إلى رفحاوي .. وكل أولئك الذين فقدوا عزيزا ...
[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهدي الآتي إلى كل من فقد يوما عزيزا ..
مقتطفات من كتاب ( الروح ) للإمام / ابن القيم الجوزية ..[/align]
المسالة الأولى /
قال ابن عبد البر : ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام ) فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام .
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة : أنه أمر بقتلى بدر فألقوا في قليب ، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم : ( يا فلان ابن فلان ، ويا فلان ابن فلان ، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا ) فقال له عمر : يا رسول الله ، ما تخاطب من أقوام قد جيّفوا ؟ فقال : ( والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكن لا يستطيعون جوابا ) .
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلم : ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ) وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم و الجماد ، والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له و يستبشر به .
حدثنا محمد بن عون ، حدثنا يحيى بن يمان ، عن عبد الله بن سمعان ، عن يزيد بن أسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم ) .
حدثنا محمد بن الحسين ، حدثني يحيى بن بسطام الأصغر ، حدثني مسمع ، حدثني رجل من آل عاصم الجحدري قال : ( رأيت عاصما الجحدري في منامي بعد موته بسنتين ، فقلت : أليس قد مت ؟ قال : بلى . فقلت : فأين أنت ؟ قال : أنا والله في روضة من رياض الجنة ، أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة و صبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني ، فنتلقى أخباركم . قال : قلت : أجسادكم أم أرواحكم ؟ قال : بليت الأجسام وإنما تتلاقى الأرواح ، قال : قلت : فهل تعلمون بزيارتنا إياكم ؟ قال : نعم نعلم بها عشية الجمعة و يوم الجمعة كله ويوم السبت إلى طلوع الشمس . قال : قلت : فكيف ذلك دون الأيام كلها ؟ قال : لفضل يوم الجمعة وعظمته .
حدثني محمد بن الحسين ، حدثني يحيى بن أبي بكير ، حدثني الفضل بن موفق ابن خال سفيان بن عيينة قال : لما مات أبي ، جزعت عليه جزعا شديدا ، فكنت آتي قبره في كل يوم ، ثم قصرت عن ذلك ما شاء الله ، ثم إنني أتيته يوما ، فبينما أنا جالس عند القبر غلبتني عيناي فنمت ، فرأيت كأن قبر أبي قد انفرج وكأنه قاعد على قبره متوشحا أكفانه عليه سحنة الموتى قال : فكأني بكيت لما رأيته ، قال : يا بني ما أبطأ بك عني ؟ قلت : وإنك لتعلم بمجيئي ؟ قال : ما جئت مرة إلا علمتها ، وقد كنت تأتيني فآنس بك وأسر بك ، ويسر من حولي بدعائك ، قال : فكنت آتيه بعد ذلك كثيرا .
حدثني محمد بن عبد العزيز بن سليمان ، حدثنا بشر بن منصور ، قال : لما كان زمن الطاعون ، كان رجل يختلف إلى الجبان ، فيشهد الصلاة على الجنائز ، فإذا أمسى وقف على باب المقابر قال : آنس الله وحشتكم ورحم غربتكم ، وتجاوز عن مسيئكم ، وقبل حسناتكم ، ولا يزيد عن هؤلاء الكلمات . فقال : فأمسيت ذات ليلة وانصرفت إلى أهلي ولم آت المقابر فأدعو كما كنت أدعو ، فبينما أنا نائم إذا بخلق كثير قد جاؤوني ، فقلت : ما أنتم وما حاجتكم ؟ قالوا : نحن أهل المقابر . قلت : وما حاجتكم ؟ قالوا : إنك عودتنا منك هدية عند انصرافك إلى أهلك . فقلت : وما هي ؟ قالوا : الدعوات التي كنت تدعو بها . قال : فقلت : فإني أعود لذلك . قال : فما تركتها بعد .
وذكر ابن أبي الدنيا ، عن أحمد بن أبي الحواري قال : حدثني محمد أخي قال : دخل عباد بن عباد على إبراهيم بن صالح وهو على فلسطين ، فقال : عظني ؟ قال : بما أعظك أصلحك الله ؟ بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم الموتى ، فانظر ما يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك ، فبكى إبراهيم حتى اخضلت لحيته .
وقال شبيب بن شبيبة : أوصتني أمي عند موتها ، فقالت : يا بني إذا دفنتني فقم عند قبري وقل : يا أم شبيب قولي : لا إله إلا الله ، فلما دفنتها قمت عند قبرها فقلت : يا أم شبيب قولي لا إله إلا الله ، ثم انصرفت ، فلما كان من الليل رأيتها في النوم فقالت : يا بني كدت أن أهلك لولا أن تداركتني لا إله إلا الله ، فقد حفظت وصيتي يا بني .
[align=center]
والحقيقة الكتاب أكثر من رائع لكن أعتذر لعدم تفرغي ..
ولا كان نسخت لكم الكتاب كله ..
دمتم بود ..[/align]