افتتحت أول أيام الاختبارات صفحاتها وبالتحديد
يوم الاثنين 25/ 12/ 1427هـ حسب تقويم أم القرى لتقرع أجراس الإنذار معلناً عن بداية التأهب والاستعداد.. فقد.بدأ أول يوم وهو حاملاً بين طياته الشيء الكثير كيف لا وهو يعتبر كالمزرعة التي يحصد من خلالها تعب ثلاث أو أربع أشهر مضت .أما بالنسبة لي فقد بدأ كأول يوم اختباري مشحون بالرهبة الطبيعية التي تصاحب أي اختبار والتي تتجسد من باب الحرص الشديد على النجاح ونيل أعلى الدرجات .. بدأ وهو مغيراً ملامح الكثيرة فقد رأيت بين وجوه شاحبة أتعبها السهر وقلة النوم وبين وجوه غير مبالية أبداً وبين وجوه واثقة متوكلة على الله ..ورأيت أيضاُ بين مراجعاً ومسترجعاً لمعلومات قد درستها... وبين من هي مصدومة بأشياء جديدة وتحديد جديد أخبرتها فيه صديقتها اليوم وبين من هي قلقة وبين من هي ضاحكة فرحة لا تعلم لماذا ولكن هكذا..... وبين وبين وبين ...أي وأنا أشاهد كأني أشاهد لوحة متكاملة مختلفة الألوان وضع عليها اللمسات الأخيرة وصاغ فكرتها ومضمونها " الاختبار النهائي" .. بعد مشاهدتي لتلك الوجوه وتلك الشخصيات دخلت الاختبار والذي كان مقسم على فترتين أي أن كل فرقتين في فترة ..... فالفترة الأولى تبدأ الساعة 8 وتنتهي الساعة 10 والفترة الثانية تبدأ الساعة 10.5 وتنتهي الساعة 12.5 أي أن أقصى زمن لكل فترة ساعتان مهما كان مدى صعوبة الاختبار.. المهم انتهى الاختبار بسلام والحمد الله لتسقط أول ورقة من أيام الاختبارات من حساباتي . لأصطدم بعد خروجي من القاعة إلى الساحة الخارجية بما رأته عيني حالاً كالحال السابق من الوضع المزري والفوضوي بل أشد من ذالك فقد سقطت عيناي على منظراُ لأوراق مبعثرة متناثرة مالئاً المكان لأشاهد مذكرة ساقطة هنا وكتاب مرمياً هناك وبقايا من بقايا شيئاً كان يسمى دفتر محاضرات ليتبدد فرحي والله حزناُ ... ويخطر في بالي لحظتها الغزو المغولي على بغداد وكيف أن النهر أصبح أزرقاً وأن جنود المغول كانوا يسيرون على الكتب بعد رميها بدل السير على ماء النهر .....والله هذا هو الحال فقد كان الجميع يسير على مذكرات وبقايا من أوراق تحتضن معلومات كانت تعطى في المحاضرات ليصبح محلها فيما بعد موطأ الأرجل وزخات المطر وهباء الريح .....
((( هل تخيلتم المنظر معي ))) (((وهل وصلتكم الصورة واضحاً عن المشهد الذي رأيته )))
إذا : ما هو الإحساس الذي أنتابكم وشعرتم به ؟؟؟
فقبل سويعات قليلة جداً كانت هذه المذكرات والمراجع مصانة مكرمة محمولة باليدين وما تحتويه محضوناً داخل العقول ما الذي أبدل الحال وما الذي غير المنظور تجاهها ؟؟
هل هو الحاجة وعدم الحاجة؟؟
أي أن عندما تكون حاجتي بالشيء أضعه في أعلى المراتب وأصونه بل أسهر عليه وأحرم نفسي من أشياء كثيرة بسببه .. وعندما لا تكون لدي حاجة به أرميه وأهينه وأمزقه وأتركه عرضة للجميع ..
