انا على عهدك باق

عندما يكون الموت أغلى الأماني...فحتما هناك ما يحير فى حياتي..!!


سأكتب دون تكلف.. هكذا سأترك للحروف السير ... دون دوران .....دون لف


عندما كنت صغيرا كانت تدور فى مخيلتي حال الأيام المقبلة... كيف سأكون .. أطيارا .. يعانق السحاب كل يوم


ربما طبيبا أعالج جروح المصاب والمهموم ..


كانت الصور تتخاطف فى مخيلتي ..


على هذا أحبتي مضت سنون العمر وهي فى سباق .. فجأة أنتبهت الى أن العمر قد مضى نصفه أو يزيد...
فلا صرت طيارا ولا طبيبا .


وقفت فى منتصف رحلة حياتى وأنا خالى اليدين...!


في كل مره تطرق سنة جديدة بابي .. اسلى النفس أن ما سيقدم خيرا من ما مضى لاشك .


كنت أمني النفس بالزوجة والاولاد .. وأسترسل في هذا الخاطر حتى يخيل الي أنني استمع الى ضحكات أطفالى ..
وما هي إلا لحظات وأعود لدورة الحياة وقد نسيت كل ما قد سليت به النفس من آماني ..


مسكينة أنتى يا نفسي .!


. ستضطرين الى الأنتظار سنه آخرى و ..أمنية آخرى...!


عندما تكون الحياة أمنية مستحيلة فالموت هو غاية المراد..



أعلم أن السؤال يدور فى ذهنك عزيزي ..


فلماذا أصبح مجرد الزواج أمنية مستحيلة..!!!


لن أدع لفكرك التخمين .. ولن تطول بك الحيرة ..


قد وعدت أن أخبر كل شيء..


سأعود لليوم الذى حوى حدثا غير مجرى حياتي .. لتتضح الصورة سأعود لذاك اليوم..


لتتضح الصورة سأتجرع مر ذكراه .. سأصوره وكأنك تراه.


كنت وهي كمن خلق ليكتمل بأحدنا الآخر ..


تعاهدنا على الوفاء وعلى أن لا يجتمع أحدنا مع آخر ...


وكنا فى كل يوم نجدد العهد ..


صباحا ومساء ..


نجدد العهد ....



وكأنها تعلم أن رحلتها ستقف قريبا ...


لا زلت أتذكر وهي تلقنني العهد .


كنت بكل الشوق وبكل الحب أردد العهد من بعدها وهي تبستم بعيون باكيه .


كنا نحلم بغد نجتمع فيه تحت سقف واحد .


كان هذا أقصى أمانينا


كل يوم يمر.......
يقترب فيه الحلم من الحقيقة ....
سيمضى بعده يوم آخر ويتحقق الحلم .


نحث الأيام على الحركة وهي تمر بتثاقل


مضى يوم آخر وأقتربنا كما لم نقترب من قبل


في نهارا أذكره كليل حالك السواد ....


لازلت أذكر منه بكاء والدتي .. وعبوس والدي ....


أذكر منه ذاك الحلم الذى هدم .


فى ذاك النهار فجعت بما لم يكن في حساب أحد منا ...


كانت والدتي تجاهد لتخبرني ما حل ببيت جارنا .فبين الحروف كان البكاء . وبين الكلمات كانت هي بمخيلتي تطوف وهي تكرر العهد ..بصوت لا يسمعه غيري..!


مالذى حل ببيت جارنا أمي ..!!
قولي..لي ..



تعلم أمي أنها ستذبحنى من الوريد الى الوريد بهذا الخبر..!


فتركت المهمه لأخي ...


لم يكن مترددا ....فقد حزم آمرة
قال لي ...


توفيت إبنة جارنا (.........) وهي على فراشها البارحه.!


آآآآآآآه ..............ما هذا الخبر ..!


للحظه . زرت عالم الأموات كنت أظن ان لاحياة بعد أن تركتني .. تنبهت على صوت أمى وهي تستغيث بأخي لنقلى الى المستشفى ...


لا أذكر من هذياني وقتها إلا ...


كيف لها .أن تتركني !


كنا بالأمس القريب قد جددنا العهد . كنت أرى في عينيها شيئا مختلفا . كانت تعلم أنها لن تكمل المشوار ..!


قالت لي بلأمس وهي تلقنني العهد


أحلف بالله يا ...


أُقسم بالله يا ...


وكنت أقسم لها ...وذاك البريق في عينيها يشدني .. كان لقاء مختلف فى توقيته . فى عهده....... فى فراقه .


خمس سنوات مرت بيننا لم تتدنس بلذه زائله ...


رحلت وتركت لى العهد أرعاه ..


أقسم أني على عهدك باق
أقسم أني على عهدك باق
أقسم أني على عهدك باق
أقسم أني على عهدك باق


.


كتبه الشعبي
وجدد الموضوع في الذكرى السادسه