علماء دين مسلمين يختلفون حول دخول منفذي 11 سبتمبر الجنة أم النار
شدد علماء وفقهاء في السعودية ومصر والأردن وسورية واليمن علي عدم جواز إطلاق حكم بمآل من تسبب في أحداث ايلول (سبتمبر) في الولايات المتحدة الأمريكية وأنهم في الجنة أو في النار، مؤكدين أن ذلك يعد مخالفاً لعقيدة أهل السنة والجماعة.
وذهب بعض العلماء إلي أن الإسلام أوضح اشراطاً لأهل الجنة وأخري لأهل النار، ومن نفذ اعتداءات سبتمبر لا تنطبق عليه أشراط أهل الجنة، كما أكد الجميع في الوقت نفسه علي الجرم العظيم الذي اقترفه من قاموا باعتداءات 11 سبتمبر.
وناقش العلماء تصريحات الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي حين قال: إن منفذي اعتداءات 11 سبتمبر 2001 لن يدخلوا الجنة، أو إنهم في النار في معني آخر.
وقال عضو مجلس الشوري السعودي الشيخ عبد المحسن العبيكان في تصريح نشرته صحيفة الوطن السعودية امس الخميس إن مذهب أهل الحق أنه لا يحكم لأحد من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا من حكم الله عليهم في كتابه أو رسوله صلي الله عليه وسلم في سنته بعينه .
وحول وضع منفذي هجمات 11 سبتمبر أكد الشيخ العبيكان بأنه عمل محرم وانتحار ولا يجوز شرعا .
من جانبه قال القاضي في المحكمة الكبري بالرياض الشيخ إبراهيم الخضيري في مسألة الحكم علي شخص معين بأنه في النار لا يجوز الحكم علي مسلم بجنة أو بنار ولا يقطع له ولا يشهد له . وأضاف أن الحكم بالجنة أو النار فهذا لا يجوز بأي حال من الأحوال .
ورأي الشيخ الخضيري أن القطع علي من قام بأحداث سبتمبر بالنار أو حتي الجنة كله باطل لا أصل له .
من جهته، اعتبر الداعية الشيخ محمد المنجد في رده علي من حكم علي المتسببين في أحداث 11 سبتمبر أن من يطلق مثل هذه الأحكام هو شخص ضال زائغ عن عقيدة المسلمين..لعدم جواز التدخل في مصائر العباد .
وأردف الشيخ المنجد ليس من الحكمة لضعيف استفزاز القوي ولا يجوز شرعا الإقدام علي عمل مفسدته أكثر من مصلحته . ونقلت الصحيفة من عمان عن القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الدكتور أحمد كفاوين رفضه اعتبار عمليات برجي التجارة العالمية في نيويورك ومبني البنتاغون عمليات استشهادية ، وقال إن العملية تحتاج إلي دراسة ولا أستطيع أن أقول عن منفذي هذه العمليات بأنهم شهداء . وأوضح كفاوين، وهو عضو مكتب تنفيذي الإخوان، أن عمليات 11 سبتمبر لم تخدم الإسلام بل أضرت بالإسلام وأدت إلي تراجع العمل الإسلامي في الغرب .
وشكك الكفاوين بقيام تنظيم القاعدة بالعملية رغم اعترافات قادة التنظيم عن هذه الأحداث، مشيرا إلي وجود أيادٍ خفية وراء هذه الأعمال من أجل الإساءة للإسلام وخدمة لأعداء الأمة الإسلامية.
ومن اليمن رفض الداعية الإسلامي الشيخ عبدالله صعتر، توصيف منفذي هجمات سبتمبر ضد الولايات المتحدة الأمريكية بأنهم إرهابيون من دون الاستناد إلي دليل يؤكد قيامهم بهذا العمل ويؤكد أنهم مسلمون ، وقال إن من يقر بهذا فهو مخطئ .
وتساءل ما هو الدليل لدي هؤلاء علي أن هؤلاء مسلمون؟ كما تساءل عن غياب الموظفين اليهود عن أعمالهم في ذلك اليوم في البرج وعن نشاطهم وتواجدهم في برج التجارة الذي دمر ، ملمحاً إلي مؤامرة ضد العرب والمسلمين .
وقال إن تصريحات الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أو غيره بأن هؤلاء يستحقون دخول النار تعني أن البعض قد تطوع لإصدار حكم قضائي ضد منفذي العمليات من دون التأكد من أنهم مسلمون أم غير ذلك، مشيراً إلي أن المتهم بريء حتي تثبت إدانته .
أما شيخ الأزهر الدكتور محمد طنطاوي فقد أكد أن من قاموا بتنفيذ تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر هم من المخربين الذين يسعون في الأرض فسادا لأنهم هددوا وروعوا وقتلوا الأبرياء بالمخالفة لما قال به الإسلام ، مشيرا إلي أنها أضرت وأساءت للإسلام وللمسلمين ولا يمكن أن يكافئ المخرب باعتباره مجاهداً أو شهيداً .
من جهته قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الأسبق والداعية الإسلامي عبدالله عمر نصيف لا يصح أن نحكم علي أحد من البشر بدخول الجنة أو النار لأن ذلك من تقدير الخالق عز وجل ، مؤكداً أن هجوم 11 سبتمبر عمل إجرامي بكل المقاييس ولا شك في ذلك، ومنفذوه سوف يلقون عقابهم من الله عز وجل ، مشيراً إلي أنها مؤامرة كبيرة ضد الإسلام وسوف يكشفها الله عاجلاً أو آجلاً.
وفي تعليقه علي تصريح خاتمي أكد مفتي العاصمة السورية دمشق الشيخ عبدالفتاح البزم أنه كمفتٍ وطالب علم لا أتألي علي الله بمنحه الجنة لأحد أو منعها، وليس بإمكاني أن أقول فلان من أهل الجنة وفلان ليس من أهلها
