لستُ بالحالم فقد غادرنا - صدقا - محمد غانم !
الحمدلله الذي لايحمد على مكروه سواه ، الحمدلله الذي لايحمد على المصائب إلاه .... الحمدلله !
ذهبت البارحة وصليت عند جامع سارة ، بعد أن علمت بقدوم الإمام ، صليت تحيّة المسجد ثم جلست أنتظر الصلاة ، وفي بالي مافيه من مشاغل وهموم ، أفقت منها على صوت المؤذن وهو يقيم للصلاة ، فالتفت إلى جهة الإمام وتيقنت رجوعه من السفر ، وفرحت لذلك فصوته بكلام الله يدك معاقل الجمود والجفاف والقسوة في قلوبنا ، قمت لأصف مع المسلمين فأحسست بشخص خلفي ، التفت فإذا شاب أحبه ، وأحترمه ، وأستأنس بطلته ، ينظر إلي مبتسما ويرمق بعينه إلى جهة الفرجة التي لم أسدّها حتى الآن ، نظر الطامع إلى مطمعه( مطمعه الصف الأول ياقوم )، فابتسمت وأفسحت له المكان ثم صلينا كتفي إلى كتفه ، ذاك هو محمدغانم التومي - رحمة الله عليه - .
حضرت - بعد الصلاة - المهرجان الذي أقامه المركز الصيفي ، واسمتعت كما استمتع غيري به ، فلما انتهى المهرجان انتظرت بعض الوقت فإذا أحد الأخوة يسلم علي وينقل لي الخبر الصاعق ( محمد غانم مات ) !!
لاإله إلا الله !
سبحان الله الحي الذي لا يموت .
والحمد لله حمدا يليق بجلاله وعظمته.
لم يبقى في خلدي بيان ، ولا لنطقي لسان ، في عيني عبرة ، وفي قلبي ألم وحسرة ، ولاينطق اللسان إلا بما يرضي المنان : إن لله وإن إليه راجعون .
محمد !
سيفقدك درس الشيخ سليمان ، وجامع سارة ، ومجالس الخير والصلاح وكل محب لها، اذهب يامحمد ، فليس في هذه الدنيا مايُحرص عليه ، أو يُلتفت إليه ، اذهب محمد ! فقدومك على كريم ، ورايتك - بعون الله - بيضاء ، اذهب محمد ! سلام عليك أنت السابق وأنا إن شاء الله بك للاحق أسأل الله لي ولك المغفرة والعفو .
أللهم إنا شهودك في أرضك . أللهم إنا نشهد أن محمد غانم عفيف اللسان ومن أهل الخير والصلاح . اللهم يا واحد يا متكبر يا جبار يا رحمن يا رحيم يا حي يا قيوم اللهم إنا نسألك له القبول والغفران . اللهم إسكنه فسيح جناتك . اللهم أوسع مدخله وأكرم نزله . اللهم إنقله من ضيق اللحود ومراتع الدود إلى جناتك جنات الخلود . اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس . اللهم أنس وحدته .اللهم إعل منزلته . اللهم إجبر كسرنا على فقده ياحي يا قيوم .
والحمد لله
ولا إله إلا الله
وإن لله وإن إليه راجعون .