خطبة حضراها أكثر من 650000 نسمة

الساحة العربية : الساحات الساحة المفتوحة خطبة حضرها أكثر من 650000 نسمة ... من منكم حضرها ؟؟؟

باسل 05-12-2006 20:52

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أخواني الأعضاء والقراء الكرام

ما رأيكم .. لو أنني قلت لكم أن خطبة حضرها 650 ألف نسمة ؟؟؟ بل أكثر بكثير جدا من هذا العدد ..

بادئ ذي بدء احسبوا معي هذه الحسبة البسيطة

عدد مناطق المملكة = 13 منطقة

لنفرض - كمعدّل تقريبي لأنه ليس لديّ إحصائية موثقة - أن في كل منطقة 50 جامع رئيسي داخل المنطقة .. يصلي فيه الجمعة أكثر من 500 مصلٍّ فما فوق ..

13 × 50 = 650 جامع على الأقل .. مع مراعاة اختلاف عدد هذه الجوامع بين منطقة وأخرى ..

فالجوامع في منطقة الرياض مثلا أكثر من غيرها من المناطق ...

والجوامع في منطقة مكة المكرمة أكثر منها في منطقة الجوف .. وهكذا ..

لدينا خلال الشهر أربع خطب جمع ..

أي أنه يلقى في الجوامع الرئيسية في مناطق المملكة خلال الشهر الواحد 2600 خطبة .. في الجوامع الرئيسية فقط .. بخلاف الجوامع الأخرى المتفرقة في الضواحي هنا وهناك ..

ولو فرضنا أن معدّل حضور المصلين في هذه الجوامع بين 500 إلى 1000 شخص ..

أي أن مجموع عدد المستمعين لخطبة الجمعة الواحدة في الجوامع الرئيسية في المملكة يصل إلى 650 ألف مستمع .. هذا على أقل تقدير .. ( وفي الجوامع الرئيسية فقط ) .. !!

وبناء على هذه الحسبة البسيطة .. فإنه يتم خلال العام إلقاء 31200 خطبة جمعة ..

واحد وثلاثون ألفا ومئتا خطبة جمعة .. في الجوامع الرئيسية في المملكة خلال السنة ..

يستمع لها ما بين 15600000 ( خمسة عشر مليون وستمئة ألف شخص ) و 31200000 ( واحد وثلاثون مليونا ومائتي ألف شخص ) ..

هذه الحسابات كما ذكرت لكم تقريبية وفي الجوامع الرئيسية في المناطق فقط .. وأعتقد لو كان هناك إحصائيات موثقة لكان العدد أكثر من هذا بكثير ..

والسؤال المهم الآن ...

هل تأثير خطب الجمعة في المجتمع وفي سلوك الناس متناسب مع هذا العدد الكبير ..؟

وهل هناك برامج عملية وجادة لتطوير لغة الخطابة في جوامعنا لكي تؤدي دورها في المجتمع بفعالية ؟؟

في الحقيقة .. لو أن ( خطبة الجمعة ) نالت جزءا من العناية من العلماء والخطباء والدعاة والمهتمين بالخطاب الدعوي الإسلامي لكان لها تأثير أكبر وأقوى مما هو الآن .. ولعالجت كثيرا من الانحرافات الموجودة في مجتمعنا والتي تصمّ آذاننا وتفجع قلوبنا كل يوم .. وأصبح الكل يصرخ : أين الخلل ؟؟ وكيف الحل ؟؟؟

في ( خطبة الجمعة ) من المزايا لو نالت جزءا من العناية والاهتمام ما يجعل لها قصب القيادة في توجيه دفّة المجتمع نحو الخير والصلاح .. ونبذ دعوات التغريب التي يطلع علينا بها المفسدون في الأرض بين آونة وأخرى ..

ومن تلك المزايا :

1- أنها فريضة واجبة لا يجوز لأي مسلم أن يتخلف عنها .. ولذا فإن من لا يأتي إليها طوعا ومحبة .. فسوف يأتي أداء للواجب والفريضة .

