[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي أعضاء وزوار المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد :
.. مع عجلة الزمن ..[/align]
[align=center]في لحظة .. وسط عتمة الليل وهدوء الظلام ، حيث السكون عام والناس نيام ، يجلس المرء مع
نفسه كي يسامرها ويحداثها بعد عناء يوم طويل من الإعياء والنصب ، يستطيع وبدون أي تحفظات أن يعبر عما
في صدره ، وينثر كنانة الماضي بين يديه متأملا ما حصل فيها من أفراح وأتراح ، تبكي معها النفس تارة
وتضحك أخرى ، وتتعجب مرة وتخجل ثانية ، يا لله .. مسلسلُ مواقف وأحداث وقصص وتأملات ، يسبح الفكر
على شواطئها ، ويتيه الخيال في بِيْدها ، كم هي جميلة تلك الحياة فليس معها هم ولا كدر ، عقول صافية
كالزجاج ، وعيون تلحظ البراءة من خلال نظرات أصحابها ، القلب لا يحمل الحقد والكره ، قد سلم من العلل والآفات
، يظن أن الحياة طبعت على طباع جميلة لا تتغير ، لكن دوام الحال من المحال .. فما لبث هذا كله أن زال مع سرعة
الأيام ومرور السنين والأعوام ، ويقبل المرء على مستقبل لا يعرف تفاصيله وعيش لم يقرأ مضمونه ، ومع ذا !! يقبل
التحدي والصراع ويكون في معترك الحياة يصنع نفسه بنفسه ، يقاسي الصعاب ، ويمخر العباب ، ولن تحول دون
بغيته سهول أو هضاب ، ولسان الحال والمقال : إما مجد وسمو أو انحطاط ودنو ، ولن يلتفت أبدا للوراء لأنه يعلم
يقينا أنه لا أحد يستطيع إيقاف عجلة الزمن فهي ماضية بأمر الله وحده سبحانه ، والعاقل هو من يساير تلك
العجلة ويواكبها بل إن قدر تخطاها لتكون هي تابعة له ليكون قائدا لا مقودا وسيدا لا مسودا ، وإن استطاع أيضا
حطمها على صخرة الجد والحزم لتتناثر أشلائها وتصبح نسيا منسيا ، غير .. أن داء الغفلة ، ودنو الهمة ، وعدم
بعد النظرة ، سم قاتل يودي بصاحبه في مهاوي الردى ، ومزالق التخبط والضياع ، فيا ليت قومي يعلمون ، ومن
سباتهم يستيقظون ، ولمستقبلهم يخططون .. [/align]