عشر"نسب" متتالية .. لمن أراد الربح
عشر"نسب" متتالية .. لمن أراد الربح
محمد الرطيان
(1)
عفوا ً أعزائي القراء، هذا المقال لن يكون كما تتخيّلون، من عنوانه
لم آت إليكم هذا اليوم لكي أقدم لكم"توصية" بأحد الأسهم ..
أتيت لأوصيكم بـ"محمد قيال الرويلي" .
لم آت إليكم لأحدثكم عن " السهم " الذي تستطيعون من خلاله"تدبيل المحفظة"..
أتيت لأذكركم بـ "المحفظة" الأهـم، تلك"المحفوظة" في السماء السابعة عنـد رحمن رحيم . فمن أراد الربح الحقيقي، فليضع جانبا ً كل توصيات" الهوامير" وكل ما تروّجه"قروبات الأسهم" من أخبار وشائعات ، وكل ما يقوله المحللون ... وعليه بالاستثمار بأسهم الصدقة" و"البذل" و"العطاء" .
(2)
من هو"محمد قيال الرويلي" الذي ورد اسمه في الفقرة الأولى؟
" محمد - يا سادة - فتى في الخامسة عشرة من عمره، في إحدى ليالي رمضان عـام 1425 هـ خرج من المسجد بعد أن صلى القيام، والتقى في طريقه بالشاب"سلطان" و .. كان الشيطان ثالثهما : كلام .. فشجار .. فضربة طائشة - أتت دون تخطيط - نتج عنها مقتل "سلطان" رحمه الله رحمة واسعة، وألهم الصبر والسلوان لذويه.
هذا اختصار لما حدث، حسب الأوراق والصكوك الصادرة ، ولديّ نسخ منها ... وفي هذه الأوراق أيضا - ومنذ شهرين تحديداً - قام والد"سلطان" جزاه الله خيرا بالعفو عن"محمد"، وطلب مقابل هذا"ستة ملايين ريال" وهذا حقه الشرعي.
ولكن .. من أين للأرملة الفقيرة "أم محمد" بمثل هذا المبلغ؟.. من أين سيأتي "محمد" هذا الفتى اليتيم والقابع كسجين في دار الملاحظة الاجتماعية بالجوف بمثل هذا المبلغ؟
فيا شرفاء بلدي:
هل أنتم بحاجة - ونحن على أبواب رمضان - بمن يذكركم ما الذي يعنيه"إعتاق الرقبة" ، وكم من الأجر والثواب العظيم الذي ينتظر فاعله؟
(3)
يا شرفاء بلدي:
يا رجالات بلدي الذين أفاخر بهم ..
يا من وصلت أعمالكم الخيرية، وهباتكم، إلى كل جهات الأرض .. في أرضكم "أرملة" و"يتيم" ينتظران التفاتة كريمة منكم.
يا من عمرتم المساجد، وأطعمتم المساكين، وآويتم الفقراء ، وكفلتم اليتامى .. "أم محمد" - التي لا حول لها ولا قوة - استنجدت بي لأوصل صوتها لكم ، وأنا أستنجد بكم لتمدوا أيديكم لها.
(4)
" أم محمد "
و"محمد"
و أنا .. بانتظاركم..
وأنا على ثقة - لأنني أثق بكم - بأن انتظارنا لن يطول.