2- أنها تحتوي على جميع مسوغات التأثير والقبول .. فالجميع مأمورون بالإنصات خلالها .. ولا يجوز لأحد أن يتكلم .

3- أنها أسبوعية .. لا إفراط يسبب السآمة والملل .. ولا تفريط يدعو للغفلة والنسيان ..

4- أن خطبة الجمعة تخاطب كل فئات الناس .. يحضرها الغني والفقير .. والكبير والصغير .. والمسئول والموظف .. والمثقف وغير المثقف ..

5- أنها ليست محصورة بموضوع معين بل شرعها الله عز وجل لتوجّه المجتمع المسلم نحو خيره وصلاحه سواء في الوعظ أو الاجتماع أو الاقتصاد أو السياسة .. ولذا يسعى أرباب الانحراف إلى محاصرة خطبة الجمعة وقولبتها في الجانب الوعظي فقط .. لعلمهم بتأثيرها المباشر والمستمر .

يقول المثل .. بدلا من أن تلعن الظلام .. أوقد شمعة ... !!

نحن أحوج إلى تطبيق هذا المثل في واقع مجتمعنا اليوم .. والذي تناله السهام وتتداعى عليه دعوات الإفساد والتغريب من كل جانب ..

عندما تظهر لنا دعوة للانفلات والتغريب من هنا وهناك .. يتصدى كثير من العلماء والمثقفين والكتّاب والمصلحين للرد عليها عبر الصحافة ( إن سُمح لهم ) .. أو عبر الانترنت ..

وهذا جهد مشكور .. وعمل طيب ..

ولكن من يوصل صوت هؤلاء المصلحين والدعاة لعامة الناس .. الذين ربما لا يهتم كثير من هم بالصحافة أو بالانترنت ..؟ أو ربما لا تتسع مداركهم لمصطلحات الصراع الفكري بين هؤلاء ؟؟

إنه ( منبر الجمعة ) .. الذي لو استغلّ استغلالا جيدا لكان له بالغ الأثر في الإصلاح والتوجيه ..

وإذا كان المصلحون يشتكون من ضعف وجودهم في المنابر الإعلامية .. فمن يمنعهم من المنابر الإسلامية ؟؟ منابر الجمعة ؟؟ بل .. من ينافسهم فيها ؟؟ إنها لهم وحدهم ..

إن منابر الجمعة وخطابها التوجيهي والدعوي بحاجة إلى تحديث وتطوير ومتابعة مستمرة .. لتتواكب مع حاجة المجتمع .. وتخاطب قلوب الناس وعقولهم .. وتعالج مشكلاتهم .. وتذكرهم بالله والدار الآخرة ..

إنها بحاجة إلى أبحاث ودراسات جديدة ودورات تدريبية .. تثري قدرات إخواننا الخطباء .. وتنمي ثقافتهم الدعوية .. وتسهم في تطوير أساليب الخطابة لديهم ليكون لمنبر الجمعة أثر وتأثير في توجيه المجتمع وتحصينه وزيادة إيمانه ..

وإخواننا ( الخطباء ) هم الذين يفترض أن يكونوا قادة الفكر والتوجيه بين أبناء مجتمعاتهم ومناطقهم .. فحريّ بهم أن يهتمّوا بهذا الجانب أشد الاهتمام ويولوه أكثر العناية ..

ختاما ..

من واجب الناس على خطيب الجمعة أن يعلمهم أمور دينهم .. ويفقههم بشرائعه .. فكثير من الناس يجهلون أمورا هي من أبجديات عباداتهم ..

الأخطاء العقدية .. الجرائم .. والسرقات .. والخطف .. والقتل .. والانحراف الأخلاقي .. والانحراف الفكري .. وضعف الإيمان .. والفساد المالي .. والفساد الإداري .. وغيرها وغيرها من مشكلات مجتمعنا .. أعتقد أنها ستتضاءل بشكل كبير لو استثمرت خطبة الجمعة الاستثمار الأمثل ..

والسلام عليكم