوق مكاتب مشعل فإن قضية الجندي المخطوف لن تحل قريبا".

وأضافت أن "خالد مشعل يعيق إنهاء قضية الجندي المخطوف بكل تأكيد". لكن "الشخصية العربية الرفيعة" شددت على أنه "يحظر على إسرائيل التخطيط أو التفكير بتصفية مشعل لأنه سيتم فورا تعيين قائمين بأعماله ليسوا أقل تطرفا منه ويتواجدون برفقته منذ سنوات طويلة.

وتابع "لكن إذا تلقى مشعل صفعة مدوية مثل تدمير مكاتبه فإنه سيفهم التلميح وسيضطر الرئيس السوري بشارالأسد إلى إدراك مجمل المعاني الكامنة في القصف الإسرائيلي في سماء دمشق