والله أمراً غريب يحتاج إلى وقفة جدية ومهمة من الجميع ..
لذالك سأوجه مجموعة رسائل إلى عدة أشخاص أتمنى أن أجد صداها لدى أصحابها ..
أولاً / إلى أختي الطالبة:
أنا طالبة مثلك ولا أدعي الكمال فالكمال لله سبحانه ولكن أسعى للمعقول والمفروض فهناك أشياء كثيرة تستوقف الإنسان وتستفزه فلا يكن لديه حلاً إلا مواجهتها مهما كانت وهذا هو حالي عندما رأيت ما رأيت ..
لذالك أختي الكريمة/ عند رميك لمذكرتك فأنتِ لا تهيني هذه الوريقات والمعلومات التي بداخلها بل العكس فأنتِ تهيني نفسكِ أولاً وأخيراً أتعلمين كيف ؟؟ برسمك صورة سلبية تعكس شخصيتك وفكرك كيف لا وأنتي برميها تهيني سهرك وتعبك تهيني وقتك الذي قضيتيه في مطالعتها وحفظها وفهمها ....تهيني المبدأ الذي جئتِ من أجله وتهيني بل وتحطمي أشياء كثيرة في داخلك دون أن تعيها وأهمها حفظ العلم ومداراته من جميع النواحي ....
أختي الكريمة / أتمنى أن تعي كلماتي جيداً فهي والله نابعة من قلب محبة لكِ وهي في النهاية لمصلحتك ولمصلحة المكان الذي تنتمين إليه .
ثانياً / إلى كل ولي أمر وأعني " أهالي الطالبات عموماً" أنتم المسئولون الأوائل عن تصرف بناتكم سواء كان هذا التصرف إيجابياً أو سليباً فهو يعكس نتاج تربيتكم فأتمنى أن تكون التوعية الأساسية منكم ....ولنبدأ من اليوم فمن لديه قريبة أو أي شيء يصله بالكلية من جهة الطالبات أتمنى أن يوصل إليها رسالتي لأن سيكون نتاج كلامكم وتوعيتكم رائع وله الصدى الأقوى والأعظم .
ثالثاُ / إلى كل موظفة بالكلية أنتِ تتحملي المسؤولية عن هذا التصرف ويقع على عاتقكِ الشيء الكثير فأنتِ مسئولة أمام الله أولاً ومن المجتمع ثانياً ..
(أعلم بأن ستقول ِ بأن هذا الفعل من الطالبات وهن المسئولات)
هذا صحيح ولا أنكر هذا الشيء ولكن أين دورك والذي يبدأ أولاً: من العميدة فهو من نطاق عملها الرئيسي الموكل فيه فعلى الأقل تأمر بوضع دورات توعيه للطالبات عن أهمية النظافة وتحمل المسؤولية وحفظ العلم وأشياء كثيرة لا حصر لها .....
ثانياً :أنت كموظفة سواء دكتورة أو إدارية لستِ مسئولة فقط بالأمر الذي وكلتي به ولكن هناك حديث يقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم
" من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان)
فهذا الحال منكر ولا يرضي الله ولا رسوله لذالك عليكِ واجب في تغييره فهناك أعمال تطوعيه تستطيعين عملها أنتِ وتفيد بالغرض كثيراً فمثلاً التي تشعر بأنها تستطيع عمل دورات صغيرة بسيطة في تكلفتها عميقة في أثرها كتوزيع منشورات أو حتى كلمة قصيرة في قاعة المحاضرات فلماذا لا تجندي نفسك لهذه الخدمة النبيلة ..
في الختام/
أعلم بأني قد أطلت كثيراً ولكن أتمنى أن تكون رسالتي التي أردت أن أوصلها قد وصلت بكل شفافية متناهية ...وأتمنى أيضاً أن أرى نتاج هذه الرسالة جلياً واضحاً مشرقاً كشمس الصباح ..
ملاحظة/ أن أصبت فمن الله وأن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
